أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - إعطنى هذا الدواء














المزيد.....

إعطنى هذا الدواء


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 09:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الهجوم على الدواء المصرى ليس جديداً، لكن الجديد هو أن ساحة المعركة ضده أصبحت فى عقر دار البرلمان المصرى ذاته، وتحديداً فى لجنة الصحة بمجلس الشعب التى شهدت اتهامات خطيرة للجامعات المصرية بمحاربة الدواء المصرى من خلال المناقصات التى تطرحها الجامعات لشراء الأدوية والإدعاء بعدم فاعلية الدواء المصرى.
والتصعيد فى الحملة ضد الدواء المصرى بهذا النحو يكتسب أبعاداً خطيرة لأن الاتهام ليس "كلام قهاوى" وإنما يعبر عن رأى أعلى جهة علمية وأكاديمية فى مصر.
وهذا معناه أحد أمرين:
إما أن ما تقوله الجامعات صحيح فنكون إزاء كارثة حقيقية هى فساد الدواء المصرى، بما يمثله ذلك من تعريض صحة الشعب المصرى لأخطار جسيمة تصل إلى حد خطر الموت.
وإما أن ما تقوله الجامعات المصرية غير صحيح فنكون إزاء كارثة أكبر، هى فساد الجامعات، ووصول هذا الفساد إلى حد إصدار بيانات كاذبة من شأنها الاساءة إلى سمعة الدواء المصرى وتهديد هذا القطاع الذى يمثل أحد أعمدة الصناعة الوطنية. ولنا أن نستنتج أن مثل هذا الادعاء الكاذب – إذا كان كاذباً – ليس "مجانياً، وإنما وراءه "مصالح" و"أغراض"، من بينها "التواطؤ" مع شركات الأدوية الأجنبية.
علما بأن نفوذ هذه الشركات "المفترية" وصل فى عهود سابقة إلى ممارسة ضغوط مروعة على أكثر من وزير صحة، كان آخرهم الدكتور محمد عوض تاج الدين الذى ترك كرسى الوزارة فى أعقاب معركة رهيبة مع هذه الشركات العابرة للحدود والجنسيات.
وحسناً فعل الدكتور أحمد زكى بدر رئيس جامعة عين شمس بإلغائه التصرفات المثيرة للشبهات التى قامت بها أجهزة تابعة لجامعته تعمدت التشهير بالدواء المصرى ورفض شراكة من خلال المناقصات التى تطرحها الجامعات لشراء الدواء. وبالطبع فإنها قامت بتغليف قرارها المشبوه بالإدعاء بعدم فاعلية الدواء المصرى.
ورغم أن قرار الدكتور احمد زكى بدر يستحق التحية، فإنه لا ينهى الجدل حول هذه التهمة التى أصبحت واسعة الانتشار، لدرجة أن غالبية المصريين باتت تصدقها.
وهذا أمر يجب إعطاءه الاهتمام الكافى، لأننا إزاء قضة خطيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وكما يقول المثل الشعبى فإنه لا يوجد دخان من غير نار، ويبدو – بالفعل – أن هناك أدوية فى مصر غير مطابقة للمواصفات. بل إن هناك نسبة لا بأس بها من الدواء المغشوش بمصر، وهذا الدواء المغشوش سلاح قاتل، يودى بحياة مواطنين أبرياء، كان منهم إبن الدكتور إبراهيم بدران الطبيب العظيم الذى تقلد مناصب مرموقة كثير منها له صلة مباشرة بصحة المصريين. بل إن ابنه الذى راح ضحية هذا الدواء المغشوش أثناء عملية جراحية كان هو ذاته طبيباً شهيراً.
وبالطبع فإنه لا علاقة لصناعة الدواء المصرية بالدواء المغشوش الذى يتم تحت بير السلم وفى أماكن عديدة داخل مصر وخارجها، وبالتالى فإنه من قبيل خلط الأوراق تحميل هذه الصناعة الوطنية ذنب جريمة الغش، فهذه مسئولة جهات أخرى.
لكن هناك دواء غير مغشوش، لكنه غير مطابق للمواصفات، وبالتالى فإنه قليل الفاعلية، يتم تصنيعه فى إطار المنظومة "الشرعية". لكن هذا الدواء ناقص الفاعلية ليس مسئولية مصانع قطاع الأعمال العام للأدوية، وإنما مسئولية الفروع المصرية لشركات الأدوية الأجنبية، وهناك معلومات محددة بهذا الخصوص تزيد عن أن تكون مجرد إتهامات وترقى إلى درجة الوقائع الدامغة، التى ترافقها معلومات أخرى خلاصتها أن هذه الشركات الأجنبية تضع مواصفات صارمة لمنتجاتها الدوائية التى يتم توزيعها فى أوربا وأمريكا وتضع مواصفات "متساهلة" لنفس ا لمنتجات التى تباع لنا فى مصر والشرق الأوسط، وهذه جريمة عنصرية متكاملة الأركان.
هذه الشركات الأجنبية التى تمارس "العنصرية الطبية" لا تتورع عن ترويج الأكاذيب عن صناعة الدواء الوطنية، وتجند نواباً فى البرلمان المصرى وعدداً من أفراد النخبة المصرية فى مجالات متعددة، وتغدق عليهم الهدايا والامتيازات من أجل "جر أرجلهم" إلى ساحة التشهير بالصناعة الوطنية. ووصلت هذه الأكاذيب إلى حد وصف مصانعنا المصرية بأنها "معامل طرشى" بلدى.. الأمر الذى يصيب المواطن المصرى بالهلع لأن تكون مصادر الأدوية التى يستعملها هى هذه "المعامل" البدائية التى تحفل بالفوضى وتفتقر إلى النظافة والتجهيز المناسب.
وللتحقق من ذلك قمت مع عدد من الزملاء بزيارة ميدانية إلى شركة النيل للأدوية ورأيت على الطبيعة صورة مناقضة لهذه الأكاذيب على طول الخط. ورأيت آلافاً من المصريين والمصريات يعملون بتفانى وإخلاص وفق أرقى المعايير التى نفخر ونتفاخر بها.. لكن بعض "المصريين" لا يتورعون عن تشويهها والتشهير بها خدمة لشركات أجنبية أخطبوطية جشعة.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمسك .. بهائى!
- سيادة النائب العام.. شكرًا
- هل نحتاج إلي قانون جديد لمكافحة الارهاب؟!
- انتبهوا أيها السادة: نتيجة امتحاننا في »النزاهة«.. ضعيف جدا
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة . ...
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة 5 ...
- حلم .. ولاّ علم؟!
- من يشعل النار فى قلب القاهرة الخديوية؟!
- كيف يتعامل الاعلام المصرى مع تحديات العولمة؟
- ثورة 1919 .. تسعون شمعة
- هل تكون القاهرة الخديوية .. محمية عمرانية؟
- بلاغ للنائب العام وكل من يهمه مصير هذا البلد
- مليارات لا تجد من ينفقها! سوء إدارة وفساد يهدران الاستفادة ا ...
- متحف للمياه على ضفاف النيل
- تعليم الكذب والخداع
- صحفيون ضد مناهضة التمييز!
- مستنقعات الارهاب
- ورقة مقدمة لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية »1-2«
- كيف يتعامل الإعلام المصري مع تحديات العولمة؟
- كلنا اشتراكيون الآن!


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - إعطنى هذا الدواء