أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟ - طلعت الصفدى - جبهة اليسارالماركسى الفلسطيني ضرورة وحاجة موضوعية ...!!!















المزيد.....

جبهة اليسارالماركسى الفلسطيني ضرورة وحاجة موضوعية ...!!!


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 09:22
المحور: ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟
    


لا زالت قوى اليسار والتقدم على المستوى العالمي تعانى من أزمة حقيقية ، بدأت مع انفراط عقد القوى الثورية الثلاث في العالم ، وتخلفها في استيعاب متغيرات العصر، وحركته ، وتفاعلاته ، وارتداد بعضها عن التمسك بالأيدلوجية الثورية ، وعجزها الوصول إلى السلطة بشكل سلمى ، وديمقراطي ، لتحقيق أهداف شعوبها في التحرر الاقتصادي والاجتماعي والديمقراطي ، وبناء المجتمع الاشتراكي البديل الحقيقي للنظام الرأسمالي .

لقد شكل انهيار وتفكك الاتحاد السوفياتى والمنظومة الاشتراكية ، ونكوص العديد من البلدان عن النهج الاشتراكي ، خصوصا في بلدان شرق أوروبا ، والتنكر لنضالات شعوبها في الحرب العالمية الثانية ضد النازية والفاشية ، واللهاث دون أفق وراء عضوية حلف الناتو ( الاطلسى) ، والتبعية ، والإلحاق بالولايات المتحدة الأمريكية ، والنظام الراسمالى العالمي ، والاحتكارات المالية ، ضربة موجعة لقوى اليسار العالمي ، ولحركة التحرر العالمية ، ولنضال الطبقة العاملة ، ولكافة القوى الديمقراطية والتقدمية المعادية للامبريالية ، ولأنصار السلام في العالم . لقد أعملت بلبلة لدور وموقع اليسار العالمي في الصراع الدائر ، بسبب تداعيات فشل النموذج السوفياتى الذي اعتبر في مرحلة من التاريخ ، المرجعية الفكرية والثورية الوحيدة لقوى التحرر الوطني ، وللأحزاب الاشتراكية والشيوعية في العالم ، دون حساب لخصائص كل شعب وتراثه وحضارته التي يستمد قوته منها ، فكان الجمود العقائدي ، والتراجع في فهم صيرورة التاريخ، وقوانين التطور في المجتمع ، وفشل تصدير الثورات ، والاعتماد على القوى الخارجية فقط في المعارك ضد النفوذ الاجنبى ، والتشرذم التنظيمي ،وغياب الديمقراطية ساهمت كلها وأخرى في تعميق أزمة قوى اليسار العالمي ، التي تعرضت للهجوم الايديولوجى المكثف من وسائل إلاعلام الغربية ، في محاولة لغسل أدمغتها ، والترويج لمقولة فشل الاشتراكية ، ونهاية التاريخ ، وصحة وحيوية الرأسمالية ، وإيديولوجيتها الليبرالية ألتي اعتبرت نفسها أنها قد انتصرت في معركة المواجهة بشكل نهائي ضد الاشتراكية والشيوعية .

لقد حقق هذا الهجوم بعضا من غاياته ، ونال جزءا من رصيد الاشتراكية ، وشوه صورتها في أعين الشعوب المضطهدة ، والطبقة العاملة التي كانت تتطلع لحتمية انتصارها على العدو الوطني والطبقي ، واهتزت سمعة قوى التحرر والديمقراطية والتقدم في العالم ، فطالت أحزابها الاشتراكية والشيوعية في بلدانها ، وارتفعت ألأصوات التي تتندر على انهيار معسكر الاشتراكية في العالم ، وتشكك بقدرة النظام الاشتراكي كخيار وبديل للرأسمالية ، خصوصا بعد النجاحات التي حققتها الرأسمالية العالمية في العديد من المجالات الحيوية في العالم ، ولا زالت ماكينة الإعلام الغربي ، وفضائياتها ، ومراكز أبحاثها ،ومنظروها يروجون لبضاعتهم ، ويحاولون تسويقها على الرغم من أزمتهم الحالية الاقتصادية الحادة والعميقة التي أدت انهيار النظام المالي العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية ، راح ضحيتها ليس البنوك والمؤسسات المالية والعقارية في بلدانها ، أو التابعة لها ، بل وشعوب الكرة الأرضية ، ومع ذلك فهناك ضوء ساطع يشع وينبئ بتغييرات ونجاحات يسارية وتقدمية في بعض بلدان أوربا ، وتنامي دور الشعوب في مواجهة العولمة المتوحشة وكذلك على جانبي القارة الأمريكية الجنوبية ، بين المحيط الاطلسى الجنوبي ، والمحيط الهادي تشكل جزءا هاما في إعادة تشكيل جبهة اليسار العالمي.

إن حركات التحرر العربية وقياداتها التي شكلت في بداية نضالها جبهات وطنية ضد المحتلين لأراضيها ، ووصلت للسلطة عبر تزكية الجماهير لها ، قد نجحت نسبيا في انجاز مرحلة التحرر الوطني ، ورفعت الشعارات التقدمية والديمقراطية ، وسعت لتخليص شعوبها من التبعية الاقتصادية والسياسية ، وبناء المجتمع الديمقراطي الحقيقي ، وبقيت شعاراتها المركزية دون تنفيذ ، وفشلت في تحقيق أهداف التحرر الاجتماعي والديمقراطي في بلدانها ، وتنامى نفوذها المالي والسلطوي بفعل سيطرتها على مقدرات البلد ،وتحكمها في خيراته ، والاهتمام فقط بمصالحها الخاصة وامتيازاتها ، مما أدى إلى تدنى مستوى معيشة مواطنيها ، وتعميق التناقضات الطبقية ، وارتفاع معدلات البطالة والفقر ، وغياب الضمانات الاجتماعية ، واعتمادها على المعونات الخارجية ،... الخ ، وتحولت من برجوازية وطنية إلى فئة بيروقراطية احتكارية طفيلية ( كمبرادور) جددت تبعيتها للنظام الراسمالى العالمي ، وفقدت بهذا التحول دورها في جبهة اليسار المناهض للاستعمار العالمي.

لقد ساهمت مجمل التطورات في العالم في العقدين الأخيرين في إضعاف جبهة اليسار العالمي التي انعكست سلبا بشكل أو آخر على قوى اليسار الفلسطيني ، أدت في أحد أوجهها إلى صعود الإسلام السياسي . إن هزيمة الأنظمة العربية في حروبها المختلفة مع إسرائيل ، وتبعية الأغلبية منها لأمريكا وللنظام الرأسمالي العالمي ، واختلال موازين القوى في العالم ، وتداعيات حروب الخليج ، وتعرض الثورة الفلسطينية لهجمات العدو الاسرائيلى ، والقوى الرجعية العربية ، واضطرارها الخروج أولا من الأردن ، وثانيا من لبنان بعد اجتياح إسرائيل لبيروت ، وتراجع منظمة التحرير الفلسطينية ، ومحاولة تصفيتها ، وما أعقبتها من اتفاقات سواء عقد مؤتمر مدريد ، واتفاق أوسلو ، والانتفاضة الأولى والثانية ،وتشكل السلطة الوطنية الفلسطينية ، وتضرر الجماهير الكادحة من فساد بعض مسؤولى السلطة وهيمنتها على القرار السياسي ، وتفردها في كافة أجهزة الحكم ، وامتلاكها لكافة الموارد ،وتعاملها مع القوى الأخرى، بمنطق الهيمنة مرة ، وبالرشاوى مرة أخرى مما عطل من قدرة اليسار على طرح نفسه كشريك حقيقي ، وتراجعه في الدفاع عن حقوق المواطنين ضد تجاوزات أجهزة الأمن وما رافقها من الفساد المالي والادارى والسياسي وتذبذب بعضها في مواقفه بين السلطة الوطنية وبين حماس في القضايا الهامة . لقد كان نضال هذه القوى الجماهيري والشعبي محدودا ، وغير مؤثر ، وتركت القطاعات الأساسية في المجتمع وقواه المحركة الرئيسة للنضال الوطني والاجتماعي وفى مقدمتها الطبقة العاملة الفلسطينية وكافة المسحوقين ، والقطاع النسوى وقطاع الطلاب ،والمثقفين والمهنيين ... الخ لسيطرة حركة فتح أو حركة حماس .

لقد انعكست هذه التغييرات بشكل سلبي على فعالية ودور قوى اليسار الفلسطيني ، وشكلت الأزمة العامة التي تمر بها القضية الفلسطينية ، بالإضافة إلى أزمة اليسار الذاتية ، في تعميق أزمته ، ولم تنجح كل المراجعات النقدية لتجاربها ، وبقيت برامجها النظرية بعيدة عن الواقع ، والممارسة ،وعجزت عن إمكانية تغيير الواقع والتأثير فيه ، وبقيت برغم عودتها إلى الوطن حركات مسلحة لا تمثل شريحة أو شرائح اجتماعية محددة من الشعب الفلسطيني ، تتبنى قضاياها وتدافع عنها ، وتناضل من أجل حقوقها بمعنى أن الوجهة العامة لهذه الفصائل منذ نشأتها وجهة وطنية تحررية ذات طابع سياسي ، ولم تكن تبدى في البداية اهتماما بالنضالات الاجتماعية ، والمطلبية للفئات الاجتماعية المختلفة ، وأحيانا تستهتر وتقلل من أهميتها ، وبقيت ترفع لواء الكفاح المسلح كأسلوب وحيد للنضال ، مقللة من دور أشكال النضال الفكرية والسياسية والاقتصادية ، وان كانت أحيانا تتعامل معه على استحياء ، وبعد عودة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى أرض الوطن ،والعيش في المجتمع الفلسطيني الحقيقي ومتطلباته الحياتية واليومية المدنية ، بدأت تتضح لها تداخل المهمات الوطنية مع المهمات الاجتماعية والديمقراطية ، وأكدت الحياة صحة ما طرحه حزب الشعب الفلسطيني ( الشيوعي سابقا ) بان ساحة الصراع الحقيقية مع الاحتلال الاسرائيلى هي الاراضى الفلسطينية المحتلة ، تتداخل فيها المهمات الوطنية بالمهمات الاجتماعية والديمقراطية.

وإذا كانت هناك بعض التباينات السياسية غير الجوهرية بين أطرافها ، فان برامجها الاجتماعية والديمقراطية تكاد تتطابق فيما بينها ، وموقفها واضح من القوى الرجعية الفلسطينية ، ومن الإسلام السياسي المدعوم من القوى الظلامية في العالم الذي شكل بدعايته الدينية ، وبأدواته المختلفة إجابات مشوهة على استفسارات الواقع الخاضع للاحتلال الاسرائيلى ، ولم تنجح قوى اليسار الفلسطيني في مواجهة الشعارات والادعاءات التي طالما رفعها الإسلام السياسي في هجومه على القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية ، وكأنها معادية للدين !! على الرغم من وضوح موقف قوى اليسار من ضرورة التمييز بين الدين ( الإيمان ) وبين الإسلام السياسي الذي يستخدم الدين وسيلة لتحقيق أهداف سياسية (غير دينية)، وبضرورة فصل الدين عن الدولة وعلى قاعدة الدين لله والوطن للجميع ، وان القيم الدينية الصحيحة التي يستمدها الإنسان من الدين تشكل قوة دافعة للعمل الانسانى من اجل حياة أفضل للبشر . فأي تنازل من قوى اليسار في صراعها الفكري مع أحزاب الإسلام السياسي هو تراجع وإضعاف لقوته ووحدته ، كما أن التذيل لحركة فتح أو السلطة الفلسطينية ، يفقد اليسار هويته الفكرية والطبقية وتميزه عن القوتين الكبيرتين في الساحة الفلسطينية .

منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي شكلت عصبة التحرر الوطني البنية الأولى لليسار العربي الفلسطيني التي امتلكت من التجربة الثورية ، والبعد السياسي الواقعي ، وقد نشأت كضرورة موضوعية وحاجة تاريخية لامتلاكها القاعدة المادية الاجتماعية التي اعتبرت أكثر تنظيما واتساعا من قاعدة القوى التقليدية الفلسطينية ، وكانت الأكثر تعبيرا عن مصالح الكادحين والشغيلة والمثقفين الثوريين والديمقراطيين ، والوريث الشرعي للحزب الشيوعي الفلسطيني ، وكانت عصبة التحرر الوطني التي شكلت اليسار الفلسطيني في حينه القوة الوحيدة التي حملت رسالة محددة وواضحة ، هوية فكرية ، وهوية طبقية بالإضافة إلى البعد السياسي الواقعي تختلف عما كانت عليه القوى التقليدية التي ربطت مصالحها وحتى وجودها بالانتداب البريطاني سواء في معالجتها للقضية الوطنية ،أو القضايا الاجتماعية والنقابية ، أهلتها لان تكون جزءا من اليسار الاممى ، وبأفق ماركسي وليس يسارا قوميا.

وفى هذا السياق فحتى لا نقع في فخ المقولات ،والخلط بين مفهوم اليسار ،واليسار الماركسي فان من المهم التحديد الدقيق لمفهوم اليسار الذي تشكل في أساسه تاريخيا على قاعدة اجتماعية ، حيث عرف العالم هذا المصطلح بعد الثورة الفرنسية . وعبر التاريخ الطويل للبشرية فقد تغير هذا المفهوم ، وتمايزت مواقفه من القضايا المجتمعية والديمقراطية ، وتبدلت مواقعه بحكم دوره في عملية الإنتاج ، وامتلاكه لوسائل الإنتاج وللسلطة السياسية. إن الأحزاب الشيوعية بفكرها الثوري ، وبرامجها السياسية تهدف " ليس إلى تفسير العالم فحسب بل إلى تغييره " حسب مقولة ماركس وهى تطمح إلى تغيير التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية للرأسمالية إلى نقيضها التشكيلة الاجتماعية الاشتراكية الطور الأول للشيوعية ، وبناء المجتمع الديمقراطي الحقيقي ، ولهذا فان مفهوم اليسار ليس مفهوما ثابتا بل متحركا كرمال الصحراء ، مفهوما نسبيا فضفاضا لا يمثل نظرية متناسقة .

وانطلاقا من هذا المفهوم فاليسار الماركسي الفلسطيني تحدده هويته الفكرية ، وهويته الطبقية ، وتبنيه المنهج المادي الجدلي في تفسيره للظواهر في الطبيعة والمجتمع والتفكير البشرى ويتكون في أساسه من ( حزب الشعب الفلسطيني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية وحركة فدا وجبهة النضال الشعبي ومن الشخصيات الديمقراطية والتقدمية ) ،وينطلق من قيم وأهداف الاشتراكية العلمية ، وخلاصة تجارب القوى التقدمية والديمقراطية في العالم.، وبقدرته على ربط النظرية بالممارسة الفعلية وعلى قاعدة "لا نظرية ثورية بدون تطبيق ثوري " لينين .

إن مسؤولية قوى اليسار الفلسطيني في هذه المرحلة الكارثية التي يتعرض لها المشروع الوطني التحرري والاجتماعي والديمقراطي الفلسطيني المراجعة النقدية لتاريخه ، وفى مقدمتها اليسار الفلسطيني الماركسي ومركزه ( حزب الشعب الفلسطيني ، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ) والقوى الماركسية الأخرى ولمواقفه ورؤاه المختلفة على الساحة الفلسطينية ، والعربية والدولية سواء على الصعيد السياسي أو الصعيد الاجتماعي والديمقراطي ، وتقييم أدوات الفعل الكفاحي والجماهيري ، ومدى نجاحها في تحقيق الأهداف ، ،ومعرفة دقيقة لعوامل العجز في مواجهة الواقع وتداعياته المختلفة ، مع التأكيد أن قدرة اليسار إذا ما توحد ، واسقط من حساباته الاعتبارات الذاتية والفئوية كبيرة ، لكن ليس على الطريقة الجمعية بل على طريقة إن مجموع الأجزاء اكبر من الكل ، خصوصا أن الظروف الموضوعية لتشكل جبهة اليسار الفلسطيني قد نضجت بالكامل ، وهى تحتاج لدفعة ذاتية ، فالواقع قد أفسح لها المجال لتنسيق المواقف السياسية ، والفعاليات المشتركة التي تحتاج للتقدم بخطوات ذاتية من اجل إنجاح تشكله ، وبإمكانه إذا ما توحدت نشاطاته في المرحلة الأولى أن يوقظ القدرات الكامنة ، ويحرك الطاقات المهدورة ، وان يجمع كافة الفئات والتيارات الاجتماعية التي ترى في جبهة اليسار الفلسطيني المخرج الوحيد من الأزمات الخطيرة التي تلف الشعب الفلسطيني ، ويمتلك القدرة على مواجهة محاولات الاستسلام والتلاعب بمصير المشروع الوطني التحرري ، ومحاولات الإسلام السياسي الانقضاض على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، وعلى كافة المكتسبات التي حققها الشعب الفلسطيني في نضاله الطويل .ولدي جبهة اليسار من الخبرة والتجربة الكفاحية ، والرؤية السياسية الموضوعية والعقلانية ما تؤهله لذلك ، وهى تحتاج لمطبوعة فكرية تعزز هذا التوجه .

إن الوطن يعيش أخطر مراحل نضاله ، ولا يطال مشروعه الوطني التحرري الذي دفع ثمنه الآلاف من الشهداء والضحايا فحسب ، بل ووجوده على أرضه المهدد بالاقتلاع والترانسفير ، كما يعيش في حالة من الاستقطاب الحاد والخطير بين قطبين وقوتين رئيسيتين متصارعتين وكل منهما يحمل مشروعا سياسيا ومجتمعيا للشارع الفلسطيني ، ولكافة مؤسساته الرسمية والنقابية والمهنية ، وحالة الانقسام طالت حتى النسيج الاجتماعي والأسرى ، والمستفيد الوحيد من استمرار هذه الحالة هو الاحتلال الاسرائيلى الذي يراهن على استمرار هذا الصراع والانقسام ، ومن بعض القوى الإقليمية وذيولها. إن الخاسر الوحيد باستمرار هذه الحالة هو الشعب الفلسطيني وقواه السياسية والمجتمعية ، الذي تفاقمت معاناته اليومية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة ومواقع اللجوء المختلفة ، وحتى الآن لم تنجح كل المحاولات والحوارات المكثفة في القاهرة من أجل إنهاء حالة الانقسام ، واستعادة الوحدة الوطنية، وفشلت جبهة اليسار الفلسطيني في هذه الحوارات أن تعبر عن نفسها ككتلة يسارية متماسكة لها مشروعها المتميز عن القطبين المتنافسين .

إن مجمل التطورات على الساحة الفلسطينية ، وتزايد حجم المعاناة للشعب الفلسطيني ، وخطورة الاستقطاب الحاد ، تؤكد من جديد أن اليسار الفلسطيني بمجموع مكوناته الحزبية، والقوى والشخصيات ذات التوجه الديمقراطي والتقدمي هو القوة النامية والمهيأة سياسيا ومجتمعيا لكسر حالة الاستقطاب الحاصلة في الساحة الفلسطينية ، وهو القوة الحية في الشعب الفلسطيني ، والأكثر تمسكا بالمشروع الوطني الفلسطيني وبممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية كونها الهوية والكيانية الفلسطينية ، وهو الأكثر دفاعا عن القضايا الاجتماعية والديمقراطية والاقتصادية لجموع العمال والشغيلة والفقراء والمهمشين .. الخ ، والقادر على إخراج شعبنا من حالة التجاذب والصراعات الداخلية .

ومن أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية فان على جبهة اليسار الموحد أن تناضل من أجل انجاز المهمة الرئيسة الماثلة أمام الشعب الفلسطيني وهى الخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين طبقا للقرار 194 وهذه هي طموح الأغلبية الساحقة من شعبنا وبهذا تكون قوى اليسار قد حددت مهماتها السياسية والكفاحية من أجل تحقيق هذا الهدف الذي إن تحقق سيساهم في تحقيق الأهداف الاجتماعية والديمقراطية والاقتصادية ،وتحقيق العدالة الاجتماعية ،والدفاع عن الجماهير المسحوقة وبهذا تكون قد أكدت على هويتها الطبقية ، في الدفاع عن العمال والشغيلة والطلاب والمرأة والمثقفين الثوريين .. الخ

إن أية صيغة تنظيمية تحتاج لدراسة متأنية وتفحص جدي حتى لا تصاب محاولات توحيد فعل اليسار بالإخفاق والانتكاس ، ويمكن في رأيي إذا ما ترفعنا عن الذاتية ، وابتعدنا عن الفئوية ، أن تتشكل في البداية أمانة عامة من القوى الرئيسة بشكل مؤقت ، واختيار منسق للأمانة العامة بشكل دوري تتحدد مهماتها الأولية في تنشيط قوى اليسار وتوحيد مواقفه على المسار السياسي والمجتمعي والديمقراطي إن أمكن ذلك ، ووضع ضوابط للاختلاف في بعض القضايا مع الحفاظ على استقلالية التنظيم بشكل مؤقت ،وإعطاء فترة زمنية محددة لكل تنظيم أن يعمل على ترتيب وضعه التنظيمي من اجل مرحلة لاحقة تشكل جبهة اليسار الماركسي الموحد.

وفى نفس الوقت العمل على استقطاب القوى الأخرى التي تتوافق مع هذا التوجه ، وتسهيل انضمامها دون معيقات ، وتوسيع دائرة جبهة اليسار الماركسي الموحد.وستبين الحياة والتجربة أي من هذه القوى جاد في تشكيل جبهة اليسار الفلسطيني ، ومدى قدرتها على الالتحام بالجماهير بالدفاع عن مشروعها الوطني التحرري ،وتبنيها لقضايا الجماهير المسحوقة صاحبة المصلحة الحقيقية في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، على طريق الانخراط في جبهة اليسار العالمي .



#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمثيل النسبي الكامل أرقى الأنظمة الانتخابية وأكثرها عدلا.. ...
- فى احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009
- في يوم الأرض ...ينتفض شهداء الوطن ...!!
- - آفاق الوضع الفلسطيني بعد العدوان على غزة -
- ابوعلاء الشيوعي الذي لم ينكسر ....!!!!؟؟
- معين بسيسو النجم الساطع في سماء غزة
- أوقفوا الحرب المجنونة فورا.. وأنقذوا غزة من الإبادة؟؟؟ !!!
- أيها السياسيون والإعلاميون ... لا تخطئوا بتحليلاتكم!!!
- كفى..كفى.. ارحموا شعبنا وابلعوا ألسنتكم!!
- سياسة المحاور... والقضية الفلسطينية!!!ّ
- الحذاء الذى نطق...!!!
- الأنفاق تكرس الفصل والانقسام مع سبق الإصرار...!!1
- هل يمكن نزع الذرائع من حركة حماس...والعودة للشعب ؟؟
- جهنم تفتح أبوابها للفلسطينيين .. فهل يمكن إغلاقها...؟؟؟
- أيها العرب لا تزحفوا على بطونكم باراك حسين اوباما ليس هو الم ...
- الترحيب بالمتضامنين لكسر الحصار عن غزة
- أي حوار وطني فلسطيني نريد؟؟
- أعيدوا لمصر دورها العروبى والاقليمى
- فى الذكرى لاستشهاد الرفيق ابو على مصطفى
- كلمة جبهة اليسار الفلسطينى


المزيد.....




- قبل أن يفقس من البيضة.. إليكم تقنية متطورة تسمح برؤية الطائر ...
- كاميرا مخفية بدار مسنين تكشف ما فعلته عاملة مع أم بعمر 93 عا ...
- متأثرا بجروحه.. وفاة أمريكي أضرم النار في جسده خارج قاعة محا ...
- طهران: لن نرد على هجوم أصفهان لكن سنرد فورا عند تضرر مصالحنا ...
- حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية وغارات في عيتا الشعب وكفرك ...
- باشينيان: عناصر حرس الحدود الروسي سيتركون مواقعهم في مقاطعة ...
- أردوغان يبحث مع هنية في اسطنبول الأوضاع في غزة
- الآثار المصرية تكشف حقيقة اختفاء سرير فضي من قاعات قصر الأمي ...
- شاهد.. رشقات صاروخية لسرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطف ...
- عقوبات أميركية على شركات أجنبية تدعم برنامج الصواريخ الباليس ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟ - طلعت الصفدى - جبهة اليسارالماركسى الفلسطيني ضرورة وحاجة موضوعية ...!!!