أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال محمد تقي - عالم مزدحم بالاسلحة !















المزيد.....

عالم مزدحم بالاسلحة !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 09:22
المحور: حقوق الانسان
    



تصادم بارجتين نوويتين ، فرنسية وبريطانية في المياه الدولية ، حدث ذلك قبل اسبوعين فقط ، والبارحة مشاحنات بين قطع من الاسطول البحري الامريكي مع البحرية الصينية امام المياه الاقليمية الصينية ، دروع صاروخية امريكية تحت مظلة الناتو تتسابق مع الزمن للانتشار على طول الطريق الفاصل بين اوروبا الشرقية والغربية وتحديدا لمحاصرة روسيا وعمقها الاسيوي ، وهناك طموح امبراطوري لجعلها سدا عسكريا بين الشمال والجنوب ، شركات انتاج السلاح الغربية الاحتكارية مثل شقيقاتها النفطية هي الوحيدة التي لا تحتاج لمن يساعدها في تجاوز تداعيات ازمة الكساد والانكماش التي يعاني منها الاقتصاد العالمي برمته ، فالطلب على السلاح متواصل بل يزداد تنوعا وسوقه لن تبور طالما هناك اجيال جديدة من اسلحة قديمة لم تستخدم بعد وطالما هناك مراكز بحوث ومختبرات تجريبية لانتاج تصاميم جديدة لاسلحة جديدة تستثمر الاختراعات المستحدثة في كافة الميدان ، اكثر من 65 % من السلاح الفعال تنتجه امريكا وكندا واسرائيل ودول اوروبا الغربية واستراليا ، وحوالي 30 % منه تنتجه روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا ، و5% تنتجه الدول المقلدة ، اي الدول التي تحاكي ما ينتج بجهود نصفها محلي ونصفها الاخر يعتمد على السوق السوداء كباكستان وتركيا وايران وكوريا الشمالية ، مع ان بعضها يحصل على جرعات تقليدية من الاسلحة عبر قنوات العلاقات الاستراتيجية مع الدول الكبرى المنتجة للاسلحة والمتنافسة على مراكز النفوذ في العالم ، كعضوية الناتو او الاتفاقات الدفاعية الثنائية او عبر الشراء التقليدي بواسطة مكاتب ومعارض تسويق الاسلحة !
تم تخصيص 700 مليون دولار من ميزانية الصين للعام القادم للشؤون العسكرية والدفاعية ، واغلب الدول الغربية وعلى راسها امريكا تحاول الموازنة بين زيادة عوائد بيع الاسلحة مع تزايد حاجتها للحفاظ على مخصصات ميزانياتها العسكرية ، كاحد اساليب التعاطي مع تداعيات الازمة المالية الطاحنة ، فرغم محاولات الادارة الامريكية الجديدة للحد من النزف المالي المكلف للحروب الامريكية والغربية في العراق وافغانستان لكنها لا تستطيع تقليص حجم الميزانية الاصلية الخاصة بالبنتاغون والتطوير النوعي للاسلحة الاستراتيجية ، مما يجعلها تعول كثيرا على سياسة ـ التمويل الخلاق ـ اي من مضاعفة ضرائب بيع الاسلحة يتم تعويض الحاجة لمزيد من التمويل العسكري ، والملاحظ ان امريكا واوربا الغربية تركز حاليا على منطق البرغماتية الاقتصادية التي ستتوائم حتما مع منطق الضرورات تبيح المحذورات ـ صدور قانون امريكي جديد يبيح اجراء تجارب كانت ممنوعة بصدد الخلايا الجذعية والاستنساخ ، تخصيصات اضافية لبحوث الطاقة والسيارات والاتصالات الفضائية ـ !
الكساد والانكماش والتعثر الاقتصادي يؤدي الى ازمات متشعبة ، وآليات الانظمة الامبريالية تنزع نحو العسكرة والحروب للفرار من الانسدادات القائمة ، بمعزل عن الحسابات الاخلاقية والانسانية ، فقوانين السوق لا ترحم ومن يقف بوجهها ، الويل كل الويل له من المستفيدين منها !
اشعال حروب اقليمية لتصريف تخمة التسلح وطلب المزيد لتدور عجلة الانتاج والتصريف والارباح ، هو احد الاساليب المتاحة والتي سنجد ترجمتها شاخصة ، على شكل حروب داخلية او اقليمية ، وما نلمسه اليوم من تكريس لسياسة التسليح المبالغ فيه عند دول الخليج التي ولاسباب ديمغرافية لا تستوعب كل هذا الكم لاسيما وانها تعج بالقواعد العسكرية الامريكية ، وكل هذا بفزاعة الخطر الايراني القادم ، دليل على انهم بسياسة تسمين الاخطار وملاعبتها مثلا تكمن سياسات تصريف لازمات اخرى ليس لها علاقة بالاقليم كله !
العلاقة بين النفط والحروب والتسلح والهيمنة واستنزاف العوائد لتعود مكررة صافية ، كما في النفط الى جيوب الكارتلات الغربية المندمجة في الطغم المالية المتحكمة بالواجهات السياسية في دولها ، هي علاقة جدلية سبغت علاقات العالم ببعضه منذ ازمات ما قبل الحرب العالمية الاولى والثانية وما تلتها في متنفس الحرب الباردة والان في الحروب المحدودة !
قوات انتشار سريع ، قواعد ثابتة ومتحركة حول العالم ، تسابق منفلت للتسلح مع جهد موازي لاحتكاره تغذية للنزاعات المزمنة حول العالم كمشكلة الدولة العنصرية المدعومة غربيا في اسرائيل ، ومن جانب اخر مجاعات متزايدة ، بطالة ، وامراض مستعصية ، مشاكل حقيقية في البيئة والمناخ ، والمهيمنين على مجلس الامن الدولي يشيعون الاستبداد والاستهتار بحقوق الانسان والسلم العالمي ، هذه الصورة ليست متشائمة انها صورة للواقع من خارجه ، تعكس حالة الارهاب الذي تسببه الدول الامبريالية للعالم
والتي تتشدق بالديمقراطية الكاذبة ، ديمقراطية انتخابية تخضع لشروط المال السياسي وماكنة الاعلام المسيرة ، نعم هناك مكاسب لشعوب البلدان الامبريالية ولكنها على حساب شعوب العالم اجمع ، وحالة الاستقرار والحريات الشخصية والقانونية التي فاقت باشواط بعيدة ما متوفر منها في البلدان الاخرى لا تعكس كل الحقيقة التي في هذه البلدان ، فالتمايز الطبقي على اشده وكذلك العنصري والجنسي ، تخيلوا ان الاحتكارات بفتات من ارباحها الفاحشة استطاعت ان تضمن حالة مستقرة في الحد الادنى من الضمان والخدمات العامة وبدرجات متفاوتة لكافة مواطنيها ، وهذا ليس بمنة منها بل هو نتيجة لمطالبات تلك الشعوب اضافة الى انه يصب بمصلحتها ولا يكلفها الا نسب محدودة مما تحتكره من سلطة وملكية وارباح ، ليفعل الفرد ما يريد بنفسه ، ليغير جنسه ، ليغير مسكنه ، ليغير وظيفته ، ليغير تعليمه ، ليغير دينه ، ليقول ما يريد ، ليسافر حيث يريد ، ليختار من يريد من المرشحين ، ليسكر ، ليدمن ، ليشتري ويبيع كل ما يمكن ان يشترى او يباع ، ولكن عليه فقط ان لا يخرق قوانين السوق ، وبالتالي قوانين الدولة ، فاذا خرقها كفرد سيحاسب ولهذا هناك سجون خفيفة وثقيلة وهناك غرامات وهناك اعدامات قد يحل محلها تماما حكم السجن المؤبد ، طالما ان الامرليس بخطر لى النظام ، وهو لا يتعدى الافراد ، ولكن ان يطالب العمال مثلا وعبر نقاباتهم بحقوق اضافية كتقليص ساعات العمل مثلا او زيادة الاجور ، فان الامر مختلف ، الضرب والسحل واطلاق النار ، سيكون هو الرد ، وانا هنا لا اتكلم عن مطلع القرن العشرين حيث اضرابات عاملات النسيج في امريكا يوم 8 اذار والتي راح ضحيته اعداد منهن وعليه اختارت الحركة العمالية والنسوية الاشتراكية هذا اليوم لجعله يوما عالميا للمراة ، ولا عن اضرابات عمال شيكاغو في الاول من ايار ابان خواتيم القرن التاسع عشر ، والذي ايضا اعتبر لاحقا يوما عالميا للعمال ، وانما اتكلم عن العقد ما قبل الاخير من القرن العشرين عن اضرابات عمال مناجم الفحم في بريطانيا ايام حكم مارغريت تاتشر ، تذكروا او راجعوا ما حصل لعمال ارق واعرق ديمقراطية في العالم ، كانت تاتشر ارهابية من طراز اول ، نعم لا رحمة ولا انسانية ازاء النيل من المصالح الباذخة للاحتكارات ، داخل بلدانها وخارجها ، انها ديمقراطية فقط عندما لا يوجد خطر ما على مصالحها ، ولكن ستكون اشد بشاعة من طالبان اذا تعلق الامر بمصالحها !
الراسمالية الاحتكارية ذاتها هي اكثر حرصا من غيرها على فتح ابواب الهجرة للباحثين عن عمل او فرص لبيع عقولهم واختراعاتهم ، وهي تعتبر هذا مجالا مربحا للاستثمار في البشر ، خاصة وان الغربيين عموما ونتيجة للطابع الفردي الصرف المشاع فيه ، لا يحبذون الولادات المكررة ، بمعنى ان هناك حاجة موضوعية للدول الغربية في زيادة كبيرة لاعداد الجيش الاحتياطي للعمل ، بل ان اغلب القنصليات الثقافية الامريكية وحول العالم تمنح تسهيلات ومساعدات واغراءات للمتفوقين والنابغين للمجيء الى امريكا والدراسة والعمل فيها واخذ جنسيتها !
ارباح الاحتكارات الراسمالية قادرة على التكفل والارتقاء بكل شعوب العالم غذائيا وصحيا وتعليميا ورفاها ، وحل مشاكلها المستعصية ، لكنها لا تفعل ، بل ان شقاء وجوع ومرض وتخلف وجهل اغلبية شعوب العالم يعود وفي جوهره الى السياسات الاحتكارية والاستغلالية لهذه الطغم التي لا تتجاوز نسبتها 5% من مجموع سكان الدول الغربية واليابان واستراليا ، فكلما زادت ارباح هذه الاحتكارات كلما زاد جوع ومرض شعوب البلدان النائمة ، اتذكر هنا المقولة الفذة للامام علي " ما اغتنى غني الا بفقر فقير " !
على هامش السيرة : البارحة شاهدت في برنامج حول العالم الذي تبثه الجزيرة فتاة امريكية عمرها 26 سنة تدرس الحقوق وهي جميلة وذكية ، وتحاول الحصول على اي عمل ممكن ، وطيلة 6 اشهر دون نتيجة ، حتى انها انفقت كل مدخراتها بدفع ايجار شقتها ، وحتى لا تضطر لترك دراستها ، راحت تعرض نفسها على مركز يشتري بيوض النساء بعد التاكد من السلامة الجينية ، وفعلا باعت واحدة بعد اسبوعين من الفحوصات المزعجة ، وقبضت 7000 دولار ، وقالت اذا اضطررت مجددا سابيع واحدة اخرى !
في زحمة السلاح ولخمة العيش ، والفضاءات المفتوحة ، والحاجات التي تستوجب الاختراعات ستكون كل الاحتمالات مفتوحة !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكرم الطالباني سيرة لا تنقطع في الدفاع عن المباديء الحية !
- وصايا ليست يسوعية !
- سعادين في رحاب اليمين !
- عامرعبد الله رحلة الى جزيرة الحرية !
- لاخير في قيادة لا تميز بين يمينها ويسارها !
- البوك ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله !
- اشهر العناوين الارهابية في القرن العشرين !
- حسين مروة ومهدي العامل والتحليق عاليا !
- الافلاس السياسي سبق الافلاس الانتخابي !
- الراسمالية نهاية طريق لا نهاية تاريخ !
- الفكر الفاعل اكثر خطورة من جيوش جرارة !
- كوتا ام ارستقراطية مطلوبة لاستكمال اكسسوارات المشهد ؟
- روجيه غارودي تجاوز فلسفة الكورس !
- الحزب الذي لا يشور يدعى ابو الخرك !
- علي بابا والاربعين حرامي !
- يا عمال العراق صلوا على النبي وال بيته !
- برلمان العراق لا يسير نفسه بنفسه !
- بودلير زجج ازهار الشر داخله وغادرها !
- تعزية ليس لها عنوان !
- لاتدخل حزبا الا والعصمة لك ان الاحزاب مقالب قد تخذلك !


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...
- -العفو الدولية- تتهم السلطات الكردية بارتكاب جرائم حرب في سو ...
- فرنسا تطرد مئات المهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب الأولم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال محمد تقي - عالم مزدحم بالاسلحة !