أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - -الست هدى- .. مرأة حديدية أقوى من فاروق حسنى!














المزيد.....

-الست هدى- .. مرأة حديدية أقوى من فاروق حسنى!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 09:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من تكون السيدة هدى عشماوى، وما هو السر الذى يجعلها أقوى من وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى أحد أقدم الوزراء فى العالم بأسره والذى ظل جالساً على كرسى الثقافة وحاملاً حقيبة وزارتها لأكثر من عشرين عاماً متصلة؟!
وكيف تعين لهذه السيدة، التى هى مجرد واحدة من مئات وآلاف المرءوسين فى دهاليز وزارة الثقافة، أن تكون كلمتها هى العليا حتى لو كانت هذه الكلمة مناقضة لكلمة أقوى وزير؟!
هى باختصار الأستاذة هدى العشماوى، المسئولة عن الآثار بوكالة الغورى، أى أنها – مع كل الاحترام – واحدة من صغار كبار أو كبار صغار الموظفين فى مصلحة الآثار التابعة لوزير الثقافة والداخلة فى نطاق مسئولياته وصلاحياته الدستورية.
ومع ذلك فإنها ضربت بتصريحات الوزير عرض الحائط وأمعنت فى السير عكس الاتجاه الذى رسمته هذه التصريحات الوزارية.
والقصة باختصار أن المسئولين على الآثار بوكالة الغورى، وفى مقدمتهم الأستاذة هدى، يحاولون طرد جمعية "أصالة لرعاية الفنون التراثية" من مقرها بوكالة الغورى، بل وصل الحال بالمسئولين بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية إلى حد إبلاغ النيابة ضد الفنان التشكيلى الكبير عزالدين نجيب رئيس الجمعية واتهامه بتهديد سلامة الآثار .. يا حفيظ!!
ولأن هذه الجمعية واحدة من أكثر جمعيات المجتمع المدنى جدية، وتعمل طوال السنوات الخمسة عشر الماضية على حماية الحرف التقليدية من الاندثار وقدمت العديد من الانجازات الحقيقية، فإن هذه الأخبار المذهلة أفزعت مئات المثقفين والأدباء والفنانين والكتاب الذين وقعوا بيانا تضامنياً مع الجمعية، كما أصدرت نقابة الفنانين التشكيليين بياناً موقعاً من وكيلها الفنان والناقد الكبير إبراهيم عبدالملاك يعلن تضامن النقابة مع الجمعية "فى الدفاع عن مقرها ومعرضها الدائم، الذى تقدم من خلاله أنشطة واسعة، كمعارض للفنانين من الشباب والرواد، وكنافذة للابداع فى قلب القاهرة التاريخية أمام الزائرين من كل دول العالم، وغير ذلك من الأنشطة الفنية التى يلمسها أى متابع للحياة الثقافية بما فى ذلك إصدارها أول موسوعة عن الحرف التقليدية فى مصر".
وبالتوازى مع هذا الغضب الذى انتشر فى الأوساط الثقافية، حدث لقاء بلا موعد سابق بين الفنان عزالدين نجيب رئيس جمعية أصالة وبين الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة أثناء افتتاح معرض أحد الفنانين التشكيليين. وفى هذا اللقاء المفاجئ صرح الوزير أمام جموع الحاضرين بأنه لن يسمح بخروج "أصالة" من مكانها وطمأن عز الدين نجيب بأن أحداً لن يتعرض للجمعية بسوء. بل إنه – أكثر من ذلك – أبدى استعداده لافتتاح معرض لها فى مكانها الحالى، وطلب من سكرتيره أن يعرض عليه الأمر فى الصباح لاصدار تعليماته بشأنه.
وبالطبع تلقى عزالدين نجيب التهانى من زملائه وأصدقائه بانتهاء المشكلة.
لكن بعد مرور أكثر من أسبوع على هذه "النهاية السعيدة" ظهرت السيدة هدى العشماوى فى الصورة مرة أخرى ومارست نفس الاستفزازات السابقة من أجل إخلاء معرض الجمعية من كافة المعروضات من فنون الحرف التقليدية بزعم أن المكان ليس مخصصا كمعرض، بل كمقر إدارى للجمعية فقط. وهو إدعاء كاذب لسبب بسيط هو أن للجمعية مقر إدارى عبارة عن حجرة بأحد طوابق مبنى وكالة الغورى منذ سنوات بعيدة، أما المكان محل النزاع فيستخدم عبر 15 عاماً فى أنشطة فنية مختلفة كمعرض ومرسم للهواة وورش عمل للحرفيين منذ تسلمته الجمعية وكان وقتها "خرابة" مهجورة وقامت بتنظيفه من الأتربة والزواحف والمخلفات.
وفى انتظار صدور القرار بطرد الجمعية ازداد التسلط البيروقراطى المشار إليه وذلك بدفع الحراس الأثريين لتحصيل ثمن تذكرة لزيارة المعرض حينا، وهو ليس من حق الآثار وإنما المقصود منه تطفيش الزوار، ثم لجأوا إلى إرهاب الزائرين بإبلاغهم بأن المكان غير آمن.
العجيب أنه فى الوقت الذى ينصب الاتهام على الجمعية بتعليق اللوحات والمنتجات الحرفية على جدران المبنى ووضع مصابيح الإضاءة، يقوم قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة نفسها حاليا بالاعداد للمهرجان السنوى للحرف التقليدية بداخل مبنى وكالة الغورى وجميع حجرات الدور الأرضى والصحن، ويقتضى ذلك بالضرورة تعليق الاعمال الفنية فوق الجدران وإضاءة كل الغرف بكشافات الإضاءة، إضافة إلى الكشافات الضخمة بالغة القوة بالمسرح المقام وسط الوكالة. ولم يصدر أى اعتراض من "الست هدى" بالرغم من أنه نفس ا لمبنى ونفس نوعية النشاط، فوق ما يمثله مبنى الوكالة من قيمة أثرية تفوق كثيراً قيمة الملحق الذى تشغله "أصالة". فملاذا السكوت هنا والصياح والتهديد هناك؟
والأعجب من لغز تحدى "الست هدى" لتعليمات الوزير، هو أن سلوك الموظفين المسئولين عن الآثار الإسلامية والقبطية – وفى مقدمتهم الأستاذة هدى – يتناقض أيضاً مع تعليمات اليونسكو – التى يسعى فاروق حسنى لرئاستها – والتى تطالب بفتح مثل هذه الأماكن للأنشطة الثقافية.
فما هو رأى فاروق حسنى الفنان، والوزير، والمرشح لرئاسة اليونسكو فى هذه الفضيحة الثقافية؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب السجون: كتابات تقشعر لها الأبدان!!
- عبدالملك خليل
- إعطنى هذا الدواء
- إمسك .. بهائى!
- سيادة النائب العام.. شكرًا
- هل نحتاج إلي قانون جديد لمكافحة الارهاب؟!
- انتبهوا أيها السادة: نتيجة امتحاننا في »النزاهة«.. ضعيف جدا
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة . ...
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة 5 ...
- حلم .. ولاّ علم؟!
- من يشعل النار فى قلب القاهرة الخديوية؟!
- كيف يتعامل الاعلام المصرى مع تحديات العولمة؟
- ثورة 1919 .. تسعون شمعة
- هل تكون القاهرة الخديوية .. محمية عمرانية؟
- بلاغ للنائب العام وكل من يهمه مصير هذا البلد
- مليارات لا تجد من ينفقها! سوء إدارة وفساد يهدران الاستفادة ا ...
- متحف للمياه على ضفاف النيل
- تعليم الكذب والخداع
- صحفيون ضد مناهضة التمييز!
- مستنقعات الارهاب


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - -الست هدى- .. مرأة حديدية أقوى من فاروق حسنى!