أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود حمد - متى تتصالح الدولة مع الثقافة!؟














المزيد.....

متى تتصالح الدولة مع الثقافة!؟


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 2623 - 2009 / 4 / 21 - 09:50
المحور: المجتمع المدني
    



يحكى ان وزير اعلام هتلر ( جوبلز) قال ذات مرة:
كلما اسمع كلمة ثقافة اضع يدي على مسدسي!؟
وتداول تلك المقولة ـ او مضمونها ـ الكثير من المثقفين باعتبارها تعبيرا عن كراهية النازية للثقافة ، واعتبرها اخرون اقرار من النازية بقوة ـ الثقافة ـ العارية كطاقة تقدمية تغييرية تهدد اركان الاستبداد النازي المدجج بالسلاح والحقد .
فالمستبدون ـ رغم انكارهم العلني ـ يدركون طاقة وقدرة ووظيفة الثقافة لـ " تغيير العالم وليس تفسيره فحسب " كما اراد لها كارل ماركس.
ومع ازدهار مصطلح ـ الصحوات ـ هذه الآونة ..واصطخاب الاصوات بافواه المحتلين والنظام العربي والقوى المحلية المطالبة بـ ـالمصالحة ـ مع كل اصناف المسلحين ..
لم نسمع ـ حتى هَمساً ـ من لسان فصيح واحد يدعو لمصالحة الدولة مع الثقافة ..بعد قرون من اغتصاب ـ السلطة ـ للثقافة..
ودعونا نستضيف المثقفين في عالم ـ الصحوات ـ و ـ الغفوات ـ!
فالمثقفون في ـ غفواتهم ـ التأملية ينتجون ( مضمون التغيير ) وفي ـ صحواتهم ـ ينتجون اساليب ووسائل التغيير عندما يسري ذلك المضمون في عقول وقلوب الناس..ويتحول الى طاقة للتغيير في فكرهم ونشاطهم .
فالابداع الثقافي المعرفي بـ ـ المعنى الواسع للمفهوم ـ يشكل مكونات التمدن الحضري الزائح للتخلف ، ويعد الشرط الضروري لأنسنة المجتمعات البدائية ..وهو في البدء نتاج ـ غفوات ـ المثقفين التأملية.
وفي ـ الغفوات التأملية ـ و ـ الصحوات التغييرية ـ فان المثقفين يقعون هدفا دائما لبطش السلطات المستبدة ، فـ ـ الغفوة التأملية ـ تنطوي على استحضار عسير للمستقبل لازاحة الحاضر البالي الذي تمثله السلطة الرجعية والمجتمع المتخلف..فهم آنذاك مصدر تهديد لجبروت السلطة رغم انكفائهم وتوحدهم مع فكرهم في معتكفات الزُهد والفاقة.
وتستهدفهم انياب السلطة وقوانينها عندما تسري افكارهم في نفوس الناس وتنكسر طاقة الخوف لدى القوى الاجتماعية المنتجة الاكثر وعياً..ويساقون الى الابادة والنبذ والتهميش بتهمة التحريض على زلزلة اركان عرش الاستلاب المتوارث وتهديد ـ مُفسدات ـ الامة المقدسة!.
وفي ايامنا هذه يُنتَبَذ المثقفون من جديد!
وتحاول ـ القوى السياسية الطارئة ـ اليوم كما فعل النظام السابق انتاج ـ اشباه مثقفين ـ على مقاسات خطابها الطائفي او العنصري او العقائدي ، او تعيد انتاج ـ رِمَمْ مثقفي النظام السابق ـ ( هذه الرمَمْ التي كانت احد عوامل تعفن النظام السابق وهي الآن احد مؤشرات فساد الدولة اليوم ) ليكونوا بديلا لمثقفي الوطن من الشباب والرواد الذين يلألؤن في ليل العراق المظلم منذ عقود ومازالوا ، ويتألقون في حلك الغربة في كل بقاع العالم منذ عقود ومازالوا!.
دون ان تدرك هذه القوى السياسية القصيرة النظر والضيقة الافق بان السبب الموضوعي لتفكك ـ دولة الخوف ـ التي تهاوت في 2003 وتلاشي مؤسساتها في ساعات هو :
خواء مضمونها الثقافي واستيطان ـ التخلف ـ في احشائها ومفاصلها.
مما يدعونا الى اعادة التساؤل الذي دعا اليه الحريصون على حاضر العراق ومستقبله:
متى تتصالح الدولة مع الثقافة؟
ان العلاقة بين " الدولة " و" الثقافة " محكومة بتحديد نمط الدولة التي نريد لوطننا ..فإن كانت دولة دكتاتورية متخلفة فهي في غنى عن الثقافة الا تلك (الثقافة ) التي تتغنى بـ ـ الصنم الضرورة ـ وتحلب الثروات الوطنية الى جوف الصنم..اما اذا اردنا دولة وطنية ديمقراطية شعبية تنموية فإنها لابد ان تكون شكلا حيويا لـ " الثقافة "..لان الدولة المثقفة هي ـ دولة التنمية الشاملة ـ ..فـ ـ الثقافة ـ في السياسة تعني :
الادارة التنموية للدولة ومؤسساتها..
لان الثقافة:
1. خلق وتقييم ومراجعة وتطوير مستمر.
2. بحث دائم عن المستعصي والتوغل في قرارته لاستقرائه واستنباط المعالجات والحلول والاستفهامات النوعية الجديدة.
3. بديل للتخلف .. وهي في تدافع وصراع دائم معه في كل شؤون الحياة.
4. فاضح للقمع .. وهي في تدافع وصراع معه في جميع ميادين المعرفة والبناء والنشاط والوجود.
5. رافض للاستبداد .. وقوة رفض وتحد دائم له على كافة الاصعدة الفردية والمجتمعية والسلطوية ( المعرفية والمادية).
6. مقاوم للغزو والاحتلال .. فالثقافة تعني:
الحرية ..والحرية نقيض الاغتصاب.
ومثل هذه الخصائص هي مضمون الدولة التنموية ..
.......
وفي البدء ...نتوجه بالاستفهام الحواري الى القوى السياسية الحاكمة:
هل بالامكان تغيير " مؤسسات دولة الاستبداد " الموروثة الى مؤسسات دولة الثقافة ( دولة القانون )؟
وهل بامكان ـ جنين ـ دولة الثقافة (التنمية) العيش والنمو في احشاء مؤسسات دولة ينخرها الفساد المالي والتخلف الاداري!؟



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة مؤسسة الدولة العراقية..تناحر سياسي ام تخلف اداري !؟
- - تَمَرُدات- السيد نوري المالكي التراكمية التصاعدية !؟
- محنة الصحفيين العراقيين ..من- إعلام السوط الواحد-..الى -إعلا ...
- الديمقرطية الشعبية - الانتخابية - ..لا - الديمقراطية التنافق ...
- - مبادارت - الحكومة العراقية .. و- عِلَلْ - المثققين!؟
- هل الديمقراطية التوافقية دكتاتورية متعددة الرؤوس!؟
- بزوغ فجر المساءلة..وتفكك دولة الطوائف!؟
- غياب المُرشحين - الواعدين - وحضور - الزعماء - المُتَوعدين..
- ديمقراطية توافقية ..ام دكتاتورية تنافقية؟
- حمد اللامي ..وبرزان التكريتي..والاطفال الكرد المختطفين!؟
- انحسار سلطة الاحتلال..وانفضاح دولة المحاصصة..
- المثقف و-كاتم الصوت
- - نَجْسانة -؟!..لا - مو نَجْسانة -..!!
- دعوة لإنشاء: المركز الوطني لضحايا الإرهاب الفكري في العراق
- حذار من عودة -الخَتّانْ التَشكيلي-!!؟
- من هم المرشحون لمجالس المحافظات!؟
- هل يمكن التعايش بين ثقافة -حرب العصابات-.. و-ثقافة- الديمقرا ...
- رسالة مفتوحة إلى -مثقفي- الأحزاب والحركات والهيئات والمنظمات ...
- ديمقراطية -بيولوجية-..و..ديمقراطية ب-التَبَني-!
- -ادارة الثقافة- العراقية..من -الواح الطين- الى ..جدران التخل ...


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود حمد - متى تتصالح الدولة مع الثقافة!؟