أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - كيف ينصر بعض السوريين -عراقييهم-؟!














المزيد.....

كيف ينصر بعض السوريين -عراقييهم-؟!


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 800 - 2004 / 4 / 10 - 11:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يبدو أن الطريقة التي يتصرف بها بعض أبناء الأمة العربية ستقود إلى مزيد من الضياع وتفتيت الأوطان, وتفضي إلى عكس ما يأملون, في عالم يبحث فيه الكل عن مشتركات للعيش بسلام, ويظهرون الأجمل والأفضل والأصلح, سواء في طباعهم الشخصية, أم تقاليدهم الاجتماعية.
فقد وصلني بيان موقع باسم " تجمع لجان نصرة العراق في سورية", يتضمن دعوة للتضامن مع شعب العراق "من أجل عراق متحرر وعربي وديمقراطي" كما ورد في البيان. لا خلاف حول وصف العراق المنتظر بأنه متحرر وديمقراطي, فالتحرر من الاحتلال أمل كل عراقي. أما وصف العراق بأنه عربي وحسب, فيعود بنا إلى العزف على أوتار الشوفينية العربية, التي لم تبرهن على أهليتها في بناء أوطان حقيقية, لا لمواطنيها العرب, ولا لغيرهم من أبناء القوميات الأخرى المتعايشة معهم؛ مثلها مثل كل الشوفينيات في هذا العصر, الذي أصبحت فيه الحدود أشبه بإشارات المرور, وليست أسوارا وأسلاكا شائكة. كما لايمكن للعراق أن يكون ديمقراطيا, في الوقت الذي يكون فيه عربيا صرفا, فما معنى الديمقراطية في هذا النشيد المدرسي؟!.
كانت القومجية العربية تنحي باللائمة على الخارج في كل مرة تتعرض فيها للهزيمة, ثم تلوي عنق اللغة القومية العتيدة, و"تطور" مفرداتها, لتصبح الهزيمة "نكسة" أو "نكبة", ناجمة عن التآمر الخارجي. وخلال عشرات السنين, تم التفنن في اشتقاق المفردات اللغوية الخاوية لتُضرب بها رؤوسنا على أنغام المارشات العسكرية, والمسيرات الحاشدة للقطيع الجماهيري, الذي افتقد أفراده تمايزهم, بحيث يمكنهم, فقط, ترديد العبارات الخالية من أي معنى؛ مع العلم أن الفرد الحر هو المبدع الحي لثقافة شعبه وحضارته في مجالات الإبداع كلها, منذ فجر الحضارة.
وفي هذا الوقت بالذات, ومن أجل العراق الذي يدَّعون الدفاع عنه, كان من المفترض عدم استفزاز القوميات الأخرى في العراق بالتأكيد على عروبة العراق, هذه العروبة التي لوثتها شوفينية النظام السابق, ما يستدعي الحذر والحكمة والمقاربة الإنسانية المساواتية في التعامل مع الآخرين, الذين يقاسموننا العيش في جغرافيا مازالت تتلمس الطريق لتصبح أوطانا لكل مواطنيها دون استثناء. وكما يتعامى كل الشوفينيين والقومجيين, فإنهم لا ينظرون إلا إلى جانب واحد من اللوحة, فينحون باللائمة على المحتل والخارج في كل المصائب, وكأننا كنا نعيش في جنة الأوطان, قبل أن يجتاحنا المحتلون من كل صوب!.
والغريب أن الكثيرين في سوريا لم يستوعبوا الدرس العراقي, بمعنى العمل الجاد لتحصين الوطن, وإعادة ترتيب البيت السوري من جديد, باعتباره المكان الذي نعمل فيه ونعيش ونحب ونأمن, بدل أن نفكر في هجرته إلى أوطان العالمين.
وبينما تحاول السلطة التكيف مع الأوضاع, فإن جل رموز المعارضة مازالوا يصرون على قومجة الوطن عروبيا وحسب. والخطاب القومجي كما وصَّفناه في مقال سابق (انظر مقالنا: "بئس الخطاب القومجي...صاخب ومتعالٍ ولاإنساني, المنشور في صحيفة "الشرق الأوسط" وفي غير موقع على الإنترنت), يتحدث عن أوطان ضبابية, ويتغنى بها, دون أن يشير إلى, أو يهتم بالذين يعيشون فيها من لحم ودم. وينطبق ما سبق على كل خطاب قومجي, عربيا كان أم كرديا......إلخ. ومن أهم مزايا الخطاب المذكور افتقاره لاحترام الإنسان والمواطن, واستعداده للتضحية بالفرد قربانا لآلهته الشرهة.
ونعود إلى البيان المذكور الذي انتهى بصيحة: "عاشت المقاومة العراقية وعاش الشعب العراقي حراً وديمقراطياً وقومياً", التي تذكر بشعارات الخمسينات والستينات. واختتمت الصيحة بكلمة قوميا؛ وهكذا فإن تعييش العراق مرتبط فقط بكونه قوميا, وبالتأكيد قوميا عربيا, فالقوميات الأخرى ليس لها وجود, إلا إذا تعربنت رغم أنفها!.
ولا يشك البيان بأن خلاص العراقيين مرتبط بالمقاومة العراقية, المسلحة بالطبع, حتى لو كان مشروعها الوطني ملتبسا, ويتصدرها الشيخ المقاتل مقتدى الصدر, وبعض الفلوجيين, الذين يساعدون الأمريكيين, من حيث يدرون أو لا يدرون, في ضرب الشعب العراقي ودفعه إلى محرقة جديدة, بعد عشرات السنين من المعاناة؛ بسبب القمع والحروب القومجية والحصار والعدوان. كان الأجدى, بنظرنا, استعمال كل الخيارات الديمقراطية, وهي متوفرة بدرجة كافية في العراق الجديد والجريح, للتعبير عن الرأي والموقف, من أجل تنفيذ المخطط الموضوع لانكفاء المحتل عن أرض العراق, وسحب المبررات التي يستند إليها في بقائه.
إن الخواء الذي يختبئ وراء التمجيد بالمقاومة العراقية المسلحة, والتي لا تمتلك, بمعظمها, سوى البرامج العدمية, لا يمكنها أن تبني أوطانا, وسيحل الخواء المخيف بعدها, والذي يبقي منطقتنا بعيدة عن عصر التنوير والحضارة, تتآكلها الحروب الأهلية والطائفية.
يكفي الشعب العراقي كل المآسي التي تعرض لها على أيدي جلاديه ومحتليه, ومغامريه الجدد, الذين باتوا لا يفرقون بين المقاومة والسحل. ويكفي العراق نزفا للدماء الطاهرة, التي تساوي كل قطرة منها كل شعارات العالم.
إن مثل هذه البيانات, التي تفتقد التعقل والحكمة والبعد الإنساني, غير قادرة على نصرة العراق...ولا سوريا!.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الرجل المريض- عربيا
- قدر العراق أن يكون الأنموذج, فهل يكونه؟
- أشباح يحرسون الخطوط الحمر
- التعليم الجامعي في سورية... آلام وآمال
- مأسسة الأمن, أم أمننة مؤسسات الدولة؟
- مبادئ التربية الجنسية
- الصحة الجنسية
- خمسة جنود صهاينة مقابل بيضتين!
- الحجاب والاحتجاب من منظور تطوري
- المشروع الجيني البشري
- الاستنساخ: أنواعه وآفاق تطبيقاته
- في سوريا تخمة وطنية وسقم ديمقراطي
- بعيدا عن الواقع... ومن أجله
- نقد ذاتي وغيري
- تحية لصديق جديد
- بين ثقافة الاستشهاد و-عقيدة- الانتحار
- مثقفو وشعب... حبيبتي سوريا
- تقاسيم على وتر الخوف
- قلب تاريخي
- لبنان: ذكريات حاضرة


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - كيف ينصر بعض السوريين -عراقييهم-؟!