أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - وجه الشبه بين المرأة والطبيعة














المزيد.....

وجه الشبه بين المرأة والطبيعة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 10:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تقول إحدى خبيرات الإناسة أن النساء معرفات بالطبيعة والرجال معرفون بالثقافة , ويبدو أن تمايز وتفوق الرجل الذكر على الأنثى راجع إلى أسباب تفوق العلم والثقافة على مصادر الطبيعة , فالإنسان اليوم يتحكم بمجرى الطبيعة وتكاد الطبيعة أن توجه صرخة للإنسان من أجل أن ينزل بها وعليها الرحمة , لقد أهلك الإنسان الحرث والزرع في سبيل تمرير مشاريعه العلمية والثقافية وأصبح الإنسان هو سيد الموقف , حمى الإنسان نفسه اليوم من عوامل القضاء عليه من قبل الطبيعة الأم , كانت الأمراض والأوبئة والأمراض المعدية سبباً في هلاك الإنسان, واليوم الإنسان سيطر على مثل تلك الأمراض ولم تعد بالنسبة له ذات أثر يذكر .

حتى أن التشابه بين المرأة والطبيعة يحدث كل يوم , فأحياناً يجدث بالمصادفة وأحياناً يحدث بطريقة منظمة جداً ,أوكما قال الأمير الإنكليزي حين تزوج من أميرة إسبانية : لقد قضيت ليلة أمس ليلة كاملة في إسبانيا , وهذا حين سألوه كيف كانت دخلته على الأميرة , فأشار إلى أنها رأى بجسمها كل تفاصيل إسبانيا.

ومن الملاحظ علمياً أننا لا نقول فلان : جنسيته أردني , وإنما الأصح الجنسية أردنية حتى تتطابق لغوياً الصفة مع الموصوف , وفلان جنسيته سوريه ...والسعودية ..والجنسية الإماراتية ...والجنسية الأمريكية ...حتى أن أسماء البلدان والمواقع وأسماء الدول غالباً ما كانت أنثوية , فنقول : القاهرة ...الإمارات العربية المتحدة ...الكويت ..البصرة ..الكوفة ..عمان ..فلدفيا ...روما ...الأرجنتين , وهنالك أسماء ذكورية ولكنها قليلة جداً والغالب هو الأسماء والصفات المؤنثة .

حتى أن أعضاء الجسم المزدوجة غالبيتها مؤنثة مثل : الأذن ...العين ...الثدي...الكلى ...الرئة ..,وأما الأعضاء المنفردة والوحيدة فهي مذكرة بسبب عقمها وعدم قدرتها على الإزدواج مثل : القلب , فلا يوجد في الجسم قلبين بل قلب واحد , ولا يوجد أنفين بل أنف واحد , وهذا بخلاف الرئة المزدوجة , والكبد مذكر ...وهنالك مثلاً العضو التناسلي عند المرأة صفته مؤنثة لأنه قادر على الخلق والحياة ...فنقول : حيا المرأة , وحيا الفرس , وحيا البقرة , ومنه كما يقول سلامة موسى إشتققنا كلمة الحياة , فكلمة الحياة أصلاً مشتقة من حيا المرأة والفرس والبقرة ,أي من العضو التناسلي عند المرأة ..إلخ.

أو أن كلمة حيا المرأة هي المشتقة من الحياة وليس العكس فمن المحتمل أن الإنسان أطلق مصطلح الحيا على الجهاز التناسلي للأنثى نظراً لأن المرأة تلد وتحبل وتخلق الإنسان إن صح التعبير , لذلك فهي هي الطبيعة والحياة .



وكان الإنسان في الماضي عرضة للأوبئة والأمراض وكادت الكوليرا أن تفتك بالبشرية جميعها في القرن الخامس والسادس عشر للميلاد , وكانت نسبة الوفيات كبيرة وكثيرة جداً ومتوسط عمر الإنسان لا يتجاوز الثلاثون أو الخمسة وثلاثون عاماً.

في تلك الفترة العصيبة من حياة الإنسان كانت الطبيعة قاسية ومؤلمة والإنسان يستجديها في كل يوم وفي كل لحظة وكان الإنسان يعمل طوال النهار من أجل أن يحقق ذاته حتى أنه عبد وصلى وركع للطبيعة , فعبد الشمس خوفاً منها وعبد الريح وعبد القمر الأنثى وعبد االمطر وجعل لكل واحد إلهاً يسيطر به على قوى الطبيعة , فإله المطر يسيطر على المطر وإله الزرع يسيطر على الزرع وإله الشمس يسيطر على الشمس .وكانت المرأة بالنسبة للرجل شيئاً حليفاً للطبيعة نظراً لأن المرأة تأتيها الدورة الشهرية (العادة) في وقت يتزامن فيه إكتمال البدر وعد أيامه إبتداءاً من مرحلة الظهور إلى أن يكبر القمر إلى أن يتعاظم بحجمه يوماً بعد يوم في مدة تتراوح بين 29-30 يوماً , والمرأة بالنسبة للرجل تحرث وتسقى بالماء وتنتج المرأة الأطفال وكذلك الأرض تسقى بالمياه وتزرع وتنتج الزرع والمأكولات , لذلك إعتبر الذكر أن المرأة حليفة للطبيعة .
وبما أن الطبيعة مرعبة بالنسبة للإنسان لذلك شعر الإنسان أيضاً أن المرأة حليفة الطبيعة مرعبة أيضاً لذلك كانت أولى المعبودات أنثوية, وهذا يفسر لنا سبب إنتشار المعبودات بأسماء أنثوية قبل ظهور المعبودات الذكرية .والرجل لا توجد بينه وبين الطبيعة صلة قرابة أو تشابه فهو مختلف مع الطبيعة ولا يشبهها بل على العكس فالرجال دائماً ما كانوا يحاولون السيطرة على الطبيعة , وحين نجح العلم في بدايته بالسيطرة على الطبيعة , تراجعت المرأة لأن الرجال والناس لم تعد تهاب الطبيعة أو تخاف منها لذلك تراجع جداً المجتمع الأمومي وظهر على الساحة المجتمع الذكوري التسلطي.

وجه الشبه بين المرأة والطبيعة في كل شيء حتى أننا حين نقول إمرأة جميلة نقول ونضيف إليها صفات من الطبيعة مثل : الشمس والقمر والربيع , وكان الإنسان قديماً يسمي الإناث بأسماء من الطبيعة مثل : خضرا , وشمّا , ونهي كلمة سريانية أو عبرية قديمة وتعني سما , أو السما ...شمسيه...زهره ....نور....ورده..كرمه...باسنت : وهو إسم قبطي فرعوني ويعني زهرة النيل , ومن الملاحظ أن الرجال نادراً ما كانت أسماءهم تتشابه مع قوى الطبيعة .

ويجمع كافة فلاسفة التاريخ على أن الأفكار الدينية بالبدائية كانت بسبب أفكار متعلقة بالدم النسوي , فالأفكار النسوية والعطلة الإسبوعية كلها صادرة عن دم المرأة , فلقد لاحظ الرجال أن قداسة المرأة تنطلق من أفكار متصلة أصلاً بعضو المرأة التناسلي والدم , فقد لاحظ الإنسان أن إقترابه من الأنثى أثناء دورتها الشهرية فيه كثيلر من المضار الصحية على الذكر لأن الذكر يتأثر بما تنتجه المرأة من مواد سامة مع الدورة مختلطة تلك المواد بالدماءمثل : اليود والزرنيخ ..إلخ , ومن هنا إعتقد الذكر أنه عليه تجنب المرأة , وأيضاً على المرأة أن تتجنب المواقع الدينية ومن هنا بدأت فكرة إرتباط المرأة بالنجاسة .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من الكلمة المقروءة
- بعد إهل حارتنا مثل أيام زمان
- كيف تصبح العلاقات الزوجية علاقات أخوية ؟
- يوم مع الروائي الأردني هاشم غرايبه
- صباح الخير
- أُكلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض
- رحلة إلى البحر الميت والمغطس
- مين أخذ عن مين؟
- علاقة الإسلام بالسريان
- فلترة الثقافة والمثقفين الأردنيين
- المواطن الغربي يحسد المواطن العربي
- لهجة القبائل العربية في المدن المصرية
- كلمة (ده) المصرية سريانية؟
- الهوية السريانية الضائعة
- الحفريات اللغوية السريانية في شمال الأردن
- مقطوعة أدبية سريانية مع بعض الكلمات السريانية الجديدة
- كلمات سريانية عامية, وبعض الكلمات الفارسية والتركية .
- إنشاء الله والحمد لله
- أنا الفانتازي
- لو دفع الآراميون السريانيون الجزية للمسلمين !


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - وجه الشبه بين المرأة والطبيعة