أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - النبع العظيم في الارض الطيبة / مسرحية للأطفال















المزيد.....


النبع العظيم في الارض الطيبة / مسرحية للأطفال


حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2624 - 2009 / 4 / 22 - 07:14
المحور: الادب والفن
    


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشخصيات :
1 ـ العصفورة الخضراء ـ راوية
2 ـ ليلى ـ طفلة في العاشرة
3 ـ سلوى ـ اخت ليلى
4 ـ زوجة الاب ـ في الثلاثين
5 ـ الاب ـ في الاربعين
6 ـ السنديانة ـ شجرة الحكمة
7 ـ شجرة الورد ـ وردة المحبة
8 ـ العجوز ـ أم الجواهر
9 ـ جوقة الفراشات البيضاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
م / 1
(جنينة خضراء تخترقها ساقية زرقاء ، تخرج العصفورة مع جوقة من الاطفال على هيئة فراشات بأجنحة بيضاء . ترقص وتردد مع العصفورة اغنية الاستهلال )

العصفورة : يا احبابي يا اطفال انا عصفـــــــورهْ
جوقة الاطفال :هيّ عصفورهْ هيّ عصفورهْ
العصفورة :انا عصفورهْ انا خضراء انا مسرورهْ
جوقة الاطفال :هيّ مسرورهْ هيّ مسروره ْ
***
العصفورة : رَفْرَفْتُ فوق الاقمار ْ ..... لَـَوَََّنتُ ورق الاشجارْ
ونزلتُ في احلى دارْ ..... وجمعتُ منها الاخبارْ
أرويها في أجملِ صورهْ
جوقة الاطفال : ترويها في أجمل صورهْ ... ترويها في اجمل صورهْ
***
العصفورة : الصورةُ كانْ ياماكانْ .... تزدحم ُ فيها الالـوانْ
تحكي مِن قِدَمِ الازمانْ .... وتطوفُ كل َّالبلــدانْ
تتحدث ُعنها المعموره
جوقة الاطفال : تتحدثُ عنها المعمورهْ .... تتحدثُ عنها المعموره ْ
***
العصفورة : إمعِنْ في الصورةِ لا تَسرَحْ ... نرسمُها في هذا المسرحْ
نتألــمُ نحــــزنُ كي نفــرحْ .... فـي وادٍ بالحـبِ يـصــدحْ
يسقي ويدورُ ناعورهْ
جوقة الاطفال: يسقي ويدورُ ناعـورهْ .... يسقي ويدورُ ناعـوره ْ

( تتحرك الجوقة بحركة الناعور الى جانبي خشبة المسرح .. تقف العصفورة
في وسط خشبة المسرح / تخاطب الجمهور بعد انتهاء الاغنية )

العصفورة: اتعلمون لمَ أنا مسرورة ؟
لأني أرى البسمة على شفاهكم والفرحة في عيونكم الجميلة ...
أحبائي الاطفال .. سنطير ونطوف معاً لنشم عطور المحبة من اغصانٍ توزع الظلال والعبير ، وتغازل الوان الورد ، ونسائم الربيع ، واطيب ما في الطيب ،واجمل ما في الجمال ...
نطير فوق جداول الفرح والضفاف المعشبة بالحب ....
لسنا وحدنا ... سترافقنا في رحلتنا هذه .... ليلى .. إي نعم ليلى !
أتريدون ان تعرفوا من هي ليلى ؟
ليلى صديقتنا الحلوة ذات العيون الجميلة والقلب النابض بحب الخير .
اما حكايتها .. فقد عاشت طفولة حزينة ، لكنها لم تيأس من وصولها الى شاطئ الفرح .
عاشت يتيمةالأم وعانت قساوة وسوء معاملة زوجة ابيها وغلظة قلبها ، على عكس ما كانت تعامل بها ابنتها سلوى ...
لكن ليلى انتصرت لأنها استعانت بالصبر ..
لن أطيل الحديث عنها ، ولنشاهد حكايتها سويةً .

( إظلام )
م / 2
( بيت ريفي من الداخل ، مائدة وكرسي خشبي ، موقد في الزاوية مع كومةٍ من الحطب ، قدور وأواني على مستوى قريب من النافذة ، مغزل وحفنة من الصوف في الزاوية الاخرى )
زوجة الاب : ليلى... ليلى ... أين انتِ ياليلى ؟
ليلى ( تدخل مسرعة وهي تمسح كفيها المبتلتين بثوبها ) انا هنا يا أمي .
زوجة الأب : ( بغضب ) ألمْ أقل لك من قبل : لا تناديني بأمي ... أنا لست أمك ..
افهمتِ ؟
ليلى : نعم يا أمي .
زوجة الأب : قلتُ لكِ : أنا لست أمك .. أمك ماتت .. ماتت منذ زمنٍ بعيد .
ليلى : ( بدمعة حزينة ) لكن أبي يطلب مني أن أخاطبك بأمي .
زوجة الأب : إفعلي ذلك بحضوره فقط .. مفهوم ؟
ليلى : مفهوم .
زوجة الأب : اما انتهيتِ من العجين ومن تنظيف البيت ؟
ليلى : إنتهيت من تنظيف البيت وعجنت عند الفجر .
زوجة الأب : أونظفتِ القدور الصحون جيداً ؟
ليلى : لقد فعلت ذلك ايضاً
زوجة الأب : وغسيل الملابس .. بالتأكيد لمْ تنتهي منها بعد ؟
ليلى : قمت بذلك وانتهيت من نشرها على الحبال عندما ناديتني ؟
زوجة الاب : هذا يعني انك صرفت كل ما لدينا من ماءٍ مخزون ، فأنا أعلم انك
مبذرة .
ليلى : وهل بإمكاني غسل الملابس والصحون بغير استعمال الماء ؟
زوجة الاب : إخرسي ولا تجيبي بوقاحة ، هيا خذي القربة واحضري الماء من
النهر بسرعة لان سلوى ستستيقظ من نومها بعد قليل وتحتاج للماء
حتماً .
ليلى : حاضر ( تحمل القربة وتهم ُ بالخروج )
زوجة الأب : إنتظري .. هل إنتهيت من غزل الصوف ؟
ليلى : غزلتُ منه كمية كبيرة .
زوجة الاب : ولمَ لمْ تنتهي منه يا كسولة .. خذي هذا المغزل وهذه الكمية من
الصوف اغزلي وانتِ في طريقك للنهر , فلا وقت لديك لتضيعه في
اللعب .. افهمتِ ؟
ليلى : ( تتسلم المغزل والصوف ) حاضر.

( إظلام )

م / 3
( حزمة ضوء على مقدمة خشبة المسرح )
العصفورة : وهكذا حملت ليلى القربة على كتفها الصغير ، وأخذت المغزل والصوف معاً ، وسارت الى النهر ، وعندما ملأت القربة بالماء وصعدت الى حافة النهر ، سقط المغزل من يدها وجرى به الماء سريعاً )

( إظلام )
م / 4
( حزمة ضوء على أسفل يمين المسرح عند الحافة )
ليلى : آه ... يا إلهي .. لقد سقط المغزل من يدي وجرى به النهر سريعاً ...
كيف يمكنني ان اخبر زوجة ابي بذلك .. سأنزل الى النهر واركض خلفه علني
استطيع التقاطه .
( تنزل من السلم في اسفل يمين المسرح الى القاعة )

( إظلام )

م / 5
( حزمة ضوء على مقدمة خشبة المسرح )
العصفورة : ونزلت الى النهر وأخذت تركض مع جريان النهر السرع وهي تحاول التقاط المغزل الى ان وصلت الى نفق عريض يخترقه النهر ، ودخلت النفق وخرجت من الجهة الاخرى ... وإذا هي ترى الدنيا بثوب جديد ، وعالم يختلف عن عالمنا الحاضر .

( إظلام )
م / 6
( سنديانة كبيرة تحمل أوراقاً خضراء ، وشجيرات وردٍ بألوانٍ زاهية ، ساقية زرقاء وقنطرة صغيرة وكوخ من القصب على الجانب الآخر من الساقية ، تدخل جوقة الفراشات البيضاء في فعالية راقصة مع ايقاع أغنية ربيعية .. تصعد ليلى السلم الموجود في اسفل يسار المسرح . بإنتهاء الجوقة من إداء الفعالية الراقصة وخروجها ... تنطلق ليلى في حركة راقصة وهي تردد إيقاع الاغنية السابقة ، يغمرها الفرح والنشوة )

ليلى : ما الطف الهواء في هذا العالم الجميل .. انني أشعر بنشوة تغمر قلبي وكأني
اسابق الفراشات البيضاء في فرحها الربيعي واخطف من خدود الورد قبلات
المحبة ،، يبدو ان هذا العالم هو غير عالمنا !
السنديانة : ( صدى من داخل السنديانة ) من تكون هذه الطفلة الجميلة ؟
ليلى : ( تتلفت بإتجاه الصدى ) من ؟
السنديانة : أنا.. أنا شجرة البلوط التي تقفين بالقرب منها
ليلى : شجرة تتكلم !
السنديانة : نعم أيتها الصبية الجميلة .. ما اسمك ؟
ليلى : اسمي ليلى .. قدري رماني الى عالمكم الجميل .
السنديانة : هل بإمكانكِ ان ان تسقي جذوري من ماء القربة التي تحملينها ؟
ليلى : بكل سرور ( تسقي جذور الشجرة )
السنديانة : ما الذ ماؤك الكوثر الزلال ايها النهر العظيم ... شكراً لك يا ليلى .
ليلى : لا شكر على واجب ايتها السنديانة العظيمة .
السنديانة : كيف اجزي عملك الصالح هذا.. وقد سقيتيني بطيب خاطر ... خذي
ورقة خضراء من اغصاني الوارفة .
ليلى : وماذا افعل بها ، ايتها السنديانة الطيٍبة ؟
السنديانة : انا شجرة الحكمة التي إرتوت من ذلك النبع العظيم ، وكل ورقة من
أوراقي تنطق بالحكمة لمن يحتاجها على مرَ العصور والازمان .
ليلى : كيف يكون ذلك ايتها السسنديانة الكريمة ؟!
السنديانة : إذا طلبتِ منها المشورة اجابتك في الحال .. هيا خذي ورقة خضراء
واحتفظي بها فأنت فتاة طيبة وكريمة وتستحقين كل خير .
ليلى : ( تقطع ورقة من السنديانة ) شكراً لك ايتها السنديانة الطيبة .. ولكن هنالك
ما يحيرني !
السنديانة : إسألي وستجدين الجواب .
ليلى : في أي عالمٍ أنا ؟ وفي أي أرضٍ اكون ؟
السنديانة : ( تضحك ) انها نفس الارض التي تعيشين عليها وترتوين من نهرها
العظيم .. وهي نفس الارض التي تمتد جذوري فيها منذ آلاف السنين .
ليلى : نفس الارض ! .. كيف .. إني أشم في هذه الأرض أريج نسائم الربيع الدائم .
السنديانة : لأنك عبرت حاجز الزمن الى عمق آلاف السنين .. فرأيتِ حقيقة هذه
الارض ... انها جنائن الربيع الدائم ، ودار الحكمة ، وموطن المحبة،
وارض السلام .
ليلى : لقد فهمت الآن ايتها السنديانة الحكيمة ... وشكراً لك على هذه الورقة
الخضراء .... وداعاً
السنديانة : وداعا ً ... وحاولي ان تستفيدي منها .
( تغادر ليلى السنديانة وتسير خطوات لتسمع نداءً من شجرة الورد )
شجرة الورد : انت ايتها الطفلة الهادئة الرقيقة ..
ليلى : ( تتلفت )هل أنت مَن ناديتني يا شجرة الورد ؟
شجرة الورد : أنا ياصغيرتي الجميلة .. هل بإمكانك تقديم خدمةٍ ؟
ليلى : بكل سرور .
شجرة الورد : هنالك بعض الادغال الشائكة تحاصر اغصاني ، وتحجز رائحة
براعمي ، حاولي اقتلاعها .. ارجوك .
ليلى : ( تقتلع الادغال وترمي بها بعيداً )
شجرة الورد : شكراً لك ايتها الفتاة الطيَبة . وعرفاناً بهذا الجميل ....
اقطفي وردة من غصني واحتفظي بها .
ليلى : كلا .. اذا فعلتُ ذلك ، ذبلت الوردة وانقطع عطرها .
شجرة الورد : صحيح ما تقولينه ايتها الصغيرة الذكية ..
ولكني اختلف عن كثير من شجيرات الورد .
ليلى : تختلفين ! كيف ؟
شجرة الورد : ان وردتي لا تذبل ابداً .. ورائحتها الذكية لن تنقطع ابدا .
ليلى : ( تستفهم في غرابة ) ماذا تقصدين ؟!
شجرة الورد : ان رائحتها الذكية دائمة العطاء ...
وهي تغسل القلوب من الكراهية والحقد والضغينة .
ليلى : يا لها من وردة ٍ عجيبة !
شجرة الورد : هيا اقطفي وردة واحتفظي بها .فهي ستنفعك حتماً ..
انها وردة المحبة من وادي المحبة .
ليلى : ( تقطف وردة وتشم عطرها ) شكراً لك ايتها الشجرة الطيبة ...
( تبتعد قليلاً ، وتقف بالقرب من القنطرة )
ليلى : انها حقاً الارض الطيبة المعطاء التي ترتوي من نبع المحبة .
( تخرج إمرأة عجوز من خلف الكواليس وهي تتكئ على عصا وتسير بخطوات ٍ بطيئة )
ليلى : ( تلمح العجوز ) الى اين تريدين الذهاب يا جدة ؟
العجوز : العجوز : الى بيتي ، لكني أجد صعوبة في عبور هذه القنطرة .
ليلى : هوِّني عليك يا جدة ... سأخذ بيدك الى بيتك .
العجوز : أنت فتاة طيبة يا صغيرتي .
( ليلى تساعد العجوز في العبور وتوصلها الى باب الكوخ )
العجوز : شكراً لك يا صغيرتي يا ...
ليلى : ليلى يا جدتي ... ليلى .
العجوز : شكراً لك يا ليلى .
ليلى : لا شكر على واجب يا جدتي .. وداعاً .
العجوز : إنتظري يا صغيرتي ( تدخل العجوز الكوخ وتأتي بقطعتي فحم )
خذي يا صغيرتي هاتين القطعتين .. انهما من باطن هذه الارض الطيبة .
( تدخل العجوز الكوخ وتقترب ليلى الى وسط المسرح )
ليلى : ماذا افعل بقطعتي الفحم هاتين ؟ ( ترميهما وتسير خطوات )
ولكن لمَ فعلتُ هذا ؟
لاسأل ورقة الحكمة فعندها الجواب الشافي .
( تخرج الورقة الخضراء وتمسح باصابعها عليها )
ليلى : دليني يا ورقة الحكمة واخبريني عن فائدة تلك الفحمتين ؟
الورقة الخضراء : ( صوت شجرة الحكمة )إرفعيها عن الارض واعتذري منهما ..
وإياك ان تهيني او تحتقري هدية قُدمت اليك .
ليلى :( تلتقط الفحمتين من الارض ) أنا آسفة ... آسفة جداً .

( إظلام )
م / 7
( حزمة ضوء على مقدمة المسرح )
العصفورة : اعزائي الاطفال .. شعرت ليلى بانها قد تاخرت عن العودة ، وعليها ان تعبر حاجز الزمن ، اي ان تعبر النفق من جديد ...
عبرت النفق وعادت الى الحاضر وملأت القربة مرة اخرى ، فماذا كان ينتظرهاعندما عادت الى البيت ؟
تعالوا لنتعرف على ما يجري هناك .

( إظلام )
م / 8
( منظر البيت الريفي من الداخل ـ م/1 )
زوجة الاب : ( تروح وتجئ بغضب ) أين ذهبت هذه البنت الملعونة ..
لقد تأخرت كثيراً .
سلوى : لماذا تصفيها بالملعونة يا ماما
زوجة الاب : أرسلتها لتجلب الماء من النهر ،وقد تأخرت كثيراً ..
لابد انها نسيت واخذت تلعب في الطريق .
سلوى : ربما حصل لها حادث يا ماما .. لنسرع الى النهر ونسأل عنها .
زوجة الاب : ماذا تقولين ؟! ( مستنكرة هذا الطلب )
نسال عنها ! ولماذا كل هذا الاهتمام بها ؟
سلوى : اليست ليلى اختي يا ماما ؟
زوجة الأب : كلا انها ليست اختك ... انها بنت ابيك فقط ... وانها تحقد عليك ،
وتضمر لك الكراهية دائماً ... عليك ان تحذري منها يا سلوى .
سلوى : لكنها تعاملني بكل رقة وحنان .
زوجة الأب : انها افعى .. فاحذري منها يا ابنتي العزيزة ، وإياك ان تصدقي ما تقول .. انها تذر الرماد في العيون .
سلوى : ( تلاحظ من النافذة عودة ليلى ) ها هي قد عادت يا ماما ( تدخل ليلى )
زوجة الأب : ( تزجرها ) اين كنت طيلة هذا الوقت يا خاتون ...
ولماذا تأخرت ... أجيبي بسرع وإلا ... ( تسحبها من ضفائرها )
سلوى : مهلاً يا ماما .. دعيها تعيد انفاسها اولاً .
زوجة الأب : اسكتي انت يا عزيزتي .. ودعيني احاسبها على تأخيرها كي لا
تكررها .
ليلى : لقد كنت في ...
زوجة الاب : كنتِ في جهنم عند امك.. ثم اين المغزل ايتها الملعونة ؟
ليلى : لقد سقط مني في النهر ، وجريت وراءه فلم افلح في التقاطه ..
إذ كان جريان الماء سريعاً ..
زوجة الاب : وتقولينها هكذا وبكل بساطة ... كيف فعلت ذلك كيف ( تدفعها )
ثم ما هذه الفحمات التي في يدك .. هل ارسلتك لتلعبي بالفحم أم لتجلبي
الماء ؟
( تصفعها وتشدها من ضفائرها فتسقط من يدها قطعتي الفحم وقد تحولتا الى جوهرتين )
زوجة الاب : ( تنظر مذهولة ) ما هذه ! ... جوهرتان !؟
ليلى : تحولت الفحمتان الى جوهرتين لأني جئت بهما من الارض الطيبة في وادي
المحبة .
زوجة الأب : الأرض الطيبة في وادي المحبة ! ( موسيقى مناسبة )

( إظلام )
م / 9
( حزمة ضوء على مقدمة خشبة المسرح )
العصفورة : وشرحت ليلى لزوجة ابيها كيفية عبورها حاجز الزمن عبر بوابة النفق في وادي المحبة الى الارض الطيبة ... وكيف اعطتها العجوز تلك الجوهرتين . فأمرت زوجة الاب ابنتها سلوى ان تذهب الى هناك كما فعلت ليلى وتأتي بالمزيد من الجواهر الثمينة ، كما انها سلبت ليلى الجوهرتين ....
اعزائي الاطفال ... دعونا نشاهد سوية ماذا فعلت سلوى بعد ان عبرت بدورها حاجز الزمن )

( إظلام )
م / 10
( عودة الى م/6 السنديانة وشجرة الورد والساقية والقنطرة والعجوز )
سلوى : ( تجد نفسها في الارض الطيبة )
السنديانة : من تكون الفتاة الصغيرة ؟
سلوى : ما شانك انت ايتها السنديانة الهرمة ؟
السنديانة : هل معك ماء لتسقيني واهديك ورقة حكمة .
سلوى : لست بخادمة لك ايتها السنديانة الهرمة .. ولست بحاجة الى كلامك الفارغ
.. فدعيني وشاني ( تترك السنديانة )
شجرة الورد : أنت ايتها الفتاة الصغيرة ...
سلوى : ومن تكونين أنت وماذا تريدين ؟ ؟
شجرة الورد : انا شجرة الورد ولي عندك طلب بسيط .
سلوى : لا وقت لدي .. كما اني أشعر بالاختناق في هذه الرض الموحشة التي
تسمونها الارض الطيبة .
شجرة الورد : ان القلوب البيضاء ترى كل شئ جميلاً وكل ارض ربيعاً اخضراً ..
حاولي ان تغسلي قلبك من الكراهية لتري الدنيا بوضوح .
سلوى : كفاك ثرثرة .. فأني ابحث عن العجوز قرب القنطرة .... ايتها العجوز ..
ايتها العجوز أين انت ؟
العجوز : ( تخرج من الكوخ ) من يناديني ؟
سلوى : أنا
العجوز : ومن أنت ؟
سلوى : أنا سلوى أخت ليلى .. ارسلتني أمي لتعطيني من خيرات الارض الطيبة ..
هيا ايتها العجوز .
العجوز : الارض الطيبة لا تعطي إلا لمن يجتاز الاختبار بنجاح ... ولقد فشلت يا
سلوى فعودي الى أمك ... وحين تغيرين ما بنفسك وتطهرين قلبك من
الكراهية ستجدين الخيرات امامك .
سلوى : انا لست كذلك ايتها العجوز .. لكن أمي تدفع بي لهذا الطريق .
العجوز : إذن خذي هذه الهدية لأمك لعلها تعود الى رشدها( تسلمها صرة سوداء )

( إظلام )


م / 11
( حزمة ضوء على مقدمة خشبة المسرح )
العصفورة : وحالما استلمت سلوى الصرة السوداء من العجوز حتى عبرت حاجز الزمن ،عائدة الى البيت ، فتعالو نشاهد ما سيحصل هناك )

( إظلام )
م / 12
( منظر البيت الريفي من الداخل / م/2 وم/8 )
سلوى : ( تدخل وهي تحمل الصرة السوداء )
زوجة الأب : اهلاً بإبنتي العزيزة سلوى ( تعانقها ) خيراً فعلت ...
( توجه الكلام الى ليلى ) انظري انها افضل منك .. لقد عادت بصرة
مليئة بالمجوهرات ... انها شاطرة وليست خاملة كسولة مثلك
( ساخرة من ليلى )
قطعتين صغيرتين من الجواهر ... هه ،
خذيها فلسنا بحاجة اليها ( ترمي الجوهرتين امام أقدام ليلى )
سلوى : لدينا صرة مليئة بالمجوهرات ... ان بإمكاني ان آتي بالمزيد منها من تلك
العجوز البلهاء التي لا تعرف قيمتها ... انظري يا ليلى انها صرة مليئة
بالمجوهرات( تسلمها لأمها )لقد اصبحنا اغنياء يا ماما .
زوجة الأب : نعم يا بنيتي الحبيبة .. لقد أصبحنا اغنياء وسنحصل على المزيد منها
ونبني قصراً من الذهب ومزيد من الخادمات والخدم ... وسنعين ليلى
بوظيفة رئيسة الخدم ..اليس هذا منصب يليق بمقامك يا ليلى
( ساخرة منها )
ليلى : ( تنظر اليها بصمت وحزن مطبق )
زوجة الأب : لماذا تنظرين اليّ هكذا يبدو انك غير راضية
تتقدم لتصفعها ... يدخل الاب )
الأب : ما هذه الضجة ؟ ماذا حصل ؟
زوجة الأب : لقد اصبحنا اغنياء بفضل ابنتي العزيزة سلوى .. لقد جاءتنا بصرة
مليئة بالجواهر من الارض الطيبة عبر حاجز الزمن .
الأب : ماذا اسمع !
زوجة الأب : ( تفتح الصرة ) انظر انها مجوهرات ... مجوهرات يا ابا سلوى
( تمد يدها في الصرة فتفاجأ بوجود قطع صغيرة من الحصا )
سلوى : ما هذا ! .. لقد تحولت المجوهرات الى حصا
زوجة الأب : ( تصرخ ) يا للمصيبة ( تبكي وتخاطب ليلى ) أنت السبب في كل ما
جرى ، لقد حسدت سلوى لأنها كانت افضل منك .
الأب : ابنتي ليلى لا تحسد احداً ولا تحسد اختها ابداً انها فتاة طيبة القلب دائماً
زوجة الأب : لكنها انحستنا فتحولت المجوهرات الى حصا .

الاب : بيتنا لا يحتاج الى مجوهرات فحسب .
ليلى : نعم يا بابا .. بيتنا يحتاج الى وردة المحبة هذه ..
( تخرج الوردة وتقربها من انف زوجة أبيها ومن أنف اختها سلوى )
زوجة الأب : ما هذه الرائحة الذكية الطيبة يا ابنتي ليلى !
ليلى : انها وردة المحبة التي تغسل القلوب من الكراهية والضغينة والاحقاد ...
لنشمها سوية يا ابي .
( الجميع يقتربون ويشمون الوردة من جديد )
ليلى : اما هاتين الجوهرتين فهي ثمار ارضنا الطيبة التي تسقى من نبع المحبة ..
فأحداهما لك يا ابي والأخرى لامي العزيزة . ( تقدمهما لابيها وزوجة أبيها )
وهذه الورقة الخضراء من سنديانة الحكمة العظيمة نعود اليها جميعاً كلما
احتجنا الى مشورة حكيمة .
( تدخل العصفورة الخضراء مع جوقة الفراشات وهي تحيط بالعائلة في إيقاع راقص ومعبر )

( ختام )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الحيدر
بغداد ـ ايلول / 2002



#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان عند أطراف السماء
- الضباب في امريكا / مسرحية
- العجوز الشمطاءعند خط الشروع / قصة قصيرة
- نهاية الثعلب الماكر / مسرحية للاطفال
- أنا.. وأنا
- الصنم الذي هوى وتهشم / قصة قصيرة
- ذلك الرجل كان اسمه صخي / قصة قصيرة
- الانتظار /قصة قصيرة
- رسالة متأخرة الى صديقي كامل شياع
- س..ايها الرجل المسكين/قصة قصيرة
- المسرح الاليزابيثي وتطور الدراما في انكلترا 1576 1603
- وأنا احلمُ .....


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - النبع العظيم في الارض الطيبة / مسرحية للأطفال