أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء السلامي - جعجعة بلا طحين ..!















المزيد.....

جعجعة بلا طحين ..!


علاء السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 05:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن استعادت الدولة العراقية هيبتها إلى حد ما في ظل أوضاع أمنية مستقرة نسبيا أكد سياسيون عراقيون على تعديل بعض الفقرات أو النقاط في الدستور العراقي ،تشكلت بموجبها لجنة برلمانية لتقديم المقترحات بهذا الشأن بتاريخ 26 /9/ 2006 حسمت نقاطا كثيرة وبقيت أخرى عالقة مثل قانون النفط والغاز وصلاحيات رئيس الجمهورية، وموضوع الأحوال الشخصية و توزيع الصلاحيات المركزية والإقليمية بسبب اختلاف المصالح والرؤى السياسية أدت إلى عدم التوصل إلى توافق سياسي لتعديل تلك النقاط آنفة الذكر بالدستور الذي شرع في وقت كانت تمر به البلاد بمراحل صعبة تتطلب لملمة ما تبقى من المؤسسات الحكومية الأمنية منها والخدمية بعد دخول القوات الأمريكية الى العراق عام 2003 والإحداث المعروفة الذي رافقته ،خصوصا مع تعدد الجهات العراقية التي عادت الى البلاد والموجودة أصلا والتي كانت معارضة لسياسة النظام العفلقي وتنوع الأفكار والأطروحات التي كانت غالبيتها لا تتعدى عن كونها توجهات حزبية وفئوية ،لعدم تناغمها مع الواقع العملي العراقي الذي اختلف كثيرا مع النظريات التي تحولت الى فقرات في ذلك الدستور عند محاولة تطبيقها إلى واقع ملموس ،او مثل ما يسميه النائب سامي العسكري (بالتطبيق الخاطئ للدستور العراقي خلال السنوات الماضية، والذي يمكن ان يؤدي إلى تفتيت الدولة العراقية تحت عنوان احترام الدستور الذي يهدف الى إبقاء العراق موحدا، إلا أن الممارسات العملية للأقاليم والمحافظات تدل على عكس ذلك، فهي تتصرف وكأنها دول مستقلة من خلال إقامة الممثليات الدبلوماسية الخاصة بها في الدول الخارجية، فضلا عن أنها ترسل قواتها إلى مناطق خارج صلاحياتها، كما حدث في خانقين وغيرها من مناطق العراق. فالذي يمارس على ارض الواقع في العراق هو تطبيق لنظام الكونفدرالية، وهذا الأمر غير مقبول، وإذا ظل الحال كما هو عليه فأن العراق متجه لا محالة نحو التقسيم).
هذه الدعوات أزعجت بعض الأطراف السياسية الكردية التي كانت حينها العنصر الأساس في كتابة الدستور بسبب تعارضها مع مصالحها وتطلعاتها السياسية المستقبلية آخذين بنظر الاعتبار استقرار الأوضاع التي كانت تشهدها مناطق إقليم كردستان العراق مقارنة بالمحافظات العراقية الاخرى التي تمثل ثلثي المساحة الجغرافية العراقية التي كانت تشهد وقتها ظروفا أمنيةُ صعبة رافقتها سياسة إثبات الذات للأحزاب المختلفة مما ادى بالتالي الى التنازل عن بعض المسائل الأساسية الضرورية مما حدا بالإطراف المشاركة بالعملية السياسية حينها الى تثبيت نقطة أتاحت مستقبلا تعديل بعض الفقرات وفق المصالح التي تقتضيها الدولة العراقية
وبالتالي فان هذا الامر ليس بتجربة عراقية صرفة بل هو واقع شهدته دساتير بعض البلدان التي تغيرت على مدى سنين طوال الى ان وصلت بعدها الى دستور يمكن ان يسير وفق الرؤية الإستراتيجية الصحيحة لتلك الدولة..وقامت الدنيا الكردية ولم تقعد وقرعت الطبول وأثيرت التصريحات خاصة على خلفية دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي الى تقوية الصلاحيات المعطاة الى الحكومة المركزية على حساب الاقاليم والمحافظات التي ساهمت الفقرة الدستورية المتعلقة بها بخلق مشاكل كبيرة زادت من حجم الخلاف بين الطرفين مما أدى الى تعطيل هذه القوانين التي تصب بالتالي في خانة المواطن العراقي الذي عانى ومازال من واقع اقتصادي متردٍ ابتدئ منذ ثمانينيات القرن الماضي ودخول النظام السابق في حروب كلفت العراق أثمانا باهظة غيرت الواقعين الديموغرافي والطبوغرافي العراقي رافقتها سياسات هوجاء لذلك النظام الفاشستي ارجع العراق الى عهود سابقة تعدتها أمم لا تمتلك مثل العراق المقومات التي يمتلكها ..
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة وهو : هل ان تصريحات او بمعنى أدق التهديدات التي تطلقها بعض القيادات السياسية الكردية ،(والتي كانت آخرها للسيد مسرور بارزاني نجل رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ورئيس جهاز المخابرات في الإقليم، والذي أكد في لقاء مع صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية أن الأكراد لن يقفوا مكتوفي الأيدي في حال عدم احترام بغداد للوضعية الخاصة التي يتمتع بها الإقليم ضمن العراق الفيدرالي..وان الأكراد ينظرون الآن إلى قياداتهم باعتبارها غير حازمة بما فيه الكفاية تجاه ما سماه بالتلكؤ في تنفيذ بعض البنود الدستورية، مضيفا أنه قد يأتي اليوم الذي قد يتوقف فيه الناس عن الإصغاء إلى هذه القيادات، قائلا إنه لا أحد يستطيع التنبؤ بردات فعلهم....)
تنطلق من أرضية صلبة ام هي لا تعدو عن كونها جعجعة إعلامية كالتي رأيناها وسمعناها سابقا في تصريحات محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام في حكومة النظام السابق بالمؤتمر الصحفي الذي عقده أمام فندق فلسطين مرديان والتي قال حينها " أن القوات الأمريكية انتحرت على أسوار بغداد" وكانت وقتها الدبابات الأمريكية تسير على جسر الجمهورية والتي تحولت الى مثال للسخرية من قبل الجميع....خاصة اذا أخذنا بالاعتبار عدة أشياء مهمة اولها،ان الجانب الأمريكي وهذا المهم لم يلتفت الى مطاليب الأكراد بالتدخل في حل تلك الخلافات بين الطرفين معتبرة إياها شانا داخليا وان لواشنطن هدفا من وراء ذلك ،وكذلك الموقع الجغرافي للإقليم والذي تحيطه ثلاث دول تقع في مقدمتها اهم دولة في الشرق الأوسط وهي تركيا يرفضون رفضا قاطعا قيام دولة كردية لما لها من مخاطر إستراتيجية على تلك الدول وهذا وما عبر عنه بوضوح رئيس الجمهورية جلال طالباني في تصريحات لصحيفة تركية (من إن إقامة دولة كردية مستقلة في العراق أمر مستحيل ..وأوضح إن دولة كردية مستقلة لا يمكنها البقاء لأن تركيا وإيـــران وسورية المجاورة قد تغلق حدودها ,مضيفا إن حلم الأكراد القومي بكردستان الكبرى هو حلم في قصائد الشعر)....
لذلك أليس الأجدر ببعض الساسة الأكراد الذين حصلوا في العراق فقط على حقوقهم المشروعة من خلال إقامة وضع فيدرالي خاص ان لا يتوسعوا بتطلعاتهم كثيرا وان ينظروا بعين الواقع الى مستقبل العراق السياسي الذي هو بالتالي مستقبلهم السياسي المشترك وليس كما وصفه رئيس الجمهورية ب "الحلم الموجود في القصائد الشعرية الكردية فقط "..والتنازل عن بعض المكتسبات التي حققوها في الدستور في ظل أجواء قلقة وصولا الى مشروع وطني يخدم العراقيين جميعا ويمنع انهيار بعض المكتسبات التي تحققت منذ السقوط والى الآن ،ام أن النظرة النرجسية ستبقى طاغية على بعض الإطراف ضاربة وراءها أي عواقب يمكن ان تحصل مستقبلا يكون العراقيون جميعا هم الخاسر الوحيد وبلا استثناء ..


[email protected]






#علاء_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلسلات التركية والشيزوفرنيا العراقية
- كربلائي...مع وقف التنفيذ !!!!
- الانتخابات التشريعية المقبلة..ومستقبل العراق
- دجاج الكفيل...هل دق ناقوس الخطر عند المتحكمين في السوق العرا ...
- أسس المعارضة السياسية في العراق
- رؤية في النتائج الاولية للانتخابات المحلية ...كربلاء انموذجا
- مدارس كربلاء الاهلية ...خطوة الى ماذا
- كلمات اخيرة قبل تحديد لمصير
- الانتخابات المحلية وصعوبة القرار


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء السلامي - جعجعة بلا طحين ..!