أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - التكريم يأتي في أوانه














المزيد.....

التكريم يأتي في أوانه


ثامر الحاج امين

الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 06:33
المحور: الادب والفن
    



في جلسة ضمت نخبة من الادباء العراقيين ،سَئَلَ الشاعر "رشدي العامل " ممازحا صديقه الشاعر "حسين مردان" صاحب التجربة الابداعية والحياتية المتميزة ، عما يتمنى ان يكتب عنه بعد موته ، كان رد الشاعر "مردان "مخاطبا رشدي ومجموعة الاصدقاء التي ضمتهم تلك الجلسة:
-ـ اسمعوا... عندما اموت لايهمني ماذا سيكتب عني ابصقوا على قبري ...بولوا عليه .. انما اريد ان تكتبوا الآن ، ان اقرأ ماتكتبون .
من هذا الحوار نستخلص حقيقة تلك هي ان طريقة الاحتفاء بمبدعينا لاتخلو من قصور واجحاف بحق الكثير من التجارب الابداعية واصحابها حيث كثيرا ما يأتي الالتفات لها بعد فوات الاوان مما يعطي انطباعا هو ان العراقيين لايجيدون تكريم اعلامهم ومبدعيهم الآ بعد فوات الاوان او بعد رحيلهم حيث تدبّج عنهم المراثي المؤثرة وتقام الاستذكارات الباذخة وتطلق التسميات على القاعات والساحات والشوارع ،في حين لايجد هؤلاء المبدعون في حياتهم ولو جزءا يسيرا من هذا التكريم والاهتمام عرفانا بجميلهم وعطائهم وحافزا لهم لتقديم المزيد من الابداع وانصافا لجهدهم الابداعي .
لقد وضع الشاعر "حسين مردان" في رده الاصبع على الجرح ، فحقا مالذي ينفع المبدع حين ياتي تكريمه والاحتفاء بتجربته الابداعية بعد رحيله ؟ أليس من حقه ان يشهد بام عينه تاثير عطائه ومحبة الاخرين وتقييمهم لهذا العطاء ؟ ولِمَ لايحظي المبدع في حياته بالاهتمام الذي قد يخفف الكثير من معاناته وبالتالي يزيد من قدرته على البذل والعطاء .
ان تقييم التجارب الابداعية وتكريم اصحابها بالطريقة التي تستحقها والتوقيت المناسب لها باتت قضية بحاجة الى مراجعة ودراسة جدية و يبدو ان "الديوانية "كانت سباقة بهذه المراجعة واخذت بالمبادرة الى تقييم وتكريم المبدعين والاحتفاء بمنجزهم وهم احياء وسط محبة اصدقائهم وجمهورهم ، فبعد امسية ناجحة وحاشدة كرمت فيها المدينة فنانها الرائد "سالم القصاب"- اطال الله في عمره- بادرت ثانية للاحتفاء بالشاعر "علي الشباني" لدوره الريادي في الحركة الشعرية وتجربته المتميزة . ففي مساء ربيعي عابق بالدفء والمحبة ، مساء فيه الكثير من الالفة والوفاء ، وقف بمهابه وفخر يملأ القلب جمور حاشد من الادباء والمثقفين والاصدقاء ليحيوا تجربة شعرية ولدت من رحم المعاناة العراقية واصقلتها سنوات النضال والسجن ، حيث انفتحت مبكرا على الفكر التقدمي مما اكسبها شرف الالتزام بقضايا الانسان وحريته ، تلك هي تجربة الشاعر "علي الشباني".
"علي الشباني" تراث ابداعي كبير ، شكلّ مع اسماء قليلة مدرسة شعرية كان لها الفضل في انقاذ القصيدة الشعبية من حالة التردي والاسفاف والسطحية . لقد اشاد المحتفون بنجربة "الشباني" وجاءت شهادات الشعراء رياض النعماني ، كاظم غيلان ، ابراهيم الخياط، وشهادات الادباء الناقد ثامر الحاج امين والناقد د.باسم الاعسم والناقدة د. ناهضة ستار والقاص والروائي سلام ابراهيم لتؤكد على نقاء واصالة هذه التجربة ودورها في الحفاظ على كرامة الشعر وكبريائه ، فكان تكريم لا لتجربة "الشباني" فحسب بل تكريما للقصيدة الملتزمة . فقد قدمّ "الشباني" قصيدة تطهرت بماء الفرات واستحمت بوهج الشمس العراقية فشبت قصيدة مطعمّة بعبق الطين العراقي ، قصيدة معافاة ، طاهرة ، ترفعت عن الخوض في وحل المدائح الرخيصة ، قصيدة تمثل سارية شعرية لم تنحن لعواصف القهر والتخلف ، فقد ظلت تصرخ بوجه الزمن الرديء :
لا ... بوجه السلطان اصيحن لا ...
واكتب خوف الولايات
ضيعنه مفاتيح الصدك وغركنه بالنيات
و"الشباني" له محطات شعرية توقفت عندها الكثير من الدراسات المهمة التي تناولت القصيدة الشعبية ، فقصيدة "خسارة" ربح الشعر فيها قيم الجمال والابداع وفي "بيان للزمن المذبوح " اوقد فينا جمرة الصبر والتحدي ، وفي " ايام الشمس " منحنا الدفء لاجتيازشتاءات الرعب.
يبقى " علي الشباني" نخلة عراقيه لم تكف عن النضارة والعطاء ، نذر نفسه بمحبة :
احط روحي نهر واكعد جرف للناس
ولازال نهرا متدفقا بالعطاء والابداع وجرفا يمنح شاطيء الشعر الخضرة والجمال .




#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قفشات من اوراق كزار حنتوش
- -اوراق من ذاكرة مدينة الديوانية- .. سيرة مدينة طيبة
- الروائي -علي عبد العال- العودة الى الرحم
- في ذكراه الثانية كزار حنتوش..استشراف الموت
- المستبد .. صناعة قائد في حكم 4 عقود
- انتخابات نقابة الصحفيين ... ما لها وما عليها
- معاداة السينما..الى اين؟
- جمهور الثقافة امام-مجتمع المعرفة-
- -حين يتكرر الوقت...يتوقف-خطوة شعرية واثقة
- شموع تأتلق ايذاناًَ بالعرض
- كم انت رائع ياعراق
- بلابل تشدو للحرية
- القاص كريم الخفاجي(رحلة الابداع)
- دموع فييرا
- -جنوب الدنيا-يشمخ في -مقهى قدوري
- اربعينية كزار حنتوش / كرنفال الوفاء
- -حديث الى -كزار حنتوش
- كزار حنتوش... هل كان الاسعد حقاً؟


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - التكريم يأتي في أوانه