أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - حوريات الجنة والجنس في تسويق الدين















المزيد.....

حوريات الجنة والجنس في تسويق الدين


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 10:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كما بدأت في مقدمة المقال السابق بالاشارة الى عبارة اكررها في المحاضرات الخاصة بالاعلام والتسويق والعلاقات العامة تقول "لو لم يكن الرسول محمد عليه السلام رجل اعلام ورجل تسويق ورجل علاقات عامة بارع لما امكنه نشر الديانة الجديدة في عشر سنوات".
واضيف نفس العبارة التي وردت في ثنايا المقال السابق ان التسويق في كل زمان وحتى الان يلعب على المقدس والعاطفة والجنس في ترويج وتسويق الافكار والسياسات والمنتجات للمؤسسات الرسمية او الخاصة.
وقد استخدم المسلمون هذه المقدسات كلها مثلهم مثل غيرهم من اتباع الديانات الاخرى. واليوم سوف اركز على استغلال الجنس من خلال حوريات العين في استقطاب الانصار والمؤيدين ودفعهم للدخول في الدين الاسلامي، وايضا لتعزيز ايمان المسلم بدينه، وحثه على تقديم التضحيات دفاعا عن الدين، وفق مفهوم رجال الدين في كل عصر من العصور.
وكما ذكرت سابقا فان الدين الاسلامي قدم العديد جدا من الحوافز والمغريات لاستقطاب المؤيدين لدعوته مثل المال والنساء والصحة والابناء والقوة والجاه والملك، والمجد وكلها زينة الدنيا، وكل ما يحظى بمكانة مرموقة في ثقافة انسان ذاك الزمان وكل زمان، بالاضافة الى حوافز الاخرة والتي لخصتها الاية : " ان للمتقين مفازا، حدائق واعنابا، وكواعب اترابا، وغيرها مما لا مجال لحصرها في هذا المقال.
وكان من اكثر الحوافز استخداما وتاثيرا في الدعوة الاسلامية ذاك المرتبط بالجنس والنساء، وفي هذا السياق كانت الحور العين من ابرز معالم ومكونات الجنة الموعودة فلنرى كيف وصفت الحوريات، والى أي مدى كان الجانب الجنسي بارزا فيها.
من نافل القول ان المرأة تمثل الجنس في ثقافة البشر في كل الازمان والامكنة، ومن هذا المنطلق وفي هذا الاطار تشكلت مكانة المرأة في المجتمعات البشرية، ولم يكن ممكنا ان تغفل الديانات هذه المكانة ودورها المؤثر في اقناع الناس لاتباعها والايمان بها. لذا فانه من النادر ان تكر المرأة بالقران او الاحاديث النبوية الا ويكون هناك اشارة للجنس بالتصريح او التلميح.
فالدين الاسلامي اعتبر حوريات العين اللائي انشأهن الله انشاء خصيصا للمؤمنين للاستمتاع بهن في الجنة، اعظم النساء، واكبر الهدايا التي تنتظر المؤمنين وانهن الاجمل والاطهر والاكثر اخلاصا، والاكثر جاذبية، واعظمهن ارضاء للرجال من سكان الجنة.
ومن تتبع صفات الحور العين في القران والسنة نجد التركيز على الجمال الجسدي، ويكاد يندر أي حديث عن الجمال الروحي او العاطفة او الحنان في تلك النساء الاسطورات من الناحية الجمالية، مما يشير الى اعتبار الجانب الجنسي هو الابرز في حث الرجال على اعتبار حوريات الجنة هدفا يستحق بذل النفس في سبيل واحدة منهن. وهذا ما ينضح به الخطاب الديني عندما يتحدث عن حور العين فالجانب الجنسي هو الطاغي وهو الوحيد تقريبا فتعالوا نرى مدى صحة ما ندعي.
يقول تعالى " ان للمتقين مفازا ، حدائق واعنابا، وكواعب اترابا".
والكاعب هو المرأة بديعة الجمال، وعلى قول الفقهاء والمفسرين والاحاديث النبوية انه ايضا تلك المرأة الرائعة الجمال التي برز ثدييها من صدرها، فتتبدو امرأة مثيرة جذابة.
تخيلوا عندما يكون مجموعة من البدو، كل ما يعرفوه عن المرأة البدوية معفرة الراس مشققة الكعب، منكوشة الشعر، ولا يخلو من القمل عند البعض لقلة الماء وبالتالي صعوبة النظافة، تخيلوا معي كيف سيكون شعور ذاك البدوي عندما يستمع لمن يحدثه عن حورية الجنة "الكاعب"..؟؟ اليس في ذلك تحريضا للشهوة الجنسية..؟
اما اترابا فتعني ان جميع الحوريات في سن متقاربة لا تهرم ابدا، فهي خالدة في هذا العمر، لا تشيخ ولا تيبس على حد قول الحوريات انفسهن في اغنية تخيل بعض الفقهاء ممن خيالهم واسع انهن سيغنوها لازواجهن بالجنة.
وفي هذه الصفة ايضا ما يثير الى الشهوة الجنسية، ولكن لفت نظرنا ان القران لم يحدد السن بالضبط، هل سيكن اطفالا في سن الثانية عشرة، وهو السن المحبب عند رجال العرب في زمن الدعوة الاسلامية، ام في سن العشرين كما كان يفضل قبل قرن من الزمان، ام في سن الخامسة والعشرين كما يفضل في العصر الحديث، ام في سن النضج سن الثلاثين كما يفضل بعض الرجال..؟؟ اعتقد انه لارضاء مزاج جميع الرجال ترك العمر الذي ستكون عليه الحورية مفتوحا دون تحديد.
كما وصفت الحوريات بالابكار أي العذارى اللواتي كما قالت الآية : لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان". وهذا ايضا يرضي غرور الرجل بان زوجته لم يمسسها انس ولا جان، وهذا السلوك الطبيعي الغريزي عند معظم رجال العالم، ولا شك انه عند البدوي العربي يحتل غشاء البكارة مكانة لها قدسية لا احد يناقش فيها. والبكارة بهذا المعنى لا تعني فقط ان هناك غشاء لم يتمزق بفعل ممارسة الجنس، بل ان الحورية العذراء لم يداعبها احد ولم تمنح عواطفها لاحد ولا تعطي من حنانها احد قبل زوجها المؤمن الذي تنتظره في الجنة. وفي كل ذلك رموز جنسية لها وقعها في اثارة الشهوة الجنسية للمتلقي.
وقال تعالى " وحور عين كامثال اللؤلؤ المكنون"، وقوله " فيهن خيرات حسان"، وقوله ولهم فيها ازواج مطهرة " .
ويتحدث الرسول عليه السلام عن جمال حوريات الجنة ونصيب اول زمرة تدخل الجنة فيقول " ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم".(البخاري ومسلم).
وفي حديث اخر يقول الرسول " ولو ان امرأة من اهل الجنة اطلعت الى اهل الارض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ولنصيفها على راسها خير من الدنيا وما فيها" (البخاري).
واذا قبلنا قول الرسول ولم نجادل في ما قاله مع انه يحق لنا ذلك، ولكننا ننأى عن المجادلة احتراما لمشاعر الاخرين، الا ان المبالغة التي حاول ترويجها بعض من نسبوا الى فقهاء المسلمين الكبار يستحث التوقف عنده، وعدم الموافقة على حجم المبالغة الشديدة التي تصل الى حد اسطرة الصورة، فهذا ابن وهب بن محمد بن كعب القرطبي انه قال " والله والله الذي لا اله الا هو لو ان امرأة من الحور العين، اطلعت سوارها من العرش لأطفأ نور سوارها الشمس والقمر، فكيف المسورة، وان ما خلق الله شيئا تلبسه الا عليه ما عليها من ثياب وحلي".
وكل هذا الوصف الاسطوري ما هو الا حافز وطالما انه يتحدث عن الجمال فانه يرمز تلميحا الى الجانب الجنسي في الحورية، مما يحرك شهوة الرجل ويثيرها ويجعل من الحورية هدفا يسعى للحصول عليه، ولما كانت هناك شروط لنيلها هي شروط الالتزام بتعاليم الدين، فانه عليه ان ينضبط في الالتزام بها والا فانه لن ينالها، بل والاسوأ من ذلك انه سيلقة في جهنم خالدا فيها ابدا اذا لم يؤمن برسالة محمد.
وهذا يوضح بجلاء كيف استخدم القرطبي الحوريات بما ترمز اليه من جنس في حث الناس على الالتزام بتعاليم الدين.
اما ابو هريرة المشكوك في معظم احاديثه فيبتز القرطبي في حجم المبالغة وفي استخدام الحوريات في تسويق الدين فيقول " ان في الجنة حوراء يقال لها ( العيناء) اذا مشت مشى حولها سبعون الف وصيفة عن يمينها وعن يسارها وهي تقول : أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر".
يبدو ان الاقبال الكثيف على العمل بجهاز الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية لم يقرأوا شيئا في حياتهم سوى حديث ابا هريرة هذا فانخرطوا في سلك هذه المؤسسة الهمجية على امل ان تبحث عنهم (العيناء) في الجنة.
وهذا كبير اخر من كبار فقهاء السنة كما يصفه انصار الحركات والجماعات السياسية الاسلامية، ابن عباس مع العلم ان كثير من الشكوك تحوم حول الاحاديث المروية عنه يقول " ان في الجنة حوراء يقال لها (لعبة) لو بزقت ( يعني بصقت) في البحر لعذب ماء البحر كله (أي اصبحت ماءه المالحة حلوة ) ، مكتوب على نحرها من احب ان يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي عز وجل".
وفي ما قاله ابن عباس لا يحتاج الى كثير جهد للدلالة على الجانب التسويقي الدعوي في استخدام الحوريات للدعوة للدين. ولكم ان تتخيلوا كم هو الجانب الجنسي الذي يثير الشهوة في وصف هذه المرأة التي بصاقها يجعل ماء البحر حلوة وصالحة للشرب، فعدا عن المبالغة التي تصل الى حد الكذب والتضليل، فان الدعوة المباشرة الى العمل لطاعة الله يكشف الهدف من وراء ذكر هذا الحديث.
ويبدو ان الحديث عن الحوريات كان موضوعا رئيسيا في جلسات رجال المسلمين الذين تنتهي اعمالهم عند مغيب الشمس حيث لم يكن العالم اديسون قد اخترع لمبة الكهرباء لينير من خلالها الارض ويلغي مكانة القمر والنجوم، وكانوا يقضون وقت المساء لفترة ما بعد صلاة العشاء في مجالس يتسامرون ويتحدثون فيصدقون ويكذبون، وبما ان الثقافة الدينية والاجتماعية تحرم وتمنع الحديث المباشر عن الجنس، فان التحايل على تلك القيم كان يتم عبر الحديث الديني عن المرأة والجنس، ولا شك ان الحديث عن الحوريات وهن يفقن نساء الدنيا جمالا بمسافات فلكية حسب الاوصاف التي وصف بها الحوريات، سوف يكون حديثا ممتعا، وكان المتحدث عادة فقيه الحي او المدينة، ولنقرأ هذه القصة لنتعرف على تلك الاجواء وحجم المبالغة وكيف استخدمت الحوريات والايحاءات الجنسية الخاصة بها في مجالس الرجال، ومن المؤكد ان سحرها كان يمثل نوعا من التسويق للقيم والمباديء والافكار التي يؤمن بها الفقيه في نظرته وفهمه للعقيدة والشرع.
فهذا عطاء السلمي يقول لمالك بن دينار .. يا ابا يحيي شوقنا .. ( دققوا جيدا بكلمة شوقنا).
قال عطاء : ان في الجنة حوراء يتباهى بها اهل الجنة من حسنها، ولولا ان الله كتب على اهل الجنة الا يموتوا .. لماتوا عن اخرهم من حسنها .. فلم يزد عطاء كمدا من قول مالك اربعين يوما.
وتمادى شيوخ الاسلام وفقهائهم في المبالغة، وذهب بهم الخيال بعيدا دون أي سند او مرجع، فاخذوا يتخيلوا الكثير من الخيالات لا اصل لها، مما يضعها في خانة التضليل والكذب والافتراء.
فهذا الطبراني في معجمه الاوسط ينسب لابن عمر عن النبي قوله " ان ازواج اهل الجنة ليغنين ازواجهن باحسن الاصوات مما سمعها احد قط" .
ومما يستغرب له ان الكثير من الفقهاء ورواة الحديث نسبوا الى النبي تحريم الغناء، ويتم في بعض الدول العربية اسقطا وزير لانه يعطي ترخيصا لحفلة غنائية فكيف تغني النساء في الجنة، ام ان قواني الارض غير قوانين الجنة ..؟؟
ويرجى الانتباه انه حتى الغناء عندما منع كما قال بعض الفقهاء فبسبب ايحاءاته الجنسية، اذا فالقول ان الحوريات يغنين بالجنة فهذا ايضا ايحاء جنسيا، يثير الرغبة والشهوة.
ويذهب ابن الجوزي مذهب ابن عمر فيقول في كتابه رياض السامعين متخيلا مشهدا من ايام الجنة، ويبدو ان خيال ابن الجوزي كان واسعا جدا، مما يضعه في قائمة المضللين حين يقول " يجتمعان وينزلن ، فيجتمعن قسمين من النساء المؤمنات اللائي كن في الدنيا قسم، وقسم اخر من نساء وحوريات اهل الجنة اللائي انشأهن الله انشاء، فاسمع الى كلمات هؤلاء واسمع الى كلمات هؤلاء اما اهل الجنة اللائي انشئن في الجنة فيقلن :
نحن الخالدات فلا يمتن ... نحن الراضيات فلا نسخطن ... نحن المقيمات فلا يظعن ... نحن الناعمات فلا نيبسن ... نحن الحور الحسان ... ازواج كرام ... طوبى بمن كان لنا وكنا له.
فيرد عليهن نساء اهل الدنيا فيقلن :
نحن المصليات وما صليتين ... نحن الصائمات وما صمتن ... نحن المتصدقات وما تصدقتن ... ونحن العابدات وما تعبدتن .
وتقول عائشة : فنغلبهن ..
هذا ما يقوله القرطبي وكما يبدو انه ليس فقط كاتب سيناريو ذو خيال متميز بل هو شاعر ولكن ركيك وضعيف..
والذي يثير السخرية فعلا ما ختم به فقرته بقوله ان عائشة تقول فنغلبهن ..
أي هراء هذا ..؟؟ ولكن كما يبدو هكذا كانت مجالس رجال الاسلام مغرقة بالوهم وفي الخرافة والخيالات غير الواقعية والتي لا تستند الى عقل او منطق او الى كلام الله .
ويبدو ان ابن القيم استخدم الحوريات بقوة في ترويج وتسويق الدعوة الاسلامية فقد ذكر في كتابه "بستان الواعظين" صفات الحور بقوله : في نحرها مكتوب انت حبي .. وانا حبك .. لست ابغي بك بدلا .. ولا عنك معدلا .. كبدها مرآته ، وكبده مرآتها ، يرى مخ ساقها من وراء لحمها ، وحليها كما ترى الشراب الاحمر في الزجاجة البيضاء، وكما يرى السلك الابيض في الياقوتة الصافية.
وما سبق يكاد يرسم لنا صورة حية عن مستوى وعي وثقافة الناس في عصر ابن القيم الذين يصدقون ما يقوله هذا الرجل، وليس ذلك فحسب بل ويعتبرونه عالما ومحدثا وفقيها، ولو وجد ابن القيم في عصرنا وذهب الى أي كلية في أي جامعة عربية لطردوه منها بالضرب على قفاه وبعضهم القى القبض عليه واعتبره فيه مس من الجنون.
فيما الحسن بن علي يتحدث عن والده علي بن ابي طالب فيقول " بينما ولي الله (عليا) في الجنة مع زوجته من الحور العين على سرير من الياقوت الاحمر، وعليه قبة من نور، اذ قال لها : اشتقت الى مشيتك .. قال الحسن .. فتنزل من سرير ياقوت احمر الى روضة من مرجان اخضر وينشيء الله في تلك الروضة طريقين من نور .. احدهما نبت الزعفران .. والاخر نبت الكافور .. فتمشي في نبت الزعفران ، وترجع في نبت الكافور .. وتمشي بسبعين الف لون من الغنج "
الله الله .. تكبيييييييييييير تكبيييييييييييييير
هذا ما سوف يردده المنصتين للفقيه او الشيخ الذي سوف يذكر هذه الرواية الخرافية، حتى في بعض عواصم العرب في العصر الراهن، فلكم ان تتخيلوا ماذا قال المستمعين للحسن مباشرة وهو يتحدث عن ولي الله ..!!
ومع الايحاء الجنسي البارز في الرواية سرير وياقوت احمر (دققوا باللون الاحمر ورمزيته الجنسية) لكنني لم استوعب ولن استوعب مطلقا كيف تمكن ولي الله ان يراها تمشي بسبعين الفا من الغنج، فحتى لو اراد ان يعد الوان غنجها باقصى ما يستطيع من سرعة فكم يوما قضى وهو يعد الوان غنجها، وكم مضت المسكينة اياما وهي تمشي فيما ولي الله يستمتع ويعدد الوان غنجها..؟؟
ولكن المصيبة ان هناك من يصدق هذه الروايات ويعتبرها حقيقة، ويسعى للحصول على حورية ينام معها على سرير من الياقوت ويستمتع بالوان غنجها السبعين الفا وهي تمشي.
هكذا اذن برهان اخر على استخدام الغريزة الجنسية في الدعوة الاسلامية.
ولتبرير المبالغة خصوصا مع الحديث عن ان الشهيد يحصل على 72 حورية من حوريات الجنة بالاضافة الى الغلمان، يذكر انس بن مالك عن النبي قوله "يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع، قيل يا رسول الله او يطيق ذلك ..؟ قال : يعطى قوة مائة رجل " (الترمذي).
وللحصول على حوريات الجنة اندفع الشباب مجاهدون يفتحوا المدن ويفرضوا الاسلام على شعوب الدول المقهورة، كما اندفعوا للموت (للشهادة) طمعا بالحوريات، وذهب البعض الى التعبد بافراط، والتطرف بالدين، والى انواع من الرهبنة، وعزل الناس الدنيا، فسادها الفرس في اول العصر العباسي، ثم الاتراك في النصف الثاني من عصر الدولة العباسية الى ان تفتت اجزاء وساد بلاد العرب دولة المدينة ثم احتلها الاتراك، وفرضوا على شعوبها اقسى انواع العبودية والاضطهاد.
فهذا من اخذته صورة الحورية يقول : لأشترين حورية من حور العين بثلاثين ختمة قرآن.
وهذا شاب عراقي كما ذكر صاحب حادي الارواح ذهب في رحلة حج مع حملة صاحبها ابو سليمان الدارني الذي يقول : ما رأيت هذا الشاب الا باكيا او تاليا او مصليا .. نركب فيتلو القرآن ، ننزل نصلي فيصلي، ويذكر الله ، لا يتكلم بكلام غير ذكر الله، او بالصلاة، او القيام. فقلت له : ايها الشاب اسألك بالله من هيجك على العبادة ؟؟ ما الذي هيجك على العبادة لا تفتر عنها..؟
قال الشاب : يا ابو سليمان اما ان سالتني فاني رأيت فيما يرى النائم حورية في قصر من ذهب، وقصر من فضة، له شرفتان من زبرجد وياقوت، وبينهما هذه الحورية، مرخية شعرها، لم ارى جمالا كذاك الجمال، وهي تقول لي .. جد الى الله في طلبي، فاني اربى في الخدور منذ 500 سنة. ويكمل الشاب قائلا : فوالله برحمته واقسم على الله برحمته، لأجتهدن حتى اصلها او اهلك دونها".
هذه هي الحورية في الجنة ، وهكذا تم استخدامها كحافز جنسي في تسويق الدين، ولم يتوقف هذا الاستخدام للحورية منذ فجر الاسلام وحتى اليوم ، لذا نجد الخطاب الديني اليوم يقول " تعال اخي لنعمل لنكون من الفائزين بالجنة وحتى نفوز بالحوريات ازواجا.
هذه بعض صور التضليل المستخدمة من قبل تيارات وجماعات الاسلام السياسي في تسويق برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي، ولا اوجه أي لوم لمن يقوم بعمليات تسويق فكره باي طريقة يراها مناسبة، ولكني الوم وبشدة معظم من يعتتبروا انفسهم تقدميون ويساريون وديمقراطيون وليبراليون، لانهم لا يتصدوا بما فيه الكفاية لهذا التضليل وهذا الكذب وهذا الافتراء حتى على الله.
وبدلا من التصدي الفكري والقيام بعمليات تنوير واسعة وشاملة تجدهم يبكون ويلطمون وينتقدوا حظهم البائس، ويوجهوا اسلحتهم الفكرية نحو التافه من الامور او نحو اتجاه واحد، غالبا ما يكون النظام الرسمي وهم لا يدركون ان النظام الرسمي الذي ينتقدون ما هو الا افرازا لهذه الثقافة المضللة الكاذبة.

اسف جدا للاطالة



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوصاف الحور العين تشكك بعالمية الدين الاسلامي
- كونوا سادة الدنيا فالحلول لن تأتي من السماء
- شكرا دكتور طارق حجي والى كل النبلاء
- زعماء العرب في سوق عكاظ الدوحة
- التوبة القطرية .. ومأزق الاسلام السياسي
- الدكتورة تسرق.. والاعلامية تنافق
- الاسلام السياسي بلا فائدة
- اليسار والمولد والحمص
- المرأة الفلسطينية المتوحشة
- اليسار الراديكالي عدوا للديمقراطية ايضا
- نتنياهو يساري متطرف مقارنة بالزهار او الطاهر
- الاسلام السياسي عدوا لدودا للديمقراطية
- حماس لا تؤمن بالديمقراطية فكيف تحاورونها ..؟؟
- 20 بالمائة من بنات العرب في مهب الريح
- اوهام الحوار الفلسطيني والمصالحة القبلية
- انا.. والأميرة .. بدون شيطان...!!
- ديماغوجية نصر الله ..
- الفلسطيني مشرك .. وحماس كافرة .. والاخوان اصل الارهاب
- القضية الفلسطينية والليبرالية .. وحوار القاهرة
- تعالوا نزوجكم بنات الصومال .. والقرضاوي مرتد


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - حوريات الجنة والجنس في تسويق الدين