أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي حسن - خيار الدولة الواحدة استراتيجية أم تكتيك؟















المزيد.....

خيار الدولة الواحدة استراتيجية أم تكتيك؟


سامي حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 05:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


يعود تبني خيار الدولة الديموقراطية الواحدة في فلسطين إلى ما قبل نكبة 1948 حيث كانت عصبة التحرر الوطني في فلسطين، من أوائل القوى التي دعت لتبنيه ( انظر، ثلاث وثائق تاريخية ـ عصبة التحرر الوطني في فلسطين ما بين 1945ـ1948/ العقدة الفلسطينية والطريق إلى حلها، مذكرة العصبة الى رئيس حكومة بريطانيا 1945، إصدار مركز فؤاد نصار).
في عام 1968 دعت حركة فتح إلى تبني فكرة الدولة الديموقراطية الواحدة، وفي عام 1971 تبنى المجلس الوطني هذه الدعوة. وفي عام 1972 تأسست داخل فلسطين المحتلة عام 1948 حركة أبناء البلد، وتبنت وما زالت حتى اليوم، بوضوح تام، خيار الدولة الواحدة الديموقراطية العلمانية. وقد شكل تبني المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974 للبرنامج المرحلي (إقامة سلطة وطنية فلسطينية على أي جزء من فلسطين يتم تحريره) الإعلان شبه الرسمي عن تخلي منظمة التحرير عن خيار الدولة الواحدة لمصلحة حل الدولتين الذي سيُتبنى رسمياً عام 1988 في دورة المجلس الوطني التاسع عشر في الجزائر، من خلال ما سمي «إعلان الاستقلال» أي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي التي احتلت عام 1967؟ وقد جاء مؤتمر مدريد ومن ثم توقيع اتفاق أوسلو ومن بعده انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني 1996 وإلغاء بنود الميثاق الوطني المعادية لإسرائيل، ليؤكد على تمسك منظمة التحرير بحل الدولتين. إلا أن فشل المفاوضات في كامب ديفيد 2000 دفع بهذا الخيار إلى نفق مظلم لا نهاية له. اليوم، وبكل ثقة، يمكن القول إن إسرائيل، بفعل إجراءاتها العملية على الأرض (استمرار الاحتلال، الاستيطان، مصادرة الأراضي، إقامة جدار الفصل العنصري، احتلال الضفة الغربية مباشرة، وفصلها عن قطاع غزة المحتل بشكل غير مباشر، ...الخ) قد أطلقت رصاصة الرحمة على حل الدولتين، ودقت آخر إسفين في نعش هذا الحل. ونتيجة لذلك عادت لتطفو على السطح، الدعوة إلى تبني خيار الدولة الواحدة، لا سيما من المثقفين الفلسطينيين. إلا أن دوافع الداعين لتبني هذا الخيار متباينة. فهناك من يدعو إلى تبنيه خيارا إستراتيجيا لحل الصراع مع المشروع الصهيوني، وهناك من يدعو لهذا الخيار من باب ممارسة الضغوط على إسرائيل كي تقبل بحل الدولتين؟
ينطلق أصحاب الدعوة إلى التبني الاستراتيجي لخيار الدولة الواحدة من قراءتهم لطبيعة المشروع الصهيوني وطبيعة الصراع معه، ويبرزون الأبعاد الأخلاقية والقانونية والسياسية لهذا الصراع. ويعتبرون أن حل الدولة الواحدة هو الوحيد الذي يعطي الفلسطينيين حقوقهم. ويعتبرون أن التغيرات التي حصلت على الأرض منذ نكبة 1948 وقيام الدولة الصهيونية حتى الآن، والنتائج التي ترتبت على ذلك، إنما تؤكد على أن حل الدولة الواحدة، هو الحل الأكثر واقعية. بالتالي لم يكن فشل خيار الدولتين بالنسبة لهؤلاء هو الدافع لتبني خيار الدولة الواحدة، بل جاء هذا الفشل كعامل يضاف إلى مبررات الدعوة لتبني خيار الدولة الواحدة. فالموقف من حل الدولتين واضح قبل فشل هذا الحل، وفي ذلك يقول الأستاذ عمر البرغوثي «فإن حل دولتين لشعبين لم يكن يوماً حلاً منطقياً من الناحية العملية، عدا عن كونه غير أخلاقي في جوهره. ففي أفضل أحواله يمكنه تحقيق معظم الحقوق المشروعة لأقل من ثلث الشعب الفلسطيني على أقل من خمس أرض فلسطين التاريخية»(1)
أما «التكتيكيون»، فإنهم بالرغم انتقاداتهم لاتفاق أوسلو، واعترافهم بالصعوبات العملية التي خلقها الاحتلال في الواقع (الجدار، المستوطنات، الحواجز، المعازل...) والتي تعقد برأيهم حل الدولتين بل ربما تجعله مستحيلاً، وبالرغم من قناعتهم بأن الدولة المستقلة العتيدة التي يمكن أن تعطى للفلسطينيين ما هي إلا «بقايا» دولة، إلا أنهم يصرون على التمسك بهذا الخيار؟ الأمر الذي يبدو جلياً بدعوتهم لتبني خيار الدولة الواحدة كما أشرنا كعامل ضغط على إسرائيل يجبرها على القبول الفعلي بحل الدولتين؟ وفي ذلك يقول الأستاذ علي الجرباوي «واضح تماماً أن جذر المأزق السياسي الفلسطيني الراهن يعود إلى اتضاح عدم إمكان التوصل مع إسرائيل إلى تسوية على أساس حل الدولتين... علينا أن نعلن لإسرائيل والعالم أن تعذر حل الدولتين لن يقود تلقائياً إلى استمرار المفاوضات واقتراح المبادرات. بل إن هذا التعذر سيقود، انسيابيا سريعا، إلى إغلاق الباب نهائياً على حل الدولتين واستبداله بحل الدولة الواحدة، احتلالية كانت، أم ثنائية القومية، أم لكل مواطنيها. وعلى إسرائيل، لا علينا، يقع الخيار: فإما أن تقبل بالدولتين، لكن ليس على أساس «البقايا» وإما أن تعرض بنفسها أساس وجودها للخطر»(2)
الحقيقة أنه شيء يدعو للاستغراب، أن يقع أستاذ مثل علي الجرباوي في مثل هذا التناقض الواضح في مقطع مكون من بضعة أسطر، فيعلن في بداية المقطع عن عدم إمكانية التوصل مع إسرائيل إلى حل الدولتين، وفي نهايته يراهن على هذه الإمكانية من خلال التلويح لإسرائيل بحل الدولة الواحدة؟ إن هذا المنطق يتقاطع مع تلك التهديدات بتبني خيار الدولة الواحدة التي يطلقها بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية (أحمد قريع مثلاً)، من أجل الضغط على إسرائيل كي تقبل بحل الدولتين؟ والفارق بينهما، أن السلطة الفلسطينية، سلطة الحكم الذاتي، ربما تقبل بدولة «البقايا» التي يرفضها الأستاذ الجرباوي، ويصر على المطالبة بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة بحدود الـ67 ، وإيجاد حل لقضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية.
مما لا شك فيه، أن معظم الإسرائيليين، باستثناء عدد محدود من النخب، يرفضون حل الدولة الواحدة، ولا يخفون مخاوفهم من هذا الحل، ويعلنون صراحة أنه يعني نهاية دولتهم وحلمهم الصهيوني. وقد عبر عن ذلك أخيراً، الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بقوله: «ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فليس من الممكن للشعب اليهودي أن يقبل ترتيباً يعني نهاية وجود الدولة اليهودية» (3) ولأن الأمر كذلك، ولأن حل الدولة الواحدة، هو الوحيد الذي يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، فإن على من يرفض هذا الحل ويصر على تبني حل الدولتين، أن يكف عن اللف والدوران، ويعلن صراحة أن حل الدولتين، إن تم، ولن يتم، فإنما سيكون على حساب حقوق أساسية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في العودة.
(1)عمر البرغوثي، الدولة الديموقراطية العلمانية هي الحل الوحيد الممكن، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 76، خريف 2008، ص20
(2)علي الجرباوي، كي لا يكون المأزق الفلسطيني قدراً محتوماً، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 76، خريف 2008، ص16-17
(3)شمعون بيريز، منطقة واحدة ودولتان، صحيفة الشرق الأوسط، العدد 11033، 11/2/2009



#سامي_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار الشعب وضعف السلطتين
- القومية، اليهود، الإسرائيليون
- العد العكسي لتفكك النظام الطائفي في لبنان
- مجموعات مناهضة العولمة في المنطقة العربية واقع وآفاق
- تعليق على دراسة - الدين والدولة في فلسطين-
- غزة تسقط خيار الدولتين
- المتمركسون والأيديولوجيا
- فتح وحماس واليسار /كل الجمال بتعارك إلا جملنا بارك
- العدوان الاسرائيلي على لبنان ... حماس.. والتاريخ الذي يعيد ن ...
- الصراع على سلطة الحكم الذاتي؟!
- حق العودة وخيار الدولة الواحدة الديموقراطية العلمانية
- لبننة العراق استنساخ على الطريقة الأمريكية
- فيلم أمريكي طويل*
- تعليق على بلاغ الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين
- مؤسسات المجتمع المدني وإشكالية مصادر التمويل
- حول انتخابات التشريعي الجبهة الشعبية واليسار الفلسطيني..إلى ...
- شباب بلا عمل
- في الخصوصية الفلسطينية
- التسوية... ووهم الدولتين
- كرمة وكيفيتاس..مرة أخرى


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي حسن - خيار الدولة الواحدة استراتيجية أم تكتيك؟