أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان حمود - -الثعلب المبتسم- ودوره في ادارة سورية وعموم المشرق العربي















المزيد.....

-الثعلب المبتسم- ودوره في ادارة سورية وعموم المشرق العربي


مروان حمود

الحوار المتمدن-العدد: 2622 - 2009 / 4 / 20 - 05:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سـابقـا كان حـافـظ الأســد يـتـردد إلـى إيـران ليـتشــاور مـع قـادتهـا مـن مـوقـع الشـريك والحـليف الإسـتراتيجـي, فـإيـران آنـذاك, بقـيادة الخـمينـي "نـائـب" اللــه على الأرض, كـانـت في واحـدة من أصعـب المـراحـل, إذ أن العــراق لم يـكن باللقـمــة السـائغـة, كمـا إعـتـقـد "حـراس" الثـورة, والعـراق لم يكـن بالعـقـبـة "الصغـيرة" التي يمكـن أن تعـرقـل قـليـلا مشـروعـهـم في فـرض هـيمنتهـم ووصايتهـم على المشـرق العـربـي, إنمـا شـكل العـراق حـينهـا (1980 ـ1988) عـقـبـة حـقـيقـية, بـــل وكـان لهـم مـأزقا, لـم يـكن في الحـسـبان, إذ أن صمـوده وقـدرات جـيشـه, إضطـرت الخـمينـي والمقـربـون إليـه إلى البحـث عـن أسـالـيب وأدوات ووسـائل فـرض الهـيمنـة, خارج الحـرب المبـاشــرة, الأمـر الـذي يـقـتضي إشـــراك قـوى وجهــات أخـرى, فـالمشـروع بالنسـبة لهم في غـايـة الأهـميــة, ولابــد مـن تنـفـيذه بـشـكل كامــل, وفـشـله سـيعـتـبـر بمثـابــة فـشــل حـراس الثـورة, بــل و"الثـــورة" بـرمتهــا.
حـافـظ الأسـد, مـن جهـتــه, وجـد في عــداء الخـمينـي لنظــام صــدام حـسـين ضالتــه المنـشـودة, فهـو يبحـث أيضـا عـن حـليـف يـســانـده في القـضــاء عـلـى "العــدو" اللــدود, والمنافـس الوحيـد الـذي يـشكل وجـوده عـقـبـة رئيـسـية تحـول دون إنفـراده في قـيـادة حـزب البعـث, وبالتـالـي التيـار القـومـي العـربـي بـرمتـه (بـعـد إضمحــلال الحـركـة النـاصريـة بـسـبب "أخطــاء" السـادات). الأســد و"حـراس الثـورة" إلتقـيـا في العــداء لنظـام صــدام, وفـي الوقـت ذاتــه في إدراك عـجـزهمــا (كل بمفـرده) عـن القـضــاء عـليــه, ممـا مهـد الطـريـق لإقـامـة تحـالـف نــدي, رغـم أن حـراس الثورة, وعلـى رأسـهـم الخـمينـي لايـريـدون لهـم شـركاء بالمعـنـى الحـقـيقـي, علـى عـكـس الأســد, الـــذي أدرك حجـم المـأزق (صمـود العـراق) وحاجــة القـيادة الإيرانيـة الماســة لــه, وبالتالـي "فـرصتـــه" الـذهـبيـة ليكـون شـريكــا حـقـيقـيـا وممـتلكــا لـورقـة ضغـط مهـمــة جـدا (دعـم أيران اللامحـدود). الـظـروف لعـبـت على هـذا الصعـيد لصالــح الأســد, وكـان لــه ماأراد, وخـصوصا على السـاحـتيـن اللبنـانيـة والفـلسـطينيـة, إذ بفـضل إيـران أصبحـت ورقـتـي حمـاس وحـزب اللــه في يــده, وبـالتالـي جـزء كـبيـر من أمـن وإسـتـقـرار المنطقــة.

حـرب الخـليـج الثانيـة أفـرزت واقـعــا جـديـدا في عـمـوم المـشـرق (كيـفـية خـروج الجـيـش العـراقــي من الكـويـت بالإضـافــة إإلى التـغـيير الكمـي والنـوعـي للتـواجـد الأمـريكـي في المنطـقـة), إذ بــــرزت إيـران كمـعـارض وحـيـد للـوجــود الأمـريكـي, الأمــر الـذي كـان لــه دور أسـاسـي في نمـو شــعـبيــة حـلفـائهـا (حمـاس وحـزب اللــه),عـلى حـسـاب أنظمـة المنـطقـة وفي مقـدمتهـا نظـام الأســـد, والـذي كـاد إنضمامـه إلى التحـالـف الأمـريكـي في عـمليـات تحـريـر الكـويـت أن يفـقـده مكـانتـه لـدى حكـــام إيـران, المكـانـة التـي تعـني لــه الكـثير, وخـصوصا بعـد إدراكـه أن الأمـريكـان لـن يتـخـذونـه كشـريكا لهـم في المنطقــة.

الأســد, الخـارج مـن "مـولـد" تحـريـر الكـويـت بـدون "حمـص", حـاول لملمــة "وريقـاتــه" ليـسـتعـيد مكـانتـه لـدى القـيــادة الإيـرانيـة (القـويـة), تـارة عـبر التهـديـد بـحـرب ضـد إســرائيـل, وتارة أخـرى عـبـر "التحـركـش" بـتـركيــا (بالسـمـاح لحـزب العـمال الـكردي بالتحـرك مـن وإلى داخل الحـدود), وتـارة ثالثـة في لبنــان (الحـلقـة الأضعـف), إلا أنــه رغـم ذلك كلــه فـشـل في تحـقـيق مـآربه فـمـلالـي الفـرس لايـريـدون لهــم في المنـطقـة شــركاء, إنمــا وكــلاء بصـلاحـيات محـدودة. الأمـــــر ـ الحـقـيقــة التــي قـبلهـا الأســد عـلى مضض, إذ أن وفــاة إبنــه بـاســل, وإضطـراره إلـى بــذل جـهــود كـبيـرة في إعــداد بشــار (ســباق ضــد الـزمـن), كـان عــامــلا في صالــح المـلالـي, الـذيـن شــــاركـوه (الأســد) في عـمليــة الإعــداد!!, وبـذلـوا مـن أجلــه الكـثـير, فـهــم يـدركـون حـقـيقـة الوضع الصحي للأســد, ويـدركـون أيضـا أن عـمليـة التوريـث سـوف تتــم. وهــذا ماتحـقــق في العــام 2000, فـالأســد "الكـبير" رحــل, وحـل مكـانـه الأســد "الصغـير", الـذي كـان لهـم الـدور الرئيـسـي في "إعـــــداده".

ســوريـة, وبالتالـي إيـران, دخلـت في مـرحلــة جـديـدة, فـطمـوحـات حـاكمهـا "معـقـولــة"! وتخـلــو مـن إحـتمـالات أيــة "إنتـكاســات", ممـا ســاهـم في إنتـاج المنـاخ المـلائـم لتـثـبيـت مـواطـئ أقــــدام "حـرس الثـورة" في اهـم جـزء من المـشـرق العـربي, وبالتـالـي جعــل طـريـق تغـلغـلهـم في عـمـقــه ممهــدة وخـاليـة مـن "الحـفــر" الكـبيـرة, إذ عـلى الجـانب الآخـر (الخـليــج), تمكـنـوا مـن توظـيــف مـشيخـة قـطــر في عـرقـلــة التضامـن العـربـي, الأمـر الـذي أخـرج ,إلى حـد مـا, السـعـوديـة من اللعـبــة (إلهـائهـا في ترتيـب "الخـيمــة" الخـليجـية). في ظـل هـذه الظـروف بـرزت مـؤسـسـة الأمـن القـومـي الإيــرانـي كـلاعـب رئيـسـي في شــؤون المنطـقــة, فـ "للـثـورة" مهـام تتجـاوز حـدود إيـران وهـي , وفـقـا لإعـتقــاد الخـمـينـي واتبـاعــه, ذات طـابــع ورســالـة "عـالميــة".

أيـة قــوة "ثـورة" ذات تـوجهـات أممـيـة لهـا في نظــر أصحـابهـا ومصـدريهـا أعــداء, عـليــه لابـــــد من حـمايتهـا وقـطــع طـرق هـزيمتهـا أو النـيـل منهــا, و"ثـورة" الخـمينـي لاتـشـذ عـن هـذه القـاعــدة وهـم "حـراسـهـا" يـرون (نظـرا للمـيزات المتعـددة الجـوانـب التي يتمتـع بهـا) أولـويـة "ربـط" دول المشـرق بهـم, رغـم إدراكهـم أن الغـرب وعلى رأســه الولايات المتحـدة يـسـعـى إلى تحـقـيق الهـدف ذاتــه. العـمليــة إذا هـي حـرب بـاردة ـ سـاخـنـة في آن معــا, وهـي,كمـا كـل الحـروب, تقـتضي الحـنكـة والـدمـاثــة, الامـر الـذي يتطـلـب "ثعـالـب" مـن نـوع خـاص. ولكـون عـلي لاريجـانـي "تحـول" مــن "ثـعـلـب" إلـى "حـمـامــة", تحـتــم علـى مجـلـس الخـبــراء (أهــم مـؤسسـات الحـكــم في إيـران) أن يحـسـم أمـره ويـسـتـبـدلـه بمـن "لايـسـاوم" عـلى "عـظمــة" إيـران! أو مصالحـهـا العـليـا. حـســن روحـانـي, رئيـس المـركـز الإيـرانـي للـدراسـات الإســتـراتيجيــة, المركـز الذي "يمـــول" اهـــــم مؤسسات الـدولـة بالمعـلومـات, والعـضـو البــارز في مجـلـس الخـبراء (المجـلـس الـذي يتمتـع بأعـلى السـلطـات, بمـا فـيهـا ســلطـة إقـالــة المـرشــد العـام للجـمهـوريـة) إسـتـعـمـل كافـة الصـلاحـيات وتـربـع بنـفـســه عـلـى عـرش مجـلـس الأمــن القـومـي, المجـلـس الذي كـان لــه بالإضافـة إلى أيـــة اللــه عـلـي خـامـنئـي دورا رئيـسـيا في إنـشـائــه.

حـســن روحـانـي, المعـروف بـ الثعــلب المـبتـســم, يـديـر منـذ بضعـة ســنوات أهـم مـؤسسـات إيران فـهـو مـن القـلائـل الـذيـن يتمتعــون بحـنكــة ودمـاثـة تمكنهــم مـن تـوظـيف كافـة الظـروف والإمكانات في خـدمــة الأهــداف الحـقـيقـيـة لمـشـروع الخـمينـي, والتي أهـمـهـا إخـضاع المنطـقـة,كليــا أو جزئيا للإدارة الإيرانية. "الثـعـلـب المـبتسـم", وبـذريعــة حـمايـة أمـن إيـران, والإسـهـام في ضمــان الإسـتـقـرار في المـشـرق مـارس دمـاثتــه عـلـى اتــم وجــه بـشـكل مكنــه مـن التـدخـل في الـشـؤون الـداخـليـة لـدول المنـطـقـة, وخـصوصا ســوريـة, إلـى حـد المـشـاركـة والتـوجـيــه, فـهـو المـــلازم للـرئيـس أحـمـدي نجـاد في كافـة زياراتـه, بـل والمتحـدث الرئيسـي في لقـاءات الـرئيـس بـقـادة دول المـشـرق العـربي, وهـو الـذي جعـل مـن مـكتبـه في طهـران المحـطــة الأسـاسـية لـزوارهـا مـن زعماء أو وزراء عـرب, هــو إذا ثـعـلـب حـراســة "الثــورة", و"ثــــورة" كهــذه لاتحــرس بـالكـــلاب.

إنــه الثـعـلـب الـذي يحـقـق بإبـتـســامتــه ماتعـجـز الأســود عـن تحـقـيقــه بأنـيـابهــا.... ثـعـلـب الفـرس يـسـير "أســود" الشـام و"شــيوخ" الخـليـج .... ولكــن إلـى أيــن؟؟, وهـل مـن مفــر؟؟
مـــروان حمــود



#مروان_حمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالة
- البحار عربية!... أما الأمواج!!
- المشرق بكافة أقوامه وشعوبه ومواطنيه يودع عاما آخرا مليئا بال ...
- العرب والحذاء والعشق الجديد
- الجهل والدجل لدى خطباء التلفزيون
- الجهل والدجل لدى خطباء التلفزيونتات!!
- التحرير والتوسع وفقا لمشروع التغيير والوفاق
- مشاركة... المدنية والعراق حول ملف الانتخابات
- -الثوابت الوطنية- بدعة أم حقيقة
- المؤسسات في نهج الأنظمة السورية


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان حمود - -الثعلب المبتسم- ودوره في ادارة سورية وعموم المشرق العربي