أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - التسويات المؤقتة














المزيد.....

التسويات المؤقتة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2605 - 2009 / 4 / 3 - 08:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حدث في الفضل يكشف إن حالة التحسن الامني هي نتيجة لعلاجات مؤقتة، صحيح إن هذا الحدث لم يكن من الناحية الامنية يشكل تدهورا كبيرا مقارنة بأحداث السنوات القليلة الماضية لكنه يزعزع إحدى الاسس التي إعتمد عليها تحقق التحسن الامني وهو أساس "الصحوات".
منذ المرحلة الاولى لبدء تسليم ملف الصحوات للإدارة العراقية، بعد أن أسسها وأدارها الامريكان، ظهرت المخاوف من وجود ملاحقات قضائية ضد قيادات وعناصر الصحوات، ويبدو إن الجانبين العراقي والامريكي توصلا الى إتفاق لتجميد هذه الملاحقات، ومع ذلك ظهرت في بعض المحافظات خروقات تسبب بها عناصر من الصحوات كما حدثت عدة إحتكاكات بين الاجهزة الرسمية وعناصر الصحوات، وسيكون عمق الازمة كبيرا إذا ما شكلت أحداث الفضل هاجسا يثير قلق عدد من تنظيمات الصحوة وعناصرها من عودة الحياة للماضي القريب وفتح الملفات النائمة في المؤسسات القضائية.
المنهج الاساسي في العراق للتعامل مع المشاكل هو الاعتماد الدائم على أنصاف الحلول والتسويات المؤقتة لتبقى المشاكل عالقة في وضع يهدد بالانهيار دائما، وهذه التسويات المؤقتة تؤدي أيضا الى ظهور آليات وتشكيلات غامضة وغير دستورية ولا أساس قانوني لها لتصبح هي بدورها مشكلة إضافية يصعب التعامل معها وتخلق مزيدا من الاعباء القانونية والادارية والمالية لنجد المؤسسات في حالة ازدياد متواصل بطريقة تؤدي الى تضارب الصلاحيات وترهل الدولة.
لابد من الاعتراف إن التحسن الامني في العراق مثل أمور أخرى تحققت إعتمادا على اساس هش ومؤقت وهو ما يطرح إختبارا صعبا على القوى السياسية العراقية، فإما العمل على إدامة هذه التسويات المؤقتة لأطول فترة زمنية ممكنة مع ما يتطلبه ذلك من أثمان إقتصادية وقانونية وبالتالي السكوت بمضض على كل ما من شأنه أن يطيح بالتسويات المؤقتة، أما الخيار الثاني فهو الاسراع بإنجاز أسس ثابتة لحلول دائمة للأزمات العراقية وهو خيار يبدو بعيدا في هذا الوقت عن قدرة القوى السياسية ولا يعني ذلك إن الخيار الاول المتمثل بصيانة التسويات المؤقتة سيكون هو الحل الاقرب والاسهل، فحالة التنافس المتزايدة، مع اقتراب الانتخابات النيابية وقرب عهد إنتخابات مجالس المحافظات، تؤدي دائما الى الضغط على الاماكن الموجعة والمفاصل الضعيفة.
لايمكن الاستسلام لرغبة البعض في تهويل ما حدث في الفضل ولكن أيضا لا يمكن الاستسلام لرغبة من يريد التهوين مما حدث والاهم هو أن يكون ما حدث مؤشرا حاضرا في ذهن صناع القرار السياسي والامني عند الاقتراب من حالة مماثلة، ويبدو إن هناك الكثير من الحالات المماثلة قريبة التصعيد ليس فقط في ملف الصحوات ولكن أيضا في كل الملفات التي خضعت لتسويات مؤقتة وما أكثرها، ويبدو إن ترك الامور معلقة والتوصل الى تسويات مؤقتة هو مرض قديم في السياسة العراقية ويتضح ذلك من حجم تلك الملفات المعلقة التي كان يجب أن تحسمها القوى السياسية منذ مرحلة ما قبل الاطاحة بنظام صدام، وقد تعزز هذا النمط من الحلول في السنتين الماضيتين مع ظهور رغبة أمريكية ملحة في تسوية أكبر عدد ممكن من الملفات والقضايا بسرعة وبغض النظر عن الوسائل التي تؤدي الى ذلك والاثار التي تتركها مثل هذه الحلول على المدى الطويل.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدعة -إشراك الجميع-
- ملف المعتقلين
- السياسة..معرفة وسلوك
- حدود التفاوض والمناورة
- العشائرية والانتفاع السياسي
- بعد التصفيق لأوباما
- مستنقع الأمن
- الموازنة وجدلها المتأخر
- الائتلاف الموحد..المعادلات الجديدة
- المجالس الخاسرة
- إدارة الانتخابات
- قانون الاحزاب
- من سيعتزل؟
- ما لم يحدث في الانتخابات
- دروس في التغيير
- تجاوز الانتخابات
- شرعية المخاوف من الدكتاتورية
- دعاية تغيير الدستور
- المال العام وتكريس السلطة
- الانتخابات..ظلال من الشك


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - التسويات المؤقتة