أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعيم عبد مهلهل - من صوفيات من التاسع من نيسان














المزيد.....

من صوفيات من التاسع من نيسان


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2614 - 2009 / 4 / 12 - 02:28
المحور: كتابات ساخرة
    


1
لقد هوى ...
هكذا كان عمرهُ ، بين نوط وسوط أعمارنا دُفنتْ .
لم يبقْ في البلاد سوى ضوء دبابةٍ ، وواحد بجبة ،وآخر يطبخ الفُستقَ في عيون الشهداء ..
لم يبقْ سوى غرام العطش يشرب من ثمالة الحروب والمقابر والدعاء المستجاب ..
لقد هوى ...
الى القير وبئس المصير ..
لكن ...!
وكل لكن خلفها دكة من كونكريت الشوارع ، وسياسي ، أبطئ في النحو من مشي نملةٍ هندية ...

2
يَضيءُ الرخام تحت أجفان بغداد ..
يضيء الورد بين نهدي بغداد..
يضيء الدم على عنق بغداد
تضيءُ الأرامل ...
وحدهُ الحلم ينطفئ ...
بسبب هبوط الين ورغبة الأنكليز بالهروب من البصرة ..
كل هذا التمازج ..
سببه سعال الحلاج في قاعة الخلد* ..
ومن يتفاءل عليه أن يحب زهور حسين* أولاً..

3
يقول سقراط ..الزمن الجديد هو الزمن الذي لايقف عند بوابة الباب الشرقي* ..
والعودة الى الوراء في عرف التاريخ هرطقة ..
ويضيف اليه السهروردي هذا القول المتين :
لينتبه الساسة الى الكياسة وعدم أدخار الضغائن ..
وليتعلموا من وقوف النخلة أن يكونوا عراة في السريرة امام الله قبل ان يكونوا عراة سريرة امام الشعب ..
أقسم لكم هذا كلام السهروردي وليست كلام امي مسماية* ...

4
النفري ..الذي سبق العولمة بألف عام في أكتشاف تمدد الفكرة وهيمنتها ، قال في بغداد مرة :
انها القصر الجمهوري والجسر والمقهى ..
وبقية مدن الله كلها برلمانات من شمع ..
وعندما أسسوا البرلمان فيها ..الملك فيصل الأول ضحك وعرف إن أولاده كلهم سيموتون اغتيالاً..

5
النور لايخرج من التنور ..
بل من دموع الشهداء وبائعي الملابس المستخدمة وفساد المسؤولين ..
في تلك المفارقات اكتشف ابن الرومي روحه ..
ورامسفيلد اكتشف خطة غزو بغداد ..

6
كانت الحرب بلوتنا وهمسنا ورسائل الحب والموت وقطف الجوز وأخذ الصور الفوتغرافية بالملابس الكردية ..
الان ليس هناك حرب ..
ولكن قد تموت وانت تصلي بسبب شظية من زجاج النافذة ..
انها معضلة أنْ تموتَ وانت بين يديَّ الله...

7
واحدةٌ من بنات العراق أحبت آلهاً سومرياً ، فجافاها ، فأحبت كاهناً بابلياً فعافاها ..وهامت بقسيس آشوري فأدار عنها وجهه ..
ماذا تبقى لعاطفتها سوى أن ترتدي حزاماً ناسفاً وتصبح كافرة ومجنونة ..
كان عليكم أن تدركوا أن اليوغا ليست رياضة يحتاجها البوذيون فقط ..
بل أهل كوكب عطارد أيضاً..
فكما يقول أبن العربي في تفسير العشق من خلال فوهة المدفع : الغرام ليس عريف أسمهُ حسام ..بل هو تفاحة من بستان الشعب ، ومن يقطفها يستطيع أن يبدعَ دستوراً عادلاً لرعيته التي ضجرت من صناعة المهفة* ...

8
من صوفيات السابع من نيسان ..هاجس لم يفارقني منذ مغادرة الوطن ..
اني نسيت دموع امي عطشانة وبردانة وتعزف بناي الشوق الى صورتي..
صورتي التي أطارها الآن راتب دائرة الأوغبايت آم* ...


هوامش النص ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قاعة الخلد : أشهر قاعات بغداد وأقدمها تقع ملاصقة لمبنى وزارة الدفاع القديمة في الباب المعظم.
* زهور حسين : اجمل الأصوات الغنائية النسائية العراقية ، توفيت في حادث سير بين الديوانية وبغداد في ستينيات القرن الماضي ، واغلب اغانيها لحنت من قبل الملحن الكبير المرحوم عباس جميل .
* الباب الشرقي : أشهر ساحات بغداد ، يتوسطه نصب الحرية الذي اقامه الفنان العراقي الكبير جواد سليم تخليداً لثورة 14 تموز 1958. وربما هو أكثر مكان في بغداد تعرض للسيارات المفخخة والعبوات الناسفة وأغلب ضحاياها هم من باعة سوق الملابس المستعملة وعمال البناء الذين اتخذوا من المكان محطة انتظار لمن يستأجرهم لعملٍ ما.
* مسماية : الأسم الحقيقي لأمي اطال الله في عمرها.
* المهفة : وهي في العامية العراقية ما يستخدمه الناس لتبريد وجهوهم في الأيام الحارة ، وهي مصنوعة من خوص سعف النخيل ، كانت شائعة بين الفقراء ماقبل اكتشاف الكهرباء ،وعادت حاجة مهمة في قيظ العراق الطويل منذ بداية تسعينيات القرن الماضي والى اليوم بسبب انقطاعات الكهرباء الطويلة.
* دائرة الأوغبايت آم : تعني في الألمانية دائرة العمل.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعيم عبد مهلهل يكتب مقدمة كتاب الكاتبة البريطانية أميلي بورت ...
- مهرجان المربد ..( وردة الى حسين عبد اللطيف ، صفعة الى المجام ...
- المعدان ..( التاريخ وجلجامش ، في مهب السريالية ) ..
- عيون المها ..بين برج أيفل وأهوار الجبايش...
- الرافدين.. ورموش العين وعصير العنب...
- صابئة حران وصابئة المعدان وصابئة هذا الزمان ....
- الأهوار.. (الإنسان يموت، الجاموس يموت، والقصائد أيضاً)...
- قبر الزعيم عبد الكريم قاسم ...
- الدولة العراقية وسفارتنا في برلين ورفات الفنان العراقي أحمد ...
- شيء عن بلاد أسمها ( التها بها )...!
- مديح إلى مدينة العمارة .. ومعدانها أجداد هيرقليطس...
- شيوعيو مدينة الناصرية بين الانتخابات ومتحف لفهد....
- مقدمة ٌلتاريخ ِمدينةِ الناصريةِ .....
- جلجامش وملوك ورؤساء الجمهوريات ..
- البارسوكوليجي 2009
- انظر إلى غزة ...أنظر إلى العربي....!
- قراءة الباطن الروحي ( للمغربي ) شكسبير وتنظيم القاعدة...
- عيد ميلاد مجيد يا أهل ناحية الحَمارّْ ....
- طالما .. العراق حيٌ ..فأنت الحي وليس فلوريدا...
- قيصر والعراق وحبة التين


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعيم عبد مهلهل - من صوفيات من التاسع من نيسان