أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عبد الحسين شعبان - الدكتور شعبان يحطم مراياه















المزيد.....

الدكتور شعبان يحطم مراياه


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2628 - 2009 / 4 / 26 - 04:50
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


الدكتور شعبان يحطم مراياه
د. يوسف مكي
أكاديمي ومفكر سعودي

تحطيم المرايا في الماركسية والإختلاف، عمل استثننائي ومثير. عمل استثنائي من حيث جرأته، ومن حيث القضايا التي تناوله برؤية مختلفة لعدد من القضايا الملحة التي تأتي في المقدمة من اهتمامات مجتمعنا العربي.

ومثير، من حيث اكتظاطه بزخم هائل من الأفكار، بما يعكس خصوبة التراكم المعرفي ومهارة التحليل والتفكيك لدى المفكر المبدع الدكتور شعبان.

إغواء الكتابه وإغراؤه، جعلني أمسك به دفعة واحدة من الصفحة الأولى حتى الصفحة الأخيرة، دفعة واحدة. كان عبر سطوره ومحطاته، يشدني بسحر الأسلوب وعمق التحليل والقدرة على التفكيك. وحضر لي في الحال منذ بداية الرحلة الفيلسوف هيجل وهو يؤكد أنه لا بد من كسر الجوزة لمعرفة ما في باطنها.

وكان البديل الذي اختاره الدكتور شعبان عن كسر الجوزة هي تحطيم المرايا.

تناول الدكتور عبدالحسين شعبان قضايا كثيرة، يصعب تغطيتها في الوقت المتاح. تحدث عن الحوار وتمثلاته والدلالات الكامنة فيه، ورفض أن يتم بأبعاد ضيقة ونادى بالفضاءات المفتوحة.

استخدم مشرطه، كجراح بارع في تصديه لأزمة الماركسيين العرب، رافضا بقوة قولبة الفكر وتعليبه، مستعينا بتطور الفكر الماركسي وتجلياته، منذ بدايته ليقرر أن الفكر هو نتاج لواقع تاريخي وموضوعي في آن معا. إن غياب الموازنة بين التاريخي والموضوعي، وبين النص وما يستدعيه ويعبر عنه، قد أوجد متمركسين وغيب الروح العلمية والنقدية التي هو جوهر عبقرية ماركس، ومبرر استمرارية الماركسية كمنهج وأدات من أدوات القراءة والتحليل.

إن الدكتور شعبان يشخصيته الحالمة والمتمردة على الواقع الرافضة للقيود والمؤمنة بالحرية يميل بقوة إلى ماركسية ما بعد البيان الشيوعي، ويرى في نتائج ثورة أكتوبر تقنين وقولبة للماركسية أحالها إلى شيء أقرب للاهوت، بما جعلها تنفصل في الممارسة عن رحابتها.

لكن السؤال الذي يواجهنا ونحن نستحضر التاريخي والموضوعي، في أطروحة الدكتور شعبان هو هل بالإمكان فعلا في ظل هيمنة الدولة على الفكر، وتفاقم دور أجهزتها القمعية والبيروقراطية.. وأيضا في السياق التاريخي الذي أخذت فيه التجربة مكانها، والحصار الذي ووجهت به أن يظل الفكر رحبا، وأن تبقى فضاءاته مفتوحة كما يتمنى المفكر الكبير الدكتور شعبان؟!

الدكتور شعبان يجيب على هذا السؤال بأن الماركسية ثابتة لكن ليس بمعناها السكوني بالأداة والوسيلة. وهنا ربما يصدمنا سؤال منهجي آخر. أوليست الأدوات والوسائل هي نتاج مخاضات عملية. وماركس يشير إلى مصادر ومنابع كان لها الدور الأساس في صياغة نظريته. والعلم شأنه شأن الأمور الأخرى، يرفض الثبات والسكون أيضا.

لقد تطور فهمنا لقانون الجاذبية وتبدل جذريا منذ إسحق نيوتن إلى كوبرنيكوس ومن ثم أينشتاين. بمنعى أن ما هو متاح أمنامنا من حقائق علمية قد لا يمكنها أن تصمد في المستقبل.

وفي مجال البحث العلمي أسهمت الإنجازلات العلمية والإختراعات في خلق حقائق جديدة منها تطور أدوات ووسائل البحث ذاتها.

هناك محاور كثيرة في الفكر الماركسي بحاجة إلى مناقشة، في سياق مراجعة الفكر وتحديثه، كنت أتمنى لو أن الوقت يكفي لتناولها هنا، وهي جديرة بالمتابعة مستقبلا، والإضافة فيها تتجاذب مع رأي الدكتور شعبان ولا تتناقض معه. ولعل أهم تلك المحاور: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، والحتمية، والإغتراب الإنساني، وفائض القيمة وعلاقة هذه المحاور فرادى ومجتمعة في سياق توطين الفكر التقدمي الماركسي بالعالم الثالث، وفي القرن الواحد والعشرين.

في كل الأحوال، فإن ما يهمنا في الماركسية حسب الدكتور شعبان، هو روحها المتوثبة والمؤمنة بأن الغاية أولا وأخيرا هي الإنسان، وحقه في تقرير مصائره وأقداره.

وهنا بحضر بجلاء دور المثقف العضوي الذي تحدث عنه غرامشي، وهو النموذج الذي يتمثله الدكتور شعبان في رحلته النضالية ومختلف أنشطته: إنسانا وكاتبا ومفكرا ومبدعا.

في رحلتي مع الكتاب وجدت من الصعوبة الفصل بين الفكر والموضوع، بين الدكتور شعبان، وبين أطروحاته. فالتماهي واضح إلى حد كاريكاتوري بين شخصية الإنسان شعبان، وبين ما يطرحه من أفكار بدت لي في بعض الأحيان حالمة ومغرقة في نزعتها الإنسانية، جاء ذلك عند الحديث عن الموقف السوفييتي من فلسطين، وأيضا عن القضية الكردية. وحتى الموقف من الدين والهوية، لم يخرج عن دائرة النزعة الإنسانية الراسخة في شخصية الكاتب معايشة وفكرا وممارسة.

وكما يتسلل الدكتور شعبان إلى العقل والقلب دون وعي، ويصبح توأم روح دون قرار، يتسلل إليك علمه وفكره وعمق تحليله.

أشاطر الدكتور شعبان كثيرا في الموقف من الدولة، فهذه الدولة لا يكفي وصفها باعتبارها جهاز قمع طبقي، لأن الموضوع أعقد من ذلك بكثير. وهو موضوع خلافي على كل حال. وحتى ضمن دائرة الفكر الرأسمالي هناك مواقف متباينة من فكرة الدولة بعكسها بشكل واضح الصراع بين الأحزاب الليبرالية القائمة على تعظيم دور الدولة: رفع الضرائب وزيادة الخدمات الإجتماعية، والأجهزة البيروقراطية وتحقيق دولة الرفاه، وبين المحافظين الذين يرون تقليص مهام الدولة لصالح صلاحيات أكبر للاحتكارات الكبرى.

هناك من كتب عن عودة قوية للدولة كـ ثيدا سكوكبول، ومن ناقش أدوارها كجندر فرانك وإيمانويل وليريشتاين. وفي الأدبيات السياسية العربية التقدمية أنور عبد الملك في مصر مجتمع يبنيه العسكريون، وغالي شكري في الثورة والثورة المضادة وصلاح عيسي عن الثورة العرابية، وكلها تؤكد على مركزية دور الدولة. لكن ذلك لا يعني التسليم بتغول دور الدولة، ومنحها صكا مفتوحا، بل لا بل من ضوابط تحد من مركزيتها، وتسهم في جعل أبواب الإجتهاد والفضاءات مفتوحة ومتوازنة.

تحدث الدكتور شعبان كثيرا عن المرأة والحب والجنس بما لا تتيحه هذه المساحة، ولعلي في هذا السياق أختتم ببعض من أجمل ما في الكتاب عاطفة وشاعرية:

إن قلب الإنسان هو الذي يقاوم الزمن ناثرا عليه زهر المودة والتواصل، وحديقة الحب التي تتسع لأنواع الزهور والورود والرياحين... بدون الحب تزحف الصحراء على الروح ويتعطل العقل ويتعفن الفكر...


مداخلة تقييمية نقدية لكتاب تحطيم المرايا ألقيت في قصر الاونسكو في بيروت 10/2/2009 والتي شارك فيها إضافة الى الدكتور يوسف مكي الباحث الفلسطيني سلامة كيلة والامين العام المساعد للحزب الشيوعي اللبناني سعدالله المزرعاني والناقد والفنان العراقي الدكتور عمران القيسي



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الطريق إلى ديربن: ماذا تعلمت إسرائيل وماذا تعلّم العرب؟
- المرأة والسياسة والإبداع في حياة الجواهري
- فشل المشروع الأمريكي سياسيا في العراق دعا أوباما الى الانسحا ...
- العرب والعراق.. ماذا يريدون منه وماذا يريد منهم؟
- أوباما في بغداد: ما الجديد؟
- النقد الذاتي بداية الطريق إلى النقد الكلّي
- ماركس لم يقرأ التاريخ ولم يتحدث في الدين !!
- استراتيجية أوباما والتركة الثقيلة
- وظيفة المثقف الأساسية.. النقد
- فلك المواطنة!
- 3- الأزمة المعتقة وسبل تجاوزها!!
- مؤتمر ديربن: لعلها أكثر من صدمة!!
- شهادات إسرائيلية: لائحة اتهام!
- تأبّط «ديمقراطية»!
- النظام الإقليمي العربي: وقفة مراجعة للأزمة المعتقة!
- العدالة المفقودة والعدالة الموعودة
- السيادة والدولة : اشكاليات السياسة والقانون!
- حيثيات تأسيس جامعة الدول العربية
- - أحنُّ الى خبز أمي -...!
- النظام الإقليمي العربي و22 فيتو


المزيد.....




- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عبد الحسين شعبان - الدكتور شعبان يحطم مراياه