أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رضا السمين - الخرق














المزيد.....

الخرق


رضا السمين

الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 00:46
المحور: الادب والفن
    


الخرق
قصّة رضا السمين

أوّلُ الصّرخة

انهار القدّيس… وانكشف الخرق. رغبة تعقِل العقل ورغبة تفتح جرحا. أسئلة أو هي العاصفة. أكلتني الخيالات أو هي التعرية.
سقطت الأقنعة، جسد وذبول، قُبلة ولا طعم، وحدة ولا توحّد، معاودة ودوران.
أبحث عن شبيهي ولا ظلّ لي. أبحث عمّا لا يشبهني فوجدت صورتي - خلفيّتي. تشعر أنّك مغاير حدّ التعالي. تقرف من التشابه، وتعشق الاختلاف. تقرأ لتعوّض أمّية شعبك.
في البداية لا تدري هل تحبّ الناس أو التاريخ. وفيما بعد، رفض البداية ومسح الرمز حتى الدّلالة. ثمّ اللاشيء أو الفراغ أو الخوف حدّ التشظي. ليس حزنا ولم يكُ فرحا، لا أمل ولا يأس. كنتُ نزقا فقط في الدماغ. كنتُ يتيما وسخرت منّي الطبيعة.
سقطت كلّ الآلهة المزيّفة، وعاودني حنين البدائي، وحشيّ حتى الأظافر. هل أنا إلاّ حجرة في الوادي أو عود ثقاب؟ فجّرتُ في الآخرين الحياة ولم أحيَ. لا أملك وأعطي. هل أنا قاصّ أم قدّيس؟ رفضتُ أن أكون قدّيسا ووقفتُ بين اللاممكن والمستحيل. هل أنا فكرة أم إنسان؟ لم أعش جسمي، فقط اكتشفت الجسد كفكرة!
يا جسدا لم يرتعش، يا ثغرا لم يبتسم، يا سخريّة لم تتهكّم، ويا فردا لم يعش فرديّته إلاّ كتصوّر. هل هو الحرمان حدّ الفجيعة أم هو الامتلاء حدّ التشبّع؟ هو التواضع حدّ التكبّر أم هو التعالي حدّ القداسة؟ بل هو القرد والمجنون والطفل والطبقة.

الفرح بما كان ويكون والحاصل استمناء ! رفضت كلّ الأسماء فبقيت بلا اسم وحدّي نكرة. رفضت كلّ الوصايا وبقيت محاصرا، نكرت السرّ وبقيت في القبو. سكن القلق الكيان وأضعت الطلاسم.
خيال يحرق كلّ الجسد وواقع لا يثير انتصابا !
هو التنقّل لا كالفراشة بل كزئبق. النسيان هلامي. شرقيّ يرفض الشرق والغرب. هي الكتابة المتعَبة. هل أتوقّف ويكون التجمّد فالتشقّق بالاستبدال أو الاندثار؟ لست شمسا بل شمعة، وقد قاربَت الاحتراق. إنّني والناس كتجاور حبّات الرّمل، تكوّن صحراء شاسعة ولا اتصال، بل هو الماء بين الجُنب. هل أنا تاريخ بلا ذاكرة أو ذاكرة بلا تاريخ؟ وكلاهما بلا إنسان! أو أنا سؤال جاء بين قوسين أو ظفرين أو تعقيفتين… وتعدّته الأجوبة!
أنا جرح فاغر أثخنته الشروخ.
شرخ معرفيّ حين حطّمت كلّ "السّلط المرجعيّة". شرخ شعوريّ حين فضحت مكوّنات الشعور العمودي. شرخ حين اكتشفت الجسد المُبعَد والمَوْشوم. شرخ حين تعرّت الهزيمة… فافتضح المجتمع وانكشف التاريخ عن شعب ميّت قبل الصّدمة، مهزوم قبل المعارك. شرخ حين أًجهِض الانبعاث. شرخ حين ماتت كلّ المراجع الشفويّة ولم يخرج في جنازتها… إلاّ بعض الصدّيقين المنفيين. شرخ حين عاودتُ الولادة يتيما. وكان شرخا حين وجدت نفسي همجيّا يتخفّى، وخرافيّا وجهه العقل، وقردا واجهته التمدّن، وطفلا يلعب وراء النضج والكبر…
إنّ الكيان شرخ قديم.
هل أنا برج أم قمقم؟ أن تفكّر في تحرير الإنسان وتمدين الشرّ في البشر، وتحلم بالثورة التي لا ترتدّ لتأكل أبناءها، وتريد تجسيد الجماليّة والخير والإشباع بين الناس وفي العالم… ثمّ تكون في الآن نفسه تتمزّق جوعا وحرمانا هو التسامي... أو هو التلمّط الجاثم على صدر العالم. إنّ الخيالات لا تروي.
أيا فردا أحرقه النسيان، يخرج في الصّباح ولا يدري هل سيعود، قد يضيع ولا افتقاد أو انتظار، ولسانا يتعثّر يداري خِرقة النفس.
كلّ الوجوه أنا ولا أحد يشبهني.
ضيّعت لقبي ونسيت اسمي ولم أحفظ رقمي. بين الرّضعة والرّضاعة يبتلّ الفم فيبصق في وجه المدينة وبين الفخذين سؤال وجرح. والعقل انخطاف. ماذا يوجد بين المعرفة والمعرفة؟ صرخة لم تُطلق.
امتلكتني دوما تلك الرّغبة المحمومة… في إعادة بناء تصوّري وبنية تفكيري الداخلي، الشعوريّة واللاشعورية، أيْ كلّ ما نُحِت فيّ… التوجّه في تصفية الفكر السّلطوي ضمن تفكيري نفسه وإعادة بناء ثقافتي في اتجاه حواريّ، ثمّ الوجود… عبر الرّفض المطلق لكلّ "تموقع". رفض الحجز والانتماء والسّلطة. والحياة في "الهامش" كشكل جذري من أشكال النّفي. القيمة الأولى للوجود.
تعميد الذات بتحطيم الخرافة والإتّباع والتبنّي… أو حضارة الدّائرة والهَرم. من أجل صقل الكيان ونحت الثورة الدّائمة وتحمّلها ثمّ الضياع… أو كيف أنحو في اتجاه تصريف الطاقة، بشكل يجعل حياتي رقصا وحركتي تطواحا Transe.

في البدء لم تكن الكلمة.
ولا الفعل.
بل كانت الصّرخة.
فيا أيّها الطفل أصرخ من أعماقي !
ويا أيّها المجنون فيّ "إهذ" ولا تخسر صوتك مثلي ومثلهم !
ويا أيّها الحيوان في داخلي أطلق غريزتك وكُلِ الثمرات أو ما اعشوْشب في صدري !
ويا أيّها الوحشيّ أو البدائيّ تعرّ وارْمِ حذاءك وانزل مِن كياني لتجابه العالم !






#رضا_السمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة الليل
- البراكين المهادنة -2- كنتِ لغة تساوق أسوار الصمت
- البراكين المهادنة - لماذا أنزفكَ والأرضُ؟
- زواج أزرق
- هُناك حَيث لا هِي ولا أحدْ
- ظهر الفساد في البرّ والبحر...
- مهندس القيروان
- ونَعَبَ الخبراء...
- عيون لا تنام
- الظلال أهمّ من كائناتها في الصحراء


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رضا السمين - الخرق