أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - مديات التوفيق بين ممكنات عقل الكاتب وامكانات تلقيه الأمثل














المزيد.....

مديات التوفيق بين ممكنات عقل الكاتب وامكانات تلقيه الأمثل


حسام السراي

الحوار المتمدن-العدد: 2622 - 2009 / 4 / 20 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


يمكننا ان ننطلق في تحليل دوافع تدويننا لأفكارنا من خلال الكتابة،بمستوى واحد من العلاقة يتأرجح بين الذات والآخر،مكنونات الذات التي تريد ان تعبّر عن وجودها وذهنية الآخر المستهدفة من قبل الكاتب.
وبقدر تعلق فعل الكتابة بين حاجتين ذاتية وموضوعية،فإنه ليس شرطا ان يكون القاريء الجيد كاتبا ممتازاوالعكس صحيح أيضاًًًًًًًًًًً،إلا إن عددا من النظريات تناولت هذه الثنائية الكاتب /القاريء،وراح البعض يتحدث عن الكاتب الضمني المتكّفل بقارئه وأولهم الناقد الأميركي واين بوث،فكثيرا ما نعيد انتاج المعادلة التي نمر بها نحن حينما نقوم بدور المتلقي المـُساءل المستقصي عن بواطن النص وكوامنه،فنفترض قارئاً يماثلنا بالفعل، يحاكم نصوصنا ويدخل معها في علاقة غير منتهية متجددة حرة،يبعث في الكلمات الحياة عندما يقلب الصفحات ويتأمل السطور التي تحتويها.
(أي القراء نريد؟)
وهنا نبادر بالقول ...من يقتحم أسوار الآخر؟ الكاتب ام القاريء اولا؟،لتتعدد الإحتمالات...وقت مباغتة الكاتب لمن يتناول كتاباته بدلالات غير مألوفة،وعلى الجانب الآخر،بالقراءات والتأويلات المتجددة لمتلقي النص (القاريء)،والتي تفسر على إنها اعادة خلق ثانية لروح لابد أن تُفهم مراميها وماتنوي النطق به.
واذا ما أردنا تحديد نوعية القاريء الذي نفترضه لما نكتب،تظهر لدينا رغبة ملـحة في ان يكون بريئا،وليس نخبويّا ناقدا،نريده ان يتلاقف أبسط الأفكار في حيز مايتلقاه،لا أن ننشغل بدرجة تحسسه لإكتناز نصوصنا أو اعتلالها وفقا لما أتت به،فمرحلة التقييم النقديّ ومن منطلقات ذاتية،نتمناها لأنفسنا فيما بعد.
(للكتّابة شيطانها)
بين مايذكره ماركيز في كتابه (عشت لأروي) ومايشير اليه جورج أوريل ،ثمّة اقتراب في الطرح،يمكنه ان يرد كشهادة واضحة على مثاليّة الكاتب ودوافعه الفطريّة التي هي في الغالب صادقة،وان تغيرت نواياها في مراحل أخرى من الحياة ،فيتحدث الرأي الأوّل عن تقديم المرء حياته كاملة،مقابل الهام الكتابة الغامض،ودون انتظار شيء،وربما لم يقصد في هذا الجزء أن يكون (الشيء):جدوى التأثير على صعيد جمهور من القراء والمتابعين،وانما على شاكلة الفائدة الماديّة والمكانة المرموقة بين أقرانه وصفوته.
وفي الإيراد الثاني يكون الإقدام على الكتابة، لدى أوريل، "بمثابة المعركة أو كنوبة طويلة من الحمى لمرض مؤلم ....أي فردٍ عليه ألا يروح لهذا،إلا إذا كان مبحرا على كف عفريت لايقاوم،كلنا يعرف ان هذا الشيطان "شيطان الكتابة" هو كالغريزة التي تدفع الوليد للصراخ للفت انتباه من حوله".
(لحظات انتشاء وخفوت)

بخلق الكاتب لمضمون مادته بنفسه،فإنه بالنتيجة سيعيد قراءة الماضي والمستقبل، لتكون قواما من أفكار وكلمات متاحة لغيره،ويعد بإشتغاله هذا وظيفة للخطاب،بسلطة تمثلها اللّغة ،تلك التي يحددها ميشيل فوكوفي مايسميه تعريفا ومفهوما ب"العصر الحديث"،وهو في ذلك يذوّب نفسه في النص الذي يكتبه،كي تنشأ بينهما صلة عميقة تفهم أكثر كلّما ازدادت القراءات وكثر مجال النقل المبدع عنها أو الإستعارة التي تتسرب الينا احياناً دون أن ننتبه إننا نعيد انتاج ماقرأناه قبل ساعة وربما يوم واحد او سنة.
ان لحظات الإنتشاء عند الإنتهاء من كتابة مقال او نص او قصيدة،لابد لها من نقيض،تخفت فيه ذواتنا الى الحد الذي نشعر فيه بإننا نخون ادراكنا،وتخذلنا الكلمات التي نريد الإمساك بها وإدراجها في السياق الذي نبغيه.
وبما تتطلبه عملية الكتابة من جهد وحراك ذهني،فإنها بحاجة الى عقل يتحلى بذاك التوفيق بين ممكناته وامكانات تلقيه بالشكل الامثل...قناعات صاحبه وتداعيات المجتمع الذي تنوجد فيه ...اهداء الحلول والتناغم مع الحياة ومن ثم التأثير فيها.
لذا فان الكتابة كمهمة انسانية واخلاقية، تضع مجموعة من الأفكار بين أيدي القراء، تفسح المجال أمام الحوار مع الأنا،والتي من الممكن أن نحسبها شخصا آخر،وتسمح لأي منا بالإقتراب من الكاتب أكثر،عبر الأسئلة والمراجعة ونقد تجاربنا حينما نرى أخطاءنا في ملامح المكتوب الذي سيحل محل المرآة في هذه الحالة،وهي (أي الكتابة) ،علاقة تأثر وتاثير،جزء من كل،فرد ومجتمع،انتماء للمجتمع وانصهارفي جوهر مشكلاته الأساسيّة .



#حسام_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتنبي بين لحظتين من التأريخ (965-2007) م ...
- صخرة مِدْرارة
- كلمات عالقة في الذاكرة عن لقاء غير عابر
- عباس اليوسفي في محنته: مبكرا وصلتك أيها الموت وبدل أن تسعى س ...
- صداقة المكتوب .. و مجابهة الواقعِ
- سحر الزقورة
- شارع المتنبي ..كي لانبكيه مرة ثانية
- مناشدة الغير ، ماذا تعني؟
- إيقاظ الأسئلة النائمة
- سلطة الأقبية
- مابين مطار أورلي وشاطيء دجلة
- من أحلامنا...مترو
- الشاعر رياض النعماني: نحن بحاجة الى متلقٍ ناقد وخالق دائم لل ...
- الشاعر فاضل السلطاني: طلبت المغفرة عن المنفى و الوطن ولعنت ص ...
- منْ بِِه صَمَمُ؟
- عرسه المدوّن...قضية بلاد
- كريم مروة : المحاصصة الطائفية و السياسية يجب الا تتعدى المرح ...
- القول بانتظار الفعل
- كامل شياع : وحدة المجتمع في الأزمات التأريخية شرط ضروري لنجا ...
- يوميات عراقيين في دمشق


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - مديات التوفيق بين ممكنات عقل الكاتب وامكانات تلقيه الأمثل