أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد الباز - على عتبات الليل/قصة قصيرة/عادل أوتنيل















المزيد.....

على عتبات الليل/قصة قصيرة/عادل أوتنيل


رشيد الباز

الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 01:20
المحور: الادب والفن
    


قبل البدء بنشر مجموعة من القصص القصيرة للقاص عادل أوتنيل إرتأيت أن أبدأ بهذه الكلمات التي كتبها عنه أستاذه في الثانوي عبد الجليل العميري.وأتمنى من الكل متابعة هذه القصص التي سأنشرها تباعا.
وللأشارة فقط فهذا القصاص عادل أوتنيل لازال يتابع دراسته بجامعة ظهر المهراز بفاس،ونال السنة الفارطة شهادة الماستر ويأمل أن يتسجل هذه السنة في سلك الدوكتوراه،متحديا إعاقته الجسدية،في الكتابة والدراسة التي لازمته منذ الصغر.............
-الناشر رشيد الباز-
************************************
الفتـى الجنوبـي

بقلم الأستاذ عبد الجليل العميري

هذا الفتى الآتي من الجنوب، في رحلة الكلمة، يتحدى إعاقته و يرسم حلمه الآتي من أعماق الروح…أذكره طالبا رافعا يده لاصطياد الأجوبة،حيث لا تعوزه الإجابة، أحرز احترام زملائه بجدارة، و احترام أساتذته…تحدى الصعاب و حصل على الباكلوريا…ثم هاجر نحو الجامعة… كانت البداية صعبة:(توجيه خاطئ) كما قال، فتحول في النهاية إلى شعبة الأدب العربي حيث "سيحقق ذاته" كما يحب أن يقول…
شهية القراءة لديه ستفتح أفقا آخر: شهية الكتابة…و يفوز بأولى جوائزه –الصغيرة – في مسابقة محلية نظمتها جمعية "الجسر للثقافة و التربية" بتيزنيت…ويولد قصاص مشاغب له شهية لتناول كل المواضيع: النفسي منها، و الاجتماعي، و السياسي، أحيانا بلغة "مباشرة" تقول لدرجة الفضح، و أحيانا نشم فيها روائح العتاقة و الأصالة، يستدعي شخوصه من نماذج اجتماعية قريبة منا (المشرد مثلا، او المنتخب…)أو نماذج تراثية (أسماء عربية أصيلة). و يراكم سطوره، ليراكم قصصه و تجربته يسعى الآن إلى الخروج من دائرة القراء/الأصدقاء، إلى دائرة القراءة/المتلقي العام، أنا أراهن أنه سيحظى بتقدير الكثيرين…فشهية القراءة عنده، ستجعل نصوصه تفوح بروائح "مدن الملح" و "مائة عام من العزلة" و "نشيد الموت أو وليمة لأعشاب البحر" و عشرات، إن لم أقل مائات النصوص العربية و العالمية…
و الأكيد أن كتابته ستكون "وليمة لغوية:شيقة، و مغامرة شاب صامد و مناضل يحفر إسمه في صخرة المستقبل…

*********************
قبل البدء :

كلمات على أهذاب الذاكرة

ألملم شهقات الموج و بسمات القمر لأخط على جبين الذاكرة نقوشا تنبض حبا و تقديرا لذلك الإنسان الذي أفنى زهرة شبابه في إنارة سبيلي و غرس في روعي عشق القرطاس و القلم..أبي الحنون و تحية خاصة مني إلى الأيادي المغروسة قي الطين و إلى كل المعتقلين و العمال و الفلاحين و السائرين على درب الحرية.
المؤلف
عـادل أوتنيل
*****************************************************************

على عتبات الليل

ثيران أفكار تتناطح في رأسي غريزة متوحشة تعوي في نبضات جسدي سحب كثيفة تمطرني بوابل من مشانق كالحة عابسة لتخنقني في محراب الحيرة و الغضب أود لو ألوي عنق النجوم و أغرق ضحكاتها الشامتة الساخرة في بركة من دم مخضب بعبرات الثكالى خطوات تهرب خوفا من أن تلسعها شظايا نيران تعربد في صدر عششت فيه خفافيش الكآبة و الألم القحبة بنت القحبة واعدتني في الخلاء فلم تأت.اغتصبت حافظة نقودي و قذفت بها إلى قارعة الفقر تستجدي ما تسد به رمقها لك ما تشائين يا عزيزتي لكن دعينا نلعب ألعوبة ظريفة مسلية فلئن ظفرت بك الليلة لأجعلنك تلجين معاهد التسول من أوسع أبوابها ! !حقد على الحب فظيع مريع ينبعث من نعشه فيأسر قلبي في سجن زجاجي تحرسه غربان شرسة نهمة تمزق نياط أجنحة المشاعر الهائمة المسافرة الحاملة لكؤوس خمر تروي شرايين الأصفاد فتطلق حناجرها أسودا أشاوس ترشق الغربان من صيحات مهولة مذوية تبقر بطونها فيتفجر منها ينبوع متمرد يدمر أركان السجن الزجاجي فيسبح الفؤاد ممتطيا ريشة تثقلها آهات البؤس و الشقاء أركب قافلة الذكريات و أعبر صحراء الزمان متوغلا بين شعابها المقفرة فأسوس ضواريها و أقارع عواء سكونها فإذا بخيمة ملهلهة تهرول شاكية باكية أقتفي آثارها تم أتسلل إلى تجاريف رحمها، فاعثر على امرأة تصلبها سياط الرتابة و الملل، تنحر الوجدان بنظراتها الوديعة الألفية و تقود دفة الهوى بأنفاسها الحارة الملتهبة فتمتزج ذاوتنا في كوب واحد نرشفه على مهل فتنهمر انهار السعادة. و تتفتق كمائم الجوانح لتنجب شمعة شقية تتمايل نشوة و طربا فيسري العشق في هشيم ليل سرمدي يؤجج آتونا مفترسا يكتسح الدجى فيلفظ بذورا تتجذر في الأعماق فتزلزل أركان الدنا لينبثق خدر عظيم أقضى الليلة مفترشا أهدابها و ملتحفا ضفائرها و عندما تلوح تباشير السحر تغدو حية رقشاء تلدغ الدواخل بسم ناقع زعاف يصهل بقسوة فيزفر إعصارا خبيثا يفقأ عيون الجنان فيتخبط في عشوائية ليهوي في جب عميق فيهب الجسد من غفوته و يمتشق سيفا صنديدا متعطشا للتمرغ في وحل كهوف نتنة تنمو على جنباتها شجيرات شوكية تغتال وردة يانعة لتضرج بدمائها تابوت نفس يمخر عباب العذاب أنفلت من شرنقة الليل فتثور حفيظته و يزأر في هستيرية تتصدع لها مرآة القمر فيتأهب جيشه العرموم الجرار لاستئصال شأفة ضلوعي و نثر رفاتها في قبور تعج بضجيج ملهى تقصده نياق اليأس و القنوط لعلها تعب من أنغامه السحرية فتشفى من أسقامها و تباريح أحشائها..استغاثة أنثى تأتى من بعيد فيتشنج الحيوان و يلهث وراء جيفة تسكت جوعه..اقترب من مصدر الصوت شيئا فشيئا فيصبح الموقف على حبل الذراع و طرف الثمام..شقة فخمة تبصق امرأة عارية تستعطف السيارات بعويلها المفجع فلا تجني سوى إعراضا و صدودا..أتربص بها و أراقب سكناتها ثم أنبري من مكمني كضرغام هصور صادف وجبة لذيذة فتحلب ريقه و احتار كيف يهضمها دون مجافاة نكهتها ! !كل شيء من حولي يهتف بي ان انتزع المنجل من موضعه و أحصد علقما يريح جمامج قلب تحت الثرى بدنها يغويني فارسل عيناي للتجوال بين تضاريسه الغناء الفيحاء: شفتان كبوابتي جهنم تحترقان شوقا لمن يعتصرهما و يطفئ شرارتهما تتدليان تفاحتان ذهبيتان في غنج و دلال فاشتبك معهما لأنزع عنهما برقع الحياء و الخجل ثم أزيل بكرتهما قسرا فوق سرير أخرس أبكم يطوي جريمتي في حشاشته إلى الأبد..مستنقع ينط شبابا و تهورا و يغمزني في توثب و يدعوني أن أستحم بشعيرات تمتص همومي و أحزاني و ينفث في بقاياها شبح لذة تتلاشى لتقبل راحة العدم..يخرجني نحييها من شلال هواجسي فأرى دموعها حجارة لئيمة ترجمني..تتفوه بكلمات مضببة أغوص لفك طلاسيمها..تتحدث عن غول الفقر المدقع الذي يطاردها و يجبرها على بيع جسدها لإطعام أخواتها الثلاث و تتوجع من زمن غدار تنحني فيه أمام برجوازي حقير سافل يعاملها كالبهيمة و يتخذها حقلا لممارسة تجاربه السادية.. لن تخدعيني و أن استطعت أن تخدعي غيري..البكاء عصفور مريض مهيض احتميت بظل جناحه و حملني لمسافات شاسعة و مضينا معا في طلب مروج خضراء ضاحكة تمازح مآقينا و تغازل جراحنا فقتل البكاء قتل البكاء في غفلة مني و صار جلمودا قاسيا أشج به رأس كل من يخادعني…ماذا أرى؟ ! ! بائعة الهوى تركع أمامي و تبلل بتوسلاتها أطلال نفسي..أبحث عنك أيها الحيوان فأجدك تقاوم سكرات الفناء.أمد لك يدي فتخمد حياتك و يهزني حفيف رضيع يحبو يطالعني بملامحه الندية و يقتحم وجداني بلا خوف و لا وجل ويتخذ له عشا ترفرف في أرجاءه روائح المحبة و الإنسانية..أنهض المرأة البائسة و أخلع بعض ملابسي استر عورتها بأصابع خجلة محتشمة و أكفكف دموعها في حنان عجيب، أتابع سيري و الرضيع يلهو بعيدان العش و يغري النوارس بحركاته الصبيانية و بعلبته الغريبة التي تحوي عالما ممتعا خلابا ما رأته عين و لا سمعت به أذن..يتسلق كتفي و يشخص ببصره باحثا عن جحر صغير في أقاصي الأدغال جحر يحاذيه نهر يتسامران ليلا و يتبادلان لذيذ الأحاديث و ليس ببعيد أن يستيقظ ذات يوم على تغريد صبية مليحة تقطف أشعة الشمس و تنقش بدفئها كلمات على خدود الغدير فينتفض في لهفة و لوعة و يرسل شهيقا عاليا مجلجلا يقض مضج آلهة الحب فتخرج الرضيع عنوة من جحره لتزفه إلى الغانية الحسناء في موكب فتان سيظل أسطورة تكتب بالإبر على آماق البصر.




#رشيد_الباز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بضع كلمات في الذكرى الأربعينية للشهيد الثوري عبد الرزاق الكا ...
- ساعة جلوس الشاعر التونسي اولاد أحمد
- من حسني مبارك .. إلى شعب مصر بقلم أحمد فؤاد نجم
- لن نركع قصيدة لمغني أمريكي تضامنا مع غزة
- قصيدة جديدة لمظفر النواب فعل مبني للمجهول
- إلى عيون النار عيون غزة نعش الغزاة
- إلى أستادنا محمود درويش


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد الباز - على عتبات الليل/قصة قصيرة/عادل أوتنيل