أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حمزه الجناحي - هكذا ُرد الجميل الى ضحايا البعث ...















المزيد.....

هكذا ُرد الجميل الى ضحايا البعث ...


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 09:11
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


التقيتها وهي عائدة من المدرسة القريبة بعد ان ادلت بصوتها وكانت في غاية الفرح جالسة على عربة مدولبة تدفع بها ابنة ولدها البكر الشهيد الاول من ثلاثة اولاد غيبهم صدام وحزبه في سجونه واعدمهم طالبا من تلك المراة ان تعطيه ثمن الطلقات التي اعدم بها اولادها الاثنين اما الثالث فقد اتوا بعظامه من المقابر الجماعية من مقابر المحاويل سيئة الصيت بكيس من النايلون لايتجاوز وزنه الاربع كيلوات ليضعوه امام تلك المراة القوية ويخبروها بان تلك العظام هي لصلاح قيل لي وقتها ان ام عماد لم تذرف دمعة واحدة على صلاح عرفناها امراة قوية ربت احفادها بشرف بعد ان توفي والدهم وبقيت وحيدة ...
سالتها بعد ان ادلت بصوتها لمن اعطيت صوتك
قالت لي ووجهها ضاحك
(المن يمه اشعدنه غير المالكي)
اجبتها ,,أي بس المالكي مامرشح بالانتخابات
ولو,, هي هذي موقائمته والمرشحين ربعة,, اجابتني
أي يمه بس ماكو واحد من منطقتنا ابهاي القائمة امرشح ياحجية أي غير اترشحين واحد من الولاية لمجلس المحافظة حتى باجر ايفيد الولاية
ماكو فرق يمه المهم المالكي
بعد ان الححت عليها بالاسئلة الكثير لأكتشف لماذا اختارت تلك المراة في انتخابات المحافظات لتختار قائمة ائتلاف دولة القانون أللذي يتزعمها المالكي وهي نفسها من تحركت على النساء وبعض البيوت وهي توزع صور المالكي وخاصة على البيوت التي قدمت الضحايا والشهداء وكان هذا الامر معروف لدى الناس حتى ازعج الكثير من المرشحين في المدينة ,,
وانا اسير بجانب تلك العربة واحدثها التفتت لي وقالت
يمه اني بس اكلك شغلة وحدة حتى تفهم ليش اختاريت المالكي
تره المالكي الوحيد اللي اخذ بثاري وفرح كليبي
اشلون حجية بروح ابوج
هاي شنو يمة ايكولون عليك انت اتعرف كلشي وبالسياسة هم تفتهم
أي كليلي ليش يا ام عماد
ها ثاريك صدك لسة ما عرفت ,,
المالكي هو الوحيد اللي رضة ايوقع على اعدام( صديم) ها موكلهم ماوقعوا كل واحد صار السانة اشطولة مو هو الوحيد الوقع وخلصنة من ابن صبحة يايمة أي شلون بعدما ننتخبة
كانت تلك المحادثة في يوم الانتخابات وبعد اعلان النتائج في اغلب المحافظات العراقية وخاصة في الوسط والجنوب اكتسحت تلك القائمة كل القوائم وحصل ممثلوها على اغلب المقاعد في مجالس المحافظات والحقيقة كانت ام عماد هي نموذج للناس المظلومين والمعدمين والمضحيين اللذين انتخبوا تلك القائمة كرد للجميل للسيد رئيس الوزراء على اعدام صدام حسين وتوقيعة على امر الاعدام بعد ان اعتذر السيد رئيس الجمهورية مام جلال وغيره من الهيئة الرئاسية واخذ هذا الفعل وقعه على تلك الشريحة وما اكثرها خاصة وان الكثير من المناطق لايعرفون من هم ممثلي القائمة التي يقودها المالكي وبعض المناطق حتى انها لايمثلها من نفس المنطقة مرشح لكن المهم ان رئيس القائمة هو المالكي وصوره وبوستراته والدعاية الانتخابية كانت بأسم المالكي وهذا هو السبب الرئيسي لفوز تلك القائمة التي اعطت صورة للشارع وللسياسيين ان الوسط الشعبي والسواد الاعظم مع رئيس الوزراء وهذا ما جعل السيد المالكي بعد تلك الانتخابات يطلق ويعلن استعداده للمصالحة مع البعثيين وربما ان الامر متأتي من الاعتداد بالنفس او الغرور السياسي او بداية لصناعة الشخص الواحد المتفرد او صناعة الدكتاتور فالجميع ياتي على جواد الحكم فقير همه الشعب ويطلق الوعود والعهود والمواثيق لأنقاذ ذالك الشعب وبعد ان يصل الى ذالك الكرسي العقيم ويبدأ عندها كيفية دق مسامير البقاء ومن أي نوع واي مطرقة لتثبيت ذالك الكرسي...
مرت الايام وبعد اطلاق السيد المالكي لمشروع المصالحة وانا ذاهب الى عملي وجدت تلك السيدة العجوز ام الشهداء التي التقيتها يوم الانتخابات امام دائرتي لديها معاملة وتطلب الامر حضورها امام الموظف بمجرد ان راتني تلك السيدة شعرت انها لاتريد الكلام معي ومن حركة عفوية عملتها وهي تحرك احدى دواليب تلك العربة الى الجهة الاخرى لتتحاشى رؤيتي او رؤيتها لكن النعام كل جسده ظاهر والغزال يخفي رأسه خلف شجرة وكل جسمه ظاهر للصياد اقتربت منها وسالتها..
ها ام عماد اشعندج هنا ؟؟
لا ماكو شي قالت لي وسحبت فايلها من يديها ومسكت بمقبضي عربتها ودفعتها امامي الى غرفتي جلست على كرسيي وناديت على الفراش ليجلب لتلك السيدة شاي وانا اقلب معاملتها عرفت ما تريد وماهي نواقص تلك المعاملة وذهبت الى احدى زملائي في الدائرة لإكمال تلك المعاملة احتراما لأولادها الشهداء وهي صامته لا تلوي عن شيء لكني اشعر بان الخجل والحرج مرسومان على محياها التي أتعبتهما الآلام والأحزان والمأساة
وبما اني اعرف انها امراة متميزة وعاقلة وخبرتها السنين كنت اتوقع في أي لحظة تفتح ذالك الموضوع وتعيد الحديث فيه (موضوع الانتخابات)
نظرت لي نظرة شعرت وقتها انها تريد ان تجد الكلمات المناسبة لتفتح ذالك الحديث او انها تمنت ان افتحه وابتدأ بالحديث ,,
تفاجات عندما قلت لها ها يمة راح تخلص المعاملة شويه ويجيبوه الج ,,
سمعت بعض الكلمات نطقتها لكن بهدوء ووجهها الى الارض وهي تكابد ان لا تخرج تلك الكلمات وكأنها قد ارتكبت ذنب ولا تريد الحديث عنه ...
انبكنه الظهر الحمر ...
أيريد ايحط ايده بديهم ..
بعده يمه دم اولادنا مايبس ..
رفعت راسي ورميت بقلمي وانا انظر الى تلك المراة المسنة وهي تنطق بعباراتها المتلاحقه وكانها عيارات نارية لكن ذالك اللسان ينطق الكلمات بحزن واسى واضح لم أألفها تخرج من فم تلك المراة القوية
اجبتها حتى استفز مشاعرها واجعلها تخرج كل ماعدنها من كلمات وتريح نفسها من عذاب الحدث خاصة وان تلك الشخصية اصبحت عندها اهم من ابناءها وهي التي رفعت راية بيضاء على سطحها بعد ان فازت قائمة المالكي بالانتخابات ...
هاي شنوا ام عماد موانتي مره امعدله اي هي هاي السياسة انت موكل الزين اتعرفين ,,
جاء الفراش بمعاملة ام عماد ليخبرني انها مكتملة وانا امد بيدي لأستلم المعاملة من الفراش سبقت يدها يدي لتأخذ المعاملة وبسرعة عجيبة حركت كرسيها مبتعدة مني وهي تقول وتتمتم
هاي السياسة هه..
واحنه...
واحنه...
وأولادي...
وفروخهم...
دكل الله شوفه يقبل ...
مو هذولاك الكتلوا اولادي اشسولهم...
هذا اخر ماسمعته منها وبدأت الكلمات تبتعد لكن انا متأكد انها لم تتوقف عن الكلمات وهي تطلق بعياراتها الناريه نحو المصالحة الوطنية التي يريدها دولة رئيس الوزراء مع البعثية .



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولاء السفيرللوطن فوق الطائفة والقومية
- المحاصصة لأختيار مفوضية الانتخابات كانت السبب
- إذا كان الوزير لديه جوازين فلا اعتراض على سفراءه
- حواسم ايام السقوط أم حواسم السنين الست
- أيها السادة تعلموا الدرس ,,,الكوليرا قادمة
- تصالحوا مع ضحاياهم قبل ان تتصالحوا معهم
- النخلة العراقية...بين إعدامات الأمس ومشنقة اليوم
- ألا تستحق المرأة العراقية وزارة بحقيبة
- البيئة العراقية : تلوث مع سبق الإصرار
- أزمة برلمان أم أزمة مصالح
- ب(65) صوت فقط يصبح ممثل للشعب
- الواصل (370) مليار دينار والطلب (489)مليار دينار
- نسب من وحي المفوضية
- في محافظة بابل ...باكوا الخيط وذبحوا العصفور
- by..by محمد ألعوضي
- نساء الطابوق ليست المهنة الأصعب التي مارستها المرأة العراقية
- أمنياتنا بطول العمر والله وفيتوا وكفيتوا
- العراق ليس ملك لحكومة او مكون بعينه
- أي امرأة في العالم مرت بمثل ما مرت به المرأة العراقية ؟؟
- فؤاد سالم وكريم منصور ...


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حمزه الجناحي - هكذا ُرد الجميل الى ضحايا البعث ...