ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 09:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ربما لا أحد يفهم ورطة أن توجد ثم يتاح لك أو لايتاح أن تفهم أو لا تفهم لكن الأمرين سيان . ولهذا يقول المثل المعروف ( كل الطرق تؤدي
إلى روما ) وروما هنا هي الموت . كما أن الفيلسوف الفرنسي الكبير سارتر هو نفسه قال من خلال هذا السياق ( كل الطرق على السواء ) . فالعالم
كله مليىء بالخلافات التي تؤدي الى حروب و مطاحنات بعضها مربحا ولو مؤقتا للبعض وأخرى ليست كذلك بالنسبة للآخرين . ديانات تؤطر الكائنات
وكلها مستنسخة عن بعضها ولهذا سميت بالسماوية وهي ربما لا تحمل من السماء إلا الإسم . ولا أحد متأكد من أي شيء . وكلما اقتحمك الشك
والإرتياب وأعلنت عنه . داستك عجلة المرور بسبب أو بدونه .
حروب باسم الدين تتأجج يوما عن يوما ولا أحد يوقف هذه المسخرة ولو بقول القليل من الحقيقة . الآلهة نفسها قديمها وحديثها لا يد لها في الأمر سوى الحفاظ على مكانتها وسلطتها إن في المتحف أو في الواقع الذي بدأ يتصدع . فماذا تفيد الحقيقة نفسها أمام كل هذه الهزائم التي تطلع لنا مع إشراقة كل يوم أو مع ولادة كل ولادة كما الضعف الذي سنموت به هو كذلك يولد معنا . ونحن كبشر لا فرق بيننا وبين الزواحف في تناحرها
على قطعة لحم نتنة وليس لنا في خاتمتنا الأولى سوى الموت أو الهزيمة كصنو للموت نفسه ورغم إنفلاتنا من النهايات الأولى المتكررة فهناك نهاية أخرى تنتظرنا بصبر وثبات لن يكون لنا طوق نجاة منها . والمصيبة أننا كلنا ندرك ذلك ونتحلى بالصبر من أجل قصورنا المضمون لنا .
علمنا لا يفيد إطلاقا ولا يستطيع تغيير شيء من روائحنا الكريهة والتي تخرج منا بين الفينة والأخرى عند التخلص من أحشائنا وزوائدنا متحملينها
بشكل شخصي وفردي في حين لا نتحمل روائح بعضنا وبقلة حيلنا .
بدأنا ندرك التغييرات المناخية والبيئية التي تحطم حقائق مداركنا الماضية وصرنا نعرف بالتأكيد عصورا قادمة ستجعلنا غير قادرين على الصمود في وجهها وفي وجه المتغير منها والمتطور من تاريخ هذا التنين الذي وجدنا أنفسنا نقيم على ظهره دونما أي اعتبار منه لحضارتنا المنقرضة
ذات يوم لا محالة ومع ذلك لا زلنا نقدس أوهامنا ونحافظ عليها ونرمم ما أصيب منها من أضرار التعرية الزمكانية ومشكل الجادبية ....
نصلي ونحن نعرف
نصلي ونحن لا نعرف
والكينونة بلا أبجدية تقيس بها
نبضات الريح العاتية
وستبقى هناك على الدوام
غير آبهة بصلاتنا أو ابتهالاتنا
ونحن مجرد نقطة
في هذا الكأس الذي لا يشبه كأسنا
ويوم ننقرض
سوف يكون الظلام حينئذ
والجليد
وانعدام الوزن
نقطة تحول ما في شيء ما
في علاقة ما بين البدء والإنتهاء .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟