أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرخان السندي - في ذكرى مأساة الكورد الفيليين














المزيد.....

في ذكرى مأساة الكورد الفيليين


بدرخان السندي

الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 05:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد كانت اتفاقية آذار 1970 اتفاقية تاريخية حاولت ان ترسم علاقة ايجابية بين الثورة الكوردية وحكومة بغداد انذاك فكانت حدثا عظيما في تاريخ نضال شعبنا الكوردي وانتزاع الاعتراف بحقوقنا القومية المشروعة التي تمثلت بالحكم الذاتي ولكن لم يكتب لهذه الاتفاقية ان تعيش اكثر من اربع سنوات وفي الحقيقة بدأت تتقوض مبكرا.
ولابد هنا ان نشير الى ان اول خلاف حقيقي بعد ابرام الاتفاقية دب بين الطرفين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب البعث الذي كان يتولى السلطة هو موضوع استهداف السلطة للكورد الفيليين في بغداد واضطهادهم وذلك بتفعيل عمليات اعتقال وتسفير العوائل الفيلية في بغداد والمحافظات الاخرى ومصادرة اموالهم، ظنا من السلطة ان القيادة الكوردية ستغض الطرف عن مثل هذا الامر من أجل المحافظة على المكاسب القومية اي إقرار مسألة الحكم الذاتي في محافظات كوردستان معتمدين في ذلك على ان الكورد الفيليين النسبة العالية منهم لا تسكن كوردستان بل بغداد وبعض المحافظات الوسطى والجنوبية.
ولقد وقف سيادة البارزاني الراحل والحزب الديمقراطي الكوردستاني وقفة صلبة ازاء هذا الاعتداء على شعبنا الكوردي المناضل ووقود ثورة ايلول الكورد الفيليين ولاحت اول بوادر الخلاف المهدد لأنهيار العلاقة بين الحزبين منذ اول استنكار رسمي ارسلته القيادة الكوردية الى حكومة بغداد انذاك ثم تداعت العلاقة من سيئ الى اسوأ.
لقد كان الكورد في اقليم كوردستان وما زالوا ينظرون نظرة اكبار واجلال الى نضال ابناء شعبنا الكوردي من الفيليين ولأنهم كانوا وعاشوا في فوهة المدفع وعلى خط التماس مع الحكومات الشوفينية المتعاقبة على دست الحكم في بغداد، وبالرغم من ذلك، فقد كان بأسهم وشكيمتهم ونضالهم وعدم استسلامهم موضع قلق وامتعاض تلك الحكومات حتى جن جنونها وقامت بابادة وتهجير هذه العوائل الكوردية الاصيلة التي عاشت في بغداد قرونا عديدة حتى اصبحت احد المحاور الاقتصادية الاساسية في بغداد وهذا بدوره ايضا كان لايروق للحكومات الشوفينية. وللأسف بقي الكورد الفيليون يعانون من الكثير من المشاكل التي بقيت عالقة دون حل حتى بعد سقوط الدكتاتور ونظامه.
ومن هنا جاءت ضرورة عقد مؤتمر الفيليين برعاية الرئيس البارزاني في 3 كانون الاول 2005 وكان لتوصيات المؤتمر وقعها الايجابي الكبير على ابناء شعبنا الكوردي عامة والفيليين خاصة فهي مطالب انسانية ومحقة ولكن المؤسف ان كثيرا من هذه المشاكل تواجه طرقا مسدودة في بغداد، ولم تفلح الدولة في معالجة قضايا الكورد الفيليين لا بل عقدت الأمور عليهم وذلك بتحويل احد أهم مشاكل الفيليين وهي مساكنهم وعقاراتهم المستلبة منهم والتي (اهدتها) حكومة الدكتاتور صدام الى من تشاء او باعتها الى من رغبت، من مشكلة سياسية الى مشكلة تنظر فيها المحاكم الجزائية فاقحمت الكورد الفيليين في مشاكل لانهاية لها مع (المالكين) الذين يمتلكون اوراقا رسمية تؤكد ملكيتهم لهذه العقارات والدور!! أليس هذا نوعا من انواع الانفال، عشرات الالاف من الدور والمزارع والمعامل والدكاكين تؤنفل وتستلب من مالكيها بسبب القومية وسط بغداد؟!
ان من اولى المهمات التي على وزارة المهجرين والمهاجرين ان تضطلع بها هي مسألة هذه الشريحة المهمة المنكوبة المؤنفلة في بغداد والمحافظات الاخرى، فأين وصلت جهود هذه الوزارة..؟ اننا حتى لانسمع ولا نقرأ لها موقفا صميميا يرقى الى مستوى مبررات ايجاد مثل هذه الوزارة.. هذا ما يشعر به كل كوردي فيلي مسلوب الحق والارادة اليوم.
اننا نطالب الدولة ان تفتح ملف الكورد الفيليين ومن خلال لجنة عليا وذات صلاحيات رفيعة وفعالة وحسم كل الدعاوى العالقة والتي ستبقى عالقة اذا ما كان اسلوب معالجتها على ماهو عليه من بيروقراطية لاتتفق والمعاناة الكبيرة التي بلغت حد (مأساة بشرية) يعرفها القاصي والداني.
ان الملفات العديدة النائمة او المركونة في هيئة حل النزاعات الملكية العقارية والتي سبق لجريدة (التآخي) ان استطلعت امرها لن تجد حلا مالم تشرع الدولة فورا بوضع الية جديدة وواقعية لحل مشاكل الكورد الفيليين علما ان هذه المشكلة (الاملاك) هي واحدة من مشاكلهم الا انها تقف اليوم في مقدمة المشاكل لهذه الشريحة العراقية الكوردية المناضلة والمضطهدة والتي سيبقى التاريخ يتحدث عنها وما اصابها من تجنٍ وظلم وتعسف واضطهاد في الحرية والتملك والمواطنة، لذا لايمكن التعامل مع هذه الشريحة الا على اساس سياسي له علاقة بحقوق الانسان وما افرزته هذه المشكلة الكوردية من تداعيات في الملكية والثقافة والجانب الانساني والاعتباري والخسائر الاقتصادية التي تمخضت عن تهجير مثل هذه الشريحة لسنوات طويلة بعيدا عن الوطن.



#بدرخان_السندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار هو الطريق الامثل لرسم العلاقة بين بغداد واربيل
- حلبجة المدينة الشهيدة
- في ذكرى اتفاقية الحادي عشر من اذار
- وعي الناخبين كفيل ان يسد الطريق امام المحاولات العقيمة
- الى صانعي الماء العكر ثم الاصطياد فيه!
- اعلام مضلل في زمن عسير
- لمصلحة من يخرق الدستور
- لن تكتب الحياة لقانون ولدته الخروقات
- ايران والتمادي في الاساءة الى اقليم كوردستان
- في الذكرى العاشرة بعد المئة ليوم الصحافة الكوردستانية
- في الذكرى الثامنة والعشرين لمأساة الكورد الفيليين
- في عيد نوروز اغتالوا فرح الشعب الكوردي
- جريمة الانفال والصمت الاسلامي والعربي
- مؤتمر اتحاد البرلمانات العربية في اربيل حدث تاريخي نعتز به
- اتفاقية الحادي عشر من آذار والدرس البليغ
- في يوم المرأة العالمي.. دعوة لانقاذ المرأة العراقية من واقعه ...
- في ذكرى اتفاقية الجزائر سيئة الصيت
- نواب يصنعون الفتنة...!!
- نوري المالكي والوزارة المرتقبة..لماذا وكيف؟
- لن نتنازل عن حقنا في 17% من الموازنة


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرخان السندي - في ذكرى مأساة الكورد الفيليين