أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل مزهر الغالبي - المتداول ..اللا متداول في تجربة - كزارحنتوش- الشعرية















المزيد.....

المتداول ..اللا متداول في تجربة - كزارحنتوش- الشعرية


خليل مزهر الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 01:20
المحور: الادب والفن
    


بمناسبة السنة الثانية لرحيله ... للاخت الشاعرة رسميه محيبس جزء من الوفاء لكزار حنتوش القمة الشعريه العراقية *

انحت(جرير) في حجر وأعطى لنا شعراً...وغرف(الفرزدق)من بحر واعطى هو الاخر لنا شعراً..أما (كزار)فلم ينحت ولم يغرف...بل حول الدخان المتصاعد من حرائق أيامه وامطرها غيوم شعرية جملتنا في الكثير الشعري حقا وأخذت منا

الاقرار بعدالة وصحيح شاعريته، فهو لم يلهث وراء قواميس اللغة بحثاً عن المفردة البراقة والانيقة والمتمنطقة والمنمقة في الاستعمال الشعري المتعارف والمكرور والمتداول ولم ينشغل بالمدلولية والكلمات المأمورة وبما يمكن تسميته (بالرسمية الشعرية)و(الاتكيت الشعري) ذات الحضور في المعظم النصي للشعر بل كانت الدلالات تنبعث من مرجعياته الخاصة وقناعاته العنيدة والشجاعة في الشعر ولاينبري لاحترام المفردة والعبارة المتفق عليها في كتابة أسبابه الشعرية بل تزاحم مع ماتزاحم معه من ضيم ابناء جلدته في أحياء مفردات تواجدهم من مسحوقين وأفاقين وشعراء ومطرودين ومناضلين ليلتقط حكاياتهم وأحلامهم المتسربة دوما من أفواههم المرة بمرارة الحياة ويمسح عليها ليمدنا بشعر جميل تتمثل فية صرختة الشعرية المتفردة بمستلزماته الخاصة...(تهمس في إذني -در بالك من قطط الجارة -ام حسين-)1 لم نؤلف ال-دير بالك- كمستعمل راح به قولٍ شعريٍِ واخر في اتيانه او اقترب من مثيله وفي توضيفاته اللغوية...

(وانا أَُبصرهُ بالعينين الغائرتين،يعطي شاياًَ-سنقيناً-)2

لقد خصخص وأمتلك هذا الشاعر موروث القول والمثل الشعبي عند الناس واعترفوا بحقه ذلك في مستعملة وتوضيفه الشعري الذي ارتكن اليه وتمدد فيه شعرياً طولاً وعرضاً لما راح فيه من ناجح ومبدع الانتاج بقرار الغير من الشعراء والنقاد والمتلقين،فحينما اسمعني الشاعر(حتى حزن-الساعي للهيجا دون سلاح) و(يا ايتها الديوانية-يا من تأخذني للنهر وترجعني عطشاناً) لم اسمع مثيلها الشبيه و كما يقولها الشاعر بل لم ارى لها امتداد الى اصلها الشعبي بل الى مرجعها الكزاري الجديد لخصوصية التناول المتفجر لها واسبابها المتوهجة بها في البناء الشعري عند نصوص هذا الشاعر.

هكذا راح الشاعر(ك.الحنتوش)في استعمالاته وتوضيفاته المجددة للمتداول المروي عند الناس في منحه الثقةََ اللغوية لمفردات يدور عليها الشك اللاشكي اللغوي في لغته الشعرية كمستعملات في النص مثل(دير بالك-شاياً سنقيناً) وقد اكثر فيها دون ان يثار عليها العيب والتخطيء في الوسط الشعري المثقف والمعرفي بكونه يحط من القيمة عند المتفق عليه للغة الشعر حتى عند المتداول منه والمعروف القريب كثوابت فيه.ولم يميل عادة الى صناعة الصورة (المتثاقفة) أو حتى (المفردة المتثاقفة) هي الاخرى و لا يميل الى ذلك التوجه الميلي في تعلية الشأن اللغوي هذا الدعاء (وجوبا؟؟) والتوجة الضروري للشعر المعاصر وفي اعتنائاته وميله اللغوي وبما يدفعها للتطور والأختراع والنمو وكما يوجزها المفكر والناقد الادبي الكبير(جان كوهين)بمسميه-اللغة العليا-بمعنى المتقدمة عن لغة الشارع المتداولة والمستهلكة،و قد أهتزت هذه الثابته(الكوهينية) المتينه على يد الشاعر(كزار حنتوش)، لذا يمكننا أن نقول... أنه قدح في الرماد وراهن على أنارته و دفع بمتلقيه للتفكير والأنتباه للصيرورات الشعرية المعروفة وللأشياء التي قد تعد متهالكة لينفخ بها الشاعر من روحه فيحركها متألقة وسط دهشة الاخرين وبهذا قد حقق الشاعر هنا أهم مستلزمات النص المبدع ،فهو لم يتكالب وراء موضوعة اللغة كأحدى مكونات التوجة الحديث للقصيدة الحديثة بل ظهرت هنا وهناك عنده لطبيعة النص بها وفي بعض تناولاته لكنه لم يدفع بها بامتياز يمكن أن يوصف به هذا الشاعر بل دفع بكل ماجمعه الشاعرمن حكايات الرصيف المتعب للأنسان وطوابير حياته الفاقة فراح قائلاً (حدق في العينين الغائرتين-حدق في الشيب الما جاء بوقتهْ)3... ولعلمنا أن الشاعر هذا هو رجل مثقف ومن طراز رفيع ومطلع وملم بتفاصيل مدارس الكتابة الشعريةوأدواتها لكنه ركب وبأقرار جميع النخب الأدبية صهوة القدسية الشعرية من باب واحد لم يدلف منه غيره...وكأن لافتة شعرية كتبت على هذا الباب (يسمح المرور للشاعر-ك الحنتوش- فقط من خلاله)
لم يتأنق هذا الشاعرألا على مراياه الخاصة حتى نحس عنادة أسلوبه الشعري والحياتي على حد سواء.....يقول
قلبي قبضة تبغ لفت في ورق اللبلاب
هاك أشعله بنهارين عتيقين
احتكا في ورشة اسطبل بارد
مثل حصانين عجوزين
(لاتخجل...هل كان-ابو الجون-
يدخن بالفلتر)4
هذا الشاعر الحياتي والاحياتي الحزين والرافض لكثير من نوبات حياتة المتسكعة دوما أمام خطواته ليركل في بعضها وقد يعود الى هذا البعض ثانية لاحتضانه في شعره وفي معايشته لها في طور أخر لانها اللاصقة اليه كهمومه المتوالية فيه ليملأها ضحكاً دراماتيكياً وحزناً صادقاً.
ومن تفرداتة الشعرية شجاعتة في تعامله اللغوي وتعبيريته الغير عابئة بالمعيار (الأخلاقي) المتداول لوعيه بامية الكثيرلفعالية اللغة وتفاصيلها وواجباتها و مدلولاتها خاصة وعدم تحرجة من طقوس الاخرين وأهوائهم لذا قال:
(كاف،زاي،الف،راء...لوأعطيناك الكوثر
أكفيناك المستهزىء
هل تصفح صفحا حلوا
*اليك الرد قصير
كحياة المدعو جبر
اقلب حنتوش...5
لقد جمل الشاعرقصائده بتصوراته وبما اضفى على شعره تفردا مجملا شفتي القصيدة (بديرم)أمة القروية ومؤججا نصوصه(بمحراث) تنورها الطيني هذه الأم التي صاحت به(رحْ...وحلبْ ضرع الثور...)6!!!،

وبما لايدعي للشك أجادته في حقله وتقليب ما اراده للغة الشعر وتحريره لكثيرها المتنحي والمتروك من المعظم المتناول لها شعرياً وبما لايخدش الكثير من الدلالة اللغوية الصحيحة الموزنة قاموسياً ونحوياً وغير مخدش لقدسية الروح الشعرية الابدية الثابتة بل أشتغل من أجلها بمزاجية لغوية غير مطروقة عند الاخرين من الشعراء...

ومن خروجاته اللغوية والداخلة شعرياً يقول(اه ياروحي تعبانة اه يا روحي حزنانة)7
ولعل لأبداعية هذا الشاعر أن نصوصه أدهشت المتلقى ودخلت ذائقتة بمؤلوفية تصويرية وادواتيه خاصة لذا هوفي موجة والاخرين في موجه وهذا ما صرح به الشاعرقولا وأكده شعرا ولم ينبعث هذا من عناده الشعري كما تطرقنا في ذلك وانما لتأسيسات الشاعر الأولية ايظا وخصوصيتها المتجانبة مع حياتة في كثيرها القلق والمتمرد.

ومن اساه اليومي يقول (ومتى تخلع تعبك ياعيني وجياعك ما شبعواوبطون الشبعانين جهنمونهارك اطول من يوم البطرانينومتى تخلع تعبك يا بعد العمر)8 والتي يروح الى توظيف كثير القول المتداول على شفاه ربعه الفقراء مالئين شارع احاسيه ذلك الشارع الملتصق اليه والذي يملؤه بالمشتركات المطالبة والمتطلعة الى البسيط الكبير من الحرية في بساطة عيشه لذا ولعشقه لذلك وتموضعه فيه راح في تشعير المستعمل القولي والمروي اليهم ليقين الشاعر بما يملكه رويهم وقولهم الصائح منه والمخفي بلذة مرادهم الصادقة والمعبرة خير واجمل تعبير شاعري

(لو اعطاك الرب اجازة...لترانيلاتجلس في مقهى من تعبفالدنيا صارت غير الدنيااربط أحزانك قرب اليوكالبتوس وتعال معي)9
أرى أن الشاعر (كزار حنتوش)لم يخرج من معطف أخر ،واذا لابد من البحث عن البدئي و عن المولدة الشعرية له لربما أكون صائبا حينما أضعه تحت تاثير بداياته في كتابة القصيدة الشعبية والمتولدة هي الأخرىمن طبيعة وحياة الشاعر الشعبية وأزدحامة بالبسطاء من الناس والتلذذ بهم وبحكاياتهم وقربه من الرصيف اليومي لهم،
فهو أكثر من (يسنين) أندفاعا ورسوخا في هذا النوع الكتابي للشعر وابدع فيه أذا ازحنا مقولة(مغني الحي لايطرب) عن بالنا المعير والنقدي الشعري والذائقي وتوجهنا بجدية لقراءة هذا الشاعر...يقول في رحيل الشاعر(رشدي العامل)...
أبدا
لن يصفو الماء عليك
يارشدي العامل
معتكرا سيظل الى ماشاء الله
كبحيرة تمساح جائع
رابعة...أوعاشرة، تبتلع اللجة
رجلا مايوضع في( العب)10

حتى ابتلعت هذه المرة الرابعة او العاشرة الشاعر نفسه هذا الشاعر الحالم والعاشق التروتسكي الجميل فهو من وضع مقولة له في اعالي الصورة المأمور لوضعها لرئيس النظام داخل غرفته الوظيفية مخطوط عبارة قائلة(الوطن اولاً) لرجلها- ليون تروتسكي- المفكر والرمز الثوري المعروف بتفرده في القرار الثوري وتوجهاته والمؤََّمن السياسي لشاعرنا، وبسببها ولغيرها نقل الى مدينة اخرى فما كان منه الا ان يمزق كتاب نقله رافضاً لوظيفته و راجعاً الى مدينته(الديوانية).
وقد سأل الشاعر-كزار حنتوش- فقيده الشاعر الراحل(رشدي العامل) لمن اورث عكازه...ونحن نسأل-كزار- هذا لمن أورثت مدرستك الشعرية المحتضنة لغرابتها التداولية الشجاعة(الخطرة)...أم أن الحمل ثقيل لمن لايجيده والذي اشاع الغرائبية في مألوفة المتداول عند السنة الناس اليومية وهذا سر نجاح منتجه الشعري والاعتداد به كعلم شعري سبعيني لايقبل القسمة مع جيله...!!!

.................



من دواوينه الثلاث-الغابة الحمراء،اسعد انسان في العالم،حديقة الافاقين.



#خليل_مزهر_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة عراق اليوم...نعم لسوط النزاهة ولا للمهزلة الديموخرافية ...
- همس الصراخ
- (( المربد عراقي النشأة والاسباب))
- ياوطني المبتلى.....
- عبد الامير جرص والنص المشاكس الاليم
- (النجمة والنجمة)
- تعبٌ ايها الصديق ))
- حجارة الحجارة
- ((واقفاَ حتى مجيئك ايها.....))
- بطاقات


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل مزهر الغالبي - المتداول ..اللا متداول في تجربة - كزارحنتوش- الشعرية