أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صلاح الدين محسن - مذكراتي في كندا -7















المزيد.....

مذكراتي في كندا -7


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 10:50
المحور: سيرة ذاتية
    



1 –
أضخم ثريا مضاءة في الشارع نهارا ..!
------------
استيقظت اليوم في الصباح الباكر . كانت الشمس قد بدأت شروقها علي استحياء .. نظرت من وراء زجاج شرفة مسكتي بأعلي طابق بالعمارة فوجدت علي اليسار منظرا مدهشا . أكبر نجفة رأيتها في حياتي مصنوعة من أروع كريستال . موجودة بالشارع ومضاءة . وحبيباتها تتلألأ . كما الماس ..
استغربت . ورحت أدقق النظر فقد كنت للتو مستيقظا . وظننت الامر بقايا حلم . خاصة وانني اري كثيرا وطوال فصول الشتاء السابقة منظر الشجر المكسو بالجليد . ولكن ما هكذا رايت شجرة ضخمة من الكريستال عبارة عن نجفة مضاءة .. كما اننا الآن لسنا بصدد الاحتفال بالكريسماس ، حيث تضاء أمام البيوت – ليلا .. وليس نهارا – اشجار عيد الميلاد ، والتي لا تكون أبدا بمثل تلك الضخامة التي أراها للشجرة المضاءة أمامي ..! - .
فلما تدبرت الامر جيدا . اتضح انها الشجرة الكبيرة العالية والتي تصل فروعها من الارض الي ارتفاع قريب من شقتي السكنية . وهذه الشجرة كانت أوراقها قد تساقطت تماما بفعل الخريف ، بطبيعة الحال ، فصارت عيدانا وغصونا جافة عارية . وفي الليل هطل عليها جليد الشتاء . فاكتست فروعها والاغصان العارية . بالثلج . ولما بزعت الشمس خفيفة عند بداية الشروق . سلطت اشعتها صوب الجليد وحبيباته التي تكسو فروع واغصان الشجرة . فاذا بها بالضبط بالضبط : كما لو كانت نجفة مضاءة بالكهرباء تتلالأ بالنور ..احضرت مقعدا وجلست أتأمل المنظر الذي كما توقعت سيختفي ، ربما بعد دقيقة أو دقائق قليلة ، عقب ارتفاع درجة شروق الشمس عن المعدل الذي أعطي ذاك المنظر البديع ، الذي قد لا يتصادف لي رؤيته مرة ثانية .. - كالمناظر واللوحات التشكيلية التي ترسمها السحب بعفوية . أحيانا ، نتاملها بانبهار واندهاش ونتمني لو كانت معي كاميرا لالتقاط المنظر . ولكن سرعان ما تضيع من امام أعيننا بعد تحرك تلك السحب - .

2 –
تأكد لي انه لا يوجد ولا محامي واحد في كندا كلها . يحمل توكيلا رسميا من الله . موثقا في مصلحة التوثيق والشهر العقاري – كاتب العدل - بالدفاع عن الله . ضد من ينفون وجوده أو ضد من ينتقدون نبيا من انبيائه أو كتابا من كتبه ، أو ضد من يزدرون دينا من اديانه التي تحمل ختم ( السماء ) . !
كلا .. لا يوجد ولا محامي كندي واحد يحمل توكيلا من الله بهذا الخصوص . كما يوجد هو في مصر . حسبما يبدو !

والشهر العقاري هنا – أو " كاتب العدل " . كما يسمي بالدول المجاورة لمصر– لا يقبل توثيق توكيلات للمحامين ليدافعوا عن أحد سوي من لا يقدرون علي الدفاع عن انفسهم : أي الناس – البشر – فقط . لا الله . باعتبار ان الله يستطيع الدفاع عن نفسه وعن أنبيائه وعن كتبه وعن أديانه . ان اراد ووقتما يريد ذلك .. لذا فمكاتب مصلحة الثوثيق هنا لا تقبل أن تسجل لله توكيلات منه للمحامين بهذا الخصوص .. بعكس ما يبدو .. أنه يحدث من الله في مصر !

والقضاء هنا لا يقبل قضية ترفع من اي محامي للدفاع عن الله أو عن دين لله أو عن نبي من أنبياء الله ضد صاحب رأي او نقد موجه لله وأتباعه من الاديان والانبياء والكتب الربانية النازلة من السماء .. - نازلة بنفس الأخطاء والتناقضات والكلام غير العلمي الذي تحويه ..!.. - وتعتبر المحاكم ذاك الأمر داخلا تحت قانون حرية النقد وحرية التعبير . ولا تقبل ذرائع أو- تلاكيك – ولا حج أو مزاعم مضحكة مثل : الاساءة لمشاعر مؤمنين ، مشاعرهم العقائدية تتجرح بسرعة لكونها مصنوعة من ارق وانعم انواع الحرير الياباني . . لذا فمشاعرهم تتجرح من مجرد كلمة نقد واحدة ، ويسمون حق و واجب النقد : ازدراء أديان (! ) ..
لا لا .. كل تلك التلاكيك والتماحيك والمزاعم العقائدية المعادية لحرية الانسان في ممارسة التعبير طبقا لقوانين حقوق الانسان .. تلك التحايلات مرفوضة هنا من القضاء . بعكس القضاء في بلاد أخري كمصر والسعودية وايران – وما شابهها من دول المنطقة - . حيث يقبل القضاء دعاوي من محامين للدفاع عن الله أو اتباعه – ! وبدون اي توكيل رسمي موثق من الله موثق عند كاتب العدل . فالله واتباعه . عند القضاء بتلك البلاد – مصر وباقي دول المنطقة البائسة المحيطة بها . أهم من حق الانسان في حرية الراي والتعبير ...!

وحتي . الله نفسه . هنا .. بعكس ما هو في تلك الدول سابق الاشارة اليها ..! – و كما لو كان لتلك الدول رب آخر . غير الله الذي هنا والذي بكل الدول التي تحضرت ..! .
فالله هنا ايضا . كما يقول التعبير الشعبي المصري " مكبر دماغه " ... أي لا يشغل نفسه بتوافه الامور ولا يضيع وقته أو وقت الناس ولا وقت القضاء بتلك المسائل . اذ من الواضح انه يعتبرها : ترهات فارغة .. .
لذا فالله هنا .. لا يحرر توكيلا لاي محامي للدفاع عنه او عن اتباعه . ولا يذهب لكاتب العدل لعمل توكيلات لمحامين لمثل تلك الاغراض . فهو مكبر دماغه من ناحية . ومن ناحية اخري . منعا للاحراج .. لأن مكتب التوثيق لن يوثق له أية توكيلات .. فهو متخصص - كما قلنا - في توثيق توكيلات الناس فقط . دون الله . وكل ما عدا الناس . ما عدا البشر .. فعليه ان يدافع عن نفسه بنفسه ..

لكن في بلد كمصر – مثلا – من المكن ان تسمع وتشاهد في برنامج تليفزيوني . محاميا شهيرا ، كان قاضيا و رئيس محكمة سابق . في لقاء أجراه معه الاعلامي " معتز " وتجده يلوم علنا احدي منظمات حقوق الانسان لأنها دافعت عن متهم سياسي . قائلا : ان هذا المتهم قد شتم ربنا ... ! مما اظهر ذاك المحامي الشهير ورئيس أحد النوادي الرياضية . في صورة من لم يسمع من قبل عن قوانين حقوق الانسان الدولية التي وقعت عليها مصر بشأن حرية الرأي والتعبير ..!

والاعلامي " معتز " لم يسأل ذاك المحامي العجيب . تلك الأسئلة التي توقعت أن يسألها له . وتلك الاسئلة التي انتظرناها هي :
- وهل أنت ربنا ..؟!
- وهل ربنا هو ابوك ؟! أو عمك او احد أقاربك ؟!
- هل ربنا قد خلقك وحدك ولم يخلق هذا الانسان مثلما خلقك ؟!
- ألم يكن ربنا يعلم بما سيفعله هذا الانسان . من قبل أن يخلقه ، ومع ذلك فقد خلقه ، وبالتالي فهذا شأنه مع من خلقه ؟!
- وهل معك توكيل بالدفاع عن ربنا ؟!
- الا يعرف ربنا كيف يدافع عن نفسه ؟!
- هل الدين مسجل باسمك ، أو باسم احد – فرد او جماعة - حتي يسارع المحامون بمطاردة من ينتقدونه أو يزدرونه بالمحاكم ؟
- الا يخجل ضميرك القانوني من وجود مادة في دستور بلدك تقول ان الدولة لها دين رسمي ؟!
- ألم تسمع بعد عن قوانين حقوق الانسان التي تعطي الانسان الحق في التعبير وابداء الراي ؟!
- أنت محامي ، وقاضي ورئيس محكمة سابق ، ألا تعرف أن الأصل في دستور البلاد هو : حرية الراي وحرية التعبير وحرية العقيدة – ايمانية كانت أم العكس - . وان ما يخالف ذلك في القانون أو بالدستور نفسه يعد تحايلا علي دستور البلاد وتمييع للنص الدستوري وتفريغ له من اهم محتوياته : حقوق الانسان في حرية العقيدة وحرية الراي والتعبير ؟!
كنت أود لو ساله الأخ مقدم البرنامج تلك الأسئلة ، ولكنه لم يفعل ..

البلاد المشغول قضاؤها بقضايا زعم الدفاع عن الله وزعم الدفاع عن أديان الله ومنع ما يسمي ازدراء أديان الله – لصالح دين معين بالذات وبالتحديد هو ما يعنيهم من ذاك الامر - !
تلك البلاد تجد فيها الناس يعانون من ظلم الحكام وظلم الشرطة ، وظلم القضاء - بضغط من السلطة الحاكمة - . و يعانون من الاعتداء علي حقهم في اختيار حكامها اختيارا حرا من خلال صناديق الانتخابات .. ويعانون من سرقة ثروات بلادهم بمعية حراس حقوق الله .. دون حقوق عباد الله ..!

أما البلاد التي يترك القانون والدستور والمحاماة .. قضايا الله : لله نفسه .. ويخصصون انفسهم لقضايا عباد الله ، فحقوق الانسان فيها مصانة . وحدود الحكام فيها معروفة ولا يقدر الحكام علي تخطيها والا يتعرضون للمحاكمة .. وكرامة الانسان وامنه وأمانه ورخائه .. كلها مكفولة ..
الله نفسه . هنا – وبكل بلاد الكرة الأرضية - . لا يفرق في الرزق بين من يسبونة صبحا ومساءا ويزدرون اديانه وأنبيائه ، ولا بين من يسبحون بحمده قياما وقعودا وعلي جنوبهم .. لا فرق عند الله في الرزق بين هؤلاء واؤلئك . باعتبار انه : لا هؤلاء سيضرونه بشيء ، ولا اولئك سيفيدونه بشيء .. .. ولذلك نجده :" مكبر دماغه " .. ..

فاخرجوا من ذاك الملعب أيها اللاعبون بلعبة الأديان - تحرقون بنيرانها الأوطان – و ايها المتاجرون بتجارة الدفاع عن الله .. ! .
والي حلقة أخري ...
***=**



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نقرا الفقه والتفسير الاسلامي ؟!
- حدائق الحنظل والصبار 2/2
- حدائق الحنظل والصبار 1/2
- جالاوي وحماس ومونتريال
- من بركات الأديان
- جلجامش وأعداء الحضارة
- مشاكل سويسرا مع مآذن المساجد الاسلامية
- ومضات 2
- من الصحفي العراقي . للرئيس السوداني !
- بورخيبة عبد الناصر ، وانتصار بورقيبة
- حروب الفنانين / من أم كلثوم لهيفاء وهبي
- لماذا يكرهون الاسلام والعرب؟
- مذكراتي في كندا - 6
- من رسائل - فايز محمد -
- كورال البوم والغربان - 2
- ومضات
- الوقوع في الواقع
- قاسم السماوي والكاريكاتير السياسي
- قانون الطواريء في الاسلام / بين - محمد صلعم - و محمد حسني مب ...
- مذكراتي في كندا - 5


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صلاح الدين محسن - مذكراتي في كندا -7