أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....58















المزيد.....

حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....58


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 11:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



إلى:

• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.


محمد الحنفي







علاقة التقاليد بالمعرفة الدينية بتنوع مذاهبها:.....44

ولقراءة هذه المذهب الصغرى، في علاقتها بالمذاهب الكبرى، نجد ثلاث مستويات من الفهم:

1) الفهم الرسمي.

2) والفهم العام لعامة الناس.

3) وفهم من يطلق عليهم "العلماء"، و"الفقهاء".

فالفهم الرسمي هو فهم الدولة الممثلة للطبقة الحاكمة، التي تحاول، عن طريق استعمال السلطة الإيديولوجية، والسياسية، إلى جانب السلطة القمعية، فرض فهمها عل جميع أفراد المجتمع، الذين ينقسمون إلى خاضعين، متقبلين لما تفرضه الدولة عليهم، ومرددين له، على أنه هو الفهم الصحيح للتصور الديني للحجاب، أو على أنه هو الفهم المذهبي الأصلي الصحيح للحجاب، أو على أنه هو الفهم المذهبي الفرعي له. ولتحقيق هذه الغاية المتمثلة في اعتبار فهم الدولة، فهما صحيحا، تجند الدولة جيشا من "العلماء"، و"الفقهاء"، الذين يتكلمون باسم الدين، أو المذهب الأصلي، أو الفرعي له، ويتجندون لإصدار الفتاوى في مختلف القضايا، والممارسات الفردية، والجماعية، التي لها علاقة بالدين، أو بالمذهب الأصلي، أو بأحد المذاهب الفرعية له، لجعل الناس يلتزمون بوجهة نظر الدولة، وعلى جميع المستويات التنظيمية للمجتمع.

وإذا أخدنا بعين الاعتبار تعدد الدول في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، نجد أن تصور كل دولة للحجاب، اعتمادا على فهمها للتصور الديني، أو للتصور المذهبي الأصلي، أو للتصور المذهبي الفرعي له، يختلف عن فهم الدولة الأخرى. وهو ما يعني اختلاف فهم الدول لشكل الحجاب المرتبط باختلاف فهم الدول للدين، أو للمذهب الأصلي، أو الفرعي، الذي يترتب عنه: أن تحقيق الوحدة بين البلاد العربية من جهة، وبين باقي بلدان المسلمين جهة أخرى، يعتبر من باب المستحيلات، سواء كانت هذه الوحدة إيديولوجية، أو سياسية، أو اقتصادية، أو ثقافية، أو فكرية. واستحالة هذه الوحدة ليست إلا نتيجة منطقية لطائفية الدول القائمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين. فهذه الطائفية، هي التي وقفت سدا منيعا، وبدعم من الدول الرأسمالية العالمية، أمام كل محاولات توحيد هذه البلاد، وأمام جميع دعوات الوحدة، التي بثت من هنا، أو هناك، لتناقضها مع منطق التجزئة الطائفي المعتمد من قبل جميع الدول القائمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.

وهذا المنطلق الطائفي السائد في صفوف العرب، والمسلمين، هو الذي جعلهم يقعون تحت تأثير الهوية التي سوف تقف وراء تجزيء كل دولة على حدة، من أجل الإيغال في إضعاف قدرتها على مواجهة الغرب الرأسمالي، خدمة لمصالح هذا الغرب نفسه، من قبل العاملين على البحث عن الهوية القائمة على أساس ديني، أو مذهبي أصلي، أو مذهبي فرعي، أو القائمة على أساس لغوي، او عرقي، أو قبلي، أو غير ذلك، كما حصل في لبنان، وكما يحصل في العراق، وفلسطين، وكما يمكن أن يحصل في مصر، أو المغرب، أو الجزائر، أو باكستان، أو غيرها من الدول العربية، ومن باقي بلدان المسلمين.

فالدولة القطرية، إذن، هي دولة طائفية، مرشحة للانقسام إلى دويلات طائفية صغرى... وهكذا، إلى درجة التشظي، مما يجعل شكل حجاب المرأة يخضع لنفس المنطق.

أما الفهم العام لعامة الناس، فيندرج في إطار ما يصطلح على تسميته بالإسلام الشعبي، الذي يختلط فيه الفهم الرسمي، بالفهم التاريخي، بالفهم الأسطوري، بالفهم الخرافي للدين الإسلامي، وللمذاهب الدينية الكبرى، وللمذاهب الدينية المتفرعة عنها.

وهذا الاختلاف في الفهم، لا يمكن أن ينتج إلا اختلاطا في تصورات الحجاب المختلفة، التي تصير خاضعة للتقاليد الضاربة في القدم، وللعادات، والأعراف، المحكومة بالفهم المختلط، إلى درجة صعوبة تصنيف أشكال الحجاب القائمة في الزمن الواحد، وفي المكان الواحد، على أنها أشكال الحجاب الملتزمة بما جاء به الدين الإسلامي، أو بما تبلور تصوره، حسب كل كل مذهب كبير، او حسب كل مذهب من المذاهب الصغرى المتفرعة عن المذاهب الكبرى.

وبما ان شعوب المسلمين تتعدد بتعدد الدول القائمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، فإن الفهم العام لعامة الناس لأشكال الحجاب، يختلف باختلاف الشعوب عن بعضها، بسبب اختلاف المذاهب الدينية الكبرى، أو المتفرعة عنها، وبسبب اختلاف المذاهب الدينية الكبرى، او المتفرعة عنها، وبسبب اختلاف العادات، والتقاليد، والأعراف المتحكمة في المسلكية الفردية، والجماعية، وبسبب اختلاف الشروط الموضوعية التي تسرى على كل شعب، وبسبب اختلاف الأنظمة السياسية، وطبيعتها، وانفتاحها، أو انغلاقها.

ولذلك فالفهم العام للناس، المستهدف لأشكال الحجاب، يبقى مضببا، وغير محدود المعالم، وغير ثابت، وغير ممنهج، حتى في إطار الجماعة الواحدة، مما يجعل تصنيفه دينيا، أو مذهبيا، من الصعوبة بمكان، وخاصة في أوساط لا زالت تسود فيها الأمية الألف بائية.

أما فهم من يطلق عليهم "الفقهاء"، و"العلماء"، فيختلف عن الفهم الرسمي، وعن الفهم العام للناس، بسبب انتماء هذه الشريحة ـ النخبة إلى الطبقة البورجوازية الصغرى، ذات الطبيعة الزئبقية، ذلك أن فهمهم يتكيف حسب خدمته لتحقيق تطلعاتهم الطبقية، مما يجعلهم يتأرجحون بين الفهم الرسمي، لاستمالة الطبقة الحاكمة إليهم، والفهم العام، لجعل العامة يرتبطون بهم، مع الاستناد إلى الفهم الديني الصرف، او غلى الفهم المذهبي الرئيسي، أو إلى الفهم المذهبي المتفرع عنه، مما يجعل تصور "العلماء"، و"الفقهاء"، لأشكال الحجاب، يختلف باختلاف الفهم الآني، الذي يحملونه، والذي يمكن أن يتغير في أية لحظة، تبعا لتبنيهم لفهم الطبقة الحاكمة، أو لفهم عامة الناس، أو للفهم الوافد من عمق التاريخ، أو من هذه الجهة، أو تلك، حرصا منهم على الأخذ بما يخدم مصالحهم الطبقية.

ونظرا لدور "العلماء"، و"الفقهاء"، في مجتمعات المسلمين المتخلفة، ولتأثيرهم في جميع الدول القائمة في بلدانهم، فإن هؤلاء يتحولون، ثارة، إلى معبرين عن تصور الطبقة الحاكمة الديني، والمذهبي الرئيسي، أو المذهبي المتفرع عنه، من أجل تسييد الحجاب، كما تتصوره الطبقة الحاكمة، وثارة أخرى يرددون الفهم العام للمسلمين للدين، وللمذهب الرئيسي، وللمذهب المتفرع عنه، حتى يجدوا أتباعا لهم بين المسلمين، من اجل إصدار الفتاوى التي تخدم مصالحهم، ليتحولوا إلى أوصياء على الدين، أو على أحد المذاهب الرئيسية، أو على إحدى المذاهب المتفرعة عنها، إن لم يتحول كل عالم، أو فقيه إلى صاحب مذهب فرعي، يجمع حوله الأتباع، ويغدق عليهم المزيد من الفتاوى، مما يفرز تصورات جديدة للمرأة، وكيف يجب ان تحتجب. وإذا خرج أحدهم عن نغمة تكريس دونية المرأة كمتعة، أو كسلعة، أو كعورة، فإن "العلماء"، و"الفقهاء"، يعتبرونه خارجا عن الدين، وعن المذهب الرئيسي، وعن المذهب الفرعي، وعن ما يراه "العلماء"، و"الفقهاء"، ليصير كافرا، وملحدا، وليجني ثمار ما اقترفه سعيه إلى تحرير المرأة، والتعامل معها كإنسان له كامل الحق في اختيار شكل اللباس، الذي يراه مناسبا له، حتى وإن كان ذلك اللباس شكلا من أشكال الحجاب.

وقيام "العلماء"، و"الفقهاء"، باصدار فتاوى التكفير، والإلحاد في حق من يسعى إلى تحرير المرأة، انطلاقا من النصوص الدينية، كما حصل مع قاسم أمين في مصر، ومع غيره في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ليس حرصا على سلامة الدين الإسلامي من التحريف، بقدر ما هو سعي إلى تأبيد استبداد الرجل بالمرأة، وتأبيد استبداد الطبقة الحاكمة بالمجتمع ككل، في كل بلد من البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، إرضاء للرجل الذي يعض على التخلف بنواجذه، وسعيا إلى إرضاء الطبقات الحاكمة التي ترى في "العلماء"، و"الفقهاء"، افضل وسيلة لإخضاع الجماهير الشعبية الكادحة التي لا تستفيد لا من سفور المرأة، ولا من حجابها، كما أنها لا تستفيد لا من العلماء، ولا من الفقهاء، الذين يمارسون عليها التضليل الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بقدر ما تتحقق فائدتها من خلال الانخراط في النضال من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، التي يأتي في إطارها تمتيع المرأة بكافة حقوقها، ومن ضمنها اختيار شكل اللباس الذي تراه مناسبا لها.





#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...


المزيد.....




- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....58