أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد محمد مصطفى - تعال نرقص معا قصة لكازيوه صالح















المزيد.....

تعال نرقص معا قصة لكازيوه صالح


ماجد محمد مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 07:58
المحور: الادب والفن
    


الترجمة وبتصرف ماجد محمد مصطفى

صخب الجموع الحاضرة لمشاهدة مهرجان الورد والحب، يوضح للرائي ان تلك المدينة هي من اكثر مدن العالم ازدحاما، الاف الاطفال تم تنظيمهم بشكل فني تزينا لمكان المهرجان، والاف العشاق ايضا استعدوا بدورهم ذلك اليوم لتبادل اجمل الكلمات العذبة، بريق الاضواء يتحدى الماقي، بسمة الاطفال وبرائتهم تبعث الارواح من جديد لحب الحياة ، الهمس وقبلات العاشقين عهود ووعود تدشين حياة جديدة.
رغم ان كبار السن في تلك المدينة اكثر أناقة وعشقا من الشباب ويحرصون المشاركة بمثل هذه المناسبات، الا انهم يفضلون المشاركة في مناسبات تخصهم، حيث اختلفوا حول سبب عدم تنظيم مهرجان للورد والحب لاشخاص تكاملت خبرتهم. ولا اخطأ اذا قلت بان البعض منهم خرج عن وقاره، اما القادمين منهم من دول العالم الثالث الذين استقروا في تلك المدينة لم يحرموا انفسهم من المشاركة في المهرجان, مع انهم كانوا يقضون اغلب اوقاتهم فرادا الا انهم لم يستطيعوا عدم المشاركة حيث المهرجان بالنسبة اليهم سكر مئات امنيات ضائعة.
ـ ملامحك ليست غريبة، ربما تعارفنا من قبل؟
رفعت مينا رأسها الى السائلة، كانت امرأة في العقد الخامس من العمر بشعر ابيض بدا قصيرا امام عينيها لكنها مازالت تحتفظ بسحنة من الجمال والحياة الهانئة يبدو ذلك جليا من عينيها اثناء الكلام، حينها التعجب والغوص في ذكريات بعيدة شغل خاطرها، فملامحها ليست غريبة لكنها غير متيقنة بانه من الممكن ان تكون هي "من قارتين مختلفتين ماذا يمكن ان يجمعنا في هذا الوقت ؟ ، كلا، لا اعتقد بانها هى".
اخرجت المرأة صورة من حقيبتها وناولتها مينا حيث ضمت الصورة مينا جالسة مع امرأتين ورجل ليس بعيد عنهما يظهر بوضوح ، الرجل هو نفسه، والمرأة كانت اخته،كيف وماذا اوصلها الى هنا؟ ولماذا في هذا اليوم؟ طبعا لايعقل انها عرفتني وعرفت كل شيء من اخيها؟ بدا عليها الانفعال الا انها استطردت قائلة:
ـ هل تذكرين، حينها كانت صداقتنا متينة.. اخي آزاد كان يحاول ان يلفت انظارك.. وبعد ان تصاحبتما نسيتيني، وابتعدت
ـ نعم هذا صحيح، ابتعدت انا؟
منعتها ذكريات ثلاثين عاما مضت من الاجابة عن تلك الاسئلة، تتذكر جيدا وكيف لها ان تنسى ذلك، حينما كانا ضمن الطلاب التقدميين في الجامعة ويعول عليهما الكثير، تغيير وصداقة قل نظيرهما ,رغم انها كانت تلاحظ تناقض بين القول والعمل لدى ازاد , الذي كان يحرص دوما على انهاء الحديث باتهام مينا بانها شخصية حساسة تختلق الاشياء، حتى جاء اليوم الذي اتفقا فيه على الاحتفال بيوم الحب اسوة بشعوب المعمورة، ليحتفلا معا في يوم الحب العالمي وفي الاقل تعليم عدد من اصدقائهما الاحتفال بيوم واحد في العام للحب في خضم مناسبات وذكريات حزينة واعياد دينية و سياسية.. فقط ساعة للحب تضم عددا من الاصدقاء.
من يستمع اليهم، حيث قلة من الناس في مجتمعهم يعرفون معنى فالنتاين او تحديد يوم خاص للاحتفال بالمناسبة، فيعمدون دون حيلة الى اصدقائهم المسيحيين للاحتفال بليلة فالانتاين.
كانت مينا تحلم بالرقص مع حبيبها بعيدا عن العيون المتطفلة ( رقص ورقص حتى نهاية الحلم، رقص ينهك التعب، يسقط كل الاثام، رقص وايضا رقص،
في تلك الليلة ولاول مرة سأراقص فتى الاحلام (سلو دانس) رقص هادىء اعجبت به، حيث تلتف يده الايسر حول خاصرتي، وتمتد يدي اليسرى القريبة من القلب والمليئة بالعاطفة لتستقر فوق كتفه دون ان تسقط ابدا، بمعنى ان هذه اليد وتلك العاطفة ستكونان دوما سندا له ، في وقت تضيع فيه اصابع يدي اليمنى بين اصابع يديه الايمن تعبيرا لدوام الحب، وخطوة الى اليمين، الخطوات للاحتفاظ بالوعد الذي انجزناه في اليد الايسر، وخطوة اخرى الى جهة اليسار تذكر باليد الساندة بانسياب فوق الكتف ( نبض حياة مختلفة ومتميزة).
الان هو ايضا مثل الازواج الاخرين الذين يراقصون زوجاتهم، ينهض من كرسيه القريب ويقف امامي مادا يده اليمنى دعوة للرقص، فامنحه يدي اليمنى ايذانا بقبول الدعوة والانضمام معا الى جموع الراقصين، في تلك الرقصة الخاصة لكلينا،ولكن ما هذا الصمت؟ ولماذا لايحتفل بي، بل ينظر بعينيه فاتحا اياهما كعشرة عيون الى نساء اخريات مددن ايديهن فوق اكتاف رجال يتبادلن الهمسات، تاركين كراسيهم فارغة عدانا انا وهو؟ ماذا ينتظر ؟ لماذا هو مرتبك لهذه الدرجة؟ ولماذا اتفق كلينا على يوم احتفال شبيه بجلسة مقاهي؟ فحضورنا ليس فقط للاستمتاع بسعادة وفرح الاخرين؟ لا فائدة من الافضل ان ابدا انا, و فتح باب الحديث معه .
ـ الانسان يشبه القمر قسم منه منير وهناك ظلام في القسم الاخر، لا افهم شيئا آزاد من جانبك المظلم، اتمنى ان لاتطفىءابدا جانبك المنير.
ـ مينا من الافضل ان لا تنهكي نفسك بمعرفة السبب، الحياة مليئة بالظلام لو تتبعت ذلك انهكت قواك.
ـ نعم، انا على قناعة من ذلك، لكن الحياة هي نص مسرحي غير مقروء، لو قرأت سابقا، لما وجدنا ادوار البطولة فيها، لذلك نتعب كاهلنا بحثا لاضاءة اجزائها المظلمة.
ـ اعلم بانك تحبين التفلسف، ولكن الضوء لا يكفي لانارة جوانب الحياة المظلمة، لان الحياة كتاب غير مؤجل نحن اسطرها الطينية
ـ اذن، انهض كي نرقص، بالرقص نستطيع نفض بعضا من تلك الاتربة القديمة، لننظم الى صفوف الاصدقاء في رقصهم، رقص حتى بلوغ الاضواء.
ـ هل جننت، اليس لك حياء، كيف اسمح لك بهز جسدك امام كل هؤلاء الرجال.
ينسحب الى كرسيه دافعا رأسه بقوة على الوسادة، وبصوت رخيم مؤثر..
ـ اذا كانت قناعاتك بهذا الشكل، لماذا رضيت ببطولة هذا الدور واعداد الاحتفال، للمشاهدة فقط؟ حينما كنت اقول لك بانك مصاب بمرض الكلام دون الفعل، كنت تتضايق، وتقول بانني اعاني العقد امام عقل الرجل، ولكن متى عالجت عقدك حينذاك، اتصل بي.
مرة اخرى تعود الى عالم مهرجان الورد والحب، بينما صديقتها القديمة تنظر الى الصورة، تقول بهية : (هل تعلمين بانه تحرر من تلك الازمة، كما تعرفين ان آزاد سبق مجتمعه اساسا نصف قرن، سنوات الغربة الخمسة والعشرون، زاد من اغترابه لتلك الثقافة). ابتسامة تهكمية ارتسمت على شفاه مينا وبصوت ساخر قالت: ( نعم، فقد سبق مجتمعه كثيرا).
" ليته كان كذلك، او تستطيع سنوات الغربة الخمسة والعشرون ان تجمع شخصيته المقسمة نصفين الى شخصية واحدة، لقد كانت على يقين بانه حتى الغربة لاتستطيع معالجة اشخاص من امثاله، واضطررت، نعم اضطررت ان احاوره عبر المسنجر لمدة عامين كاملين كأمرأة اجنبية، لم استعمل كلمة كوردية قط، خصوصا حينما كان يصرح بانه كوردي، كنت اجيبه: ماهو الكورد واين هم؟ كنت ارغب بمعرفة الحقيقة، وهل يبادلني الشعور نفسه؟ تلك الشعور الذي راودني منذ ثلاثين سنة ماضية، حين بادلته المشاعر وانا في الخامسة عشرة من العمر، وبسبب شخصيته الازدواجية، العقل، عقلي انا، لم يرضى بذلك، لكن قلبي كان دوما معه، عشرون سنة من الغربة لم استطع نسيان حبه، خاصة حينما كنت اصر على زوجي التوجه خارج الوطن، بنفس المشاعر تلك، لكن من خلال احاديثه مع اصدقائه عرفت بانه يذكر اسمي، كذكرى، فهو ايضا مثل الرجال الاخرين يمنحه العلاقات النسائية مزيدا من الثقة والاعتداد بالنفس، لكنه لم يحاول قط الاتصال مثل شخصان يحترمان الذكريات الغابرة، المرأة ايضا كائن غريب، كنت اردد دائما بانه لا يجب ان اكون مثله، واصارع انسانا لايملك شيئا ليخسره، لو قلت ذلك لضحك علي، لانه لايعترف بهزيمته، ولا يعد نفسه خاسرا ايضا، في الاقل لدي زوج وثلاثة اطفال، يجعلوني جدة اليوم، لكنه دون امل في كل ذلك، فلم يستطع ان يصنع شيئا، لا زوجة ولا اطفال، ولا حياة مميزة، خارج المعتاد، لذلك ماذا يخشى لكي يخسره لا شيء، اعتقد بانه لايملك اي شيء، انا اشك بانه لايمتلك حتى يوما واحدا، ماذا يمتلك فمنذ عامين وانا اتحدث معه باسم مستعار ولغة اجنبية، انه لم يستطع قط حتى انقاذ روحه المهزومة ليعترف ولو مرة واحدة بان الروح التي تكلمه تجانست بعضا مع بعض، وبالاخص اثناء محاولتي احياء روحه والذكريات الغابرة سألته عبر الماسنجر:
[email protected]
ارغب ان تتحدث لي عن واحدة من اقوى علاقاتك الباقية في الذاكرة.
[email protected]
لقد وصلت الى هذه المدينة منذ كنت شابا ومن يومها وانا اعزب، يعني ذلك بانه لدي الكثير من التجارب بعضها مازالت ذكراها باقية واخرى وادت في يومها.
[email protected]
يعني ذلك انك لم تجرب الحب الحقيقي في الحياة، المليئة بالابتسام والفرح والحزن لكي يبقى دوما في الذاكرة؟
[email protected]
كما تعرفين النساء وثقافتهن ها هنا ، ففي الغالب ليس لديهن وفاء، يودعن الرجل متى قضين حاجاتهن، او مقابل مبلغ من المال، وحين يلتقين برجل يحمل نفس الثقافة يمضون بكلمة الباي باي، وكل ذلك يدعوني التمسك بك، حيث يبدو ان عائلتك نشأت بصورة مختلفة، ما يدعوني الى التمسك بك، لان تصرفاتك مختلفة.
[email protected]
حسنا ولماذا لا تختار واحدة تناسب ثقافتكم؟
[email protected]
لقد حاولت ذلك كثيرا، لم يكن بمستوى الطموح، ثقافتنا نحن ثقافة مغلقة، هناك صعوبة لرجل مثلي ايجاد امرأة مناسبة.
[email protected]
يعني ذلك انك لم ترتبط بنساء من الحضارة ؟
[email protected]
نعم ارتبطت, لقضاء الوقت...
[email protected]
لكن، في شبابك حينما كنت في وطنك، لا اعتقد انك كنت منفتحا كما هو الان، كيف ، لم تحب اية فتاة هناك ؟
[email protected]
كانت لدي بعض العلاقات، خاصة ان ارتباطي الاخير كان مع اثنتين وفي وقت واحد، عذرا، اعرف ان ذلك غريب بالنسبة اليكم وغير محبذ في ثقافتكم، ولكن ،لدينا يمكن الزواج من اربعة، لذلك كنت اتقصد اختيار احداهن للزواج وفي الوقت الانسب لذلك، ليس لأنني اؤمن بزيجات نساء اربعة ، أو لا اؤمن بالمساواة مع المرأة، لكن كانا غير مناسبتين.
[email protected]
هل من الطبيعي ان اعرف اسميهما، وطبعا فقط لكي اعرف نوعية اسماء نساء في بلدك؟
[email protected]
نعم احداهن كانت اسمها مينا والاخرى شيرين.
[email protected]
حسنا، ليلة سعيدة، سنتحدث لاحقا.
لم يكن الامر سهلا على مينا ان تنتحل اسم ماري، فكلما تذكرت احاديثه السابقة، لم تستطع تصديق ضحالة تفكيره، وان كل التفلسف والكلمات الرنانة لعدد النساء مجرد لاثبات الفحولة، دراميا، كشجرة ليست لها ثمر، لان مينا لم تستطع عدم التفكير فيه حتى لساعات قليلة، لذلك حينما توفى زوجها، اتصلت به بعد ثمانية اشهر، ولكن باسم مستعار وقومية مختلفة، فقط لكي تعرف هل تغير ام ان افكاره مازالت نفسها، ام ان عمر الغربة الطويلة وثقافته المنفتحة، البسته ثوبا جديدا، لكي تطمئن على سباحته في تلك المياه العكرة، ذلك قبل التعارف الحقيقي، وتحديد مكان اللقاء، ولكن ما اسعدها، ان كلماته تختلف عن كلمات رجل عرفته سابقا، اختلف في شراسته مع انه يحمل صفة الانسان، كل ذلك ساعدها على الموافقة بعد عامين لاعداد وتحديد يوم الموعد بشرط ان يكون اللقاء الاول في يوم مهرجان الورد والحب ونبدأ خطوتنا الاولى بالرقص.
من جانبه اجاب: حقا انه اختيار مناسب، كما كنت افكر فيه، انا ايضا ارغب في ذلك، لتكن خطواتنا الاولى رقصا حتى الضفة الاخر من الحياة، رقص الى اخر الروح.
تلك احدى الطروحات التي دعت مينا على العزوف، لان كل تلك كلمات رددتها مينا سابقا وله بالذات، ليعيد نفس الكلمات لصاحبتها، او..! " او ماذا مينا؟! لماذا تخادعين نفسك مرة اخرى، ولماذا لاتعرفين ان ترديد مثل تلك الكلمات الاصطياد النساء فحسب؟"
علو الموسيقى وتلاقي اقداح الفودكا اعاد مينا الى جو المناسبة والمهرجان، الساعة المعلقة في الحائط المقابل، تسير هوينا، وتسبب قلق ليس في وقته، بقرب قدوم حبيبها القديم الجديد، حتى الان اخته بهية في مكانها وقد تسبب فشل مخططها، ولانها لاترغب ان يكتشف امرها مبكرا، توجهت الى الحمام ووضعت عدسات زرقاء اللون لعينيها السوداويتين‌ وتغير ايضا بفعل الزمن لون شعرها ليقارب اللون الاصفر، رغم انها مازلت تحتفظ بسمات الجمال والنظارة، الكرش المرتفع قليلا تعطيها عبر المرآة الرضا، لكنها تشغل نفسها بحبيبها القديم وسبب تركه القاعة اختياريا، بحثت في ابواب القاعة، وسعدت لانه لم يرها من ذلك البعد، ثم توجهت مباشرة نحو الباب الشرقي، ذلك الباب الذي من المقرر ان يشهد لقائهما معا، داخل القاعة ايضا تنعكس اضواء مصابيح المدينة وهي تعانق شعر الليل الفاحم، وتنافس نصف قمر اصفر اللون استقر وسط السماء، "انها ليلة رومانسية حقيقية وليست للتجربة او ارتداء الاقنعة، لم اختار ذلك، لو لم البس القناع مثل السابق لما عرفت قط ارتدائه ذلك".
من البعد تستطيع معرفته حيث ضغوطات الحياة والتعاسة تميز ملامحه رغم انه يحاول اخفاء ذلك بتصنع السعادة والمرح كرجل يعرف اسارير الكلام، ذلك ليس بسبب مشاعره الجياشة تجاه المقابل وانما نتيجة الخوف من انطباعات اهل الغرب على الشرقيين عموما، ذلك الانطباع الغربي الذي يعكس ان الشرقيين نفذوا بجلودهم جراء الحروب والقتل والعنف والموت، كل العقد النفسية والروح العدائية تأصلت فيهم، لذلك يقدمون انفسهم بان كل المشاكل كانت موجودة في الشرق حتى قبل ان يولدوا لذلك لايخفى اصطناع الحديث والابتسام الذي لا تفارق محياهم بشكل لايبدو طبيعيا او جميلا.
وخوفا من ان يكتشف صوتها حرصت مينا على عدم التحدث طويلا، تحدث نفسها فتقول( كما اعلم انه نفذ الكلام بيننا خلال عامين خلت عبر الماسنجر، هذا اليوم يأتي مرة واحدة في العام، وهكذا انت اليوم في حياتي، لندع وحسب قرارنا، الايادي والشفاه تتعارف على انغام الرقص).
هل انت مستعد للعرض، الخطوات تتمازج الهوينا مع ايقاع (سلو دانس) يقول آزاد لماري: ( ماري، تجيدين هذه الرقصة) من جانبها سعيدة مينا بتحقيق حلمها القديم بمراقصة الشخص الذي بقي في ذاكرتها لثلاثين عاما ماضية، فقبل ثلاثون عاما ماجت امواج الحلم نحو خطوات راقصة الى اليمين واليسار في رقصة هادئة، فاليوم تعوض ذلك، لكنها رغبت بداية باسمها المستعار وشخصيتها الجديدة قراءة فنون التعامل الجديد معه، وما شجعها المضي في ذلك تعالي انغام الموسيقى واصوات المحتفلين فكل ذلك يجعل من العسير معرفة صوتها، وسط تعالى كل تلك الاصوات، لذلك قربت شفتيها وهمست:
ـ ما يدعوني للقلق احيانا، نظرتكم انتم الشرقيين الى المرأة، لقد سمعت اشياء كثيرة لاتطاق.
ــ نعم وللاسف تلك الممارسات مازالت موجودة في المجتمعات الانسانية، ولقد تركت وطني للسبب نفسه، فقد كنت من المدافعين عن حقوق المرأة هناك, وانعكس علي سلبا في بعض الواجهات الاجتماعية، وذلك ما حداني الى النظر خارج حلقة راحلة الى رفيقة الدرب.
ــ لماذا؟ الست تقول انك كنت من المدافعين عن حقوق المرأة في وطنك، ضد رجال غير منصفين، اذن لماذا كانت المرأة خارج دائرة بحثك؟
ـ في الحقيقة، حتى النساء كبرن في الظروف نفسها، تلك الظروف قد توافقهم، لانني لم اجد امرأة عاقلة مناسبة ترضى مثلا برقصة مثل هذه , او تقبل دعوة على حتى للعشاء.
وبعجلة وغرور( زرقة عينيك ساحرة، هي امنيتي دوما يا رفيقة الدرب).
ـ ولكن، الم تكن مع امرأتين في آن وحد، الم تمتلك احداهن عيونا زرقاء؟ هل رغبت احداهن الرقص معك؟
ـ كلا، زرقاوات العيون قليلة لدينا، كما لم تمتلك احداهن الثقافة الكافية لفهم عالم الرقص الساحر.
ـ ولما لم تقم بتعليمهن؟
ـ تقبع طبيعتهن خلف الروح، لا استطيع تغييرها، تظهر بتغيير الروح.
تصطدم مينا بنفس اراءه السابقة، حيث هو الى الان يعيد الاراء نفسه، حينما ترك مينا قالت له ان شخصيته، شخصية مزدوجة لاتستطيع هي ان تغييره لانها تكمن في الروح، لو حفرت الروح سيموت لا محال..
ضغطت على نفسها ورغبت في ان تجعل السؤال الاخير يقينا مؤكدا :
ـ ماذا لو كانت احدى الامرأتين معك في نفس القاعة وترقص افضل منك وتراقصك.
تذبذب الصوت والكلام.
ـ وماذ تفعل هاهنا؟ ثم لا افهم لماذا دائما تسألين عن الماضي ماض يعنيني وحدي لا احد سواي.
ـ لأنني جزء منه، ولدي الحق فيما سبق؟
وقبل ان تتركه في دوامة الاسئلة، قالت له ولكن باللغة الكوردية هذه المرة : ( اَزاد انا مينا، مينا..)
لم يدعها ان تسترسل, قطع كلامها بغضب قائلا:
ـ مينا التي تركتها منذ ثلاثين عاما ترقص دون حياء في هذا العمر بشعرها الاشيب وسط هؤلاء الناس تحرك مؤخرتها وتهز جسدها.
رائحة تشبه قئ الوحام .. الاطفال يتقياون فتفقد الازهار عطرها لتذبل بوهن، اضواء القاعة واللون الاصفر لقمر يستره جنح الظلام.



#ماجد_محمد_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول زيارة اوباما للعراق
- نحن ايضا لدينا حقوق
- (مهاباد) اخرى تستعيد ذاكرتها
- قضية منتظر الزيدي.. الحكم اخر الجلسة
- الهجرة المليونية.. درس وعبرة
- الانتخابات الكوردية.. واشياء اخرى
- اوقات مختلفة
- الفائز في الانتخابات الكوردية القادمة!؟
- شالوم!؟
- العلمو نورون!؟
- مسرحية بعنوان البرميل
- قصة قصيرة بعنوان المعبر


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد محمد مصطفى - تعال نرقص معا قصة لكازيوه صالح