أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - الأيادي الصفراء للرأسمالية ...















المزيد.....

الأيادي الصفراء للرأسمالية ...


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2605 - 2009 / 4 / 3 - 09:51
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إفتتحت اليوم في لندن القمة العشرين للدول المتحكمة في السوق المالية الدولية والتي تجتمع لوضع حلول جذرية كما يرغبوا في وقف تهاوي النظام الرأسمالي وإفول نجمه بعد الأزمات الخانقة التي لحقت به جرّاء أسباب عديدة في مقدمتها الوهم القاتل بإمكانية إفتتاح أسواق جديدة من خلال إحتلال البلدان وتدميرها وسيطرة الناتو وباقي توابع الرأسمالية على العالم ومقدراته وحياة شعوبه ...
بعض الدول تشترك في هذا المؤتمر وهي تسعى جادة لسيادة الرساميل الانكلو ـ سكسونية على الاسواق العالمية وتطالب الجميع بالتوقيع على مذكرة تفاهم تصب في هذا الاطار ، لكن الازمة الخانقة وغياب الحرب الايدولوجية مكنت بعض الدول من التعبير عن نفسها ومكانتها بين الدول المتنفذة كالمانيا وفرنسا اللتان ترغبان في البحث عن حلول جذرية تسهم تدريجياً في تقويض الدور المركزي للاوليغاركية المالية الامريكية في التحكم بالاسواق العالمية وتسييرها كما تشاء !
هذه الحلول الجذرية تنطلق من وقف ضخ الأموال الى الاسواق دون دراسة معمّقة ودون اللجوء الى قوانين إقتصادية جادة تسهم في التخفيف على الاقل من هول هذه الأزمة وكذلك تخفف من تحكم الرساميل الامريكية والانكليزية من السيطرة على النظام الرأسمالي العالمي بأسره مما يجعل باقي البلدان كالمانيا واليابان وفرنسا مجرّد توابع لهم طرح الرأي فقط ولا يحق لهم التصويت على القرارات الخطيرة التي تخص صلب حركة هذه الرساميل ...
وتتخوّف الولايات المتحدة ومعها بريطانيا من الطرح الالماني ـ الفرنسي الذي يقوم على تشكيل بنية جديدة للأسواق المالية العالمية وبالتالي يُدخِلْ هذا الطرح الدولتان في دائرة صنع القرار في المستقبل وهو ما لا تريده الولايات المتحدوة وحليفتها ، كما ان التخوّف المبطن ينطلق من الدور الروسي الخفي في خلق النظام الجديد الذي يهدف الى تقويض دور الاوليغاركية المالية الانكلوـ سكسونية على العالم ويجنح بالاسواق الدولية نحو نظام تسوده قيم جديدة منها احترام الدول في المبادلات التجارية وتخفيف الفوائد التي يفرضها صندوق النقد الدولي الى أقصى حد وكذلك اعادة اصلاح هذا الصندوق بمفاهيم جديدة لا تكون اليد الطولى فيه للولايات المتحدة وبريطانيا ...
والإصرار الالماني الفرنسي له مبرّراته في الخروج بتعديلات جذرية فهاتان الدولتان وخاصة فرنسا دخلت عنق الزجاجة واقتصادها يترنّح وتذهب أغلب الحلول الجذرية بإتجاه الحلول الاشتراكية للازمة وجنوح الأغلبية نحو اليسار في ايجاد حل للازمة الخانقة ، هذا العام وعلى لسان أنجيلا ميركل سيكون الأسوأ على الاطلاق في تاريخ المانيا بالنسبة للاقتصاد وهو ما يجعل موضوع البحث عن حلول جذرية أولوية لدى الطرفين إذا ما رغبا في بقاء الاحزاب اليمينية التقليدية في الحكم فيها والفشل يعني خيارات صعبة تدخلها الدولتان مرغمتان منها ..
ــ الابتعاد عن الدور الامريكي تدريجيا في العالم والتوجه نحو روسيا والصين والهند ودول امريكا اللاتينية لخلق اسواق دولية جديدة على الساحة تحاصر الدورين القذرين للولايات المتحدة وبريطانيا في التحكم بالاسواق العالمية ...
ــ سيضعف هذا التحوّل الدور الأمريكي في العالم وربما ينهي الدولار كعملة دولية ويساهم في نقل مركز المؤسسات النقدية الدولية من الولايات المتحدة الى اوربا ...
ــ خلق قطاع مالي خالي من الاصول الفاسدة التي تأتي عادة من تجارة الاسلحة والمخدرات التي تُمارس على نطاق واسع في الولايات المتحدة وبريطانيا ويتم فيها غسيل الاموال بطريقة سلسلة وبتسهيلات من الطبقة الحاكمة ...
وتحقيق هذه الاحتمالات يجعل الاسواق المالية الدولية أكثر حيوية ونقاء ويبعد سيطرة فئات تعمل في إطار سياسي يهدف الى زيادة مساحة الجوع في العالم ، لكن احتمال تحقيقها ايضاً مرتبط بقدرة الدولتان على تحدي الدور الأمريكي وهو ما يجعل الرأي العام في الدولتان لا يثق بمصداقية رؤساءه ...
القمة لا يمكن لها ان تخرج بنتائج جذرية وحاسمة لانها تعقد في الأساس لمداواة جروح الازمة الخانقة وهو موضوع غير خفي على الكثير من الأطراف التي تشارك لرؤية نوعية الحلول المطروحة ، وبالتالي التحرّك لخلق المزيد من الأزمات لدور الولايات المتحدة في العالم ...
وخلف هذا الرأي تقف جموع من اليساريين والمثقفين في العالم المتحضر للتصدي لحلول الولايات المتحدة التي لا تهدف الاّ الى مضاعفة أرباح شركاتها حتى وان كان ذلك على حساب موت الملايين وتصدير المزيد من الأمراض للبشرية لتلهو بها بدلاً من معارضتها للعولمة وكشف الوجه الحقيقي لحكومة الولايات المتحدة التي بدأت تتلقى ضربات من العيار الثقيل في مختلف انحاء العالم ولم يعد من الصعب طرد ممثليها ولا تحدي قرارتها والمنظمات التي أنشأتها ...
ان الدور المحوري في تحريك الأحداث لا بد وان يقع على عاتق تلك الجماهير الغفيرة التي إنطلقت في لندن ليس حبّاً بالمظاهرات والشعارات وإنما إحساسها الحقيقي بوقوع الخطر ان لم تتحرك وتضع الدول التي تتحكم بمقدّراتها في زاوية ضيقة تجعلها تضع في الحسبان دور الجماهير العالمية في كل قرار تتخذه ...
وما يجعل البعض يستخف بطبيعة الازمة هو تصديقه لوسائل الاعلام الامريكية التي تنقل تصريحات اوباما والتي قال فيها ان الاقتصاد العالمي لم يصل بعد الى قاع المنحدر ، وبإستثناء روسيا والصين فإن أغلب الدول المشاركة في المؤتمر مرتبطة بالاسواق العالمية من خلال تبعيتها للولايات المتحدة وكذلك خوفها على ارصدتها التي أصبحت الولايات المتحدة الطرف المتحكم فيها ، وربما يتسائل بعضنا من المعنى الحقيقي لمتابعة هكذا قمم لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة حياة أغلبنا ، لكن رأي كهذا تنقصه الحكمة فأغلب البنوك في الدول الكبرى مهددة بالافلاس وكذلك كبرى الشركات العالمية وتغادر الاستثمارات الاجنبية أغلب بلدان العالم الثالث وتتركه يواجه مصيره بقسوة وسط وجود انظمة دكتاتورية قمعية لا يهمها مصير شعوبها بقدر اهتمامها بكراسي حكمها كما ان دور الطبقة العاملة العالمية هنا يتصاعد وتتحفز تلك المقولات التي تحدث عنها كل من ماركس ولينين في إحداث الثورة الاجتماعية التي تأتي بالتغيير الجذري للسلطة وكذلك للنظام الاقتصادي ...
ورغم انعكاسات الازمة المالية العالمية الحالية على جهود مكافحة الفقر الا ان النظر اليها من الجانب الآخر يعني ان تلك الجهود رغم اهميتها الا انها اصلاحية مؤقتة لا تهدف الى وضع حل جذري للازمة في العالم وكذلك يضع الجماهير في البلدان الفقيرة أمام خيار واحد وهو الثورة الشعبية وإنهاء التبعية للمؤسسات الرأسمالية العالمية ...
ان المظاهرات الجارية في لندن والتي تطالب بعولمة إنسانية تهدف الى التقارب بين البشر هي في الأساس خطوة في الاتجاه الذي يجب ان يؤثر في الحدث بطريقة حضارية ولو قدّرَ لعالمنا العربي البدء بهذا النوع من المظاهرات على الاقل تحت نفس الشعارات لأحدث تطوّراً حتى في طبيعة الفهم الحقيقي لأهداف الرأسمالية التي ترغب في ديمومة الفقر والتخلف لشعوبه ، فالكثير من البلدان ومنها المانيا تعيش سنوات قليلة من الرفاهية لكنها تنعم في النهاية بأزمات لا يمكن وضع الحلول لها بسهولة فهذهِ الرأسمالية تبني إقتصاد الفقاعات في كل مكان وتظفر بالجوهر بينما تمكث الشعوب عاجزة عن مواجهة المخاطر بسبب تظليلها بالفساد الاداري والعمليات المشبوهة والنصب والاحتيال وغيرها ...




#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأثيرات السلبية لألعاب الكومبيوتر على الطفل ...
- النظام لا يزال حديديّاً ...
- أحباب في العالم الآخر ...3
- معجزات البرلمان العراقي ...الخمس عشرة ..!!!
- مالذي إعتبره لينين أساساً متيناً للنظرية الثورية ؟
- لم يعُد لينين بيننا !!
- سقوط الارادة الدولية ...
- حادثة المؤتمر الصحفي لبوش بشكل معاكس ...
- مكافحة العنصرية والأيدلوجية الدموية ...
- ما الذي ننتظرهُ من الإنتخابات المقبلة ...
- الفرصة الكبرى لليسار السياسي الأمريكي ..
- ثورة اكتوبر ...ودولة المجالس العمالية
- سفراء الولايات المتحدة وأشواك اليسار المتمرّد
- الموضوعية ...في وسائل الاعلام الغربية
- حول عودة المهجّرين قسرياً ...
- الثوابت الفكرية للاتحاد الاوربي ...
- الهدف من الإتفاقية الأمريكية مع العراق ...
- دراسة في واقع ألسياسة ألأمريكية .
- ألمكان ألأكثر بؤساً في ألعالم ...
- ألمشروع ألروسي ألجديد للشرق ألأوسط ...


المزيد.....




- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - الأيادي الصفراء للرأسمالية ...