أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الكونُ يتآمرُ من أجل تحقيق أحلامِنا














المزيد.....

الكونُ يتآمرُ من أجل تحقيق أحلامِنا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 09:30
المحور: حقوق الانسان
    


مَن قال هذه الجُملةَ الجميلةَ: "النورُ يظهرُ عندما نريدُ أن نراه، فإن أردنا العمى، احتجبتْ عنا الأضواءُ، ولو كنّا نسكنُ الشمسَ"؟ الحقُّ أنني كنتُ أفكرُ في جملةِ مفتتحٍ لمقالي هذا، حينما وصلتني هذه الجملةُ ضمن رسالة من الأستاذ إيهاب الكومي يحييني بها، ويرجو النساء العربيات أن يخرجن عن صمتهن ليؤسسن ثقافةً أنثويةً خليقةً بأن تنهضَ بالمجتمع؛ قائلا: "فكم من امرأةٍ تحملُ بين طَيّات عقلها ما يُسعدُ أجيالا قادمة، ولكنها، وبدون سبب وجيه، تؤْثِرُ التنحيَ، مُفْسِحةً الهوّةَ التناسبية بينها وبين إرثِنا الذكوري." وعليّ هنا أن أشكر الكومي مرتين. مرّةً لرهانه على كتابتي؛ راجيةً أن أظلَّ دائما عند حسن رِهانه، ورهان قرّاء "اليوم السابع" الراقين، ومرّةً على تلك الجُملة التي أسعفتْ مقالي. أحببتُ الجملةَ أيًّا كان قائلُها، الذي لا أعرفُه، ذاك أنني أؤمنُ بها أشدَّ الإيمان. فمثلما أؤمن أن النجاحَ قرارٌ، والإخفاقَ قرارٌ، والصِّحةَ والمرضَ قرارٌ، وحتى الشيخوخةَ والهِرَمَ ثم الموتَ، أو الشبابَ الدائمَ والخلودَ، قرارٌ، مثلما أؤمن بكل ما سبق، أؤمن كذلك أن البصرَ والعمى قرارٌ. لينين الرملي، في مسرحية "وجهة نظر"، وضع على لسان محمد صبحي، فارسِ المسرح النبيل، جملةً طفولية بديعة، وشديدة العمق والأثر. حين قال "عَرَفة الشَّوّاف"، الكفيفُ المبصر، لفرط حدسِه وذكائه: "لما اكتشفت إني أعمى، قلت ده أكيد إجراء عارض مؤقت، مجرد خطأ في الإجراءات، وبعد شوية حارجع أشوف تاني. لكن طبقات الظلام بدأت تتكاثف من حولي يوماً بعد يوم!" شيءٌ كهذا، ذاك أنني لا أذكر النصَّ بدقة. لكنه تعبير دقيق عن الحِيَل الذهنية التي يقوم بها المخُّ البشريّ من أجل الهروب من وطأة عبء ثقيل أو كارثة مروّعة لا قِبَل له بمواجهتها. حينما تُلمُّ بنا مُلِّمةٌ نقنعُ أنفسَنا أنها لم تحدث، أو أنها عارضةٌ وقتية، أو أنها نتاجُ خطأ في الإجراءات سرعان ما ينصلح. فإذا ما تأكدنا أن الكارثةَ حقٌّ واقعٌ لا فرار منه، ينقسم الإنسانُ، في ردةّ فعله، إلى أحد نموذجيْن. إما الاستسلامُ والقنوطُ والحَزَن، ثم الفرارُ الموغلُ نحو النفس ثم التشرنق، وربما الانتحار، أو، بالمقابل، يفعل مثلما فعل طه حسين في الحياة والأدب، وكما فعل عرفة الشوّاف، الرمز، فوق خشبة المسرح. يقررُ الأعمى أن يرى. بل يقرّرُ أن يرى أفضلَ وأبعدَ وأعمقَ مما يرى المبصرون. هذا النموذجُ القويُّ النبيلُ أدرك ببساطة أن البصرَ ليس عينًا ترى، بل عقلٌ يُجبرُ النورَ أن يدخلَه، فيدخلُه. في رواية "الخيميائي" لباولو كويللو، يقول سنتياجو: "إذا ما حَلُمَ الإنسانُ بحلمٍ، ثم صدّقَ حلمَه جدًّا، تآمرَ الكونُ كلُّه من أجل تحقيقه." وهذا حقّ. وهو ما آمن به كلُّ "طه حسين"، وكلُّ "عرفة الشوّاف"، وكلُّ "علي الفاتح"، صديقنا الذي تحدثتُ عنه في المقال السابق "مِن أين نأتي بسوزان، لكلِّ طه حسين؟" هذا "الفاتح" رفضَ الظلامَ المتكاثفَ من حوله، ففرَّ الظلامُ حاسرًا كسيفًا مُرتعبًا، ثم هو أمرَ النورَ أنْ يأتي، فأتى النورُ صاغرًا خانعًا طائعًا. بل إنه رفض أن يُمنَحَ ما يُمنحُ عادةً لمكفوفي البصر من تعاطف ومؤازرة، مُطالِبًا، بدلا من ذلك، أن ينالَ حقَّه الطبيعيَّ كمواطنٍ مصريّ يؤدي دورَ المواطَنة على أجمل ما يكون. يطالبُ بها حقوقًا، لا مِنحًا وعطايا. يقول في افتتاحيته الأخيرة، عدد فبراير 2009، بمجلة "شموع مصرية"، التي يترأس تحريرها: "لا نريدُ حقوقًا من صناديق النذور والزكاة، فنحن لسنا متسولين، ولا أحدَ يمنُّ علينا بحقٍّ أوجبه عيشُنا في هذا الوطن. نصرخُ بالحقوق، لأن حرمانَنا منها يعني بالضبط حرمانَنا من أداء واجبنا تجاه هذا الوطن."
ثم يرفضُ، في افتتاحيته نفسها، مقولاتٍ سخيفةً اعتاد الناسُ على قولها، من قبيل: "إخواننا المكفوفون، إخواننا المعوقون، الخ" مثلما رفض عبارة: "إخواننا الأقباط." ذاك أن الكلَّ أبناءُ هذا الوطن الفاتن "مصر". مُندّدًا بمثل هذه النعوت التمييزية، لما تنطوي عليه من عنصرية مقيتة وغير مفهومة. فكل هؤلاء مصريون، ولا تجوز الإشارة إلى جماعة منهم على أنهم أخوةٌ أو أشقاءُ، في حين يجوز ذلك حين نتكلم عن "الأشقاء العرب، أو الأخوة في الإنسانية. جريدة "اليوم السابع09" 24/3/



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما تشدي حِيلك يا بلد!
- من أين نأتي بسوزان، لكلِّ طه حسين؟
- طواويسُنا الجميلةُ
- أنا أقولُها علنًا!
- وأين صاحبي حسن؟
- حينما للظلام وَبَرٌ
- الله كبير!
- -وهي مصر بتحبني؟-
- الحقلُ هو سجادةُ صلاتي
- مصرُ الكثيرةُ، وأمُّ كلثوم
- أيها العُنُقُ النبيل، شكرا لك!
- مصرُ التى لا يحبُّها أحد!
- قديسٌ طيبٌ، وطفلٌ عابرٌ الزمن
- رُدّ لى ابتسامتى!
- ومَنْ الذى قتلَ الجميلة؟
- كانت: سيفٌ فى يدِها، غدتْ: شيئًا يُمتَلَكُ!
- بالرقص... يقشّرون أوجاعَهم!
- الجميلةُ التي تبكي جمالَها
- صخرةُ العالِم
- يُعلّمُ سجّانَه الأبجدية في المساء، ويستسلم لسوطه بالنهار


المزيد.....




- القاهرة الإخبارية: مئات الشاحنات تستعد للدخول إلى غزة لإغاثة ...
- ممثل أبو مازن بالأمم المتحدة: الشعب الفلسطيني ضحية قرارات دو ...
- -لازاريني- يحذر من الرضوخ لطلب الاحتلال حل -الأونروا- + فيدي ...
- بن غفير يطالب بإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل -اكتظاظ السجون-! ...
- رايتس ووتش وهارفارد تدقان ناقوس الخطر بشأن أثر المتفجرات على ...
- بن غفير يدعو لـ -إعدام الفلسطينيين- لتخفيف اكتظاظ السجون
- الضرب والتعذيب سياسة يومية.. هيئة الأسرى: استمرار الإجراءات ...
- وزارة الدفاع الوطني بالجزائر: إرهابي يسلم نفسه للجيش واعتقال ...
- أميركا تؤكد عدم تغير موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ...
- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الكونُ يتآمرُ من أجل تحقيق أحلامِنا