أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح بدرالدين - في قمة الدوحة لم يكن البشير وحده مطلوبا














المزيد.....

في قمة الدوحة لم يكن البشير وحده مطلوبا


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 09:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اذا كانت الرسالة تفهم من عنوانها فان نجومية الهارب من وجه العدالة الطاغية عمر البشير الطاغية مكررا على قمة الدوحة التي كاد ملك ملوك افريقيا العقيد معمر القذافي أن يفلح في خطفها تغنيك عن مشقة متابعة أخبار القمة العربية الحادية والعشرين لأعضاء جامعة الدول العربية المحصورة في المجاملات والمباوسات ثلاثية الأشواط ورغم تسمية البعض لها بقمة المصالحة وهذا صحيح اذا أخذنا الأمور بظواهرها في المصافحات المتبادلة بين الملوك والأمراء والرؤساء من دون الاقتراب من لب القضايا الاشكالية والأسباب الحقيقية للنزاعات والمواجهات السياسية في النظام العربي الرسمي التي تنحصر بين طرفي الصراع المتعارف عليهما بدول – الاعتدال – ودول – الممانعة – أو حسب كاتب مصري بين من يعيش على الأرض ومن يحلق في الفضاء وهنا تجب الاشارة بأن قضايا شعوب البلدان العربية لم تكن جزء من جدول أعمال القمة من حياتية وديموقراطية وحريات عامة وحالات طوارىء وأحكام عرفية وارهاب الدولة واستبداد بعض الأنظمة واضطهاد القوميات والأقليات ونهب الثروات الوطنية واستهداف المعارضة واغتيال المناضلين وأوضاع السجون والمعتقلات واستقلالية القضاء وبالرغم من أن قمة الدوحة شهدت تمترس كل طرف في خندقه أقلا في الكلمات والخطب الحماسية المجهزة أصلا لمخاطبة الاعلام والاستهلاك المحلي الا أنه لوحظ تراجعا سياسيا كبيرا لأهل – الممانعة – ورغم غياب الرئيس المصري ممثل أكبر وأهم دولة عربية معتدلة فقد كان الملك عبدالله ملك السعودية بمثابة العراب الذي كان يدير القمة بشكل غير منظور ويمهد السبيل بطريقته البدوية ورصانته لمن يتوب ويعتذر من القطريين والليبيين وغيرهم وكان غياب الرئيس الايراني وتجاهل حركة حماس ودعم السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها السيد محمود عباس والالتزام بالمبادرة العربية للسلام التي قدمتها السعودية منذ قمة بيروت 2002 من أبرز خسائر – الممانعين – اضافة الى الضربة المصرية الموجهة الى أمير قطر – الممانع - في التدني البروتوكولي لمستوى وفده وكأن لسان حال القاهرة يرمي الى افهام من يعنيه الأمر : هذا هو مستوى الدولة المضيفة .
من مفارقات قمة الدوحة لقاء القاضي : أمين عام الأمم المتحدة المسؤول عن تشكيل وتكليف المحكمة الجنائية الدولية ومرجعيتها الوحيدة والمجرم المدان قانونيا : الرئيس السوداني الملاحق من المحكمة ذاتها في قاعة واحدة تبعد بينهما أمتارا قليلة ورغم ظرافة وخفة دم الأمين العام ذو الأصول الآسيوية الا أنه ومن المؤكد أنه يندب حظه كلما التفت يمنة أو يسرة في قاعة – الدفنة – حيث الى جانب طريدته السودانية وقعت عيناه على دزينة أخرى من أصحاب السوابق : الرئيس الليبي أدين بالوقوف وراء تفجير طائرة فوق – لوكربي- اضافة الى طائرة – اير فرانس – حيث أجبرته العدالة على تنفيذ حكمها بالتعويض بمليارات الدولارات لذوي الضحايا وسجن المنفذ الضابط الأمني الليبي لمدى الحياة بعد اعترافه كما أنه متهم بتصفية الامام – موسى الصدر – في ليبيا , والرئيس السوري تحوم من حوله الشكوك في الوقوف وراء جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري والعشرات من المثقفين والاعلاميين والمناضلين ورجال السياسة والمسؤولين في لبنان وهو على قاب قوسين أو أدنى لتلقي الاتهام والاستجلاب والمثول أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتحوم من حوله الشبهات في مسؤوليته باهراق دماء الآلاف في العراق ليس حسب معلومات الحكومة العراقية فحسب بل كما جاء في – وثائق سنجار – المنشورة في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية هذا من حيث الجرائم والاتهامات ذات الطابع الدولي والخارجي والتي تستدعي ملاحقات من جانب مؤسسات وهيئات العدالة الدولية أما على أصعدة السياسات والممارسات الداخلية فلاشك أن غالبية حكام البلدان العضوة في الجامعة والمشاركة في القمة ليست على وفاق مع شعوبها وهي متهمة ومطلوبة للمثول أمام العدالة الشعبية اذا سنحت الفرصة في يوم من الأيام كما حصل مع الدكتاتور المقبور صدام حسين .
المفارقة الأخرى لقمة الدوحة هي الازدواجية في المواقف ورئيس بلادنا كأبرز مثال الذي قوبل من جانب المراقبين وخاصة الاعلاميين باستغراب مستهجن عندما تضمن خطابه كما في كل مرة جملة من التناقضات فمن جهة يتحمس لفظيا لمقاومة العدو الصهيوني وان لاحل الا بالمقاومة في كل مكان في وقت يخوض مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل وصولا الى المباشرة قريبا اذا لم يرفض الطرف الآخر كما يدعو أيضا الى الكف عن المبادرة العربية ووقفها وعدم تفعيلها ويعلن في الوقت ذاته التزامه بالسلام مع اسرائيل والبحث عن سبل للتفاوض مع الادارة الامريكية .
في كل قمة أتذكر مقولة أول أمين عام للجامعة العربية الراحل عبد الرحمن عزام باشا قبل نصف قرن وبمناسبة الاعلان عن تأسيس الجامعة : " الشعب الكردي الأصيل الذي يمتاز بالشجاعة والاستقامة هو أقرب الأقوام الى العرب ونشترك معه بالتاريخ والمصير وعلينا بناء جسور الصداقة معه والانفتاح عليه " يخطر على بالي هذا التساؤل : ماذا لو حدثت معجزة وبادر الحكام العرب أو أحدهم أو بعضهم الى التفاتة ودية تجاه الشعوب والقوميات غير العربية التي تتعايش وتتجاور وتتشارك في الكثير من الروابط طوال التاريخ مع العرب مثل الكرد والأمازيغ وشعوب دارفور وجنوب السودان أليس هؤلاء أقرب وأصدق من حكام ايران وفنزويلا أو ليسوا أولى بالمشاركة ليس في القمم فحسب بل في عضوية مراقب مثلا في الجامعة العربية ومؤسساتها أليس ذلك السبيل الى التفاهم والصداقة والتضامن المتبادل أم أنهم غافلون عن الأحوال والمآل وبعيدون عن صدقية تمثيل شعوبهم بممانعيهم ومعتدليهم ومطلوبيهم وأمينهم ! .
المشهد بائس وأحوال القمة تعبير دقيق عن عمق أزمة النظام العربي الرسمي وغياب الحركة الشعبية الديموقراطية فهل سيستمر الانهيار والى متى ؟




#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال خطأ في مكان صحيح
- سوريا أولا نعم .. ولكن أية سوريا حوار مع د عبدالرزاق عيد ( 2 ...
- سوريا أولا نعم .. ولكن أية سوريا حوار مع د عبدالرزاق عيد ( 1 ...
- جديد - نوروزنا - هذا العام
- عندما يرفع - البشير - راية العنصرية
- كل - نوروز - وأنتم بسلام
- وفاء لذكرى ميلاد البارزاني
- ( الكوتا ) خطوة لابد منها
- أبعاد محاكمة البشير
- اخوان سوريا : مراجعة أم تراجع
- محاكمات العصر تعيد الاعتبار لحق تقرير المصير
- اخوان سوريا والغدر بالقضيتين
- قراءة في تصريح نيجيرفان بارزاني حول الكرد والعرب
- ادارة اقليم كردستان : خطوات بالاتجاه الصحيح
- خذلان - الاخوان - من جديد
- الاخوان المسلمون : تعليق - معارضة - أم تعليق الطربوش
- مفاوضات - غير مباشرة ! - مع الكرد أيضا
- دفاعا عن منظمة التحرير الفلسطينية
- عنزة .. ولو طارت
- المتحول في حروب الشرق الأوسط


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح بدرالدين - في قمة الدوحة لم يكن البشير وحده مطلوبا