أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - يوحنا بيداويد - الاول من نيسان عيد اكيتو كيف تحول الى يوم الكذب؟















المزيد.....

الاول من نيسان عيد اكيتو كيف تحول الى يوم الكذب؟


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 03:32
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تمر علينا في هذه الايام ذكرى اقدم مناسبة قومية لسكان ما بين النهرين (جميع القوميات او التسميات) . حيث كانوا يحتفلون في مناسبة عيد اكيتو (1) الذي يقع في الاول من نيسان - راس السنة البابلية لمدة الاف من السنين ومنها اشتق رأس السنة البابلية الكلدانية والبابلية الاشورية وعيد نوروز في 21 من اذار العيد القومي للشعب الكردي(2) وكذلك الامم القديمة الاخرى مثل الفارسية والصينية والفرعونية.

في كل سنة من هذا الوقت تنشر مئات المقالات عن تاريخ هذا العيد القديم للعراقيين. الذي إن دل على شيء فهو يدل على عطش العراقيين اليوم الى البحث عن تاريخ اجدادهم بعد ان عاشوا في سجن مظلم طالت مدته حوالي خمسين سنة وبعد محاولات عديدة من قبل الحكومة السابقة لامحاء الهوية القومية لسكان وادي الرافدين القدماء.

اكيتو الذي تفسيره مشتق من الاسطورة البابلية عن الخلق، والتي تبدأ بالعبارة التالية : ( إينوما إيليش .........الخ ) اي عندما كان في الاعالي، وهي صلاة طقسية لتخليد سيد الآلهة (مردوخ) الذي خلق الحياة والطبيعة.

في مدينة بابل القديمة (3) اي قبل ما يقارب خمسة الالاف سنة كان الاحتفال يقوم على اساس عودة الحياة الى الطبيعة بعد ان عقد الاتفاق بين الالهة جميعاً لتحرير تموز خطيب عشتار من العالم السفلي وحصول الزواج بينهما، فتعود الحياة الى الطبيعة التي تمتلىء بضجيج و نشاطات الكائنات الحية من كافة انواعها في موسم الانجاب والتلقيح ونمو البذور.

كانت احتفالات عيد اكيتو تدوم 12 يوما، الايام الاربعة الاولى منها هي لممارسة الطقوس دينية وتقديم الصلوات والذبائح وقراءة قصة الخلق (قصة الخلق البابلية) وكيف جرت عملية اتحاد الالهة على ان يكون مردوخ رئيسهم بعد ان قام بثورة على الإلهة تيامات –إلهة الانوثة (جدته). اما الايام المتبقية بالاضافة الى الطقوس الدينية كان هناك فيها بعض مظاهر اجتماعية وسياسية.


اما كيف تحول عيد اكيتو رأس السنة البابلية الى يوم الكذب؟ فتلك قصة فيها الكثير من الغموض والاساطير والروايات غير الدقيقة.

البعض يقول ان الحدث ليس ببعيد وانما قريب نسبيا، يعود الى القرن السابع عشر حينما اتخد الملك لويس الرابع عشر( 1638 – 1715 م) ملك فرنسا من اليوم الاول لكانون الثاني رأس السنة المالية في فرنسا عوضاً عن الاول من شهر نيسان لانه عيد وثني .

وحسب هذه القصة، اصر البعض الاحتفال بهذه المناسبة بعد ان لبسوا ملابس متنكرة وصبغوا اوجههم كي لا يتم التعرف عليهم من قبل جنود الملك، لما سمع الملك لويس السابع عشر امر باحضارهم جميعاً اليه. وعندما سألهم عن سبب قيامهم بالاحتفال وعصيانهم لاوامره، انبرى متكلم حاذق من بينهم قال للملك : يا ملكنا العظيم إننا لم نخالف اوامرك وبالعكس حولنا هذه المناسبة الى مناسبة تافه لا تستحق الاحتفال فيها ، عملناها عيد مسخرة وكذب عن طريق لبسنا هذه الملابس الممزقة وهذه الاصباغ المزيفة. ففرح الملك عندما سمع هذا الكلام فلم يقطع رؤوسهم . ومنذ ذلك اليوم يطلق البعض عليه يوم الكذب عوضاً عن عيد رأس السنة التقليدية - عيد اكيتواو عيد عودة الحياة الى الارض بعد سباتها ستة اشهر (الشتاء) حسب اسطورة كلكامش ، عشتار وتموز.

البعض الاخر ينسبها الى قصص وروايات حديثة اخرى ، مثل كذبة مشهورة عملت مشاكل بعد ان صدقها عدد كبير من الناس. من الامثلة على هذه القصص هي الترويج الاعلامي الذي حدث في بداية القرن العشرين عن اقامة مؤتمر في نيودلهي لتوحيد الاديان والدعوة مفتوحة لحضور ممثلي جميع الاديان في العالم له. وحينما ذهبوا بعض الاوربيين الى هناك لم يجدوا اي شيء من هذا القبيل وانما اكتشفوا كانت كذبة .


لكن القصة التاريخية التي يرجحها الكثير من تحويل عيد اكيتو الى يوم الكذب كما هي ما يحدث في اليوم الخامس من احتفال عيد اكيتو، حيث يخلع الكاهن (الذي هو بمثابة اله مردوخ) التاج من رأس الملك ويأخذ الصولجان من يده ويخلع عنه رداء الملوكية ويأمره بان يركع امامه ويعترف بخطاياه ويطلب المسامحة والمزيد من القوة والسلطة لنشر العدالة والحق بين الناس.

هذه الحادثة جعلت كثير من الناس الغرباء في الامم الاخرى لا يصدقون ان يحصل ذلك فعلا، ان ينزل ملك مدينة بابل العظيمة او ملك الكلدانيين (حسب فترة الحكم) الى موقع الركوع والسجود وطلب المغفرة بعد تجريده من سلطاته القوية، فيعدونه امراً غير معقول، لا بل اكبر كذبة في التاريخ ولذلك شاع بين الناس ان يكذبوا في هذا اليوم، لان حتى الملك كذب فيه.

وهناك رواية غريبة اخرى تقول: (ان احدى ملكات بابل القديمة امرت بان يكتب على قبرها بعد وفاتها عبارة تقول: «يجد المحتاج في قبري هذا ما لايسد به حاجته اذا فتحه في الاول من نيسان» ولم يجرؤ احد على فتح القبر حتى جاء الملك الفارسي داريوس فأمر بفتح القبر فوجد لوحاً نحاسياً كتب عليه: «ايها الداخل الى هذا القبر انت رجل طماع وقح عطش الى نهب المال ولاجل اشباع نهمك اتيت تقلق راحتي في نومي الابدي مغتنماً فرصة الاول من نيسان ولكن خاب ظنك وطاش سهمك فلن تنال من لحدي الا نصيب الاحمق المعتوه». المصدر : الموقع Syria- news.com الرابطة http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=26230

اما الكذبة الكبيرة الاولى التي سمعتها وصدقتها ولازلت اتذكرها كانت في مدينتنا-في زاخو قبل حوالي اربعين سنة . لما كنت في طريقي الى المدرسة لاقيت اصدقائي العائدون من الدوام الصباحي الى البيت، فقال احدهم لي هل سمعت ما حدث بالامس؟ قلت (مندهشاُ) ماذا حدث؟
قال : ان فيضانا كبيرا ضرب زاخو عمل دماراً كبيراً جرف كثير من البيوت حول نهر خابور حتى جرف جسر دلي دلالي معه
( 4) معه فلم يبقى منه الا احجاراُ قليلة. فحزنت كثيرا وطلبت منهم ان نذهب هناك كي نرى ما حدث بالفعل . بعدما راى اصدقائي إني صدقت الخبر فعلاُ، ضحكوا علي جميعاً. قال احدهم الا تعلم اليوم يوم هو يوم الكذب – يوم الاول من نيسان.

املنا ان لا تصيب طموح شعبنا بهذه الكذبة في هذه الايام، فيظنون إنهم مثل ذلك الملك الذي يعيد الاله مردوخ سلطاته اليه من دون عمل وجهد وكفاح واخلاص ووحدة وتوافق بدون اكره الاخرين على ما يكرونه. بل الحفاظ على خصوصية واهمية كل واحد باعتبارها ثروة مهمة للجميع كما هو كل حجر مهم في بناء جدار اي بناية.
......................................

1- يطلق عليه عيد الربيع ايضاً
2 - ثورة كاوة الحداد ضد الملك الفارسي ( زاحاك ) الذي كان يريد ان تقدم له اولاد هذا الحداد الفقير كذبيحة له حسب الاسطورة .
3 - ذكر كاتب سفر الرؤيا في كتاب المقدس سقوط بابل وشبهه بحدث عظيم في تاريخ القديم بسبب المكانة الحضارية و العلمية التي كانت تمتلكها مدينة بابل في حينها .
4 - البعض يطلق عليه جسر العباس





#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا تسقط بابل الثانية من جديد
- متى يصبح الدين افيون الشعوب؟
- دراسة في ديالكتيكية هيجل
- كارل ماركس والثورة الاشتراكية
- كيف يصبح المالكي قائداً خالداً للعراقيين؟
- حركة العصر الحديث الى اين تقود مجتمعنا ؟
- الصراع الفكري بين الماديين والمثاليين حول طبيعة الكون
- الصراع بين الموضوعية والذاتية
- اسهامات فلاسفة العرب الاوائل في تطوير الفكر الفلسفي


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - يوحنا بيداويد - الاول من نيسان عيد اكيتو كيف تحول الى يوم الكذب؟