أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - في الذكري ال 24 لانتفاضة مارس - ابريل 1985م














المزيد.....

في الذكري ال 24 لانتفاضة مارس - ابريل 1985م


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 09:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في الخامس والعشرين من مايو 1969م حدث انقلاب عسكري في السودان قام به صغار الضباط، صادر الانقلاب الحقوق الحريات الديمقراطية تحت شعارات مختلفة مثل: الاشتراكية والقومية العربية والاسلام، خلال تقلبات النظام المأساوية في فتراته المختلفة ، كان الانقلاب وبالا علي البلاد فقد فقدت خيرة قادتها استشهادا ودفاعا عن مبادئهم في السجون والمنافي مثل: عبد الخالق محجوب، محمود محمد طه، واسماعيل الأزهري ومحمد احمد المحجوب والشريف حسين الهندي وغيرهم من العشرات الذين استشهدوا في مقاومة ذلك النظام من المدنيين والعسكريين من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية، كما تم تشريد الالاف من اعمالهم، وتصفية الجيش من خيرة ضباطه بالتشريد والاعتقال والاعدامات، حتي فقد الجيش السوداني تقاليده الراسخة وانضباطه العسكري في تلك الفترة.
واجه انقلاب مايو مقاومة شعبية وعسكرية واسعة عكست عمق وشمول الحركة الجماهيرية والسياسية السودانية المطالبة بالديمقراطية وانهاء التسلط وحكم الفرد، وكان من عوامل ضعف الحركة الجماهيرية والسياسية هو تشتت جهودها وعدم وحدتها مما اطال من عمر النظام الذي واجه خصومه كل علي انفراد، ولم تتوحد الحركة السياسية والجماهيرية الا في ابريل 1985 ، في اللحظات الأخيرة التي انهت النظام في الانتفاضة الشعبية والعصيان المدني.
دمر نظام مايو كل التقاليد السودانية الفاضلة في التسامح واحترام الرأي الآخر، ونشأت في احشاء النظام شريحة رأسمالية طفيلية من المدنيين والعسكريين، وتمكنت تلك الفئة من المحافظة علي وجودها في السلطة وتنمي ثرواتها وأموالها في القطاعات غير الانتاجية، أي النشاط الطفيلي، بالديكتاتورية والقهر والتسبيح بحكم الفرد، ولم تتمكن تلك الفئة الطفيلية أن تبني لها جذورا وقواعد سياسية وفكرية في اوساط الجماهير السودانية ، مما يؤكد الطابع الطفيلي والفاسد لتلك الفئة.
كما فرط نظام مايو في استقلال البلاد وفتحها علي مصراعيها أمام اكبر هجمة للمؤسسات الرأسمالية الدولية مثل : صندوق النقد الدولي وتوابعه من الصناديق البترولية، كما فتحها امام السماسرة وشذاذ الآفاق في أكبر عملية نهب شهدتها البلاد، وكانت حصيلتها تدمير الاقتصاد السوداني، ومن خلال التخفيضات المتوالية للجنية السوداني، كما تم تدمير البيئة من خلال السياسات غير المدروسة للتوسع في الزراعة الالية مما أدي للجفاف والتصحر، والمجاعات اضافة لديون بلغت 9 مليار دولار عندما اندلعت انتفاضة مارس – ابريل.
كما شهدت البلاد اكبر عملية تهريب للفائض الاقتصادي(تهريب روؤس الأموال للخارج، بلغت في المتوسط 15 مليار دولار( حوالي 39 مليار جنية سوداني) عام 1985م، والتي هربتها البنوك المحلية والأجنبية. كما فقدت البلاد سيادتها الوطنية واشترك رموز النظام في عملية ترحيل الفلاشا ودفن النفايات النووية.
اكدت تجربة نظام مايو ان عدم احترام العهود والمواثيق يؤدي الي تدمير البلاد والفوضي، كما حدث عندما انقلب الرئيس النميري علي دستور 1973م، وخرق دستوره بنفسه، كما خرق ومرّق اتفاقية اديس ابابا مما ادي الي اشتعال نيران التمرد من جديد وبشكل اعنف من التمرد السابق في الجنوب وتأسست الحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1983م لمواصلة النضال المسلح ضد النظام، كما ازدادت نيران التمرد اشتعالا بعد اعلان قوانين سبتمبر 1983م.
اكدت تجربة نظام مايو أن التكتيكات الانقلابية - رغم بطولة واستبسال الذين قاموا بها _ ليست هي الطريق السليم للتغير ، واكدت ان الانتفاضة الشعبية هي سلاح الشعب السوداني المجرب لانهاء الأنظمة الديكتاتورية كما حدث في اكتوبر 1964م ومارس – ابريل 1985م، وان التراكمات الكمية للمقاومة باشكالها المتنوعة تؤدي في النهاية الي تحول نوعي في النظام، عندما يصل الي النقطة الحرجة التي يعجز فيها النظام عن الحكم وتصبح الحياة لاتطاق تحت ظل هذا النظام، وتصل قدرات الحركة الجماهيرية الذاتية الي اعلي مستوياتها والتي تتمثل في المقاومة والاستبسال حتي النصر ومهما كانت التضحيات، وتنحاز القوات النظامية الي عدالة مطالب الحركة الجماهيرية.
اكدت تجربة نظام مايو ان الانظمة الديكتاتورية والشمولية مهما بنت من اجهزة قمع وامن وقهر وترسانة من القوانين المقيدة للحريات كما هو الحال في : الأوامر الجمهورية وقانون أمن الدولة وقانون ممارسة الحقوق السياسية 1974م، وتعديلات الدستور في 1975م، قوانين سبتمبر 1983م، لقد كانت أكبر ترسانة من القوانين المقيدة للحريات عرفتها البلاد في تاريخها الحديث منذ بداية الحكم البريطاني – المصري في عام 1898م ، ولكن تلك القوانين لم تحمي النظام، وكان مصيره لزوال في انتفاضة 1985م.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا عبد العظيم أنيس
- اضواء علي وثيقة(حول البرنامج).
- الدولة الوطنية والتعدد الثقافي
- خصوصية واقع المرأة السودانية
- أضواء علي المنهج ونظرية المعرفة الماركسية
- وداعا الراحل المقيم الطيب صالح
- حول المنهج الديالكتيكي
- الثقافة النوبية في السودان المسيحي الوسيط(500م - 1500م)
- خصوصية التشكيلة الاجتماعية لفترة المهدية(1885- 1898م)
- اصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير
- أضواء علي المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني
- المفهوم الماركسي لتحرير المرأة
- قضايا الصراع الفكري في الحزب الشيوعي السوداني، الفترة: مايو ...
- موقف الحزب الشيوعي السوداني من محكمة الجنايات الدولية
- التركيب الطبقي والاجتماعي لفترة المهدية في السودان(1885- 189 ...
- المفهوم المادي للتاريخ ودراسة المجتمع السوداني
- تعقيب علي د. حيدر ابراهيم علي
- في الذكري الرابعة لتوقيع اتقافية نيفاشا
- التركيب الاجتماعي لفترة النوبة المسيحية في السودان(500م- 150 ...
- قضايا ومشاكل العمل القيادي في وثائق الحزب الشيوعي السوداني


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - في الذكري ال 24 لانتفاضة مارس - ابريل 1985م