أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - البعث : عقيدة ملطخة بدماء العراقيين















المزيد.....

البعث : عقيدة ملطخة بدماء العراقيين


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 09:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبحث البعض استغباء او استغفال للآخر’ عـن بعث ملـطخ او غير ملطخ بـدماء العراقيين ’ وفي سياق عمليـة الخداع والتسويف تلك تـم اعادة الكثير مـن قادة الجيش السابق ورؤساء ومدراء اجهزة استخباريـة ومخابراتيـة خطيـرة الى اغلب مفاصل العمليـة السياسيـة وماكنـة السلطـة وعلى اعلى المستويات ’ يبدو ان عمليـة البحث عـن ابرياء مـن دم العراقيين بين صفوف حزب البعث سوف لـن تتوقف حتى يتم تقاسـم السلطة والنفوذ والثروات والملحقات الآخرى ــ للكعكة العراقية ــ بين عائلـة العقيدة المشتركـة مـن بعثيين سابقين وورثـة جـدد ’ وهذا ما رفضـه البعث الرسمي معتبراً نفسـه لازال حياً فاعلاً لا يمكن تقاسم ارثـه الذي سيسترجعـه جمهوريـة ثالثـة ثـم العودة بالعراق الى ازمنتـه العفلقيـة ’ وفي مواصلـة لعبـة الضغط عبر استعمال ادوات الفتن وتعميم الفوضى والموت اليومي والتدمير الشامـل وزرع الخوف والرعب في نفوس المواطنيين يبغي دفعهـم الى زازيـة الأمر الواقع قـدراً يتنازلون بسببـه عـن حصـة الأسـد على الأقل تمهـد لـه بعـد سنوات وربمـا اشهر الى القفز عبر انقلاب ابيض او احمـر او في قطار لصديق ليعود في العراق الى مربعه الدموي .
البعث ليس حزباً تم اسقاطه وانتهى الأمر’ انه عقيدة عنصرية شمولية تدميرية يجب وبالظرورة اجتثاثها واستبدالهـا تحولات جريئـة على اصعدة القانون والعدل والوعـي وترسيخ الثقافات الوطنية والأنسانية امناً وسلماً اجتماعياً طوعياً ’ عملية مضنيـة طويلـة الأمـد لهـا كلفتهـا ’ لكنهـا تبقى الطريق الأنجـع لأنقاذ الأجيال القادمـة على الأقل ’ هكـذا فعلت شعوب العالم للتخلص مـن الفاشيـة والنازيـة والتطرف العرقي عبـر اجيال حتى تـم تفسخهـا وانحلالهـا واحتواء مخاطرهـا واثارهـا بعـد تجفيف منابعهـا داخـل المجتمعات التي اصيبت بهـا ’ انهـا عقيـدة وارث ماضوي تضرب جذوره عميقاً داخل المجتمعات العربية ’ ونتيجة لحالة الأنكسارات والهزائم والأنتكاسات والأنحطاط الشامـل ’ لـم يبقـى لهـا مـن مصيرهـا الا الأنتحار تدميراً للذات والآخـر ’ انهـا لا تريـد ان تغادر مسرح التطورات الكونيـة دون ان تترك بصماتهـا الدمويـة تاريخـاً بشعـاً ’ ان ازمتهـا تكمن في يقضتهـا عـن حلـم بائس توهمت فيـه انهـا " خيـر امـة انزلت للعالمين " .
ان الضريبة التي دفعها العراق على محراب ذلك الوهـم ’ جعلت بناتـه وابناءه يقفون امام ابواب حتمية التحولات الديموقراطية وطنيـاً وانسانيـاً وظرورة الأنسلاخ عـن واقـع امــة تحتضـر بعـد ان استهلكت كـل عقاقيـر امجادهـا ’ ليبـدأوا اعادة كتابـة تاريخهـم الرافديني وصياغـة ذاتهـم واستعادة هويتهـم الحضاريـة المشتركـة ’ وهـذا مـا تنتظره جميع شعوب المنطقـة والعالـم المتحضر ’ وعليهـم ان ينسـوا تمامـاً حالـة الألتفات الى الخلف جزاءً او قطـراً مـن امـة تكـرر اعلان نهايتهـا مـن داخـل جامعـة انظمتهـا العروبيـة .
البعث عقيـدة عنصريـة شوفينيـة شموليـة تدميريـة لا يمكن اختزالهـا بأفراد او منظمات او احزاب ’ انها ثقافة مئآت السنين ’ لهـا تربتهـا ومناخهـا الأمثلين على امتداد الوطـن العربي دون استثنـاء ’ لهـذا يجب الأبتعاد عـن الأتجاهات غير النزيهـة للبحث في اوبئـة البعث العروبي عـن اقلهـا شروراً ’ ولا نستبعد ان البعض ممـن يفتعلون تصـدر عمليـة اجتثاث البعث استهلاكاً اتخابيـاً اوتشنجات رفض المصالحـة والتظاهـر الخجول في التضامـن مـع الضحايـا في الوقت الذي يشتركون في ماراتونات الوصول للعواصـم العربيـة بغيـة العناق السري والعلني المفعـم بالعاطفـة وشجـن الذكريات مـع الزمـر البعثيـة ’ انهـم يحملون ذات الجينات البعثيـة في تفكيرهم ووعيهـم وايديولوجياتهـم وسلوكهـم ــ والطيور على اشكالها ـــ .
ان حلم ( وهـم ) الوحـدة القوميـة التي خرجت عن الطريق السوي للتحرر والديموقراطيـة ووضعت سـرج فقـر الملايين وجهلهـم علـى صهـوة الـديـن والأبار النفطيـة واعتمدت طريق العنف الأنقلابي والتسلط الشللي والتضليل الشامـل في وحدة وحرية واشتراكية كما هو البعث العراقي السوري ومجالس شعبيـة جماهيرية ليبيـة ووهابيـة سعوديـة واشتراكيـة عربيـة مصرية وكيانات اسرويـة خليجيـة تفتقر الى اللون والطعـم او جبهات مشتركـة للصمود والتصدي ’ فجميعهـا ومهما تعددت وسائل التضليل هي عقيـدة تدميريـة متآمرة لا تمنعهـا انانيتهـا وضيق افقهـا ورغبتهـا في التسلط مـن ان تكون طابوراً اجنبيـاً لتدمير حاضر ومستقبل الشعوب وسرقة مستقبلهـا او مطيـة تعبـر على ظهرهـا المشاريع والمخططات والأطماع الخارجيـة ’ انهـا في مجملهـا عقيـدة ( محرقـة ) تتخـذ مـن التمسك بأذيال الفتوحات والغزوات والأمجاد وتشويـه الحقائق التاريخيـة التي في معضمهـا تـفـتـقـر الى المحتوى الأنساني سببـاً لوضـع الكثير مـن الشعوب والمكونات التاريخية والحضارية على حافة هاويـة الأنقراض ’ بعـد ان حرقت حاضـر ومستقبل مجتمعاتها بالذات ’ انهـا وحـدة انقلابية مبنيـة على الغدر والوقيعـة والأبادات الجماعية والأضطهاد والتنكيل العرقي والطائفي وموجات همجيـة مـن الردة والتخلف ’ جردت اهداف شعوبهـا والمباديء السماويـة لدينهـا عـن محتواهـا وقتلت روحهـا وجعلتهـا اداتين للتعنصـر والتطرف واحتقار الآخر ومحاولـة اجتثاثـه والغاءه ’ وكان العراق هـو النموذج الأسواء للكارثة وان الثمـن الذي دفعـه تاريخـاً وحضارة وقيمـاً انسانيـة هـو الأكبـر بين الكوارث ’ لهـذا يجب وبالظرورة على المجتمع العراقي ان يبـداء عمليـة اغتسال جذريـة مـن داخلـه ويخلع عنـه كـل اسمال التطرف والعنصرية ’ ويعيد تقييم العلاقات الداخلية بين مكوناته على اساس فهـم الآخـر وقبولـه شريكاً دون شروط وعلى ارضيـة الثقافـة الوطنيـة والمشتركات الأنسانيـة ويندمج مـع بعضـه على طريق التحرر والديمقراطيـة والعدل والمساواة مستقبلاً آمنـاً للجميــع .
ان تلك المباديء والقيـم والتوجهات في اعادة ترميم الذات والعلاقات الوطنيـة والأنسانيـة واصلاح الهويـة العراقيـة التاريخيـة الحضاريـة سليمـة تجمع فيهـا جمال كـل الوان طيفهـا الأجتماعي ’ لا يمكن جمعهـا مـع العقـد المدمـرة للعقائـد المتطرفـة بنموذجهـا البعثـي المرعب .
اجتثاث البعث فكراً وعقيدة وايديولوجيـة وتنظيمـاً وممارسات ارهابيـة ’ هي عمليـة حضاريـة على اصعدة الوعي والثقافـة وهي مـن المهام المباشرة للدولـة والمجتمـع بعـد ان يصبحـا في تمـام العافيـة مـن اصابات التطرف الطائفي العنصري ’ والشعب العراقي مؤهلاً تمامـاً في ان ينهـض ويغادر ذلك المستنقع التاريخي البغيض .
01 / 04 / 2009



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى السيد نوري المالكي .. فقط ..
- المنظمات المستقلة : هوية حضارية ...
- اين الوطنية في مصالحة البعثيين ... ؟
- يقرأون ويكتبون لأنفسهم
- 50% ناقص ( الداييني ) يساوي 137
- الأنقلابات الملونة ...
- المشهداني والعصى معه .. !!!
- الدسيسة تلد الدسيسة ...
- ديموقراطيتنا على محك حقوق المرأة والأقليات ...
- خسروا وانتصر العراق ...
- المرأة العراقية : تبقى الأشرف ..
- ارتفاع في اسعار الأصوات الأنتخابية ...
- انهم يسرقون الحسين ...
- الناس والشعائر الحسينية ...
- الوجه الأسوء للتزوير ..
- هل غادر الكورد الفيليين مربع مآساتهم ... ؟
- لأنها امرأة ... وشجاعة ايضاً .
- اقترحها امرأة ...
- حتى لا ننتحر بأصواتنا ..
- المالكي وخلفية البديل ...


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - البعث : عقيدة ملطخة بدماء العراقيين