أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - من الوحدة والتضامن إلى إدارة الخلافات العربية














المزيد.....

من الوحدة والتضامن إلى إدارة الخلافات العربية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2612 - 2009 / 4 / 10 - 09:56
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تضاءل مفهوم، وقوة فكرة الوحدة العربية يوماً بعد آخر، وخبا بريقها، بعد ممارسات وحدوية استبدادية ومؤلمة قدمت الوجه الأسوأ لما يمكن أن تكون عليه الدولة الوحدوية العتيدة من دولة شمولية مستبدة لا إنسانية وغير تقدمية وتضع الإنسان كقيمة مطلقة في آخر اهتماماتها. كما كان لتقدم الحياة، بشكل عام، وانفتاح الآفاق البشرية على بعضها، واستنباط مفاهيم وآليات جديدة للعيش بعيدة، كلياً، عن روح القبلية السياسية والشوفينية العنصرية التي حاولت تلك الفكرة أن تجسدها في عقول الناس، الأثر الأكبر في خفوت البريق الوحدوي، وإدراك أن هناك عوامل أخرى للقوة والازدهار غير ذاك الطرب والضجيج القبلي والشوفيني العنصري الذي أتحفنا به القوميون العرب. وأظهرت الوقائع والأحداث أن هناك شعوباً وأمماً أكثر حرصاً واهتماماً ودعماً لما يسمى بالقضايا العربية من بعض العرب، أنفسهم، إن لم يكن من جلهم. كما تراجع، اليوم، دور الجامعة العربية التي كانت الحاضن التنظيمي لذاك المفهوم إلى أدنى مستوياته، بحيث أصبحت عبئاً وحمولة زائدة على الوضع العربي العام، ورمزاً، آخراً، من رموز الخلافات والاستقطابات السياسية والاصطفافات العربية المتباينة، وفشلت في أن تكون طرفاً حيادياً وجامعاً للعرب. وتبدو اليوم في عهد أمينها العام السيد عمرو موسى بلا أية فاعلية، وجرماً خانعاً، وتابعاً دائراً في فلك هذا النظام السياسي أو ذاك.

وتنعدم اليوم أية إمكانية لتحقيق تلك الفكرة الوحدوية الطوباية التي ألهبت وأشعلت الشارع العربي في يوم ما، وذلك بسبب بروز الكثير من المعوقات اللوجستية، والسياسية، والإيديولوجية، وبروز وتضخم الأنا والمصالح القطرية الخاصة، والتي تتعارض، كلياً، مع ما يسمى بالمصالح القومية العربية، واستفحال الطبقية كعامل شرذمة وتفريق جديد، بين ما يسمى العرب في ظل انبثاق واقع العرب الأغنياء، والعرب الفقراء.

هذا، وقد برز في يوم من الأيام مصطلح التضامن العربي، في ذروة حالة من التفكك والانقسام والتشرذم العربي المعهود، ليكون بمثابة الحد الأدنى المطلوب، هو الآخر، يخفي وراءه أحلام وحدة موءودة ومجهضة وعصية على التحقيق. ولم يستطع ذاك المفهوم أيضاً في استحداث أي نوع من التوازن المطلوب في العلاقات العربية العربية بل استشرت ووصلت حد القطيعة الدبلوماسية بين أطراف عربية فاعلة. وجسـّد خروج مصر عن الإجماع العربي، وتوقيعها لاتفاقيات كامب ديفيد، واحداً من أهم أوجه انهيار ما عرف بالتضامن العربي، الذي اعتبر كبديل موضوعي، مرحلي ومقبول، لحلم الوحدة الأكبر الذي داعب خيال العروبيين في فترة ما. وقد أظهرت التطورات اللاحقة على ساحة الإقليم تباينات جذرية وحادة في مقاربة الكثير من الأحداث، والتطورات، والملفات المطروحة بين مختلف الأطراف العربية الفاعلة، ما أظهر حالة من الاستقطاب المريع، وغير المسبوق، أدى لظهور عيوب وقصور واستحالات أيضاً فيما عرف بآلية التضامن العربي، وأفضى ذلك كله، لاحقاً، لانهيار تام للمحاور العربية التقليدية التي شكلت قاطرة، وقائدة للعمل العربي المشترك والتضامن العربي لفترة طويلة. وتعرض العمل العربي لحالة من الشلل التام مع تفاقم تلك الخلافات، واستحالة التوصل لصيغة ورؤية توافقية تلبي مصالح وتطلعات جميع الأطراف. وهنا برزت الحاجة البراغماتية، والواقعية السياسية للاعتراف بهذه الاختلافات كواقع قائم والتعايش معها إلى ما شاء، وحتى يقضي، الله أمراً كان مفعولاً، واستحداث مفاهيم وآليات لتفعيل أي قدر من العمل العربي المطلوب عبر استحضار آلية إدارة الخلافات العربية، وفي هذه الحالة، سنشهد أيضاً تراجعاً بدرجة أخرى، وانخفاضاً للمنسوب والزخم القومي والوحدوي، وابتعاداً أيضاً عن الحلم والوميض القومي الكبير.

وإدارة الخلافات العربية، تعني في أحد وجوهها الظاهرية، طالما أنه لا يمكن حسم أو تجاوز وحل الخلافات العربية العربية المستعصية على الحل، وأنه لا يمكن، أيضاً، الانتظار لحين حدوث المعجزات السياسية، فلم لا يتم التعايش، والتآلف معها كواقع قائم، والتقدم من خلالها، والكف، مؤقتاً، عن ممارسة طقوس العنجهية والغطرسة القومية العربية الشمولية التي تسوق أضاليل المصالح، والأهداف، والآمال، والمصائر المشتركة لما يسمى بالعرب، في سبيل التخلص من حالة الشلل التي أصابت كل مفاصل العمل والحركة السياسية والدبلوماسية العربية، وجعلت العرب ككتلة سياسية منفعلين وغير فاعلين في الفضاء العالمي.

وإذا كانت إدارة الخلافات العربية، فكرة سورية، أم غير ذلك، فإن ذلك لا يغير من واقع أنها فكرة الحد الأدنى المرحلية المنطوية على براغماتية وعملية وواقعية تعويضية تعبر عن واقع الحال المزري، وتشكل، بدورها، بديلاً مؤقتاً لطموح سالف وفكرة طوباوية وسوريالية يبدو أن شروط تحقيقها، لم تتوفر بعد، ولا يبدو أنها ستتوفر في المستقبل القريب، في فضاء يعج بمختلف الأهواء، والأمزجة، والمصالح، والاهتمامات، أصبح فيه كل طرف، كحال قول أحد الشعراء: كل يغني على ليلاه.

وقد تبدو على "علاتها" وسوداويتها، ورغم تحفظ البعض عليها، مرحلة طيبة وجيدة، ستحنّ لها، وتناضل من أجلها الأجيال القادمة، "لاحقاً"، في ظل طبائع وتكوينات ومناخات واستقطابات واصطفافات معقدة ومتشابكة وإشكاليات أخرى مستعصية لا تكف، بدورها، عن إفراز، وإنتاج المزيد والمزيد من آليات التشرذم، والتفكك، والانقسام.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار جبهة الخلاص السورية
- أنسنة العولمة
- أبو عنتر في ذمة الله
- في سجال خطوة إخوان سوريا
- خرافة الاقتصاد الإسلامي
- هل تتخلف الدول الدينية؟
- هل يكره النصارى المسلمين؟
- أوباما والعودة للشرق الأوسط القديم
- جوزيف فريتزل: صدمة أوروبا الجنسية
- هل الحروب الدينية جرائم ضد الإنسانية؟
- خرافة الفكر القومي والأمة الواحدة
- العقلاني المستنير بين الخنزرة والتفئير
- لماذا تقتلون النساء؟
- التغريبة العيدية من العقلانية إلى الهاويات الفكرية
- الممانعة والاعتدال: ولادة نظام عربي جيد
- المحاكم الدولية والشرق أوسطية
- سُحقاً للثّقافة الَبدويّة
- لماذا يَسْجِدون؟
- محاكم وتقارير أي كلام!!!
- المطلوب رأس العرب فقط


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - من الوحدة والتضامن إلى إدارة الخلافات العربية