أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - دينا سليم، تمشي بلا خُفِّ














المزيد.....

دينا سليم، تمشي بلا خُفِّ


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 23:51
المحور: الادب والفن
    


سؤال يتردد في الساحة الادبية ، لماذا تكتب المراة ؟ولمن تكتب؟
وهل كتاباتها جزء من تجرية حياتية وشخصية ؟.
الخيال يلعب دورا كبيرا في خلق الرواية وما تحمل من احداث ومعانٍ، يعطيها اشعاعا خاصا بها ، نتلمسه في خفقة القلب او الخوف ،او الاحساس باننا ابطال هذ الرواية!
دائما ينظر إلى المراة بانها مهضومة الحقوق، واعتقد أن هذا الهضم هو نتاج تاريخي لحياة المراة ..، بدءا من تكوينها الذاتي الذي يتسع ليضم الاخرين وتتشكل لديها مجموعة خاصة بمفردات حياتها، دائرة الاب والام والاخ والاخوات وما بعدها، دائرة الزوج واهل الزوج الى ما يحيطهم من جيران ويمكن ان نطلق عليهم المجتمع الصغير او الدائرة الضيقة .
الكتابة نوع من الحلم او اقصى اتساعا من الحلم لانها حلم يصبح حقيقة ،واتذكر دينا سليم في روايتها "الحلم المزدوج "عالم آخر تتطابق فيه الاحلام وتتشابه فقد تكون هذه الاحلام أحلام نساء او أحلام رجال وفي النتيجة هي أحلام قد تتحقق او لاتتحق ولكنها في النهاية رغبة ملحة للقيام بفعل او حركة لاثبات الذات و الوجود .
"حافيات" دينا سليم فيها نوع من العري او التعري، انها تفضح شخصياتها وتضعها في افق آخر وبنظري هو عري جميل ، يكشف عن خفايا نفوس تحمل عذاباتها وامنياتها في داخلها" والحفي" هوأن تكون عاري القدمين،وتمشي بلا خف .
وهل بنظر دينا سليم، باختيارها هذا العنوان الجميل ، قد تكون المراة وهي عارية اكثر قدرة على السرد والقول؟
نوع جديد من الالتصاق بالطبيعة والحياة والحلم ، بعض اطباء علم النفس يصفون لمرضاهم وصفات غريبة وقد تكون ناجحة، بالمشي حفاة، وطبعا هذا ما لاحظته في البلاد التي اعيش فيها ، ولكن حافيات دينا سليم لها مفهوم خاص في نفسي وثقافتي وحتى في ثقافة دينا سليم ولا أشك بذلك !!
وقد اختلف مع الدكتور" مقداد رحيم" في شرحه لكلمة" حافية" بمعنى ايلة للسقوط ،ولكنني رايت هذه الكلمة بفهمومي الخاص، نوع من الكشف وليس سقوطا او ما يؤدي الى السقوط بدليل الحكاية الاولى التي تلمست فيها ما هو مدفون في اعماق المراة التي قد تكون وفاء او دينا اوا نا .. اوأي امراة تعاني من ضغوظ حياة، اومن رجل يحاصرها دائما .
كيف يتحول الموت إلى حرية ؟
عندما نطلق الطيور من اقفاصها، تلتفت في كل الاتجاهات لتحدد طريقها للطيران وهاهي" وفاء " الحافية الاولى في رواية دينا سليم تنسى الجنازة والمراسيم وتغلق الباب وراءها لتجد نفسها في لحظات الكشف والحلم والفضح بعد مراسم دفن مؤلمة ، من يقرأها للمرة الاولى يشعر بخيانتها بسبب فرحتها بموت الزوج .. هذا الموت الذي كان سببا للسعادة ، كثير من الرجال يتمنون موت زوجاتهم والعكس ايضا يصح ويعتقد البعض أن موت شريكه قد يسبب له حياة اكثر سعادة
وعلى لسان وفاء التي تقول : صفحة 21:
"لن أكذب على نفسي ،لن اقول سوى الحقيقة لقد اهدرت حياتي وهذا ما اشعر به الان وانا واقفة أمام المرآة والنور المشع يغتال الحجرة الكبيرة التي تتسع لعدد هائل من ا لجيوش التي تركت بنادقها تحت سريري الزوجي وهربت معبئة بالرصاص ومصوبة نحوي ."

هذه الحافية لم تجد القدرة على البوح الا امام المرآة في غرفة مغلقة تذكرها بالماضي الذي تريد التخلص منه !
اكثر من حكاية واكثر من بعد ومعنى وتضحية في "الحافيات "وحتى فضيلة وما جاء من بعدها وقبلها : زوجة الاب والام الساكنة والا خوة والمجتمع لكل منهم نسيخ خاص ومحبوك بدقة وعناية نفسية بالغة .
وفي النتيجة ارى ما ارى من اشعاعات روح الكاتبة وبعض حياتها تتجلى في كتابتها وهذا طبيعي ومعقول فلا يمكن تقمص ارواح اخرى، اذا لم يكن هناك تقاربا حقيقيا بين هذه الارواح .
هذا ما يتجلى في الكتابة الابداعية عند المراة العربية ومنها الفلسطينة خاصة إذ انها لم تخرج من جنون المجتمع وعاداتة وانما خرجت وما تزال تخرج من تحت انقاض حروب طويلة، عانتها المراة الفلسطينة، فقد كانت ام وزوجة واخت وضحية واسيرة ومهما تعمقنا في فهم هذه الشخصية، تبقى تختلف عن نظيراتها من نساء الرواية العربية ، لأن الارض الفلسطينة، جراحتها، تنبع من نهر الاحزان والفجيعة التي ما زالت تهدر .

"دينا سليم" كاتبة فلسطينة لها اسم مميز ولها اعمال تبرز اسمها بوضوح
لها عدة اصدارات:
الحلم المزدوج عن دار العودة
وتراتيل عزاء البحر ايضا عن نفس الدار
بالاضافة إلى سادينا وهي عمل مشترك
وروايتها الحافيات صدرت عن دار ازمنة ولوحة الغلاف للفنان ستار كاووش .



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكانُ يصرخُ بالمكان
- جربت ُ أن أكون عمياء
- لن َيرجعَ شعبي !!
- كلمة لوجه الله
- الحَيّة التي تخلع ثوبها - تحية لنساء فلسطين والعراق
- الأسماكُ تصرخُ في جسدي
- المؤنث لا يؤنث
- أعداء الثقافة
- طار الحمام ... حط الحمام
- خلود الفلاح - شاعرة تكتب بصماتها على جسد الصحراء
- كما يطفئ الماء النار
- دمٌ على خصر الأفق
- على طريق الحرير
- في السكون الذي لا يراه أحد
- بأرض لا مُقَام بها
- جسدي جاء معي
- فضاءٌ أنا لا أجدُ أرضاً للهبوط
- عندما تُثمر الأ شجار حروفا -شجرة الحروف - لأديب كمال الدين
- عندما ينام وحش الكآبة
- جرحت عيني أيها المطر


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - دينا سليم، تمشي بلا خُفِّ