أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ماجد الشيخ - rقمة العشرين وإحياء أمال النظام التعددي















المزيد.....

rقمة العشرين وإحياء أمال النظام التعددي


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 09:59
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


متى تهدأ نار الأزمة المالية العالمية، وهل ما جرى ويجري الاتفاق في شأنه من قرارات كفيل بتحويلها إلى رماد؟ ولمصلحة من يجري ضخ كل هذه الأموال، وهل سيستفيد منها الفقراء؛ فقراء العالم والدول الفقيرة، الفاشلة منها والناجحة تنمويا؟ وهل ما جرى في قمة الدول العشرين يرقى إلى مستوى بلورة نظام عالمي جديد، على ما ذهب رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون.

شكلت حزمة القرارات الصادرة عن اجتماعات قمة العشرين عكس كل ما كان متوقعا، وفي سياق مناقض تماما للتوتر بين معسكر تفعيل الرقابة وتدخّل الدولة بزعامة فرنسا وألمانيا، ومعسكر ضخ الأموال بزعامة الولايات المتحدة وبريطانيا، وفي سياق مناقض أيضا للخلاف الشديد بين باريس وبكين حول أولوية فضح ما يسمى "الملاذات الضريبية".

وللوهلة الأولى.. يخيل للسامع أو للمتمعن في قرارات القمة، أن المساعدات العتيدة التي ستخصص للدول الفقيرة، والتي أقرتها الدول التي اجتمعت، وهي جميعها ليست فقيرة، ستقدم أوتوماتيكيا، وبالفعل وعلى طبق من "ذهب الأزمة" كل ما جرى الإعلان عنه من مساعدات دون شروط، الشروط إياها التي كانت حين تطبيقها أو محاولة ذلك تثير أو تخلق المزيد من عوامل عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. إذ ستنفق المجموعة (مجموعة العشرين) خمسة آلاف مليار دولار بحلول نهاية العام القادم (2010)، وذلك بهدف تحفيز الاقتصاد، عبر ما يؤمل أن يؤدي من رفع سقوف الإنتاج العالمي بنسبة 4 في المائة، ويسرّع عملية الانتقال إلى اقتصاد متوافق مع البيئة، وزيادة موارد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ثلاثة أضعاف بقيمة ألف مليار دولار، منها 250 مليار دولار لدعم حقوق السحب من الصندوق، و 250 مليار دولار لدعم التجارة الدولية مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومقرها باريس، إلى جانب 500 مليار دولار تذهب مساعدات للدول الفقيرة. وجرى الاتفاق أيضا على أن يسيّل صندوق النقد الدولي احتياطيّه من الذهب لمساعدة الدول الفقيرة.

لقد أكدت قمة الدول العشرين، التي ازداد عدد المنضوين تحت لوائها، بفعل الأزمة المالية العالمية، من كونها قمة لثمانية من الدول الأغنى والأوسع نفوذا في العالم، أكدت إمكانية انتقال النفوذ السياسي والاقتصادي، وبالتالي تغيير طابع الهيمنة؛ من الغرب إلى الشرق، حيث يتواصل عبر فرض الدول النامية المزيد من الشروط على مجموعة الدول العشرين، ولو مؤقتا، وحسب جوزيف ستيغليتز فإن الصينيين يلعبون دورا أكثر نشاطا منذ بعض الوقت، بشكل لم يحظ باهتمام كبير، رغم إنهم يديرون الأمور بشكل جيد جدا، عبر اعتمادهم خطة تحفيزية أكبر وأوسع من تلك التي اعتمدها الغرب وخاصة الولايات المتحدة.

لكن السؤال الرئيس هنا: هل ما اتخذته قمة العشرين من قرارات سوف يرقى فعلا إلى ولادة نظام عالمي جديد؟ هدفه انتشال الاقتصادات العالمية من أعمق أزمة منذ الكساد العظيم (1929)، ويسعى لتقويض تأثيرات الصادرات الأميركية الأكثر ضررا للعالم المالي، بعدما عثروا على "طريق وسطى" بين معسكرين اثنين: الأول تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا، ويريد إنفاق أموال طائلة إضافية، للتخفيف من الأزمة المالية على حساب فقراء ودافعي ضرائب ونساء وعمال وطلبة وأطفال وعجّز، والأهم على حساب الدولة، انتقاصا من دورها المفترض. والثاني فرنسي – ألماني يتطلع لفرض قواعد أشد صرامة لتنظيم عمل النظام المالي العالمي.

إن الانطلاق من معاداة أي دور للدولة، بحيث يجري السعي لتأميم الخسائر وتخصيص الأرباح، وعلى حساب دافعي الضرائب وأغلبية القطاعات الشعبية، لن يقارب أي حل للمشكلة لا على المدى القريب ولا على المدى البعيد. وإذ تعمل السياسات الأميركية- البريطانية على ضخ المزيد من الأموال، فإن تأميماتهم "الاشتراكية" الزائفة إنما هي تستهدف تأميم الخسائر، خسائر المضاربين والفاسدين والمفسدين وسرّاق المال العام من رأسمالية مالية ريعية غير منتجة سوى للأزمات، غامرت وتغامر، وقامرت وسوف تظل تقامر، بما لا تملك من أموال دافعي الضرائب وخطط التنمية الحقيقية والإنتاجية، طالما أن هناك سياسات تشجعها على المضي باتجاهات المقامرة، وبما يبقي كل أرباح العمليات الجارية لمصلحة فئات محدودة، من تلك الرأسمالية التي تشكل الأموال وطنها الفعلي، أنّى كانت وأنّى رحلت واستوطنت.

إن القناعات التي تؤكد ضرورة أن لا تحمل الملكية الخاصة أية التزامات اجتماعية، هذه القناعات فضلا عن المضاربات الرأسمالية في أسواق مفتوحة لا تخضع لأية قيود، في ظل تنامي حالات خصخصة المرافق العامة وكامل الموارد الوطنية، وتسييل التدفقات المالية، وتسهيل دخول الاستثمارات الأجنبية، كل هذا لا يؤدي ولم يؤد في السابق، ولن يؤدي حتى في المستقبل، إلى قيام تراكم من أي نوع، لرأسمال وطني منتج، يمكنه النهوض بأحوال الشعوب أو تنمية بلدانها الأكثر فقرا وحاجة للتنمية.

لقد نشأت الأزمة المالية من تراكم المآسي التي نتجت عن رغبات الرأسمالية المنفلتة، حيث كان يناسبها هذا الانتشار المتغوّل لعولمة ذات مواصفات معينة (أميركية تحديدا)، طالما سعت للهروب من أية معايير تنظيمية، يمكن للدولة، بل يجب أن تقودها كراع اجتماعي. فيما عملت الأسواق على الضد من رغبات وأماني البشر واحتياجاتهم، فقد حطمت تلك الأسواق آمال الناس في رؤية غد مشرق لأجيالهم. وبدلا من ذلك ها هي تحوّل حياتهم إلى كوابيس سوداء، تظلل عبوديتهم التي صنعتها الرأسمالية، عبر أغلالها وأسواقها وأرباحها الخيالية وفسادها وإفسادها ومتطلباتها المبالغ فيها، وهي التي لم تك تعمل لمصلحة الناس، قدر ما توسلت الناس أداة لتنمية أرباحها بدل تنمية بلدانها.

وإذ لم تفشل القمة فشلا مدويا، رغم تأكيدها على رفض السياسات والممارسات الحمائية والتزام الدول الكبرى بحرية التجارة، فهل يمكن القول أن قمة العشرين نجحت في توفير حد أدنى من التوافق بين دولها الكبرى من حيث إلزامها بقرارات هامة؟. وهل ستلتزم بها فعلا وبما يقود عمليا إلى محاولة إنشاء نظام عالمي جديد فعلا لا قولا؟

لكن وإذا ما استمر تباين رؤى "شركاء الأزمة" على ضفتي الأطلسي، فلن يكون من السهولة بمكان التهيئة أو التمهيد لولادة النظام الجديد المأمول، وبما يحقق الوصول إلى بر الأمان للأزمة الراهنة، لكن الخشية الأكبر تبقى أن تولد الأزمة صراعات قومية لا حدود لها وسط عالم أمسى متغيرا، وأكثر تعولما من ذي قبل.

ورغم الطابع التعددي السائد داخل مجموعة العشرين، في ظل صعود وتصاعد النزعات القومية الخفية في النظر إلى المصالح الدولتية الخاصة بكل دولة، فإن مساعي التوفيق بين هذه المصالح والإرادات القومية المختلفة، سيكون أكثر هشاشة في حال لم تستجب بيئة العلاقات الدولية، بصورة متسارعة، ووفق إيقاع الأزمة المالية العالمية الراهنة، وامتداداتها إلى الإقتصادات الدولية وعلاقاتها الداخلية والبينية. وهذا ما يحتّم ترجيحا أكبر لضرورة بناء نظام دولي جديد، يتشارك فيه الجميع دون أن يكون بزعامة متفرّدة أو أحادية، على ما كانته حال الاقتصاد والسياسة والعلاقات الدولية بمجملها في ظل الأحادية القطبية.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الخفية: نحو فهم أفضل لإيران وتحولاتها
- الديمقراطية.. وأدوات نقضها!
- هل لأوباما سياسة مغايرة لنهج السياسات القومية؟
- القدس.. والصراع الجغرافي والديموغرافي المتجدد
- قمة المصالحات بين نوايا التجسيد وواقع التبديد!
- إدارة الصراع وسلال -الدولة- الفارغة!
- الهند تؤكد معطيات استنهاضها كعملاق آسيوي
- نتانياهو الطامح لأكثر من تشكيل حكومة!
- الديمقراطية المغدورة
- استمرار الانقسام يكرس احتلالا للأبد!
- .. لكن المجتمعات هي الخالدة
- الدولة هي الغائب الأعظم!
- -جنة- السلطة الأبدية .. وجنونها!
- هل سقطت ايديولوجيا الأسواق المفتوحة؟
- نحو نقض الميح التدجيني / التبجيلي لنشيد السلطة
- اي مستقبل لاسرائيل واي هوية؟
- أي حوار مع -عقل- لا يقبل الحوار مع مختلف
- المطلق المعرفي ومحنة العلمنة المعرفية
- ضروة تخليق وتفاعل الثقافات وتحاورها
- الجمهوريات الملكية.. او خاصيات السلطة القدرية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ماجد الشيخ - rقمة العشرين وإحياء أمال النظام التعددي