أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - كيف تفهم المواقف ؟















المزيد.....

كيف تفهم المواقف ؟


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 799 - 2004 / 4 / 9 - 10:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يستطيع أحد أن ينكر أن القوى والاحزاب والشخصيات العراقية التي حضرت مؤتمر لندن ، ومن ثمة انضوت تحت جنح مجلس الحكم الحالي ، كانت قد وافقت على تدخل أمريكي في العراق ، يطيح بحكم صدام ، ويقيم حكما ديمقراطيا ، تعدديا على النمط الأمريكي والغربي ، وقد أقرّ بذلك جميع من حضر ذلك المؤتمر من الحركات الأسلامية والعلمانية ، والقوى القومية الكردية . وبعد أن أطيح بصدام انضم الى تلك القوى والحركات حزبان معروفان في العراق هما : الحزب الشيوعي ، وحزب الدعوة الأسلامية.
وكان المتوقع أن تقع صدامات بين انصار تلك الاحزاب في شوارع العراق ، وذلك من اجل كسب الشارع العراقي ، منتفعين بالجو الديمقراطي الذي عرفه الشارع العراقي بعد زوال حكم عصابات عفلق ، لكن ذلك لم يحدث بسبب من عوامل عدة لا اريد الخوض فيها آلان . بعد ذلك وجدت قوى اقليمية ، وفي المقدمة منها أيران ، أن السفن في العراق تسير بالرياح الأمريكية ، وليس برياح حركات دينية عراقية استضافتها على مدى سنوات ، بعد أن رفضت قوات الحلفاء بشدة السماح لقوات بدر المسلحة والمدربة تدريبا حسنا الدخول الى العراق بعد سقوط صدام ، وكاد الأمر أن يتطور الى مواجهة مسلحة بين طلائع من تلك القوات التي حاولت دخول العراق ، وبين القوات الأمريكية ، لكن بعيد ذلك بقليل أبرم اتفاق بين المجلس الاعلى والقوات الأمريكية تمّ بموجبه أدخال قوات فيلق بدر منزوعة السلاح الى العراق ، وعلى اعتبار أنهم مواطنون عراقيون ، ويبدو أن هذا الأمر قد ازعج الايرانيين كثيرا ، فبادرت الحكومة الأيرانية الى دعوة السيد مقتدى الصدر الذي أستقبل بحفاوة بالغة ، حين خلع عليه مرشد الدولة الايرانية السيد علي خامنئي لقب حسن نصر الله لبنان ، وهكذا نفخوا في صورته ، وأمدوه بالنصح والارشاد ، وكان ثمرة تلك الزيارة الأعلان عن تشكيل جيش المهدي الذي ضمّ جياع وكادحي مدن العراق الذين تسحقهم البطالة ، والذي قال مؤسسوه عنه في بداية الأمر : إنه جيش خدمات ! أي أن المقصود من تشكيلة هو تقديم بعض الخدمات للمواطنيين ، وتمشية أمور حياتهم اليومية ، وكأنهم يريدون أن يقولوا إنهم هم الدولة العراقية ، وليس سلطة الاحتلال المعترف بها من جميع الاحزاب والحركات المنضوية تحت سقف مجلس الحكم ، ولا مجلس الحكم الذي لا يمثل العراقيين بنظرهم ، لانه غير منتخب ، وانسوا أنهم غير منتخبين كذلك !
لكن جيش الخدمات هذا سرعان ما تحول الى كراديس وسرايا ، يستعرض قوته في شوارع مدينة الصدر (الثورة) المنورة ! وما رضى أفراده إلا أن يعصبوا جباههم بالخرق التي يتعصب بها افراد القوات الشعبية الايرانية ( البسيج ) ، ثم باشهار السلاح ، واحتلال مراكز الشرطة ، ودوائر الدولة . كل ذلك بموازاة جيش الزرقاوي الذي تلفع جنده بكوفية قوات جيش ابن لادن الحمراء ، هذا الجيش الذي اقترف ابشع الجرائم بحق المدنيين العراقيين من ابناء الطائفة الشيعية ، ثم راح يتباهى ببياناتهم باعمال القتل تلك ، والذي يقال إن مقتدى الصدر قد مدّ قوات جيش ابن لادن في الفلوجة الآن بمئتين مقاتل من مقاتلي جيش المهدي ، وهذا ما حمل ناطق عسكري أمريكي في العراق على القول ، على ما يبدو ، من أنهم يحاربون على جبهة واحدة ، وليس على جبهتين كما تدعي اذاعة لندن زورا وبهتانا .
كلا الجيشين صمما وصنعا في خارج العراق ، وكلاهما استغلا المحنة التي يعيش فيها شعبنا الأبي ابشع استغلال ، وراح قادتهم ، ومن يقف وراءهم يسبحون بدماء العراقيين سواء أولئك الذين جندوهم في صفوفهم تحت وعود كاذبة ، من أنهم سيموتون شهداء ، وأن لكل واحد منهم أثنتين وسبعين امرأة من حور العين ، يقفن في انتظارهم على ابواب الجنة ، أو أولئك الذين يسقطون من المدنيين بعد أن لاذ بهم جند الجيشين المهزومين حتما ولا ريب.
أقول بعد أن اصبحت هزيمة هؤلاء على الأبواب ، راح اتباعهم ومريديهم يلقون باللوم على بقية الاحزاب والحركات والشخصيات العراقية الممثلة في مجلس الحكم ، يستنصرونهم على القوات الحلفاء ، وفات هؤلاء أن مجلس الحكم قد شكل بموافقة ورعاية تلك القوات ، وأن جميع أعضائه يعترفون بأن العراق الان بلد محتل ، وأن جميع العراقيين في مجلس الحكم وخارجه هم تحت هذا الاحتلال ، وأن أي طرف من تلك الاحزاب حين يقف الى جانب قادة الجيشين المزيفين سيخرق الاتفاق ، أو التفاهم الذي تمّ بينه وبين قوات الاحتلال ، والذي أصبح بموجبه عضوا من أعضاء مجلس الحكم ، ووافق بموجبه على التوجه الديمقراطي الجديد الذي ينشده جميع العراقيين ، وبعيدا من جعجعة السلاح ، والاحتكام الى البنادق ، هذا الاسلوب الذي مله جميع العراقيين ، والذي لم يجلب لهم نفعا ابدا ، وعلى المشككين في ذلك النظر الى سنوات صدام السود ، تلك السنوات التي ما حصد منها العراقيون سوى الدمار والموت ، وعليه ، لا يلومن أحد أعضاء مجلس الحكم على مواقفهم، ولا يكلفهم أحد فوق طاقتهم ، فهم غير مسؤولين عن تصرفات طائشة ، يقوم بها صبيان سياسة ، تحكمهم نظرة تخلف ، ولم تعركهم تجربة سياسية مريرة ، وتدفعهم يد أجنبية لا تريد مصلحة العراق ، بل تريد مصلحة بلدها هي ، ولا غير تلك المصلحة .
وعلى هؤلاء الذين يجهلون أو يتجاهلون مواقف احزاب وحركات وشخصيات مجلس الحكم، عليهم أن لا ينسوا أن مجلس الحكم في بلد محتل ، يكافح سلما وحوارا من أجل تحرير العراق ، ومن أجل الحصول على السيادة والاستقلال ، وعليهم أن لا ينسوا أن امريكا حين نزلت العراق ، وجاءت بجيوشها من على مئات الآلآف من الاميال ، لا يمكن لها أن تسلم العراق لقمة سائغة الى ايران ، ولا لعصابات ابن لادن ، ولا لاي طرف اقليمي آخر ، وعلى الذين توهموا قائلين : دع الامريكان يسقطون لنا صداما أولا ، ثم نأتي نحن الحكم عن طريق الانتخابات ، فنحن الاكثرية ! عليهم أن يتخلوا عن احلامهم هذه ، والتي هي بضائع موتى كما يقول الامام علي ، وأن يعوا جيدا أن الديمقراطية عند أمريكا هي ديمقراطية رأس المال ، وهي كذلك النظام السياسي الذي يخدم رأس المال هذا ، ولا أجدني بحاجة الى شرح ديمقراطية أمريكا ، فها هي أمريكا امامكم ونظروا لها : احترام حق الملكية المقدس ، علمانية الدولة بمعنى فصل الدين عن الدولة ،( ولا ضير أن يكتبوا على دولارهم : نحن نعتقد بالله )! سياسية اعلامية تدور في فلك رأس المال ، مشاركة الرجال والنساء في العمل ضمن ضوابط النظام الرأسمالي ، والى غير ذلك مما ترون .
وعليّ بعد ذلك أن أذكر بأن احتلال العراق ما هو إلا حلقة في سلسلة حلقات من مخطط أمريكي لاعادة تشكيل النظم السياسية في دول الشرق الأوسط ، وهذا المخطط معروض في أروقة الجامعة العربية ألآن ، ويطالب كل عضو فيها أن ينهج نهجه ، ويسير على هديه ، وإن كنت لا أقول صدقا فما عليكم إلا أن تسألوا عمرو موسى ، فهو خبير بما خفي وما ظهر!




#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاظمي قمي كان الشرارة !
- صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !
- شاهد من ايران !
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !
- الناصرية : لا بالعير ولا بالنفير !
- ظرف الشعراء ( 12 ) : إبن قيس الرقيات
- الحاضر والغابر من حديث البصرة !
- ظرف الشعراء ( 11 ) : مسلم بن الوليد
- هروب الظالم وهجرة المظلوم !
- ظرف الشعراء (10) : حمّاد عجرد
- ألوان من الشعر : ثلاث قصائد
- العراقية والتهديدات العماشية-الايرانية الجديدة !
- ظرف الشعراء (9) : إبن مناذر
- عام على سقوط القتلة !
- ظرف الشعراء (8) : كثير عزة
- صبيحة والموقف الايجابي من المرأة !
- ظرف الشعراء (7) : أبو نواس
- الزرقاوي ورسالة مخابرات الدولة !


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - كيف تفهم المواقف ؟