أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - لشدّ ما نحتاجُ إليكَ أيها الشارح














المزيد.....

لشدّ ما نحتاجُ إليكَ أيها الشارح


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 09:59
المحور: سيرة ذاتية
    


بالرغم من مرور قرون عشرة على عصره، فإن حضوره الآن تحديدًا يعدُّ ضرورةً حيوية، سيّما حين يعلو الحديثُ عن تجديد الخطاب الثقافيّ والخطاب الدينيّ.
ابن رشد، ذاك المفكر والفيلسوف العربيّ الذي ترك بصمةً فارقةً في تاريخ أوربا المسيحية، وأسهمت شروحاتُه للفلسفة الإغريقية، وكذا منهجُه العقلانيّ في تفسير الوحي، في بذر نواة النهضة الأوربية الحديثة. كما يعدُّ من أهم منجزاته الفعلية- بالإضافة إلى إعادة تفسير الأرسطية الحديثة بعد أن خلصّها من شوائب المثالية الأفلاطونية- رأبُ الصدع المفتعَل بين الفلسفة والدين، ونفي الفكرة القديمة القائلة بأن الفكرَ مُعادٍ الدين. كما أنه صاحبُ الدعوة إلى إعادة تأويل النصَّ المقدس، ثم إعادة تأويله، حتى يتفق وصالح البشر، تبعا لظروف ومتطلبات عصرهم.
ابن رشد، الذي احتفى الغربُ بفكره، إلى حدّ أن أقام مدرسة فكريةً باسمه وهي "الرُّشدية"، وإلى حد أن جُعل هذا المذهبُ الفكريُّ إحدى المواد الأساسية المقررة على طلاب الجامعة في أوربا؛ فلن تجد طالبٍا غربيًا واحدا غيرَ عارفٍ به، وغير مُطلِّع على منهجه وفلسفته، هذا الرمز الفكري ذاته، للأسف، لم يُحتفَ به على المستوى العربيّ على النحو اللائق، أو لنقل إنه تمَّ التعتيم على منهجه وفلسفته بزعم أنهما يضربان في مُسلَّمات الدين والوحي، ذلك الزعم التي ستثبت السطور القادمة كذبه.
هو أبو الوليد محمد بن رشد القرطبي(1126-1198م)، الفيلسوف العربي المعروف في الغرب باسم أفيروس "Averroes"، والذي كان معروفًا باسم "أفين رويز" و"أفيرويس" في القرون الوسطى. ولد بقرطبة، التي كانت قديمًا عاصمةً لأسبانيا الشمال إفريقية (المغربية)، أو ما تسمى( Moorish Spain). وهو سليل عائلة شهيرة من النابهين والعلماء، تقلّدت عائلتُه منصبَ القاضي الرسمي لأجيال متتالية، مثّل ابن رشد الجيلَ الثالث منها. لعب دورًا بارزًا في تاريخ الأندلس السياسيّ كما كان أحد أهم الرموز السامقة في تاريخ الفكر العربيّ الإسلاميّ وكذا في تاريخ فلسفة غرب أوربا وكهنوتها حتى لُقِّبَ بعدة كنيات منها: أميرُ العلم، جهبذُ الفقهِ، القضاءِ، الرياضياتِ، الطبِّ، وقبل كلِّ شيء: الفلسفة.
لعب الدورَ الأبرز في الدفاع عن الفلسفة الإغريقية وإنقاذها من الحملة الشرسة التي شنتّها جماعةُ الأشعرية (المتكلمون)، على الفلسفة والفلاسفة، بقيادة الغزالي المتوفى عام 1111، بعدما أعاد إنتاج الفكر الأرسطيّ وتفسيره ثم التعليق عليه. قام منهجُه في الأساس على فكرة البرهنة على عدم وجود تعارض بين الدين والفلسفة إذا ما تمَّ تناولهما كليهما بوعي وبعمق. تراوح منجزُه الفلسفيّ بين أشكالٍ عدّة منها التفسيرُ التفصيليّ للفكر الأرسطيّ، دفاعُه عن الفلسفة ضد من يدينونها بدعوى تعارضها مع الإسلام، ثم بناؤه صيغةً جديدة من الأرسطية Neo-Aristotelianism بعدما خلصّها، بقدر ما أمكنه ذلك الوقت، من شوائب الأفلاطونية المحدثة Neo-Platonism .
بدأ الالتفاتُ إليه مع بداية القرن الثالث عشر من قِبَل العالَم الغربيّ الذي لقبّه بـ"شارح أرسطو" حيث عملت مساهماتُه الفكريةُ على إعادة اكتشاف ذاك المُعلّم الذي سقط في هوّه النسيان قرونًا. هذا الكشف الذي كان له اليد الفاعلةُ في انطلاق إرهاصة الإسكولائية اللاتينية، ومن ثم النهضة الأوربية فيما بعد مع القرن الخامس عشر. وبالرغم من أهميته الفارقة تلك، فإن ما كُتب عن ابن رشد بالإنجليزية كان قليلا في مقابل الكثير من الاهتمام الفرنسيّ والأسبانيّ به، سيما بعد أن أصدر إرنست رينان كتابه القيّم "ابن رشد والرشدية" Averroes et l averroisme عام 1852.
أفرز القرنُ الثاني عشر نخبةً من أعظم المفكرين والعلماء في الأندلس بوصفها أسبانيا المسلمة في ذلك الوقت؛ مثل ابن راجا، ابن طفيل وابن ميمون، الذين طوّروا المدرسة الأرسطية الحديثة، التي كان لها أثرُها البالغ على لاهوت أوربا المسيحية. هؤلاء المفكرون الذين بزّهم جميعا ابن رشد وألقى منجزُه الفلسفيّ بالظلال على منجزاتهم في الفكر القروسطي. ساهمت أفكار ابن رشد في تحويل مسار الفكر الأوربي في العصور الوسطى، فكان آخر عظام مفكري الإسلام الذي عاش فيما وراء حدود أسبانيا بينما أثرّت فلسفته بعمق في عقول مفكري الغرب.
ولأنني وقعتُ على كتابين غاية في الأهمية، أحدهما بريطاني: "ثقافة أفريقيا الشمالية في أسبانياMoorish Culture in Spain”, Burckhardt, T. George Allen & Unwin, Ltd., London, 1972. ، والآخر أمريكي: المساهمات الإسلامية في الحضارة، ” Islamic Contributions to Civilization”, Cobb, S.,Avalon Press, Washington, 1963.، فقد آثرتُ أن أنقل لكم، بين الحين والآخر، بعضا من رفيع أفكارهما التي تسلّط بقعةَ ضوء فاتنةً على ماضينا المشرق، الذي لا يشبه حاضرَنا فائقَ الإعتام.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قال: لا طاغوتَ يعْدِلُ طاغوتَ الكُهّان
- وإننا لا نبيعُ للكفار!
- أبريلُ أقسى الشهور
- احذروا هذا الرمز!
- الكونُ يتآمرُ من أجل تحقيق أحلامِنا
- ما تشدي حِيلك يا بلد!
- من أين نأتي بسوزان، لكلِّ طه حسين؟
- طواويسُنا الجميلةُ
- أنا أقولُها علنًا!
- وأين صاحبي حسن؟
- حينما للظلام وَبَرٌ
- الله كبير!
- -وهي مصر بتحبني؟-
- الحقلُ هو سجادةُ صلاتي
- مصرُ الكثيرةُ، وأمُّ كلثوم
- أيها العُنُقُ النبيل، شكرا لك!
- مصرُ التى لا يحبُّها أحد!
- قديسٌ طيبٌ، وطفلٌ عابرٌ الزمن
- رُدّ لى ابتسامتى!
- ومَنْ الذى قتلَ الجميلة؟


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - لشدّ ما نحتاجُ إليكَ أيها الشارح