أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - مصطفى حقي - إلغاء عقوبة الاعدام في الدول العربية بين الواقع والممكن ..؟















المزيد.....

إلغاء عقوبة الاعدام في الدول العربية بين الواقع والممكن ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 09:45
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


كنت قد بحثت موضوع عقوبة الاعدام في الحوار مقالين الأول بعنوان عقوبة الاعدام عدالة متخلفة سادية منشور في 6-4-2007 والثاني بعنوان عقوبة الإعدام ونظام السجون لا يواكبان عدالة العصر ...؟ منشور في 23-10-2007 بالاضافة إلى موضوع حوارٍ برعاية موقع آفاق بتاريخ 21-6-2008 سأذكر المقدمة : استضاف موقع آفاق ضمن سلسلة الحوارات التي تهدف إلى الإصلاح والتنوير داخل المجتمعات العربية القاضي والمستشار القانوني السوري مصطفى حقي والذي شكك في جدوى استخدام عقوبة الإعدام كرادع لمنع الجريمة، وان هناك تفريط من قبل القانون في إصدار مثل هذه الأحكام كما شبه حقي آلية تنفيذ أحكام الإعدام في دولنا العربية من خلال قطع الرؤوس والرجم بأنها مناظر سادية يمكن أن تنمي عند المنحرفين الجريمة وسفك الدماء.وتطرق إلى إقرار الولايات المتحدة الأمريكية لقوانين الإعدام برغم من أنها دولة متحضرة ورجح ذلك إلى أن الشعب الأمريكي نفسه لم يصل بعد إلى مستوى درجة التحضر التي وصلت إليها الشعوب الأوربية و التي ساهمت في إلغاء تلك العقوبة ، كما أكد إلى ضرورة احترام آدمية الإنسان قبل إصدار مثل هكذا أحكام، لان المجرم نفسه قد يكون ضحية لعدم عدالة المجتمع.وقال إن القوانين والنظم التشريعية هي انعكاس لثقافة تلك الشعوب وان العقوبات التي تتسم بظاهرة الانتقام والتشفي العلني الصاخب ورؤية الرؤوس المقطوعة والدم المتناثر هي أقرب إلى طبيعة الغاب
ومن سياق الموضوع فان العقوبات مرآة عاكسة للشعوب في تأخرها وتقدمها فعقوبات شرعة الغاب كان يطبقها الغابيون بقسوة ووحشية وهو ما قصدته في جزء من مقالي الأول ..: القوانين والنظم التشريعية هي انعكاس لثقافة تلك الشعوب بالأخص العقوبات منها والتي تتسم بظاهرة الانتقام والتشفي العلني الصاخب ورؤية الرؤوس المقطوعة والدم المتناثر وخلجات أجساد المعلقين بالحبال وأنّات وصراخ المحروقين وتوسلات المصلوبين التي تريح تلك الجماهير المحتشدة نفسياً وتشعر بلذة الانتقام الوحشي والذي هو أقرب إلى طبيعة الغاب ، فلا انتصار ولا عدالة إذا لم تتلطخ الشفاه بالدم القرمزي وتتلوى الضحية ألم الافتراس ، وهاهي الجماهير الفرنسية تخرج عن بكرة أبيها تحيط بالمقصلة وهي تأز هابطة وتفصل الرؤوس عن أجسادها تحت هتاف وغبطة تلك الجماهير وأيضاً يحيطون بأجساد حيّة مشدودة بحبال على أعمدة وفجأة تلتهب النيران من حول تلك الأجساد التي يعلو صراخها والمتفرجين في غاية السعادة ، وهاهو قائد الجند يأمر بسبي نساء وأطفال المدينة وذبح رجالها وحصر الناس في الجوامع والكنائس وحرقهم أحياء ومسلسل دموي عبر القرون الوسطى والحروب الصليبية ومذبحة القدس وقبلها الغزو الإسلامي ومذبحة بني قريظة وفي العصور الحديثة مذابح الحربين الكونيتين التى قضت على أكثر من خمسين مليون ضحية ، ومذبحة مدينتي هيروشيما ونياكازاكي بالقنبلة الذرية الأمريكية وبالأمس القريب، مذبحة قانا وقبلها دير ياسين ... ومن ثم هاهي دموع صدّام تنهمر وهو يشاهد إعدام رفاقه البعثيين لأنهم خالفوه بالرأي ثم مذابح الأنفال وبعدها الكيماوي واليوم مذبحة إسلامية إسلامية تنفذ يومياً في العراق تنفيذاً لفلسفة العقوبة والعقوبة المضادة ، والمشكل أن القتلة من الطرفين مبشرون بالجنة ، وسيكون الأتي أعظم عندما سيتواجهون في الجنة ، بالتأكيد سيعلن الخالق النفير العام وستستنفر الملائكة وتعلن أحكام منع التجول وستشكل المحاكم المدانية تحت ظل قانون الطواريء ، وقد يغضب الإله ويعيدهم جميعاً إلى الأرض حارما إياهم من نعيم الجنان وليتذابحوا حتى يفنوا بعضهم بعضاً ..
كل تلك المقدمة لأبين من أن العقوبة ترتبط بثقافة الشعوب وعصرنتها وارتباطها بالمفهوم الإنساني وابتعادها عن مفهوم القبلية والولاء والبراء وان الإنسان هو عبد للسلطة وحياته بطاقة مرور مؤقتة يعلن فيها الطاعة العمياء لحكامه ثم ينتقل إلى دار الآخرة حيث الأبدية والجحيم والنعيم ، والحرية كلمة مستوردة ملحدة والديمقراطية تعدٍ على حق الإله في الحكم وانقلاباً عليه .. ؟
وأجد في مقالي الثاني إجابة قد تكون مقنعة من أجل رفع سوية هذه الشعوب ولو نظرياً وفي قالب تفاؤلي
: يولد الإنسان بريئاً لاحول له ولا قوة .. إما أن يولد سليماً معافى صحياً وجسدياً ونفسياً وبلا أية إعاقة أو يولد وهو يعاني من أمراض جسدية مزمنة أو عاهات لازمة أو أمراض نفسية لا تجعل منه إنساناً سوياً ، فالقسم الأول من المواليد المعافى صحياً جسدياً ونفسياً يمكنه أن يشق طريق الحياة بلا أية معوقات يُرضي الناس ويُرضي الإله وبالنتيجة فله الجنة لأن الله كان راضٍ عنه منذ بداية خلقه ، وأما القسم الثاني الذي ولد مشوهاً أو معاقاً أو يعاني من اختلالات نفسية وعقلية بالتأكيد لن يكون رجلا صالحاً في المجتمع وسيخرق القوانين الوضعية والإلهية ويرتكب الجرائم وسيكون مصيره جهنم لأن الله قد خلقه ناقصاً ومريضاً وليس سوياً ..
ومما تقدم فإن فرض عقوبات الإعدام بعد أخذ بشاعة الجريمة وفظاعتها عين الإعتبار دون التعمق والنظر في حال المجرم النفسية والجسدية والتي قادته إلى ارتكاب جريمته تلك ومقارنة ذلك فيما إذا كان المجرم لم يكن يعاني العوامل المرضية والجسدية التي تجعل منه منرفزاً وثائراً وغاضباً إلى درجة الهيستريا وعدم تمييز الصح من الخطأ هل يكون عندها حكم العدالة عادلاً ، وعليه فإن فرض عقوبة الإعدام كأنه يوافق غضب الإله على هذا الشخص منذ بداية خلقه وهو غير مسؤول البتة عن الشكل الذي خُلِق عليه وكذلك الأخذ بعين الاعتبار البيئة التي تربى فيها المجرم ومجموعة العادات والتقاليد التي كان يعتنقها ويؤمن بها والتي قد تكون هي المسؤولة بالدرجة الأولى على دفع المجرم لارتكاب جريمته وأيضاً ليس له يد فيها لأنه خُلِق في تلك البيئة وتشرّب عاداتها ، فالإنسان العاقل ومن الفئة الأولى لا يقدم على أية جريمة ضد الآخرين وأموالهم وأنفسهم لأنه عاقل ويفهم ماله وما عليه وباتزان نفسي يملك فيه زمام المبادرة والتفكير السليم .. إذا فإن فرض عقوبة الإعدام على أي شخص دون الأخذ بعين الاعتبار فيزيولوجية المجرم وانتمائه البيئي وعقيدته الدينية التي تدفعه إلى قتل الآخرين بغية نيل ثواب الآخرة مغرراً به من قبل القائمين على ذلك الدين .. ولولا ذلك لما ارتكب جريمته المنكرة ..
وبالنتيجة نحن لسنا مع عقوبة الإعدام غير العادلة بنظرنا وإبدالها بالسجن المؤبد مع إعطائه فرصة إعادة تكوين نفسه فكرياً بمتابعة الدراسة وسلوكياً بتعلم مهنة والإبداع فيها .. إذا يجب أن تحدث ثورة كبيرة في نظام السجون وأن يكون السجن مدرسة كبيرة لإعادة تأهيل هذا المجرم صحياً بالمشافي التابعة للسجن ونفسياً بمنحه فرصة تعليمية كبيرة لينال الشهادات العلمية العالية وفرصة مهنية لينخرط في ورش مهنية في داخل السجن أيضاً ليتعلم مهنة ويجيدها وأن يكون رائداً فيها بحيث يبتكر في مهنته وسائل تنميها وتفوق مثيلاتها أي أن يكون مخترعاً وليس مقلداً وكذلك في مجال الدراسة يجب فتح أبواب الدراسة أمام السجين المحكوم بالمؤبد وكذلك من سيمضون أعواماً طويلة تزيد على العشر سنوات وفي كافة المجالات العلمية والنظرية والمهم أن يرتقي في دراسته مكفراً عن جريمته وساعياً لنيل درجة علمية عالية وحتى في مجال الطب .. ومنه يجب أن يصدر تشريعا مواكباً لنظام السجون الحديث وتشكل لجنة حكومية عالية المستوى تجتمع مثلاً كل خمسة أعوام وتنظر في أوضاع السجناء المبدعين والذين نالوا شهادات علمية عالية أو وصلوا لأبحاث نادرة على مستوى الدولة والعالم وكذلك المهنيين الذين وصلوا إلى اختراعات وابتكارات أيضاً على مستوى الدولة والعالم ، وتعمل اللجنة على منح المتفوقين علمياً ومهنياً عفواً عاماً عن كامل العقوبة أو جزء منها ، وهنا نكون قد أنقذناً إنساناً من الإعدام لمجرد خطأ ارتكبه للمجتمع يد طولى فيه وكذلك للبيئة وللخالق ....ولا عقوبة للإعدام ؟!
ولكن مابين الواقع والممكن في الوطن العربي هنا واقع إشكالي مرير في إلغاء تلك العقوبة القاسية والذي سيمدد الدافع القبلي المتوارث وهو جرائم الثأر والتي تتعلق بشرف وكبرياء الأسر العربية وكذلك جرائم الشرف والتي تنال من الأنثى والتي تكون هي الضحية في معظم القضايا واعتبار عدم الأخذ بالثأر وذبح ضحية الشرف وصمة عار تلحق بالعائلة ويوصمون بالجبن ، وبرأيي عدم التهاون في مثل هذه الجرائم البشعة لأن القتلة يتجاوزون الدولة وهيبتها ويحلون محلها لتطبيق قوانينهم العرفية في مسلسل يكاد لاينتهي ويشكل عدم استقرار وتضطر كثير من الأسر الهجرة من المنطقة موقع الجريمة إلى مناطق بعيدة في تشتيت قسري للعوائل وتراجع اقتصادي وعدم شعور المواطن بالأمان في وطنه ، وأرى تعديل قوانين العقوبات واعتبار أسباب جريمتي الثأر والشرف سببين مشددين وإذا تما أو اقترفا عمداً وعن سبق تصور وتصميم يجب أن يعدم الجاني ولكن بعد محاكمة عادلة وإلغائها عن بقية الجرائم واستبدالها بعقوبات حبس أقساها المؤبد ..؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكهرباء في سورية بين الحاجة والتقتير وشرعية التسعير ..؟
- الهدية ...؟ قصة قصيرة
- واقع المرأة العربية في بداية الإسلام لم يعد بداية ....؟
- زوال التخلف رهن بتطبيق العلمانية ولا خيار..؟
- الهام لطيفي تحاورالاستاذ مصطفی حقی
- ليستمر منبر الحوار المتمدن متمدناً .. ؟
- تعدد الشخصيات وشم تراثي في مجتمعنا العربي ..؟
- كل صباح وأنتم بفتوى .. ويحق للجيران طلب تطليق زوجين متشاجرين ...
- معركة الأحذية في العالم العربي يتوجها البشير ..؟
- الرجال محجوبون قبل النساء في هذا الشرق السعيد...؟
- عيد الأم عيد الأرض الوطن...؟
- نظام (الكوتا) خط عبور ذكي لأنصاف المرأة ...؟
- عندما يكفّر المسلمون بعضهم البعض ,,؟
- هل السجود للأقوياء دليل احترام أم إذلال للساجد ..؟
- أردوغان والعوم في بحر السياسة الهائج .. ؟
- نظام الخلافة الإسلامية مستمر في البلاد العربية وبجدارة ..؟
- من هو المسؤول عن قتل ليليان ووالدتها المقعدة وبوحشية ..؟
- القومية والدين في البلاد العربية ..؟
- مستقبل القضية الفلسطينية تركها فلسطينية بلا عربية ...؟
- الكاتب المسرحي وورطة الإخراج ...؟


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - مصطفى حقي - إلغاء عقوبة الاعدام في الدول العربية بين الواقع والممكن ..؟