أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نرمين خفاجى - المرأة ما بين حقوق الحيوان وحقوق الانسان















المزيد.....

المرأة ما بين حقوق الحيوان وحقوق الانسان


نرمين خفاجى

الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 09:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يحكى ان زبيدة ابنة الشيخ على الرشيدى بعد ان تزوجت من الجنرال مينو حكت لصديقاتها كيف ان الجنرال يتأبط ذراعها كلما هما بالدخول الى غرفة الطعام وأنه يجلسها فى افضل مكان ثم يقدم لها افضل الاطعمة واشهاها،واذا سقط منديل الطعام الخاص بها اسرع بإعادته فى مكانه،وغيرها من احاديث جعلت الفتيات والنساء يفغرن افواهن دهشة ويسيل لعابهن امام ذلك العالم الخيالى .
وعلى إثر حكايات زبيدة خرجت نساء رشيد فى مظاهرة طالبن فيها "عبد الله مينو" بالتدخل لدى رجالهن من اجل السماح لهن بالذهاب الى الحمامات العامة مع تخصيص بعض هذه الحمامات للنساء ،كما قدمن عريضة الى بونابرت طالبنه فيها بأن يفرض على ازواجهن ان يعاملهن كما يعامل مينو زوجته زبيدة.
كانت تلك أول مظاهرة نسائية تقريبا فى العصر الحديث وكان من اهم أسبابها الاحتكاك بالثقافة الغربية التى جاءت بها الحملة الفرنسية،وكانت مطالبها نسوية صرف،وخاصة ان المرأة وقتها كانت حقوقها لا تتعدى حقوق الحيوان من مأكل وملبس ومأوى .
وقد نقل لنا الجبرتى التغيرات التى اصابت المجتمع المصرى من جراء التأثر بالفرنسيين فقال:" من الحوادث الجسام تبرج النساء وخروج غالبهن عن الحشمة والحياء".
وقد حدث هذا التحول تدريجيا منذ دخول الحملة ووصل لذروته فى عام 1800 ،كما تحدث عن ظاهرة هروب الجوارى السود افواجا او فرادى من بيوت اسيادهن فكن يتسلقن الاسوار ويخرجن من فتحات الشبابيك الضيقة من اجل اللجؤ الى الفرنسيين طلبا للحرية كما ابلغوهم عن الأماكن التى خبأ فيها الأسياد ثرواتهم ومتاعهم .
اذن التأثر بهذا التحرر لم يصب بنات الأعيان فقط وإنما طال الجوارى ايضا،الا ان هذا التحرر الشكلى لم يعد تشكيل العلاقة بين الرجل والمرأة فى مصر والقائمة اساسا على السلطة المطلقة للرجل والخضوع التام للمرأة ،كما لم يبلور اى رؤية واضحة حول مفهوم تحرير المرأة ،وانما كان هذا التحرر بمثابة شرارة نتجت من احتكاك مجتمعين احدهما ينتمى للعصور الوسطى،والاخر خارج لتوه من ثورة اعادت تشكيل علاقاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وقد حدث تراجع فورى عن تلك الحالة الزائفة من التحرر بمجرد هزيمة الحملة الفرنسية وخروجها من مصر،وعودة الترك مرة اخرى ،وكان لهذا التراجع ضحاياه ومنهم زينب البكرى ابنة الشيخ خليل البكرى الذى عينه الفرنسيون نقيبا للأشراف بديلا عن عمر مكرم الذى فر الى الصعيد.
حيث ارسل احد الوزراء الترك مندوبين لإستدعاء الشيخ البكرى- وكانت تربطه ببونابرت علاقة صداقة -وابنته امام الوزير التركى،وسألت عن افعالها "التبرج والسفور" فقالت انى تبت ولما سؤل ابوها قال انى برىء منها فذبحت وكان عمرها لا يتعدى الثامنة عشرة .
ولم تكن زينب هى الضحية الوحيدة التى كفر بها المجتمع المصرى عن حالة التحرر الطارئة بل كانت هناك اخريات قتلن فى نفس اليوم بعد ان اعطين الامان والعفو ونفذ فيهن القتل غدرا.
ومع عودة العثمانين والمماليك عادت النساء الى لبس الحجاب مرة اخرى ،ولكن ظلت بذور التقدم والتغيير التى بذرتها الحملة فى التربة المصرية تتوق الى الانبات .
ومع تولى محمد على للحكم ،دخلت مصر الى مرحلة جديدة فإيفاد البعثات وانتشار التعليم احدث تغييرا عظيما فى الأوضاع الإجتماعية ،ايضا وجود شخصيات كرفاعة الطهطاوى الذى يعد بحق اول من وضع حجر الاساس لتحرير المرأة وأكد على حقها فى العلم والعمل قبل قاسم امين ب50 سنة .
وجاء انشاء أول مدرسة للبنات فى سنة 1873 بالسيوفية ،لتكلل جهود الطهطاوى فى الدعوى لضرورة تعليم البنات ،وقد قامت بإنشائها إحدى زوجات الخديوى اسماعيل .
واستمر المجتمع فى تطوره اثناء الأحتلال البريطانى ونمت صحافة وطنية ساهمت فى انضاج الافكار القومية التى بذرها الافغانى والنديم ثم مصطفى كامل ومحمد فريد.
وجاءت الحرب العالمية الأولى واعلان الحماية البريطانية على مصر لتكون المرجل الذى انضج وعى كل طبقة بمصالحها وتوحيدهم جميعا تحت مطلب الاستقلال،وفى خضم هذا الاحتقان الطبقى والوطنى ولدت الحركة النسوية المصرية ،والتى ساهمت ثورة 19 فى انضاجها .
مصر والحرب العالمية الأولى
مع الحرب العالمية الأولى ،تغيرت أحوال كثيرة، فالاعيان فى حالة استياء تام نتيجة لإجبارهم على بيع القطن لسلطات الأحتلال والحكومة المصرية بأسعار اقل من سعر السوق العالمى مما اوقع الخسارة بهم .
أما الفلاحين فقد عاشوا مأساة مع التجنيد الإجبارى ومصادرة دوابهم وقد عبر الرافعى عن بشاعة الظلم الواقع عليهم بقوله "لقد كانوا يربطون بالحبال عند تجنيدهم،ويساقون كالأنعام،وينقلون فى القطارات فى مركبات الحيوان" مما حول الريف الى قنبلة على اهبة الأنفجار.
اما العمال والأفندية فقد عانوا من استحواز الأجانب على معظم الوظائف العليا،اضافة إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الآجور وتفشى البطالة،ولم يختلف حال التجار المصريين عن سابقيهم فوجود الأجانب الواسع في مجالات التجارة والاستيراد والتصدير ضيق امامهم فرص الكسب،كما تعرض المثقفون الوطنيون لهجمات امنية بسبب فرض الأحكام العرفية ادى كل ذلك الى توحد نضال الجميع حول الاستقلال التام .
وكان القبض على سعد زغلول ورفاقه هو الفرصة التى انتهزها الشعب للانفجار فاندلعت ثورة 19 وشارك فيها الشعب بجميع طبقاته
الثورة
كانت مظاهرات الطلبة فى 9 مارس 1919 بهتافها بسقوط الحماية البريطانية ،وتأييدها للوفد المصرى وسعد زغلول هى الشرارة الاولى للثورة ،وبعدها حدث اضراب عام فى المدارس وتعاقبت المظاهرات واضرب سائقو الترام وتبعهم سائقى التاكسى فتعطلت المواصلات فى جميع انحاء القاهرة ،ومع تصاعد الأحداث اصدرت السلطة العسكرية الأوامر بمنع المظاهرات مع الانذار بتحويل كل من يخالف هذا الامر الى المحاكمة العسكرية،وبعدها بدأ القمع بالرصاص،وتساقط الشهداء.
وعلى الرغم من القمع استمرت الاضرابات والمظاهرات فأضرب المحامون بدءا من 11مارس ،وفى 14 مارس انضم عمال السكة الحديد الى الاضراب "4000 عامل" وقطعوا خطوط الوجه القبلى .
وخرجت المظاهرات النسوية تطالب بالتحرر الوطنى وتدين القتل والمحاكمات العسكريه التى تعرض لها الثوار وقد تحول اليوم الذى خرجت فيه المظاهرة النسائية يوم 16 مارس الى عيدا خاصا للمرأة المصرية،إلا ان اول شهيدة فى ثورة 19 سقطت يوم 14 مارس اثناء مظاهرة فى السيدة زينب وهى حميدة خليل،ثم قامت نساء الارستقراطية المصرية بمسيرة الى بيت الامة يوم 18 مارس رافعات رايات يتعانق بها الهلال مع الصليب وهناك قامت القوات البريطانية بتفريقهن .
وقدت برزت فى ثورة 19 عدة شخصيات لعبن ادوارا هاما فى تاريخ الحركة النسوية مثل روزا اليوسف وهدى شعراوى .
وفى 7 ابريل صدر قرار الافراج عن سعد زغلول الا ان الثورة استمرت وكانت تخبو وتشتعل وفقا للأحداث حتى الغاء الحماية البريطانية فى 1922 ،وقد ساعدت الثورة فى تقوية الحركة النسوية وفى رفع وعيها بأوضاع النساء وفى 1923 دعت هدى شعراوى الى تأسيس اول اتحاد نسائى مصرى رفع مطالبه بضرورة رفع مستوى المرأة لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية بالرجل ،حرية التحاق الطالبات بالمدارس العليا،اصلاح التقاليد الخاصة بالزواج لتسمح بتعارف الطرفين قبل الزواج ،اصلاح قوانين الاحوال الشخصية لرفع الظلم الواقع على المرأة من الطلاق وتعدد الزوجات ،رفع سن الزواج الى 16 سنة ،محاربة الخرافات والتقاليد التى تتنافى مع العلم ،الاهتمام بصحة المرأة.
وبعد ان اوشك ان يمر قرن كامل على تلك المطالب ،الا ان الجزء الاكبر منها لم يتحقق ولا يزال يحتاج الى حركة نسوية جديدة وفتية تستكمل المسيرة خاصة مع صعود حركات احتجاجية فى مختلف القطاعات .



#نرمين_خفاجى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراث الشعبي بصمة شعب
- المسرح الفرعونى
- الأقباط والاضطهاد والمواطنة والدستور
- ثورة القاهرة الاولى
- تعاليم السيد جمال الدين فى وجوب اصلاح الدنيا والدين
- منظمة ثورة مصر واجواء الثمانينات
- شعوذات حكام بأمرهم
- الثورة الفرنسية وملحمة الحرافيش
- على هامش الاحتفال بيوم المرأة المصرية ..قراءة فى دفتر احواله ...
- انا وطنى وبنشد وبطنطن
- على مقهى التهييس السياسي


المزيد.....




- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نرمين خفاجى - المرأة ما بين حقوق الحيوان وحقوق الانسان