أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النداف - عودة البعث الى المسرح السياسي التداعيات النفسية وقبول العودة















المزيد.....

عودة البعث الى المسرح السياسي التداعيات النفسية وقبول العودة


شاكر النداف

الحوار المتمدن-العدد: 2612 - 2009 / 4 / 10 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثرة الاحاديث اليومية عن حزب البعث المنهار وعودته الى العمل السياسي يجعل من ابناء الشعب العراقي المكوي من جحيم نار هذا الحزب ،يدخل في صراع نفسي حاد ومتكرر يولد شعورا بالكارثة المتجدده ، كما لو ان البعث لازال موجودا في الحكم رغم مرور ستة سنوات على سقوطه.
ان هذه الاشكالية تولد اضطرابات نفسية موجعة تعيد الفرد العراقي الى معايشة ايام الحروب الكارثية ودوامة السياسات القمعية انذاك ، كما وتحمله اعباء مضاعفة لما يجري له اليوم من مشاكل اقتصادية واجتماعية وارهاب وعدم تكامل ووضوح العملية السياسية الجارية ، كل هذا بلا شك يثير القلق والاضطرابات النفسية الحادة والتي من شأنها ان تدمر ما تبقى من عملية الدفاع الاستراتيجي النفسي في وقت الازمات ، وهذا بدوره يضاعف من تكوين شخصية مهزومة نفسيا غير قابلة للعمل والانتاج ، في وقت يحتاج فيه مجتمعنا الى ظروف بناء نفسية قوية قادرة على التخلص من مخلفات الماضي ومستعدة للمساهمة في بناء حاضر قوي يؤمن الاحتياجات الضرورية ، ومن اجل بناء مستقبل يطمئن في ظله الجميع.

ان السلوك الديكتاتوري ذو النزعة الفاشية لنظام البعث الصدامي ادى وكما يعرف الجميع الى دمار الانسان العراقي من قتل ودمار وتصفيات سياسية لحقت بكافة اطياف الشعب والوانه السياسية ومنها السياسة الشوفينية ضد شعبنا الكوردي ، ووضع البلاد في آتون مخاطر مستقبلية لايمكن التنبوء بها جراء سياسة الحروب الطائشة ، والقراءة الخاطئة للوضع الدولي والمصالح الاستراتيجية للدول الكبرى واطماعها في المنطقة. ان سياسة رعناء كهذه تشكل بحد ذاتها جريمة بحق الانسان العراقي ومستقبله وهذا يقتضي تقديم المجموعة الخاصة والقريبة من القرار السياسي الى العدالة لتأخذ الحق العام والخاص وفق قوانين بعيدة عن التدخل السياسيي من قبل الجهات المتنفذه وبعيدا عن الثار المحفوف بالمنطق العشائري ، منطق شريعة الغاب البعيد عن الوجه الحضاري ، الوجه الذي ينبغي ان يسود السلوك العام للدولة الجديدة واجهزتها ويقف حائلا امام الانتقام والتصرف الفردي.
حزب البعث كأي حزب اخر له ادبيات وتعاليم واسس لاتختلف كثيرا في منظورها عن احزاب اخرى كما وله مؤيديه ايضا، ولكن لم ينجح و لم يكن اصلا صادقا في مجموعة القيم التي كان ينادي بها. وهنا تبرز مشكلة وتساؤل حول ما اذا كنا قادرين على اجتثاث افكار حزب او مجموعة من الناس باساليب التهديد والابتزاز والالغاء ، اي نفس الاسلوب القمعي المنهجي الذي كانت مجموعة البعث الصدامي تستخدمه لمحاربة الفكر الاخر؟ هل بامكاننا ان نلغي الاخر بمجرد سحبة قلم؟. بالطبع ليس هنالك بديل لحل مثل هذه المعضلة سوى البديل السلمي الحضاري والخلاق ، رغم ان الكثير من ابناء الشعب العراقي ممن تضرروا من سياسة هذا الحزب لاترغب بمثل هكذا حلول. ولنكن واقعيين من ان الرغبات والمشاعر تصطدم في كثير من الاحيان بواقع لا يفرض الا مثل هذه الحلول ، حلول البديل السلمي الحضاري و هذا لا يعني الصفح او اعفاء الذين ارتكبوا او ساعدوا على ارتكاب جرائم بحق الشعب. وعلينا ايضا ان نمييز بين مختلف الجماعات المنضوية في التنظيمات المختلفه لحزب البعث ، فهنالك المجموعة التي كانت تعارض سياسة صدام والتي نالت من المطاردة والقتل على ايدي البعث الصدامي ما نالته الاطراف المعارضة الاخرى ، وهنالك مجموعة انخرطت في صفوف الحزب من اجل الكسب المادي الرخيص والذين بامكانهم الانخراط في صفوف اي تنظيم لاجل نفس الاغراض ان سنحت لهم الفرصة ، ومجموعة اخرى كانت بالاساس مهدده بقطع الرزق او انها لم تمتلك الشجاعة في الامتناع عن الانخراط في صفوف هذا الحزب فراحت ترهن مصيرها بمصيره. ان هذه المجاميع مجتمعه تشكل قدر واسع لايمكن عزله ، حيث ان العزل ربما يسبب الارتماء في احضان قوى متطرفة هدفها الاساسي تفتيت السلم الاهلي وتقويض العملية السياسية.
ان عودة حزب البعث الى العمل السياسي يجب ان تكون مشروطة بنقد الممارسات والسياسات الخاطئة التي ارتكبت على طول مايقارب اربعة عقود من الحكم ، ونبذ الفكر الانقلابي الذي يستحوذ على الذهنية البعثية. كما وان الاعتراف بالعملية السياسية الحالية رغم نواقصها الكثيرة ، يجب ان يشكل هو الاخر محور اساسي للحوار. الشيء الاخر هو لا حوار مع اي قيادي من قيادة هذا الحزب ممن شاركوا او ساعدوا على عمليات الاجرام بحق الشعب العراقي.

ان عملية المصالحة او العودة الى العمل السياسي من قبل هذا الفصيل او ذاك يجب ان تنطلق ليس على اساس الموقف من هذه المجموعة او تلك ، بل تنطلق على اساس مصلحة العراق ووحدة شعبه واهمية السلم الاهلي لكل ابناءه ، وعلى قاعدة ان لاعودة الى ماضي اثقل كاهل الشعب العراقي بمختلف اطيافه. ان من الاهمية بمكان ان تكون هذه المصالحة برؤية عراقية خالصة غير خاضعة للضغوط الخارجية او مثأثرة بالرياح الاقليمية او بمزاج هذا اللوبي او ذاك ممن يحملون اجندة ليس في مصلحة العراق او شعبه. ان التأريخ البشري مليء بالتجارب الناجحة في هذا المجال الحساس والذي يحتاج الى رؤيا تتغلب فيها المصلحة الوطنية على المصالح الذاتية والفئوية وتغليب الحكمة على العاطفة ، فلنا في حكمة المهتما غاندي في الهند وشعب جنوب افريقيا في التصالح من اجل الوطن خير نموذج حضاري ، ولا ننسى من ان شعبنا العراقي قادرا هو الاخر على حل المشاكل العقدية لو احسن الجميع النوايا.

التصريحات المختلفة والمتلاحقة للكثير من المسؤولين او المقربيين من القرار السياسي في العراق يعطي انطباع بان هنالك صراع غير محسوم على هذه القضية ، وربما هنالك احساس بالخوف من فقدان المكاسب السياسية او بعض منها و التي حصل عليها هذا الفريق او ذاك ، لو جاء منافس لهم في اللعبة السياسية. ان مثل هكذا خوف لاشك قائم على اساس المصالح الفئوية الضيقة ، وبالتأكيد ان مثل هذه المصالح سوف تزول لانها بعيدة عن الافق والحس الوطني والاحساس بالمسؤلية حتى وان لم يدخل لاعب جديد ، حيث انها مصالح مؤقته. ولكن ان نحسن الاداء السياسي على اساس العمل الثابت والمتطور لمؤسسات دولة ديمقراطية عصرية تنهي المحاصصة الطائفية والاثنية و تلبي حاجات المجتمع بالعيش السعيد وتضمن وحدة الوطن والشعب ، هي الكفيلة بعدم السماح لمن كان السبب في الموروث الثقيل الذي اشعل الحروب ومزق النفوس و سبب الدمار ، و النظام الدستوري ا لديمقراطي لا يسمح بنمو احزاب الفكر الشمولي و الفعل التسلطي مهما اختلف لباسها . و ان شعبنا يمتلك الخبرة والدراية الكافية بما يختار، وهو قادر على اختيار ممثليه ومحاسبة المقصريين بحقه. ان تنوع واختلاف مصادر التصريحات بشأن عودة او لاعودة البعث الى العمل السياسي ، يثقل كاهل ويقلق المواطن ويزعزع الثقة بالاداء السياسي.



#شاكر_النداف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 75 عاماٌ على ميلاده ، ماذا حصد منها الشعب العراقي؟
- افضل ان تأتي الديمقراطية متأخرة من ان لاتأتي مطلقا ... العرا ...
- العملية السياسية في العراق وفقدان الفلسفة
- هل الماركسية ماتت وحان دفنها؟


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النداف - عودة البعث الى المسرح السياسي التداعيات النفسية وقبول العودة