أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - مكان تحت الشمس














المزيد.....

مكان تحت الشمس


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2624 - 2009 / 4 / 22 - 09:10
المحور: حقوق الانسان
    


أنا مش طالب إشيا كثيره , فقط أحلم بمكان بسيط تحت الشمس, مع مرجوحة عيد وطائرة ورقية تطير من بين أصابع ولدي ويراقبها وهي تطير وهو أيضاً مستمتع بمنظرها وهي تطير , وصدقوني منظر الطائرة الورقية وهي تطير ممتعة جداً ليس للأطفال فقط بل للكبار أيضاً , ومن الممكن أن يكون منظر الطائرة الورقية جميل جدا وممتعاً للكبار نظراً لأنهم من صغرهم وهم يحلمون بطائرة ورقية تحت الشمس يطلقونها من بين أصابع أيديهم , ولأن كل الحكومات التي تخضرمنا معها لم تحقق لنا هذا المشروع فلهذا السبب أعتقدُ أننا نحن الكبار ما زلنا نستمتع بمنظر الطائرة الورقية وهي تطير . .

يا عالم... يا ناس ...يا هو ..., بدنا بس مكان تحت الشمس, فهل يوجد في وطني مكان , أو حكومة توفر لي شروط الحياة الكريمة .

أحلمُ بوطن يعطيني الحياة الكريمة, بدون مكان تحت الشمس لا يمكن لي ولا لغيري أن يعتبر نفسه أنه يعيش في وطن كريم .

مكان تحت الشمس هو عنوان كتاب لنتنياهو : كان حين أصدره قد تهكم عليه العربُ , والبعض الآخرُ أحس بخطورته أما الشاعر االراحل نزار قباني فقد وجه كلمة شكرإلى نتنياهو وقال من خلال رسالة بعث بها إلى القادة العرب في قمتهم , قال فيها :
(إذا كان بنيامين نتنياهو قد أوقظكم من سكرتكم فشكراً له).


طيب إذا كان نتنياهو يهودي أو مغتصب أرض ويريد وطناً والعرب تقف في وجهه بحجة دفاعهم عن مقدراتهم ومقدساتهم ,طيب ماشي بس أنا شو تهمتي؟
أنا لم أغتصب أحد ولم أغتصب أرضاً , ولم أعتد على الدول المجاورة , فلماذا لا أجدُ وطناً جميلاً به مرجوحة عيد وكعكة عيد وطائرة ورقية يحلم بها ولدي .

أين أجد المكان الذي أبحث عنه تحت الشمس , الشمس موجودة , ولكن الوطن!..أين هو ؟

طبعاً أنا أتضامن مع نتنياهو علناً كونه يحمل نفس مشكلتي , وشكراً لكل الذين يحاولون خنقي بكل الوسائل وشكراً للوطن الجميل الذي يضطهدني صبحاً ومساءاً.

هو مكان تحت الشمس وليس رصيداً في البنك , هو مكان تحت الشمس وليس فندقاً من خمسة نجوم, هو مكان تحت الشمس وليس صاروخاً إلى المجرات البعيدة , هو مكان تحت الشمس وليس سيارة (لومونيز), هو مكان تحت الشمس وليس طائرة سياحية ...يا عالم يا عرب : مكان تحت الشمس تتوافر به شروط الحياة الكريمة , والحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية والثقافية , مكن تحت الشمس سواء أكان في السهول أو الجبال , المهم فقط لا غير أن تتواجد في المكان أشعة الشمس .


مكان تحت الشمس أريده أن يتحقق لي ولنتنياهو وللمسلم ولليهودي وللمسيحي وللبوذي ,وللماركسي ولليبرالي , وللوجودي وللهندوسي وللمزدكي , وللمثلي الجنسي وللمثلية الجنسية , أريد مكاناً تحت الشمس حتى لو كان تحت أقدام بوذا , أو تحت أقدام أي إمرأة حتى وإن كانت راقصة , ليس من المهم المكان , , المهم هو : أي مكان , المهم أن أجد مكاناً فيه شمس وغيم ومطر وتراب.

المهم عندي هو أن أجد مكاناً ما تحت الشمس الشمس تعني الحرية بالنسبة لي , والهواء والمطر والتراب تعني الورقة والقلم والكتاب والمِداد والحبر , ليس من المهم أن يكون المكانُ حاراً المهم أن أجد به الدفء حتى وإن إحترقتُ به , وليس من المهم أن يكون بارداً جداً المهم عندي أن أجد الرطوبة حين أبحثُ عنها .
منكان تحت الشمس مكان ُ يؤويني أو آوي إليه كما تأوي الحيوانات إلى أوكارها أو كما تأوي الطيور إلى أعشاشها , أريد مكاناً تحت الشمس .
أريد شمساً أريد حرية أريد حضناً دافئاً أريد وطناً (مثل العالم والناس).

ليس نتنياهو وحده من يبحث عن مكانِ تحت الشمس فأنا أيضاً أبحث عن مكان تحت الشمس , أو مكان في العراء , أو أي مكان حتى لو كان مكاناً تحت المطر والثلج .
ويقالُ أن الفيلسوف اليوناني (ديوجين اللايرسي) هو أول من بحث عن مكان تحت الشمس , في عبارته المشهورة حين سأله الإسكندر المقدوني سوآلاً أثار به حفيظة الفيلسوف , فحين كان الإسكندر يقوم بإحدى حملاته العسكرية كان قد وجد ديوغين يسكن برميلاً فسأله أن يطلب منه أي شيء أو ما يتمناه , فقال الفيلسوف: أطلب من الإسكندر أن لا يحجب عني نور الشمس .

إن المكان الذي يقع تحت الشمس لا يمكن أن يجده أي إنسانٍ منّا في هذا الزمان العربي أو قديوجين اللايرسي من الممكن له أن يجد مكاناً تحت الشمس بجانتب الإسكندر المقدوني إبن الملك فيليب , ولكن لا يمكن أن أجد أنا شخصياً هذا المكان في وطني.

حتى الغرباء الذين يعيشون خارج أوطانهم من السهل عليهم أن يجدوا في أي مكان في العالم مكاناً تحت الشمس , حتى وإن كانوا غرباء عن المكان , ولكن أنا !..في وطني من الصعب أن أجد مرجوحة عيد لولدي أو لعبة لإبنتي, أو أن أجد أنا مثلاً متنفساً أتنفس به حين تخنقني الذكريات العراية أو الواتقع العربي المخجل .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكثر من قرآن
- الفن من أجل الذين لا يقرأون ولا يكتبون
- مؤتمر في الجامعة الأردنية عن المرأة
- مصادر الفساد
- اللذة في رواية عبد الله رضوان :غواية الزنزلخت
- عريس لُقطهْ
- باص القرية وباص المدينة
- رأس المرأة ورأس الرجل
- رفاق السوء
- وجه الشبه بين المرأة والطبيعة
- الخوف من الكلمة المقروءة
- بعد إهل حارتنا مثل أيام زمان
- كيف تصبح العلاقات الزوجية علاقات أخوية ؟
- يوم مع الروائي الأردني هاشم غرايبه
- صباح الخير
- أُكلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض
- رحلة إلى البحر الميت والمغطس
- مين أخذ عن مين؟
- علاقة الإسلام بالسريان
- فلترة الثقافة والمثقفين الأردنيين


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - مكان تحت الشمس