أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية - بدأت الفتنة من ملعب القامشلي ولم تنتهِ بعدُ ...*















المزيد.....

بدأت الفتنة من ملعب القامشلي ولم تنتهِ بعدُ ...*


حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية

الحوار المتمدن-العدد: 801 - 2004 / 4 / 11 - 05:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تشهد المناطق الكردية في سوريا أوضاعاً متوترة من جراء الفتنة المفتعلة التي بدأت فصولها بتحريض الآلاف من جماهير نادي الفتوة بدير الزور والحاملة للفكر الشوفيني ، والتي تصرفت انطلاقاً من الوضع العراقي ، بهدف نقل صراعاته ومشاكله إلى الداخل السوري ، وذلك بالتواطؤ مع بعض الجهات داخل السلطة ، ويبدو ذلك واضحاً من خلال تحليل ودراسة مجريات الأحداث الدموية التي شهدها داخل ومحيط ملعب القامشلي ، حيث استغلت تلك الجهات حالة الهيجان ، لتطلق النار على المواطنين الكرد العزّل بحضور محافظ الحسكة ، مما يوحي بمسؤوليته عن مقتل سبعة من بين الجماهير المحتشدة ، التي كان بالإمكان تفريقها بأية وسيلة أخرى غير القتل .
وفي اليوم التالي 13 آذار ، وعندما تجمع مئات الآلاف من المواطنين الكرد في مدينة القامشلي لتشييع جثامين الشهداء ، أعادت قوات الأمن إطلاق الرصاص الحي على الجماهير المتظاهرة والغاضبة ، لتقتل أربعة مواطنين آخرين وتجرح العشرات ، وترافق ذلك مع تظاهرات واحتجاجات عفوية في مدن عامودا والدرباسية وديريك ورأس العين والحسكة وحي زورافا في دمشق . واتخذت شعب حزب البعث من ذلك ذريعة لتسليح منتسبيه ، وتحرض بعض العناصر العشائرية على مهاجمة منازل وممتلكات الأكراد في كل من رأس العين والحسكة وغيرهما ، حيث قتل البعض وجرح آخرون ، وتم نهب العديد من المتاجر الكردية ، مما أحدث ردود أفعال عنيفة في كوباني وكذلك في عفرين وحي الأشرفية والشيخ مقصود بحلب ، حيث استغلت السلطات الأمنية خروج الجماهير العزل للحداد بمناسبة الذكرى السنوية لقصف حلبجة بالأسلحة الكيميائية يوم 16/3/2004 لتقتل ثلاث مواطنين أكراد في حلب وإثنين في عفرين .
وبدلاً من معالجة الموضوع بحكمة وتعقل ومحاسبة المسؤولين عن قتل العديد من المواطنين حتى يمكن إشاعة الاستقرار بين الجماهير الكردية بشكل خاص ، والسورية بشكل عام ، فقد أقدمت السلطة اعتباراً من 13 آذار على اعتقال الآلاف من المواطنين الأكراد لمجرد كونهم أكراداً ، وحسب الاسم والمسكن ومكان الولادة ، وخاصة من المجردين من الجنسية ، وبدأت الاعتقالات في دمشق ، حيث قارب عدد المعتقلين /3000/ شخصاً ، ورغم الإفراج عن معظمهم الآن ، فإن المئات منهم لا يزالون رهن الاعتقال . وكذلك في مدينة القامشلي التي بلغ عدد المعتقلين فيها حوالي /2000/ شخصاً ، وامتدت عمليات الاعتقال العشوائي إلى بقية المدن والمناطق الكردية لتشمل المئات ، وانتشرت ظاهرة المداهمات الليلية المترافقة بتكسير الأبواب وترويع المواطنين وخلق أجواء الإرهاب والشطب على الموجبات القانونية التي يفترض أن تتمسك بها سلطات الدولة وتحرص عليها حفاظاً على مكانتها .

والآن ، وبعد أيام على بداية تلك الأحداث الدامية ، لا بدّ من التوقف لتحليل وتحديد أسبابها وتداعياتها ونتائجها ، وما خلّفته من ظروف حساسة وأوضاع خطيرة ... ولكي تكتمل صورة المشهد الدرامي لهذا الحدث المفتعل ، لا بد من العودة إلى الأجواء المحتقنة أصلاً ، ففي الجانب الكردي يعيش الكرد منذ عشرات السنين حالة القلق والاغتراب والإحباط ، ويتنامي باضطراد شعورهم بالغبن والظلم في ظل السياسة الشوفينية المنتهجة في المناطق الكردية وتطبيقاتها المقيتة من إحصاء حرم ربع مليون إنسان من حق الولاء الرسمي ومن شعور الانتماء لوطن لم يعرفوا غيره ، وحزام أحدث جرحاً عميقاً في الولاء الوطني الكردي ، وتمييز يجد تعبيراته في كل مكان ، وحرمان من أبسط الحقوق . وجاءت تطورات الوضع العراقي وانعكاساته على الداخل السوري بشكل عام ، والكردي بشكل خاص ، لتزيد من حالة الاحتقان المزمنة . فسقوط نظام الطاغية صدام حسين من جهة ، وإقرار الفيدرالية كنظام للحكم والإدارة في العراق من جهة أخرى ، خلق أجواء متباينة ومشاعر متناقضة ، فالأوساط الشوفينية التي توهمت أن صدام حسين يجسد طموحها القومي ، شعرت بالهزيمة إثر سقوطه ، وحملت جزءاً كبيراً من أسباب هزيمتها للجانب الكردي في العراق وامتداده القومي في سوريا ، وذلك في تهرب واضح من مواجهة الحقيقة والمسؤولية التاريخية التي يتحملها النظام البائد في تدمير العراق بكل طاقاته ومكوناته القومية ، وجرّه إلى صراعات إقليمية جلبت الويلات لشعوب المنطقة بما فيها الشعب السوري ، الذي لم يحمل له صدام حسين سوى السيارات المفخخة والشعارات الزائفة . لكن من المؤسف أن بعض فئات هذا الشعب لا تزال تجاهر بولائها لصدام حسين ، تعبيراً عن معاداتها للشعب الكردي وتطلعاته المشروعة ، وتنتظر تلك الفئات أية فرصة للانتقام من هذا الشعب المسالم الذي لا ذنب له سوى أنه يئس من إمكانية أي حل وطني لقضيته القومية العادلة ، مما يكون قد تسبب في ردود أفعال سلبية قد تبرز هنا أو هناك ، لكنه رغم ذلك لا يزال يراهن على وعي الغيورين على مصلحة هذا الوطن ، وعلى مستقبل التعايش العربي الكردي المشترك ، والقائم على الشراكة الوطنية الحقيقية الكاملة .
ووجدت تلك الفئات الشوفينية داخل السلطة وخارجها في إقرار الفيدرالية في العراق دافعاً إضافياً للانتقام من الشعب الكردي في سوريا جزاءاً له على مواقفه في معاداة النظام الدكتاتوري المنهار في بغداد ، ومواقفه الوطنية في عدم التورط في أحداث الثمانينات من القرن الماضي . ولذلك ، فقد توجهت الآلاف من جماهير نادي الفتوة إلى القامشلي هذه المرة ، حاملة معها شحنات إضافية من الحقد ونزعة الانتقام . والتقى ذلك مع الأزمة التي تعيشها السلطة في الآونة الأخيرة ، حيث تبحث بدورها عن غطاء لتتهرب تحته من الاستحقاقات الديمقراطية التي باتت مطلوبة بإلحاح بعد موجة الاحتجاجات والاعتصامات الأخيرة ، والتي حشدت جميع الأطياف والقوى السياسية خارج النظام وشددت على مطالبتها بإلغاء حالة الطوارئ . ومن جهة أخرى ، ولأن الجانب الكردي كان فاعلاً ومبادراً في تلك النشاطات والفعاليات الديمقراطية ، ومتأثراً بالتطورات الإيجابية الجارية في العراق ، وخاصة إقرار الفيدرالية وما تعنيه من استحقاقات كردية سورية تتهرب السلطة أيضاً من مواجهتها ، فإنها ? أي السلطة ? رأت في الأحداث الأخيرة فرصة مواتية لقمع التطلعات القومية الكردية ، ومن أجل ذلك ، كان الرد على تجمع جماهيري سلمي خارج ملعب القامشلي ، انتقامياً واضحاً ، ومن أجل ذلك أيضاً ، فإن حملة الاعتقالات التعسفية استندت على مجرد الانتماء الكردي ، حيث كان المواطن الكردي مطلوباً للقبض عليه على الحواجز العسكرية وفي مزارع اللجوء حول دمشق وغيرها . وتوجت السلطة تحقيق أهدافها المبيتة بعسكرة المناطق الكردية ، حيث تنوي الآن إقامة معسكرات دائمة فيها لقمع أي تحرك كردي من جهة ، مقابل تطمين الجانب الأمريكي في العراق والتعهد بضبط حركة المتسللين عبر الحدود من جهة ثانية .
ويتم كل ما تقدم بالترافق مع حملة إعلامية رسمية ، هدفها استثمار بعض المواقف والممارسات غير المسؤولة للتشكيك في عدالة القضية الكردية ، وفي الولاء الوطني الكردي ، وربط أي تحرك أو نشاط كردي بعامل خارجي أو نوايا انفصالية ، وذلك بهدف تأليب الرأي العام الوطني في سوريا والإساءة للوجود والدور الكردي باتجاه العزل والتهميش والإقصاء على أساس الانتماء القومي ، وحرمان الحركة الكردية من جذرها الوطني السوري ، وإثارة وتأجيج النعرات القومية بين العرب والأكراد ، ليتسنى للسلطة إطالة عمر الاضطهاد بحق الشعب الكردي ، وعمر الاستغلال والقمع بحق الشعب السوري عموماً ، متناسية أن هيبة الدولة واستقرار الوطن لا يمكن أن تكون على حساب أحد مكوناته ، وأن الكرد ليسوا عبيداً تمردوا على أسيادهم .
لذلك ، فإن من المفيد ، وقبل فوات الأوان ، استخلاص الدروس والعبر من هذه الأحداث الدامية ، فأحداث ملعب القامشلي انتقلت إلى ملعب وسع ، والشعارات الاستفزازية كانت تعبيراً عن حالة محتقنة ضد الأكراد تتطلب البحث لها عن طريقة للمعالجة ، وإن إطلاق الرصاص الحي على مواطن سوري في القامشلي أو عفرين بدم بارد ، كانت إيعازاً بهدر الدم الكردي الذي يفترض به أن يصان لأداء مهمة وطنية ... وكان الرد الكردي بالمقابل ، بكل ما له وما عليه ، تعبيراً حازماً عن رفض الاضطهاد ، ودليلاً ساطعاً على عدم تحمل المزيد من الظلم . ولذلك ، فإن على الجميع أن يعي بأن المعالجة يجب أن تكون على مستوى ودرجة المخاطر المحدقة ، وأن القضية الكردية لم تبدأ بملعب القامشلي حتى تنتهي بتطويق أحداثه ، وأن سياسة القمع ، مهما بلغت حدودها ، فإنها لا يمكن أن تكون حلاً لفرض الاستقرار المنشود ، أو علاجاً للجرح الذي ينزف لحمة الوطن جراء سياسة الاضطهاد والتمييز والحرمان المطبقة منذ عشرات السنين ، والذي عمقته الأحداث الأخيرة التي خلقت في الجانب الآخر ظروفاً جديدة ، أصبحت مواصلة سياسة الإنكار للوجود الكردي والتنكر للحقوق الكردية والتجاهل المتعمد للحركة الكردية غير ممكنة في ظلها ، فقد انطلقت القضية الكردية بالترافق مع قضية الديمقراطية نحو آفاق جديدة ، واستكملت العديد من شروطها النضالية الخاصة ، حيث توحدت كل الأطراف الكردية في مواجهة هذه الفتنة وتداعياتها ، واستنكرت استرخاص السلطة للدم الوطني الكردي ، وتوفرت عوامل أفضل لتطوير وتوحيد أدواتها النضالية . كما أن القوى الديمقراطية والفعاليات الاجتماعية والثقافية ولجان حقوق الإنسان أدانت جميعاً استخدام القمع والرصاص الحي ، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق محايدة ومعالجة أسباب الاحتقان المزمن في الشارع الكردي ، ولم تحقق الأوساط الشوفينية بالمقابل مآربها في تحويل الصراع إلى صراع قومي عنصري ، حيث أجمع الغيورون من العرب والأكراد والآثوريين على ضرورة تطويق الفتنة وتحميل السلطة مسؤولية تراكم الاحتقان وتفجيره ، كما أن تضامن الجماهير الكردية في بقية أجزاء كردستان شكل رافداً جديداً أتيح له هذه المرة ليدعم النضال الوطني الكردي في سوريا .
وعلى المستوى الإقليمي والأوربي ، حازت القضية الكردية في سوريا على اهتمام العديد من الجهات الرسمية والشعبية التي دعت الحكومة السورية لعدم استخدام العنف ضد الأكراد وإيجاد حل سلمي للقضية الكردية ، مما يؤكد انتقالها إلى مواقع متقدمة لا تنفع معها سياسة الشطب والإنكار والقمع و المكابرة.
_______________________________________________________
المقالة الافتتاحية لجريدة الوحدة التي يصدرها حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية- يكيتي، العدد 128 آذار 2004



#حزب_الوحدة_الديمقراطي_الكردي_في_سورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية - بدأت الفتنة من ملعب القامشلي ولم تنتهِ بعدُ ...*