أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بدر الدين شنن - ربيع الغضب الثاني في مصر















المزيد.....

ربيع الغضب الثاني في مصر


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 10:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الشارع المصري .. المتمثل بمختلف ألوان الطيف السياسي المعارض .. هو على موعد اليوم 6 أبريل ، للقيام بيوم غضب وإضراب .. ضد النظام المصري الذي يمارس منذ ثلاثين عاماً ، منذ توقيع الرئيس الراحل أنور السادات اتفاقية " كامب ديفيد " مع الكيان الصهيوني تحت الرعاية الأميركية ، يمارس نهجاً منسقاً مع الصهاينة والراعي الأميركي ، نهجاً متعارضاً مع مصالح المجتمع المصري عامة والطبقات الشعبية خاصة على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية .. الوطنية .. والقومية .. يوم غضب وإضراب ضد المآلات التي أوصل هذا النهج البلاد إليها ، من فساد وفقر وعجز للإنسان المصري ، ومن تحجيم وتقزيم لدور الدولة المصرية الوطني ، إن في مجال الحفاظ على السيادة الوطنية وعلى قيم وثروات البلاد ، أو في مجال صون وتعزيز دور مصر الإقليمي في مواجهة الأطماع والتوسعات العدوانية الأجنبية ، وخاصة أطماع وتوسعات وعدوانية الكيان الصهيوني المغتصب لمعظم السيادة المصرية في سيناء ، والسيادة الأردنية في غور الأردن ، والمحتل للأراضي السورية في الجولان وأجزاء من لبنان ، ويهدد ويبتز بوقاحة بالمزيد من هذه الأطماع والعدوانية .. كما في لبنان عام 2006 وفي غزة عام 2009 .. وكما يخطط وصولاً لأطماعه الكبرى على مدى القوس العربي الممتد من الرباط إلى بغداد .. حيث يستخدم سطوة قوته النووية وتحالفاته الأميركية والدولية الإمبريالية كالسوط .. لدفع الثيران من الحكام العرب للجري على دروبه والاستسلام لإملاءاته .

وإذا كان من الرجاحة القول ، أنه عند قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ، قد بدأت العملية الاجتماعية السياسية تأخذ قدراً من البعد وطنياً وقومياً بالنسبة للبدان العربية ، وخاصة مصر ، وذلك لكونها تشكل طرفاً ملتزماً في الصراع مع هذا الكيان دفاعاً عن الأرض العربية في حينه والأراضي المصرية لاحقاً ، فإن هذا البعد قد أخذ ، بل تمكن من أن يكرس نفسه بعداً ثابتاً في العملية الوجودية بكل مستوياتها ، بالنسبة لمصر تحديداً ، وبالنسبة لسوريا والأردن ولبنان ، وكذلك بقدر لايقل أهمية بكثير لبقية البلدان العربية .

وقد لعب النهج السياسي الاقتصادي الاجتماعي المرتبط لزوماً باتفاية " كامب ديفيد " لعب دوراً متعمداً حاسماً في خلق قوى سياسية واقتصادية واجتماعية تتضافر مصالحها مع المسالمة والمصالحة مع الكيان الصهيوني ، وذلك لضمان ا ستدامة هذه الاتفاقية وتوظيفها لصنع مثيل لها مع بلدان عربية أخرى . فكانت سياسة الانفتاح الاقتصادي ، التي أدت إلى الخصخصة وتحرير السوق من الرقابة ، وتجريد الدولة من مرتكزات دعم اقتصادي ثابتة ، وكان إطلاق ذئاب وحيتان اقتصاد السوق ، لنهب لقمة عيش الطبقات الشعبية ودفعها للمزيد من الإفقار حتى بلغت مستويات ما دون قاع خط الفقر بكثير ، وبلغ عدد العاطلين عن العمل نحو عشرة ملايين عامل .. وصار لمصر شهداء على أبواب المخابز .
كما وحد أو دمج أبعاد النضال لتجاوز الواقع المزري في بعد واحد متعدد الوجوه ، حيث بات النضال من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، ومن أجل ا ستقلال القضاء ، من أجل رغيف الخبز أو غرفة للسكن ، أو فرصة عمل .. ، أو حماية الكرامة أمام عسف البوليس ، أو الحصول على الدواء .. أو الزواج لملايين الشباب العانس ، لاينفصل عن إلغاء اتفاقية الغاز الذي باعته قوى النظام ، متجاوزة أنه ثروة وطنية لايجوزتداولها مع طرف غير صديق ، بأبخس الأثمان للشركات الصهيونية .
كما وحد ، موقف النظام المخزي إبان محرقة غزة ، باشتراكه غير المشرف مع الصهاينة في حصار المقاومة والسكان في غزة ، وحدالمسألة الوطنية المجسدة بالسيادة الناقصة في سيناء بالنضال الشعبي العام ، ولافتاً إلى الربط العضوي لأهمية ومشروعية ا ستعادة الحق السيادي المهدور على الأرض الوطنية في سيناء .. أي إلى إعادة تحرير سيناء .. وتحرير الإرادة المصرية من الهيمنة الأميركية الأطلسية ، والوقوف بشرف إلى جانب المقاومة في غزة ولبنان والأردن ، وإلى ا ستعادة مصر دورها الريادي القومي التحرري في الإقليم .

وهنا تكمن أهمية اليوم 6 أبريل .. يوم الغضب والإضراب ، الذي دعت إليه حركة 6 أبريل ، وحركة حقي ، وشباب من أجل التغيير ،وحركة كفاية ،وحزب العمل وحزب الغد ، وحركة اليسار المصري المقاوم ، وتضامن ، وحزب التجمع ، وحزب الجبهة الديمقراطية ، واتحاد العمال ، والاشتراكيون الثوريون ، وحركة عدالة بلا حدود ، تكمن من حيث تعدد ألوان طيف تجمع القوى الرافضة للنظام ولنهجه المدمر ، ومن حيث شموله القاهرة ومعظم المدن المصرية ، وكذلك من حيث المطالب التي تركزت على :
- رفع الأجور .. رفع الحد الأدنى للأجور إلى 1200 جنيه في الشهر
- ربط الأجور بالأسعار
- تغيير الدستور
- وقف تصدير الغاز إلى الكيان الصهيوني

وقد جاء في أحد الملصقات المشاركة في التعبير عن الشعارات المطلبية " عايزين شقق للشباب تتجوز .. عايزين تعليم لأولادنا .. عايزين مواصلات آدمية .. عايزين مستشفايات تعالجنا .. عايزين دواء لأولادنا .. عايزين قضاء يحمينا .. عايزين أكل وعيش .. عايزين حرية وكرامة .. عايزين نشتغل .. عايزين نعرف حقوقنا "

" حقنا وهناخذه - أي سنأخذه "
" يسقط مبارك الديكتاتور "
الجدير بالالتفات إليه ، هو أن انطلاقة الشارع السياسي في مصر اليوم ، ليست مصادفة عابرة تزامنت مع حدث مفجر ( محرقة غزة ) وحسب ، أوهو ردة فعل آلية للأزمة الرأ سمالية العالمية الناشبة الآن ، والتي تجر منعكساتها الرغيف نحومجاهيل مرعبة وحسب أيضاً ، وإنما هي نتيجة سيرورة الفعل الخياني المتمثل باتفاق " كامب ديفيد " الذي أهدر الحقوق الوطنية وحقوق شعب مصر بخيارات البناء الاقتصادي المستقل وحقوقه بالخيارات الاجتماعية الديمقراطية ، وكذلك نتيجة النفاق والاستبداد والقهر المنظم من قبل الدولة لصالح الصفقة الخيانية تحت الرعاية الأميركية . ما يدفع ا ستطراداً إلى المقارنة مع ما جرى ويجري في بلدان عربية أخرى ، حيث تمارس مناهج تدفع البلاد إلى أوضاع مماثلة للأوضاع التي نشأت وماتزال في مصر . بدءأ من مفتاح التسوية أو المصالحة مع الكيان الصهيوني ثم التدرج على بساط الشروط الاقتصادية والاجتماعية الضامنة لهكذا مصالحات ، والتي تفتح آفاق المصالح المشتركة للطبقات السياسية الحاكمة مع المنظومة الاقتصادية الشرق أوسطية ، التي يعتبر فيها الكيان الصهيوني بمثابة الموجه لآليات المصالح والتحولات المطلوبة في المنطقة .

لهذا فإن صوت هدير الشارع في مصر اليوم ، الذي يتحدى كتائب الأمن وشرطة مكافحة الشغب ، هو صوت كل الجماهير الشعبية في البلدان العربية وخاصة التي قيدتها أو ستقيدها معادات وصفقات ا ستسلام للوجدود الصهيوني العنصري - الدولي في المنطقة ، وهو صوت ومثال يحتذى للبلدان العربية كافة ، وخاصة سوريا ولبنان والأردن ، التي هي على تماس مع الكيان الصهيوني ، وهو مؤشر على أن النضال ضد الفساد والفقر والاستبداد وفقدان السيادة الوطنية ، هو نضال من أجل قضايا متعددة تنصهر كلها في قضية واحدة مشتركة لمئات الملايين المقهورين العرب وأبناء المنطقة كافة ..

فلترفع .. اليوم 6 أبريل .. شعارات .. ولافتات التضامن .. في كل المدن والمصانع في الوطن العربي .. مع جماهير الشعب المصري العظيم ..



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسارجديد .. من أجل نظام بديل
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 4 ...
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 3 ...
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 2 ...
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 1 ...
- غزة ستنتصر
- - الحوار المتمدن - .. أكثر من موقع .. وأكبر من منبر .
- مابين الجوع والقرصنة والعولمة
- يوميات امرأة من غزة ترفض الهزيمة
- الديمقراطية والشرعية الدستورية
- أوباما والتغييرعلى الطريقة الأمريكية
- أزمة المعارضة وخيارات التجاوز ( 2 - 2 )
- أزمة المعارضة وخيارات التجاوز - 1 -
- - الرأسمالية والأخلاق - .. !! ..
- ثورة أوكتوبر واللحظة التاريخية الراهنة
- العودة إلى الشعب .. مرة ثانية
- ذئاب اقتصاد السوق يهاجمون الحقوق العمالية
- صناعة القمع الخارجة عن القانون
- دمشق قبل باريس وموسكو
- من - النقابية السياسية - إلى النقابية - الليبرالية - .. !! . ...


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بدر الدين شنن - ربيع الغضب الثاني في مصر