أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - علي الخياط - في ذكرى عزيز السيد جاسم














المزيد.....

في ذكرى عزيز السيد جاسم


علي الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2618 - 2009 / 4 / 16 - 02:46
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


نحتفل اليوم - حزناً - بذكرى فقدنا لأحد الأعلام في تاريخ الفكر و الأبداع العراقي .
الا وهو الراحل الكبير عزيز السيد جاسم والمحتفى به دائماً عبر السنوات التي كان يسيرُ - فيها - حياً في شوارع بغداد المنكوبة بأصنام السلطة البعثية , لكنه أحتفاء من نوع أخر .. فأزلام السلطة كانوا يحتفلون بطريقة خاصة . كانوا يترصدون , و يسجلون تحركات و أشارات و نظرات أبن السيد لأنه يمثل أرقاً مستديماً لصدام وعصابته منذ اللحظة التي أعلن فيها أنه متمرد و رافض لسلوك السلطة و عنجهيتها .. فهو رجل أحب وطنه .. وهو مثقف أحب عالمه الساحر , وهو صحفي يحب مهنته ،وفوق كل ذلك يجب الشعب الذي ينتمي اليه ..هذا الرجل من طراز خاص لايمكن ان يقبل بدور كومبارس ،او عنصر امن يقف على رأس الدكتاتور يهشُ عنه الذباب المتقافز هنا وهناك ..كان مفكرا واعيا .يفهم ان المسؤولية شرف ،وليست سلطة غاشمة تتحكم برقاب الناس،وعندها كان دوره كمفكر يحتم عليه ان يرفض ذلك ويتحداه ،واذا وجد انه لابد وان يضحي فعليه ان يفعل ذلك برحابة صدر ،وقد فعل.
اما النظام الحاكم في وقته فلم يكن مستعدا بقبول ذلك التحدي ،ولايفهم ان سلطة المثقف وسيلة للتهذيب وليس القمع ،وكان عليه ان يتخلص من عزيز السيد جاسم .لأنه يمثل خطرا ،ولأن اخرين قد يفكرون بالتمرد ماداموا يرون كبار المفكرين يهاجمون اوكار النظام.ولذلك لابد ان يسارع الجلادون الى الهجوم اولا ويدخلوا الى المساحة الهادئة التي يشغلها عزيز ،ويقيدوه بالسلاسل ويسحبونه الى القاع المجهول ليتخلصوا من الارق ولكي يرضى عنهم سيدهم المخبول بالسلطة والجبروت ولست اعلم ان كان رضي اولا..
فعزيز السيد جاسم غيّب عن محبيه ،وصدام ذهب الى الجحيم .. لكن الفرق ان صدام ذهب بعاره الشنيع الى يوم الدين واعداؤه يذكرونه بالويل والثبور وكذلك ضحاياه فأنهم يلعنونه ليل نهار بينما عزيز السيد جاسم يجد الكثير من الاحبة والاصدقاء والمحتفلين ،والفخورين بشخصيته الفذة.
وهذا هو الفرق بين النظام البعثي ومناوئيه من الاحرار الوطنيين الذين تحدوا سلطته الغاشمة حتى ابيدت في نيسان 2003. وللفقيد عدة مؤلفات منها المفتون والتي كتب عنها ناشر الكتاب معلقا ((لذي يميز هذه الرواية هو ان حوارها يحتوي مجموعة من اللغات، التي يتقاطع بعضها مع بعضها الآخر، فينفرط الصوت في لغات متعددة تأخذ من الهضاب والاعالي والسهول والسجون والمستشفيات لغاتها الخاصة. وهكذا يكون صوت خلف الاعور، بجئيره، الوجه الآخر للطغيان، فهو مجنون يمارس سطوته من موقعه في تلة عالية تتيح ان يرى الاخرون نثاياه وحريمه. انه الوجه الدفين للمتسلط. لكنه محاصر بجنونه الذي يقصيه عن الاخرين، بينما يمده بمناعة خاصة وصوت رهيب. وعالمه، بعد ذلك، هو (الغروسك): عالم المتسلطين عندما يتمدد ويتضخم خارج حدود الواقع، فيبدو بمثل هذه الاوضاع المثيرة للضحك مرة وبتباعد الآخرين عنها مرة اخرى.
ويمثل هذه السعة، تقدم هذه الرواية بعدا اخر للكتابة السرية، تلك التي بمقدورها ان تقول الكثير في فسحة صغيرة نسبيا: و"المفتون"، بعد هذه التوطئة القصيرة، رواية ما بعد الاستعمار بامتياز. انها من بين النصوص الفريدة التي تستكمل ما كتبه فانون في "المعذبون في الارض" عن ولادات الدولة المريضة)) ومن الكتب الاخرى،متصوفة بغداد،علي بن ابي طالب –سلطة الحق،المناضل ،تأملات في الحضارة والاغتراب،مسائل مرحلية في النضال العربي،الاغتراب في حياة وشعر الشريف الرضي،الدليل في التنظيم،المجالسة في النظرية والتطبيق،ديالكتيك العلاقة المعقدة بين المادية والمثالية وعشرات من المقالات والبحوث التي كتبها المرحوم في حياته الادبية المتألقة والمليئة بالاجتهاد والمثابرة ،وبفقده فقدنا كاتب من طراز فريد يصعب تعويضه ...



#علي_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاندماج...في مصلحة من؟
- الهلال الشيعي...ليس بديلا عن خسوف القمر
- امين بغداد مدى الحياة
- لماذا الاصرار على الدفاع عن الارهاب
- بناء الانسان قبل الاوطان
- الكرد الفيلية...تأريخ من الألم
- المواقع الالكترونية...وقرصنة المقالات
- رحل محفوظ...فمن يعتني بالبقية؟
- حواجز كونكريتية...ملصقات اعلانية
- جلجامش بعدسة الكرعاوي
- مواطن من الدرجة...؟
- اوراق محترقة
- مجلس النواب ونكران الذات؟
- البراءة من المتأسلمين
- الاتفاقية الامنية...والاختيار الصعب
- مطار بغداد ودار العجائب
- الانتخابات الامريكية...رؤية اخرى
- الحجاب بين دعوتين
- العرب واسرائيل بعد الخمسين
- القمامة...من التراث الشعبي


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - علي الخياط - في ذكرى عزيز السيد جاسم