أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - ما تشدي حِيلك يا بلد!














المزيد.....

ما تشدي حِيلك يا بلد!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2603 - 2009 / 4 / 1 - 09:15
المحور: سيرة ذاتية
    


"مدد مدد/ وشدى حيلك يا بلد/ إن كان في أرضك مات شهيد/ فيه ألف غيره بيتولَد/ بُكره الوليد/ جاي من بعيد/ راكب خيول/ فجره الجديد/ يا بلدنا قومي واحضنيه/ ده معاه بشاير ألف عيد/ قومي انطقي/ وسيبك بقا/ من نومة جوا في شرنقة/ ده النصر محتاج للجَلَد/ ومدد مدد/ لو كان في قلبك شيء قوليه/ الحزن هيفيدك بإيه/ يا سكة مفروشة بأمل/ مشوارنا حُطّوا العزم فيه/ يا بلدنا سيبك م الدموع/ قومي اقلعي توب الخضوع/ ده الحق لسه بيتجلد/ ومدد مدد."
هل تذكرون هذه الأغنية الفاتنة؟ كتبها الشاعر إبراهيم رضوان، ولحّنها وغناها المطربُ والمناضلُ المثقفُ محمد نوح عام 1968، بعد هزيمة يونيو الأسود. ولأن القائمين على الهزيمة شاءوا لها أن تُسمى "نكسةً"، لا "هزيمة"، فكان لابد من نسْج سياق اجتماعيّ وفكريّ، بل وفنيّ، يتّسقُ وهذه المشيئة السياسية! كان لابد من تفريغ الشعب من كلّ حسّ بالهزيمة، فليست إلا نكسةً عابرة! ومن ثم نهضتْ أغنياتٌ "تفريغية" مثل "العتبة جزاز والسلم نايلوا في نايلوا" وسواها. بينما أغنيةٌ تعبويةٌ رافعةُ العزمِ، شادّةُ الأزر، ناشدةٌ الكفاحَ والأملَ، لابد أن يَخْفُتَ صوتُها، ثم تُوأد. وقد كان. أخبرني الأستاذ نوح أن هذه الأغنيةَ لم تُسجّل أبدًا في الإذاعة! بل أنه سُجِنَ بسببها في معتقل القلعة! (أيتها القلعةُ، كم شهدتْ جدرانُكِ من رموزنا؟)
وسألته مندهشةً: لو لم تكن في أرشيف الإذاعة، فأين سمعتُها أنا، وحفظتُها، وسمعها الناسُ، وحفظوها؟ فقال: لابد من نثاراتٍ هنا أو هناك! وهذا مدهش بحق، فالأغنية تتردّدُ في عمقي كأنما أسمعُها كلَّ يوم! فكيف ضحَّتِ الإذاعةُ المصرية بحفظ مثل تلك الأيقونة من عتمة النسيان؟ لكنْ، أحقًّا يمكن أن تسقطَ قطعُ الفنّ في هوّة الفقد؟ مستحيل. فذاكرةُ الناسِ أقوى، وأشدُّ نبلا من ذاكرة الاسطوانات الباردة، ومن مكائد الساسة. لهذا وصلتنا الأغنيةُ، وسوف تصلُ أولادَنا وأحفادَنا.
سألتُه: ولِمَ لمْ تسعَ أنتَ لحفظ تراثك في شرائطَ واسطواناتٍ؟ فأجابني بالرفيعِ الذي كنتُ أتوقّع: "ليس على الفنان إلا أن يُبدعَ. أما حفْظُ إبداعِه فحريٌّ به آخرون." معك حق يا أستاذ!
رفضتِ الإذاعةُ المصريةُ إذن إذاعةَ الأغنية عام 68، وعوقبَ الفنانُ بشأنها. اتهمه الإخوانُ بأنه شيوعيّ؛ يحضُّ على النضال والثورة! واتهمه الشيوعيون بأنه من الإخوان؛ لأنه يقول "مدد"! وتشتتْ دمُ الفنِّ النبيل بين القبائل! على أنهم، بعد "نصر" أكتوبر 73، بحثوا عنه، وعن أغنيته، وطالبوه بأن يغنيها. وغنّاها. ولم تُسجّل أيضا. ثم سأله المحامون أن يغنيها في نقابة المحامين في عهد عبد العزيز الشوربجي، وبعدها هتف النقابيون: الشعوبُ تجوز عنها النيابة! وقاموا بتسجيلها وحفظها في دار الكتب، كإحدى الأغنيات الشاهدة على تاريخ مصر. وهي النسخةُ الوحيدة الموجودة في ذاكرة مصر الآن! أما نوح، فمعتكِفٌ في بيته بالنزهة، يقيم ندواتٍ فكريةً أسبوعية مع أصدقائه من مثقفي مصر، هاربًا من الضوء. لكنه بشّرني بحوار قريب مع جريدة "اليوم السابع"، ينحو نحوًا فكريًّا سياسيًّا ثقافيًّا، وليس وحسب فنيًّا. لنتأكدَ أن مصرَ، مهما ضربتها المِحَنُ، غَنيّةً بقاماتها الرفيعة لم تزل. لشدَّ ما نحتاج الآن أن نقولَها، بصوتٍ واحدٍ قُوامُه ثمانون مليون حنجرة: شدي حيلك يا بلد! جريدة "المصري اليوم" 30/3/09



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أين نأتي بسوزان، لكلِّ طه حسين؟
- طواويسُنا الجميلةُ
- أنا أقولُها علنًا!
- وأين صاحبي حسن؟
- حينما للظلام وَبَرٌ
- الله كبير!
- -وهي مصر بتحبني؟-
- الحقلُ هو سجادةُ صلاتي
- مصرُ الكثيرةُ، وأمُّ كلثوم
- أيها العُنُقُ النبيل، شكرا لك!
- مصرُ التى لا يحبُّها أحد!
- قديسٌ طيبٌ، وطفلٌ عابرٌ الزمن
- رُدّ لى ابتسامتى!
- ومَنْ الذى قتلَ الجميلة؟
- كانت: سيفٌ فى يدِها، غدتْ: شيئًا يُمتَلَكُ!
- بالرقص... يقشّرون أوجاعَهم!
- الجميلةُ التي تبكي جمالَها
- صخرةُ العالِم
- يُعلّمُ سجّانَه الأبجدية في المساء، ويستسلم لسوطه بالنهار
- حين ترقصُ الأغنيةُ مثل صلاة


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - ما تشدي حِيلك يا بلد!