أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الجنديل - الدفاع عن حقوق المرأة ...... ( بلقيس حسن انموذجا )














المزيد.....

الدفاع عن حقوق المرأة ...... ( بلقيس حسن انموذجا )


أحمد الجنديل

الحوار المتمدن-العدد: 2623 - 2009 / 4 / 21 - 07:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مرةً يأخذك قلم الشاعرة المبدعة بلقيس حسن في سياحة إلى شواطئ إبداعها ، فتغمرك الدهشة من سحر لغتها ، ورهافة حسّها ، وجمال صورها ، وقوّة معانيها ، فلا تملك وأنت تبحر في آفاق ديوانها ( مخاض مريم ) غير الانحناء لهذا القلم الساحر، وتزداد تألقا في ديوانها الآخر ( اغتراب الطائر ) فتزداد انحناء شيخوخة الأقلام أمام فتوّة قلمها .
ومرّة أخرى تلتقي بقلم الناقدة بلقيس حسن في مقالاتها النقدية ، فيأخذك الانبهار بقلمها الذي يكتب بالرصاص أحيانا ، فيصيب أهدافه بدقـّة ، ومن يقرأ ( جنازة الملائكة ) و( مسامير بذاكرة الياسمين ) وما كتبته عن الأديبة زينب حنفي وعن النقاب وغيرها من المقالات النقدية الكثيرة ، يشعر دون جهد بالتميّز والحرفية والاقتدار فيما تكتب .
في قلم الشاعرة ـ الناقدة بلقيس ، مساحة كبيرة من الرفض والتمرد ، ومساحة أكبر من المشاعر الرقيقة الدافئة، ولأنها تملك هذا القلم الرافض المتمرد الواعي ، فقد جوبهت بموجة من الانتقاد وصلت حد الشتيمة من قبل الأقلام التي لا تعرف الحوار ولا تملك غير الشتائم ، ولا تتقن غير ثقافة الظلام والتخلف ، ولو أنّ قلم بلقيس حسن انتقل إلى يد رجل ، لصفـّق له الكثير ، وكتب عنه الكثير في مقدمات متخمة بعبارات الإعجاب والتقدير . ورغم أنّ الغربة قد أغرقت البعض في عالم الإحباط والخيبة ، والبعض الآخر أدار بوصلته إلى مسارات أخرى ، إلا أنّ هذه العصفورة المهاجرة من مدينتها الجنوبية الصغيرة الغافية على صدر الفرات قد منحت أجنحتها قوة القدرة على الطيران ، فحلقّت في سماء الإبداع مستوعبة تجربتها بكلّ أبعادها الفكرية والعاطفية .
لقد أدركت بلقيس وهي في مهدها الثقافي الأول قسوة الظلم الذي عانت منه المرأة نتيجة التخلف ومظاهر الانحطاط السلوكي والتقاليد والعادات المتخلفة ، لقد فتحت عينيها على جريمة الاستلاب والاستهانة بكرامة المرأة وانتهاك حقوقها ، وتأملت مأساتها وهي تقرأ على جبينها ( للطبخ والإنجاب فقط ) . وبدلا من أن تستكين وتريح نفسها من لغو المتخلفين ، وتقفل قلمها خشية النقد الذي يصل إلى حد الاتهام والطعن ، شهرت سيفها وراحت تدافع عن حقوق المرأة ، بعد أن تمكنت من فنون القتال بالحجة الدامغة والدليل العلمي والمنطق الحضاري .
بلقيس حسن ، تخرجت من بيت يحترف الشعر ، ومن مدينة لا تعرف غير الفقر والطيبة والشعر ، فكانت تصغي إلى الفرات وهو يغازل ضفافه كلّ صباح ، وتستمتع بنشيد سعفات النخيل وهي تؤدي لحنها كلّ مساء ، وتنام على إيقاع كلمات والدها ، الشاعر الكبير . وبلقيس كانت عدساتها تعمل بعافية دون جنوح أو انحراف ، تحلل بصواب وتكتشف بمهارة ، وعندما حطّت ركابها بعيدا ، واستقرت في بلاد الغرب ، بدأت الصورة تكتمل ، والأفكار تنضج ، والقدرة تكبر على مواجهة ما تشعر به من الظلم الذي تواجهه المرأة ، فكتبت ، وصرخت ، وقاومت ، وعندما حلّت ضيفة على الديوان العراقي ــ كولون في 7/3/2009 . وعلى أنغام عود الفنان لطبف الدبو وصوتها الدافئ الذي ينشد للمرأة ، كانت مشاعرنا مأخوذة بهذا السحر الذي تمنحه لنا عبر قصائها وكلماتها النازفة الراقصة التي أخذت الجميع إلى عالم لا ترى فيه غير إبداع الشاعرة التي تروي سيمفونية الغربة في أجمل ألحانها واشراقاتها .
واليوم وبعد أن اقترحت اللجنة الثقافية في الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك والمنبثقة عن قرار المجلس العلمي للأكاديمية تأسيس مشروع درع الأكاديمية للمبدعين العراقيين فقد تقرر منح الشاعرة بلقيس حميد حسن درع الأكاديمية في أمسية جمعت الكثير من الأدباء والفنانين وذلك يوم الاثنين المصادف 13 /4 / 2009 .
مبروك هذا الدرع للشاعرة الرائعة وهي تكـتب بهذه الشجاعة الفائقة والمهارة المبدعة .
وعذرا يابلقيس ، فقد أعود إليك قريبا .



#أحمد_الجنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين شرعية الاحتلال واحتلال الشرعية
- التنوع في الكتابة ( جاسم عاصي انموذجا )
- أنهار الخوف .. قصص قصيرة
- تداعيات البعد الواحد ... قصة قصيرة
- العلاقات العربية الأمريكية مسارات الرفض والقبول
- ليلة الزفاف الدامي
- لوحتان ( للعرض فقط )
- تراويح شيطانية
- زفاف في معبد وثني .......................... قصة قصيرة
- العصافير تموت جوعا في البيادر ............................. ...
- حقوق الانسان زيف الشعارات وفعل الهراوات
- عندما يغيب الصهيل .............. قصة قصيرة
- الهجرة الى البحر........منلوج قصصي
- حكايات عن عواصف الرعب .......... قصص قصيرة
- الحفاة ........ .. قصة قصيرة
- الارصفة تشرب الصراخ ................... قصة قصيرة


المزيد.....




- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف امرأة قُتلت في غزة منذ بدء ال ...
- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الجنديل - الدفاع عن حقوق المرأة ...... ( بلقيس حسن انموذجا )