أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - إشكالية إعادة تشكيل المعارضة .. ( 1 )















المزيد.....

إشكالية إعادة تشكيل المعارضة .. ( 1 )


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 09:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اللافت في الحالة السورية الراهنة ، أن الجدل المعبر عن الاختلاف والتعارض ، لم يعد قائماً بين النظام والمعارضة وحسب . وإنما انتقل إلى مكونات المعارضة ذاتها أيضاً .. فصائل وتجمعات وأفراداً .. والواضح من سياق هذا الجدل ، أن مرد ذلك لايعود في المضمون إلى " مفاجأة " تعليق معارضة جماعة الأخوان المسلمين للنظام ، فالجماعة كما يصرح قادتها أنهم منذ أواسط الثمانينات هم طلاب تفاوض وتصالح مع النظام . ولايعود جوهرياً أيضاً إلى انتفاء أو انخفاض دواعي الجدل الخلافي بين النظام والمعارضة من أجل تجاوز الاستبداد إلى الديمقراطية ، فالاستبداد بكل مقوماته مازال قائماً . ولايعود أيضاً إلى حدوث متغيرات على قدر كبير من الأهمية تشي بأن النظام قد يقدم الديمقراطية تكرمة لمواطنيه " المعترين " ، وجعلت المعارضة في حال تسمح لها بترف الانقسام حول الاقتسام ، فالمعارضة ما زالت محاصرة وملاحقة بأجهزة الأمن والمحاكم والسجون ، والنظام مازال جشعاً غير وارد لديه مثل هذا الكرم الديمقراطي . كما لايعود بالضبط أيضاً .. وأيضاً .. إلى تبدل في شروط سياسية ا ستثنائية تكتنف البلاد في اللحظة السياسية الراهنة ، فالشروط السياسية الاستثنائية .. أو الساخنة .. أو الحلقات الساخنة .. في سيرورة الكيان السوري ، المتفصل مع الكيانات الأخرى في المنطقة ، التي تتعرض مجتمعة بنسب مختلفة إلى ذات الشروط والحلقات ، وخاصة في فلسطين ولبنان ثم انضم العراق إلى هذه الخصوصية ، هي من السمات الدائمة للحالة السورية منذ الاستقلال إلى الآن ، وتدخل ضمن هذه الشروط والحلقات المخططات الاستعمارية ، والحروب الإسرائيلية المتواصلة على البلدان العربية منذ 1948 وصولاً إلى محرقة غزة الأخيرة 2009 ، والحروب الأميركية في الخليج ، والحروب بين الأخوة الأعداء في لبنان وغير لبنان .

وإذا كان مرد الجدل الذاتي المعارض لاهذا ولاذاك ، فإنه يعزز ويبرر الاعتقاد أنه انعكاس لأزمة مزمنة مركبة لدى المعارضة ، قبل أن تكون أزمة ناتجة عن تنقل جاعة الأخوان المسلمين من جبهة إلى جبهة ومن تموضع إلى تموضع . كما يعبر عن الابتعاد عن مضمون هذه الأزمة الحقيقي ، ويدفع اتجاهات البحث عن حل خارج مضمارها ، حيث لن يكون الحصاد إلاّ مازرع في الأرض من بذار عناصر الأزمة ذاتها . ما جعل من قرار تعليق معارضة الجماعة للنظام قضية المعارضة الكبرى ، وجعله محور نقاش ، ليس حول صوابية خلفيته أو خطأها ، وإنما حالة التفاوض أو التهادن مع النظام ، وتحميله جماعة الأخوان مسؤولية ضعف المعارضة إجمالاً . .

أي أن هذا الجدل إنما يعود ، كما تدل الوقائع اليومية المتوالية إلى وصول الحراك المعارض إلى حالة انسداد مقلقة لاتشجع على متابعة الطريق السابقة ، أو على ا ستمرار القناعة بجدوى جل أ شكال المعارضة التي مورست في المرحلة الطويلة المريرة الممتدة نحو نصف قرن ، التي انبنت في بداياتها على العداوات العنفية التناحرية الدموية ( كسر عظم ) ، والتي تخللتها لاحقاً طروحات طائفية بشعة ، ثم أعيد بناؤها ، بعد فشل حرب العنف والعنف المضاد في أوائل الثمانينات في القرن الماضي بين النظام والطليعة المقاتلة من الأخوان المسلمين ، على خلفية سياسية مطلبية لاكتساب نصيب من كعكة السلطة ، من خلال طروحات التصالح والتشارك .. مع تجاهل مصلحي طبقي متعمد في المرحلة الأولى العنفية ومن ثم في المرحلة السياسية المطلبية اللاحقة الممتدة إلى الوقت الراهن . أي تجاهل العملية الاجتماعية السياسية وتمايزاتها الطبقية المتوحشة الجارية في البلاد ، التي أدت ، عبر ا ستغلال السلطة والدولة ، إلى إثراء الطبقة السياسية الحاكمة وشركائها بشكل فاحش وبزمن قياسي ، وأدت إلى إفقار متزايد بشع لملايين المواطنين ، الذين يزدادون عدداً وانحداراً نحو قيعان البؤس ، وأدت تالياً إلى تلاشي العدالة الاجتماعية . الأمر الذي غيب أو طمس لدى معظم فصائل المعارضة الدلالة الاقتصادية الاجتماعية على أن النظام لم يفشل سياسياً وحسب ، وإنما فشل اقتصادياً أيضاً ، ما يعني أن البلاد ليست بحاجة إلى الاصلاح بإطار النظام ، وإنما بحاجة إلى نظام اجتماعي سياسي بديل مغاير .. نظام يوفر مقومات التنمية الاجتماعية الاقتصادية لمصلحة المجتمع . وما يعني أن البلاد بحاجة لمعارضة مطابقة لاستحقاقات إيجاد هذا النظام البديل .

وهكذا فإن الحالة السورية تواجه ا ستحقاقين متلازمين في آن .. ا ستحقاق إعادة تشكيل الرؤية السياسية المعارضة ، بحيث يكون التصالح والتشارك مع النظام احتمالاً مشروطاً بمقدمات دمقرطة الد ستور وإلغاء حالة الطواريء والأحكام العرفية التي تشكل عتبة النظام البديل ، وليس إلتزاماً مسبقاً من قبل المعارضة تحت سقف القمع .. وا ستحقاق إعادة تشكيل المعارضة ، بحيث تعبر عن القيم الوطنية الديمقراطية وتلازمها معاً واحتضانها قيم تنمية بشرية واقتصادية منفتحة على العدالة الاجتماعية ، وبحيث تعبر عن الطبقات الاجتماعية في البلاد ، وخاصة الطبقات الشعبية .. وليس عن المطامح والنزوات الفئوية والنخبوية والفردية .. بشكل يطابق متطلبات بناء النظام البديل .

وهنا .. وحسب التجربة التاريخية للمعارضة .. تكتسب إعادة تشكيل المعارضة الأولوية في الاستحقاقات المطروحة أمام المعارضة , وهذا يحيل إلى مسألة كبيرة الأهمية في هذا الصدد ، وهي أزمة الطبقة السياسية في البلاد ، لاسيما خواء البناء الفكري لهذه الطبقة داخل النظام وخارجه ، الذي يتجلى في عدم ا ستيعاب تطورات العصر ، وعدم رؤية آفاق المستقبل الاجتماعية والاقتصادية ومنعكساتها السياسية عالمياً ومحلياً ، والاتكاء على تدوير الأيام والامكانات المتاحة في بناء اقتصاد واجتماع وسياسة ..

بإيجاز .. إن العلة الأساس في مآلات المعارضة البائسة إنما تكمن في بنية الطبقة السياسية عامة وفي بنية الطرف المعارض فيها خاصة .. تكمن في تشوه هذه البنية بابتعادها أغلب الوقت عن التعبير عن حركة المجتمع وعن متطلبات المتغيرات الاجتماعية الاقتصادية ، والجري وراء توفير مقومات الحفاظ على السلطة بالنسبة لأهل الحكم .. أو الجري وراء التشارك مع أهل السلطة بالنسبة لجل المعارضة .. وما تنقل جماعة الأخوان المسلمين من جبهة إلى جبهة .. وتبديل أو إلغاء المرجعيات والأسماء عند قوى أخرى .. وتموجات التجمعات والتشكيلات السياسية بين وقت وآخر ، مثلما حدث في إعلان دمشق بعد اجتماع مجلسه الوطني الأول .. ومراوحة التجمع الوطني الديمقراطي في حال مستدامة لم تزهر ولم تثمر نحو ثلاثين عاماً .. إلاّ التعبير الملموس عن هذه العلة .. والاستحقاق الملح لإعادة تشكيل المعارضة .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع الغضب الثاني في مصر
- يسارجديد .. من أجل نظام بديل
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 4 ...
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 3 ...
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 2 ...
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 1 ...
- غزة ستنتصر
- - الحوار المتمدن - .. أكثر من موقع .. وأكبر من منبر .
- مابين الجوع والقرصنة والعولمة
- يوميات امرأة من غزة ترفض الهزيمة
- الديمقراطية والشرعية الدستورية
- أوباما والتغييرعلى الطريقة الأمريكية
- أزمة المعارضة وخيارات التجاوز ( 2 - 2 )
- أزمة المعارضة وخيارات التجاوز - 1 -
- - الرأسمالية والأخلاق - .. !! ..
- ثورة أوكتوبر واللحظة التاريخية الراهنة
- العودة إلى الشعب .. مرة ثانية
- ذئاب اقتصاد السوق يهاجمون الحقوق العمالية
- صناعة القمع الخارجة عن القانون
- دمشق قبل باريس وموسكو


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - إشكالية إعادة تشكيل المعارضة .. ( 1 )