أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - یوسف عزالدین - الرسالة الأخیرة لِصدیقي















المزيد.....

الرسالة الأخیرة لِصدیقي


یوسف عزالدین

الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 01:21
المحور: الادب والفن
    



حینما وقفت امام القلعة القدیمة للمدینة، سمعت صوت تهالیل الدراویش الذین کانوا یمشون امام حشد من الناس.
بالرغم من ارادتی ذهبت وراء ذلك الحشد الذی کانوا یستمعون الی الدراویش فی طقس من السکینة والخشوع والصمت.
بعدما داروا سبع مرات حول القلعة، سلکوا الطریق الصخری الذی کان تقع بجانب الایسر من القلعة.
بعد فترة وجیزة وصلوا الی المقبرة الوحیدة للمدینة، کان اکبر واوسع من المدینة و فی وسط المقبرة جلس الحشد بشکل دائری حول تابوت لشخص ما.
ولکن الدراویش لم یتوقفوا حتی وصلوا الی اعالی هضبة قریبة من المقبرة ثم اختفوا کانهم لم یکونوا موجودین اصلا.
لبرهـة من الزمان کأی شخص من اشخاص الحشد، جلست فی مکانی منتظرا!؟.
فی تلك اللحظة لم اکن اسمع ای صوت یأتی من الحشد ولم اکن اراهم یتحرکون.
فجأة کما لو قال لی احدهم:
" انهض"
نهضت من مکانی و نظرت الی التابوت من بعید، ألغطاء الاسود هو ما جذب أنتباهی فی تلك اللحظة.
وبعدما جلست فی مکانی قلت ل نفسی:
"لماذا لاأسئل احدهم!؟"
سئلت الرجل المسن ذو لحیة البیضاء، الذی کان جالسا بقربی:
"ارید ان اعرف، من هو الذی فی التابوت؟"
لم اسمع منه جوابا، حتی بعد تکرار السوآل لأکثر من مرة.
بعدها وبدون قصد بقیت ساکنا لبرهة من الزمان و اتأمل صمتهم المستمر. لا أعرف کم بقیت اتأملهم....وبعدها نهضت من جدید من مکانی ولم أتوقف الی ان وصلت الی التابوت.
رویدا رویدا بدأت برفع الغطاء السوداء، لم اری فی مقدمة و وسط التابوت ای شیء، استمرت فی رفع الغطاء، حیثما رأیت رأس مقطوع یشبه شخص ما قد رأیته!؟.
مع مرور الوقت و ازدیاد البرودة، اردت ان ارجع الی الفندق الذی اجرت فیه غرفة للیلة واحدة، ولکن مع هذا کنت متشوقا لمعرفة خفایا تلك الرأس المقطوع.
کانت هناك أسئلة کثیرة یجوب بخاطری.. لماذا لم یدفنوه؟ لماذا بقت الحشد جالسین فی صمت و سکینة حول التابوت؟ لماذا ذهبت الدراویش و ترکوا الحشد؟!
وما ادهشنی اکثر من ای شئ آخر، اصلآ لم یکن هناك ای قبر جاهز لدفنه؟!
فجأة بدأت المطر بالهطول، واستمر هکذا لمدة ومن ثم توقفت کأنه لم یکن.. وبعد توقفه نهض جمیع افراد الحشد و تقدم اربعة منهم لحمل التابوت.
ککلب یتبع القطیع ذهبت ورائهم لحین وصولهم الی معبد غریب مبنی من حجارة ناصعة البیاض...ترکوا التابوت هناک و فجأة تلاشوا و اختفوا فی أزقة و طرق و شوارع مختلفة و قریبة من المعبد، مارأیته فی حینه کان اشبه بالحلم و الخیال!؟
بعد اختفاءهم قربت من التابوت، ولکن قبل ان ارفع الغطاء، سمعت بالقرب منی نباح کلب شرس، ومع اننی لم اری الکلب، ابتعدت عن التابوت...
بعد حین کما لو کنت احلم تجسدت امامی صور‌ة کلب غریب و عجیب، ذو آذان قصیرة و عیون مستطیلة، أنیابه کانت اطول من کل النیاب الحیوانات المفترسة.
بدأت بالأبتعاد من المکان... ورجعت الی الفندق....
لم اکن بعد قد اوصلت آخر رسالة لصدیقی الی المرسل الیه..
فی آخر لقائنا کتب ‌هذا الرسالة الذی ألآن بحوزتی و بعد إعطائه لی قال:
" اذهب الی مدینة –ساموش- وامام قلعته القدیمة انتظر مجئ....؟؟!"
ولکن لم یعطنی عنوان المرسل الیه ولم الحق ان اسئله؟
فی تلك اللیلة بقیت ساهرا للصبح، اتقلب فی مضجعی و افکر ملیا بالرأس آلمقطوع.
فی الصبح جهزت حقیبتی و ترکت الفندق، ذهبت نحو المعبد، اذ رأیت التابوت فی مکانه.
امعنت النظر قریبا و بعیدا فی ما یدور حولی، لم اری ای شخص..
انتهزت الفرصة ورفعت غطاء التابوت ولکن لم اری الرأس المقطوع.
فی تلك اللحظة رأیت شابا یدق باب المعبد العتیق بکل ما اتاه من قوة، بعدما فتح الباب رجل مسن، رأیتهم یتحدثون، بدون ان اسمع ای کلمة منهم.
ولکن کنت علی بینة و یقین ان الشاب یسئل الشیخ عن رأس المقطوع...
کما لو اننی قد سمعت الشیخ یقول له:
"الرأس المقطوع لم یصل الی المدینة، لکی نضعه فی التابوت".
بعد انتهائهم من الحدیث، نظر الرجل المسن یمینا و شمالا ومن ثم أغلق باب المعبد..
سلکت طریق الأیمن للمعبد و بعد مروری ببیوتها المبنیة من حجر مختلف من المعبد تماما، وصلت الی امام القلعة القدیمة، فی حین کنت أرید النظر الی بابه الکبیر..
امرأة عجوزة قد مرت امامی، قلت لها:
"جدتی عندی رسالة ل.....الا..."
کما لو انها لم تسمعنی..لم تتوقف و ذهبت الی محلة فوق القلعة سالکا احدی الطرق.
اردت ان اتعقبه عندما سمعت صوت الدراویش من جدید.
مشیت ورائهم ولکن فجأة اختفوا، کما لو انهم لیسوا الا صور من نسج خیالی!؟
بعد فترة وجیزة من تخیلی لروئیة الدراویش..
لم استطیع ان اری شیئا، کنت کالأعمی الی حین..
ومن ثم رجع قابلیتی للنظر تلقائیا،ورأیت نفسی فی صحراء قاحلة، استرق السمع الی صدیقی یقول لی:
"حلمت فی لیلة هادئة بأنک کنت فی صحراء....
وحیثما کنت اری فی حلمی، لم تکن تعرف کیفیة وصولک الی الصحراء.. کنت عطشانا لحد لم یکن فی مخیلتک الی الماء...
فی ذلک الوقت العصیب.. وقت لم یکن بمقدور ساقاک حملک اکثر من ذلك....
فی تلك الحالة من الروئیة و عدم الروئیة...
تخیلت او ضننت ان هناک اربعة اشخاص یریدون ذبح شخص آخر، راقدا کجثة هامدة بلا حراک تحت اقدامهم الغلیظة ".
*كاتب كوردى
[email protected]



#یوسف_عزالدین (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - یوسف عزالدین - الرسالة الأخیرة لِصدیقي