أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - مدارات في الثقافة والأدب : رؤية تحليلية :















المزيد.....

مدارات في الثقافة والأدب : رؤية تحليلية :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 10:50
المحور: الادب والفن
    


سبق لي أن قرأت الكثير من الكتابات التي ترى على أن قصيدة النثر نشاز أدبي وفني بامتياز وأنها لا ترقى إلى مستوى الشعر ، بل لاحظت الكثير من التحامل عليها وعلى أصحابها وكتاباها الذين رأوا فيها شكلا جديدا في جنس الشعر من خلاله يستطيع المبدع أن يبوح بمكنوناته وأحساسيه ومشاعره وبالتالي الخروج على العرف السائد في أن الشعر إذا كان لا يلتزم بالوزن والقافية فهو ليس شعرا .
ولكن بالمقابل هناك شعراء مجيدون ونقادا عربا كبارا قالوا العكس ومنحوا هذا الجنس الأدبي حق الوجود وصك الاعتراف به كجنس شعري حديث وجديد يستطيع أن يضيف إلى القصيدة الكلاسيكية وقصيدة التفعيلة الكثير إذا ما التزم بشروط الفنية واللغة والتجديد . ومن هؤلاء نجد الشاعر والناقد اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح الذي دافع عن قصيدة النثر بكل ما أوتي من قوة ومن معرفة أدبية نقدية وراقية .
في كتابه القيم والجميل " مدارات في الثقافة والأدب " الصادر عن مجلة " دبي الثقافية " مجانيا وهو عبارة عن مقالات في الشعر والرواية والنقد والفن استطاع الناقد أن يرد لهذا النوع من الشعر كامل حقوقه في الوجود والاعتراف ، بحيث أن الشعر لا بد أن يواكب كل التطورات والتغيرات التي طرأت على الإنسان في هذا العالم ، وليس من الحكمة أن يستقر الشاعر على نفس المنوال والحال ولا يواكب هذا التطور بحكم أن الشعر وُلِد موزونا ومقفى فهذا لا يعني أنه لا يتغير ولا يفقد هذه المميزات ، وإذا ما فقدها فهو ليس شعرا .
في مدار الشعر استطاع الشاعر والناقد الدكتور عبد العزيز المقالح أن يستفيض في الحديث عن هذا الجنس الرائع من الأجناس الأدبية وقدمه على باقي الأجناس الأخرى لأهميته ولقدمه وتميزه الفني وباعتباره ديوان العرب قديما ولقدرته على البقاء والاستمرارية رغم عوادي الزمن وانقلابات الفكر الإنساني وتغير أنماط التفكير والتعبيروالتدبير عند أغلبية المجتمعات وكذلك لقدرته البديعة على غزو الكثير من المجتمعات التي لم يكن لها عهد بالشعر فأصبحت تتعاطاه وتنتج النوادر فيه ومن خلاله ، ولعجز الدارسين على تحديد تعريف له عن الوقوف عند مفهوم محدد له كما يقول الشاعر .
ما أثار انتباهي في الكتاب هو حديث الشاعر عن الجدل العقيم حول الشعر والذي خلق الكثيرمن اللغط الذي لم يقدم ولم يؤخر شيئا في الأمر لأن كل ال-انواع الشعرية والمعروفةمازالت رائجة ومازال الشعراء ينجبون القصيدة الجميلة وكذلك لأن التافه من الشعر نجدهفي كل الأنواع فكما يوجد شعر تافه في قصيدة النثر نجده أيضا في الشعر التقليدي وفي قصيدة التفعيلة والعكس صحيح . فما بال هؤلاء يريدون تضييع الوقت والجهد الفكري في منح صك الاعتراف للقصيدة ويتركون الجوانب المحيطة بها كقصيدة وكذلك المواضيع التي تعالجها فنيا وموضوعيا ؟ .
وحول النقد طرح الدكتور المقالح في كتابه سؤالا أخذه عن مقال كتبه الناقد والشاعر جودت فخر الدين ألا وهو : هل لدينا نقد أدبي ؟ ومن خلاله تمكن الدكتور المقالح أن يفند رؤية الشاعر جودت فخر الدين الذي ادعى أننا لا نتميز بنقد أدبي وأن كل ما كتب عبرعقود مضت هو مجرد صيحة في واد بل هو لا يشكل أي ظاهرة أو حركة ذات فعالية ولا يؤدي ما هو مطلوب منه حيال الأدب وبالتالي خلص إلى إمكانية غياب النقد الأدبي لدينا . وهذا كلام عار من الصحة ومردود على صاحبه ، فكل هذا الكم الهائل من الكتابات النقدية العظيمة التي كانت ولازالت تنهمر علينا وتتابع كل جديد وتعود إلى كل ما هو قديم لم تقنع الشاعر جودت فخر الدين . فماذا يقول في كتابات الراحل رجاء النقاش الذي أسس مدرسة للنقد الأدبي اعتمدت على البساطة في التحليل وعلى الرؤية الداخلية للنص الأدبي فقدم العديد من المؤلفات الإبداعية تقديما رائعا ؟ وماذا يقول في كتابات الدكتور جابر عصفور الذي أعتبره من جانبي أغزر ناقد عربي بإنتاجاته النقدية الراقية والرائعة والتي لا أستطيع أن أكبح نفسي حقيقة إذا ما مررت بمقال من مقالاتهالنقدية أو بكتاب من كتبه الرائعة أن أقرأها وأعيد قراءتها ؟ وماذا يقول في كتابات نقادعرب كثيرين كحاتم الصكر أو صالح هويدي أو سعيد يقطين أو نور الدين صدوق أو محمد مندور .... وغيرهم كثير لا تحضر أسماؤهم عندي الآن ؟ .
المصيبة هي في الجهل بمجهودات الآخرين وبمجهودات نقاد ومبدعين استطاعوا أن يغنوا الساحة الأدبية والنقدية والفكرية العربية بالكثير ، والمصيبة الأعظم هي بخس الناس حقوقهم وعدم الاعتراف بما يقومون به وما يقدمونه على حساب وقتهم وصحتهم وناسهم . ولكن لا حياة لمن تنادي .
قدم الدكتور المقالح في كتابه هذا نبذة عن بعض المفكرين والمبدعينالعرب القدامى والمعاصرينومنهم أبوحيان التوحيدي الأديب والفيلسوف والذي استطاع الكاتب أن يبين الجانب الاجتماعي والفكري في كتابات هذا الأديب العربي الكبير من خلال إبداعاته وكتاباته العظيمة التي بقيت إلى يومنا هذا تؤثر في العديد من الكتابات النقدية والفلسفيةالعربية وغير العربية . كما تحدث المؤلف عن الشخصية القلقة في الفكر العربي المعاصر والمتمثلة في المفكر عبد الرحمن بدوي الذي امتاز بالعجرفة والأنانية والرؤية الاستعلائية . فيما كان ميخائيل نعيمة ذلك المفكر الإنسان في زمن الحروب والصراعات والانهيارات الأخلاقية والروحية .
ومازال ابن خلدون ذلك العالم والمفكر والباحث يثير الجدل في الغرب والشرق ومازالت كتاباته وأبحاثه محط اهتمام واسع عند الكثيرين بل مازالت مقدمته تحظى بالكثير من القراءاتفي عالمنا العربي أو عند الغرب لأهمية ما طرحه فيها من أفكار مازالت صالحة في عصرنا هذا عصر الحروب والقيم الهدامة . ولذلك فعودة ابن خلدونفكريا ونقديا عودة حميدة ومرجوة . وإعجاب الدكتور المقالح بالمؤرخ والشاهد على العصر الراحل نقولا زيادة لا يفوق إعجابي به ايضا فهذا المفكر والمؤرخ يستحق إعادة الاعتبار له من خلال إعادة قراءة موسوعته التاريخية والبحث فيها وتقديمها للأجيال اللاحقة للتعرف على تاريخ وطنهم العربي الكبير ومعايشة الأحداث التي مر بها عبر عقود خلت كانت صعبة عليه .
في مدار الرواية قدم لنا الدكتور المقالح روايات جميلة نقديا واستطاع أن يحيط بها فنيا وموضوعيا كرواية " الحزام " لأحمد أبو دهمان ورواية " المحاكمة " لليلى العثمان ورواية " رماد الدم " للروائي والقاص الإماراتي علي أبو الريش ورواية " فخاخ الرائحة " ليوسف المحيميد ورواية " الوناس عطية " لحسن حميد وأخيرا رواية " دمشق 67 " لخليل النعيمي .
عندما يهبط الفن إلى مستوى الابتذال والبحث عن الشهرة الزائفة وعن المال دون الأخذ بعينالاعتبار رسالته العظيمة في تحسين ذوق الجماهير وتوعية ذائقتهم الفنيةفهذا ما لا يمكن تسميته بفن بل هو هراء وغثاء لا يستحيق الاهتمام به والبحث في جوانبه الفنية الأخرى . هذا ما يحصل عندنا في هذه الأيام ، فأصبح كل من يستطيع أن يطوع آلة موسيقية أو من يستطيع أن يخربش كلمات ساقطة لا رابط بينها وكل من يستطيع أن ينبح كالكلاب ويموء كالقطط يدخل غمار هذا الجنس الفني المسمى الغناء والطرب . لقد أصبحت الساحة الفنية غارقة بأجساد ممشوقة تتلوى كالثعابين وتبين ما ستره الله لكي تفؤض على الناس غناء وطربا ما أنزل الله به من سلطان ولا كان في زمننا أو في تراثنا وتاريخنا الفني أبدا .
وكما جاء في الكتاب موضوع المقال أن الواقع الراهن إلا الغثاء في المواقف وفي أساليب التعامل بين مخلوقات هذا الوطن الكبير فماذا يتوقع الإنسان أن يصدر عن هذا الغثاء في مجال الفن ؟ وهذا ما يؤكد أن الإبداع هو في حقيقة الأمر انعكاس للواقع وصدى لمؤثراته الاجتماعية والاقتصادية .



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاصيل غبية : قصة قصيرة :
- شخصية المؤرخ والتعقيدات المنهجية في عملية التأريخ :
- عالم من فراغ :
- المؤتمر القومي العربي : الاستمرارية في خطر :
- الفكر العربي من الفكر الزراعي إلى الفكر العلمي :
- استغراب : قصة قصيرة جدا :
- قصائد جريئة :
- الانفتاح على دول آسيا وضرورة التبادل الثقافي :
- الكبار لا يموتون : قصة قصيرة
- شيء اسمه الوجود
- لماذا يتشبث العرب بالتبعية ؟ :
- في ولادة الوطن
- حصاد الموت
- الحرية والانغلاق :
- الأنا المفقود : خاطرة
- من قال إنها شفافة فقد كذب : قصة قصيرة
- البكاء في حضرة الصليب
- - العدالة والتنمية - أو التنديد والوعيد :
- الساعات الإضافية : جريمة تربوية بامتياز :
- زيارة الأضرحة طريق يقود إلى الجاهلية :


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - مدارات في الثقافة والأدب : رؤية تحليلية :