أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان سالم - سبعة ايام في ايران..(2)














المزيد.....

سبعة ايام في ايران..(2)


غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ايران تنطلق بلبوس اسود تنبض تحت طياته الروح الامبراطورية
استطاعت ايران ان تجعل المذهب الشيعي وسيلة للقومية الفارسية، على الرغم من تنوع الاعراق فيها والشعوب، مع ذلك تسيطر اللغة الفارسية على مفاصل الحياة الثقافية، و تسود في جميع اركان الدولة التي يفترض ان تكون للجميع، لانها دولة الحق والعدالة الارضية المنتظرة للمخلص، ليحكم بعدالة السماء!.
بشكل عام تجد القومية الفارسية سائدة ومدعومة من قبل ساسة ايران ورجالات دينها المهيمنين على اجهزة الدولة، تقول الاحصائيات بان الفرس يشكلون اقل من 50% من سكان الجمهورية او ربما اكثر بقليل، ومع ذلك تسيطر القومية الفارسية على الجمهورية، وعلى البقية ان يكونوا في الهامش، تلك البقية المكونة من الاذريين (من المجموعة اللغوية التركية) ونسبتهم 25% من السكان، والـ(25%) الباقية من الاكراد والبلوش والعرب واخرين.
رغما من كون ايران عرضة لمخاطر الانقسام بسبب تعدد الاعراق فيها الا انها استطاعت ان تكون لاعبا قويا في الشرق الاوسط ويتوسع نطاق نفوذها بشكل متزايد وملحوظ، وخاصة انها تسعى لامتلاك القنبلة النووية، وترى ايران من خلال ما تمتلكه من ارث حضاري انها مؤهلة للقيام بدور اكبر ليس فقط في الشرق الاوسط بل حتى في اسيا الوسطى ، جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، الاسلامية منها بالتحديد.
يقول (بريجنسكي) مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق في كتابه (رقعة الشطرنج الكبرى) "مازالت تطلعات ايران لحد الان في مرحلة الفوضى(......) فالامبراطورية الفارسية تعود الى ماض ابعد من الذاكرة وكانت تشمل في فترة ازدهارها حوالي 500 ق. م. المناطق التي تشغلها حاليا الدول القفقاسية الثلاث تركمانستان، واوزبكستان. وطاجكستان، بالاضافة الى افغانستان وتركيا والعراق وسوريا ولبنان واسرائيل (......) ان المصلحة الدينية الايرانية تشمل جميع سكان المنطقة من المسلمين –حتى داخل روسيا نفسها- والواقع ان احياء الاسلام في اسيا الوسطى قد اصبح جزءا حيويا من تطلعات حكام ايران الحاليين".
وهم يسعون لاعادة امجاد امبراطورية اضاءت وانطفأت، والتي كانت النار رمزها المقدس، والافستا وهجها المستديم، لكنها الان تسعى لان تنطلق بلبوس اسود تنبض تحت طياته الروح الامبراطورية، وهي تمتد –او تسعى- لمحيطها الذي تعتبره محيطا استراتيجيا لا يمكن التنازل عنه.

جنة الزهراء.. حديقة الاموات
مازال النظام في ايران يسوق الموت، ويستثمره بشكل عجيب، ويعيش بين جنباته كما يعيش المتصوفة مع قبور اوليائهم، ويتنسكون بها، فشواهد القبور في كل مكان، وتتعاظم تلك (الشواهد) لارتباطها بالاحداث الكبرى التي عصفت بدولة (ولاية الفقيه)، قبور (شهداء) الثورة، الحرب العراقية الايرانية، احداث مكة في 1987..، والمسيرة مستمرة الى ان ياتي مخلص الزمان والمكان..
للموت حضور طاغ في دولة (ولاية الفقيه)، فهذه الدولة تعيش مع (شهداء) ثورتها الاسلامية وما بين قبورهم المخلدة في حديقة (جنة الزهراء) الواقعة جنوب طهران، والتي كانت اولى محطات زيارتنا، بحسب الجدول الموضوع من قبل اصحاب الدعوة في مؤسسة (همت) الثقافية.
عند مدخلها وضعت جدارية يظهر فيها (الخميني) وهو يحيي الجماهير وفي اطراف الجدارية ورود وازهار يتوسطها ثلاثة عصافير ترمز للجنة، ويرتفع احدها عن الاخر، ربما للاشارة الى مراتب الساكنين في الجنة، الحديقة كبيرة وواسعة وتنتشر فيها صور (الشهداء) الموثقة بشكل يثير الاستغراب، لكل حادثة من حوادث جمهورية ايران الاسلامية حضور في حديقة الاموات تلك.
اعداد الذين نذروا اجسادهم، اسمائهم، صور الغائبين، نصب تذكارية، نصب حربية، كلها موزعة بطريقة عشوائية وتظهر هكذا للقادم لاول وهلة، لكنها صممت بنسق مخفي، جدران عالية وضعت عليها اسماء (الشهداء)، ولكل سنة شهداؤها، الداخل الذي يسير بين هذا الكم من الضحايا، يعتقد بان ثمة عجلة كبيرة تسحق الشباب الايراني، تجرهم لنهاية يأملون بعدها الخلاص!.
كما زرنا متحفا خاصا يوثق للحرب العراقية الايرانية، في احد شوارع طهران غير البعيد عن فندق (هويزة)، يحتوي على صور وافلام وثائقية للحرب العراقية الايرانية تمجد تلك الحرب وتجعل الذاكرة الايرانية تعيش بإستمرار مع تلك الاحداث الاليمة.
المتحف الذي زرناه عرض فيه فلم يظهر النساء الثكلى وهن يحتضن جماجم وبقايا عظام بطريقة غريبة، اثارت فيّ الفزع والخوف من رهبة المشهد الذي يسوقه النظام للاجيال التي لم تعاصر الحرب ويجعل الموت ذلك الموت الفضيع والمجاني حاضراً بقوة امام هذه الاجيال.
لم تتجاوز ايران حروبها وتعيش مع احداثها في كل يوم وتجعل من تلك الاحداث تتكرر في ذاكرة الاجيال الجديدة، وتستثمرها لخلق روح مستمرة للمواجهة مع التحديات الدولية التي تمر بها ايران، التي تعد سببا لاستمرار (الثورة) ونظام الحكم، الذي سينهار لا محالة لانه نتاج مرحلة غير طبيعية، وما يجعل عمره يزداد هو الاستمرار بخلق مواجهات جديدة مع الغرب، الغرب الذي لم يعِ ذلك بعد، فأيران المتوحدة مع ذاتها وتاريخها الامبراطوري، الذي تريد ان تحييه تحت غطاء الثورة الدينية غير قادرة على الاستمرار وهي تضطهد شعوبها الراغبة بالانعتاق.






#غسان_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية اولا
- سبعة ايام في ايران...(1)
- الايزيديون والخيار الصائب
- الوطن يجب ان يحقق فرص الرخاء لمواطنيه
- الحوامل ينقذن العراق
- للانثى الاولى مجد من آهات
- صناديق الاقتراع الفيصل الأول والأخير
- أنا من قبيلة المغضوب عليهم
- طواحين الهواء
- (بعشيقة وبحزاني) أكراد بلغة عربية
- أفكار هادئة في قضية ساخنة
- ناقوس خطر!
- انتظار
- لقد قتلوا الياس!
- ما العمل يا ترى؟
- قصاصات ورق..1
- في الموصل.. الارهاب يحتضر
- جراح (آدو) تُثمر سنتها الرابعة
- عيار أربع وعشرين!!
- قرابين الحياة الجديدة في ذكراهم الأولى


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان سالم - سبعة ايام في ايران..(2)